المحرر موضوع: التعديل الطقسي ودور الكاهن والشماس/ ملاحظات  (زيارة 1782 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التعديل الطقسي ودور الكاهن والشماس/ ملاحظات

بدأ العمل بالتطوير في رتبة القداس الكلداني الذي لم يشهد تعديلا هاما يذكر منذ فترة ليست بالقصيرة قبل الموعد المعلن عنه سابقا وهو عيد الدنح القادم ويعتبر أي تطوير ذا أهمية كبيرة لأن هناك مستجدات في كل نواحي الحياة بما فيها الأمور الدينية وعليه فأن تنظيم الصلوات بما يساير الزمن  أمر مرغوب ومطلوب  والملاحظ في هذا التطوير من الوهلة الأولى هو تغيير مواقع بعض الصلوات وأضافة فقرات كانت ملغية سابقا لأنها تؤدي الى الأطالة في وقت القداس من دون أن تكون لها أهمية أيمانية كبيرة ومنها مثلا  الباعوثا أو (ܢܩܘܡ ܫܦܝܪ) التي من ضمن فقراتها التذكير بأسماء الرؤساء الدينيين وهم بابا روما والبطريرك والمطران  بالأضافة الى أن هذا التعريف بالرؤساء قد  تكرر ضمن صلاة أخرى مضافة.

 هناك فقرة في صلوات القداس تأمر غير المعتمذين  والذين لا يتناولون القربان بالخروج من الكنيسة (ܡܢ ܕܠܐ ܫܩܝܠܐܠܗ ܡܥܡܘܕܝܬܐ/ ܡܢ ܕܠܐ ܢܣܒ ܠܗ ܢܐܙܠ...) وأعتقد أن هذه الفقرة كانت تصلح لوقت من الأوقات السابقة وكان من المفروض حذفها لأنها لا تتماشى مع الوقت الحالي حيث قد يكون في الكنيسة في بعض المناسبات أناس من أديان أخرى أو قد يكون أحد المؤمنين غير مهيء لتناول القربان ومن غير المعقول أن يحرم  من الحضور والمشاركة في الصلاة لأنه لا ينوي تناول القربان وهناك ملاحظات أخرى تحتاج الى أعادة نظر.

ثمة صلاة تم تغيير موقعها وحشرت قبل تلاوة قانون الأيمان (نؤمن) تقول (كلنا نقترب لتناول هذا القربان بوجوه مكشوفة...ألخ) وبما أن الخبز والخمر يتحول الى القربان المقدس بعد الكلام السري الذي يتم بعد تلاوة قانون الأيمان فهذا يعني أيمانيا أنه لا يوجد هناك قربان للتناول قبل تقديس الخبز والخمر وعليه أرى أن تتم أعادة هذه الصلاة القصيرة الى موقعها الأصلي أذ لا محل لها في هذا الموقع.

ثمة ملاحظة تنظيمة مهمة جدا وهي كيفية ترتيل الألحان وتنسيقها بما يشد المؤمن ويجعله يندمج مع الصلاة لا أن ينفرمنها بسبب بعض الأمور التي تحدث جراء عدم معرفة الشماس للألحان أو التصرف بها .من المؤكد أن طقسنا الكلداني فيه تشكيلة جميلة جدا من الألحان  تشد المؤمن بقوة لمتابعة الصلاة والأندماج مع المناسبة التي يحضرها سواء كانت القداس أو الرمش أو أية مناسبة أخرى أذا جرى ترتيلها بصورة صحيحة غير أن عدم أتقان الشماس لأسس هذه الألحان أو التصرف بها حسب هواه قد يؤدي ألى نفور السامع وأبعاد تركيزه عن متابعة ما حضر من أجله.

أرى ضرورة أن يكون هناك تركيز مشدد على تدريب الشمامسة على الألحان لتلافي الوقوع في الأخطاء الشائعة وأن يكون الأقدر بينهم مسؤولا أو رئيسا للشمامسة له وحده بدء اللحن حيث يلاحظ حاليا  أن أي واحد منهم يعطي نفسه  حق بدء الترتيل ويحدث أن يخطئ  في اللحن مما يؤدي ألى أرباك بين بقية الشمامسة وكل واحد يجر اللحن بحسب معرفته كما أن هناك شمامسة وخاصة ذوي الصوت الحسن يتصرفون بالألحان حسب مزاجهم وكأن الأمر مناسبة خاصة يظهر فيها مزاياه أمام الآخرين وهذا الأمر يشمل بعض الكهنة أيضا.

عند الذهاب الى كنائس اللاتين على سبيل المثال قلما نرى مثل هذا الأرباك ونرى أن الجوقة عندهم عندما ترتل يكون ترتيلها متجانسا وكأننا نسمع شخصا واحدا لا عدة أشخاص كما أننا لا نسمع أحدا منهم يحاول رفع صوته فوق صوت زملائه بعكس ما يحدث في كنائسنا . بناء على ذلك أرى ضرورة أن يدخل كل من يقوم بواجب الشماس في دورة مركزة يتدرب فيها على الألحان كلها ألى درجة الأتقان التام ويا ريت لو تم أدخال كل أناشيدنا  وتراتيلنا الدينية ضمن النوطة الموسيقية الثابتة التي تمنع التصرف بها حسب الرغبة وبذلك نحافظ على هذا الكنز الكبير من الضياع لأن الكثير من الألحان بدأت تضيع وكل لحن لا يعرفه الكاهن أو الشماس يرتل باللحن المسمى بالبسيط.

 أن الحياة تتغير بشكل سريع ولا بد لكل النواحي أن تساير هذا التغيير ولا بد للمؤمن الذي  قلما يقدر أن يخصص ساعة أو أكثر بقليل من وقته في الأسبوع للذهاب الى الكنيسة أن يخرج بعد الصلاة مشدودا الى ما سمع لا أن يكون منفعلا بسبب ما قد  يكون عكر صفاء تركيزه على الصلاة من الأمور المذكورة.

عبدالاحد سليمان بولص