المحرر موضوع: عام التجربة الكردية..الرئيسان طالباني وبارزاني وحّدا ادارتي كردستان..والاقـلـيــم مــلاذ آمــن لـكـل الـعـراقـيــيــن  (زيارة 863 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


 عام التجربة الكردية..الرئيسان طالباني وبارزاني وحّدا ادارتي كردستان..والاقـلـيــم مــلاذ آمــن لـكـل الـعـراقـيــيــن    
 
كتب : حسين رمضان
في خطوة استراتيجية، تصب في مصلحة كردستان والعراق، وقع الرئيسان، جلال طالباني، ومسعود بارزاني، بتاريخ 21 / 1 / 2006 في اربيل اتفاقية توحيد ادارتي اقليم كردستان، ادراكا منهما بمسؤوليتهما الوطنية المشتركة، وتحقيقا لطموح جماهير الاقليم ، وتلبية لما يمليه المسار السياسي السليم للحزبين : الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني.
توحيد كردستان جاء في اعقاب اول انتخابات ديمقراطية شهدها العراق الحديث، وفي ساعة تاريخية دقيقة حيث كانت الاجواء السياسية، وقتها، ملبدة بحوارات ولقاءات بقيت تطلق الغيوم حتى بعد اعلان النتائج بوقت طويل الامر الذي جعل القرار الكردي يتفرد ليس فقط من ناحية الحسم وانما في الدلالة وكمال التجربة؛ فكردستان العراق، قبل وبعد سقوط نظام صدام، كانت تمارس سياسة ناضجة ما يجعلها الادعى الى ان تكون انموذجا عراقيا يستحق الاقتداء به والنظر اليه باعجاب .

معنى التوحيد
الرئيس طالباني قال في بيان صدر في اعقاب جولة المشاورات الاخيرة التي جرت بين الحزبين في دوكان في السابع من كانون الثاني عام 2006 ان التوافق والاتفاق والعمل المشترك في كردستان ينعكس ايجابيا على العمل في العراق معربا عن اعتقاده ان هذا الانتصار الكبير برهن على نضج القيادة الكردية واهتمامها بالمصالح الوطنية ووضعها فوق المصالح الحزبية الضيقة.
وخلص الى ان التوحيد سيكون بداية حملة انماء واعمار في كردستان.
اما الرئيس مسعود بارزاني فقد اكد ان خطوة التوحيد جاءت استكمالا لمساعي الشعب العراقي في تعزيز بناء تجربة العراق الديمقراطي الاتحادي التعددي.
ووصف رئيس اقليم كردستان يوم التوقيع على قرار التوحيد بالتاريخي وقال : فخر لنا، شعب كردستان، اننا ادينا ونؤدي دورا رئيساً في بناء العراق الجديد. موضحا ان زمن النضال المسلح قد انتهى وان زمن الحوار والنقاش قد حل .
واعتبر بارزاني التوحيد سيمكن الكرد من اعادة الاجزاء غير الخاضعة لحكم الادارة الى اقليم كردستان العراق وذلك بموجب الدستور منوها الى ان جميع الحقوق محفوظة للمواطن العراقي.
وبموجب الاتفاق الذي توصل اليه الحزبان بشأن توحيد الادارتين فإن الاتحاد الوطني الكردستاني حصل على وزارات : الداخلية والعدل والتربية والصحة والشؤون الاجتماعية والموارد المائية والنقل والمواصلات والاعمار والتخطيط والاوقاف وحقوق الانسان فيما تولى الحزب الديمقراطي الكردستاني وزارات : المالية والبيشمركة والتعليم العالي والزراعة والشهداء والثقافة والموارد الطبيعية والكهرباء والبلديات والرياضة والشباب ووزارة الاقليم للشؤون الخارجية مع اعطاء عدة وزارات للاحزاب الكردستانية الاخرى. كما جرى تكليف السيد نيجيرفان بارزاني من الحزب الديمقراطي الكردستاني بتشكيل الحكومة الكردية الموحدة.
اشادة
من جهته أشاد السفير الأمريكي لدى العراق زلماي خليلزاد بتوحيد إدارتي إقليم كردستان، وقال في تصريح له ان التوحيد يجسد الالتزام الراسخ للقادة الأكراد العراقيين وبخاصة الرئيسين بارزاني وطالباني اللذين يستحقان كثيراً من التقدير على هذا الاندماج الذي يصب في الاستقرار والوحدة السياسية.
ورأى خليلزاد أن دمج المواهب والخبرة التي تتمتع بهما حكومتا اقليم كردستان في اربيل والسليمانية سيقود الي اندماج أكبر للجهود خدمةً لحاجات الشعب في المنطقة الكردية، مضيفاً أن لكل مشروع جديد مصاعبه، وانه يدرك أن هذه المصاعب ستزول بمرور الوقت وانه يتطلع الي مستقبل ينعم فيه الإقليم بالأمان والاستقرار والديمقراطية ويلعب دوراً مهماً في مساعدة العراق للوصول الي النجاح الشامل.
وأعرب خليلزاد عن الأمل في أن تخدم روح المصالحة والتوافق التي تم التعبير عنها بالوصول الي هذا الاتفاق بين الأحزاب الكردية كمثال لحل المشاكل في بقية أجزاء البلاد ، وشدد على أن العراق بحاجة الي الوحدة الوطنية، وهذا الاتفاق هو خطوة في الاتجاه الصحيح.
القاسم المشترك
الرئيس طالباني قال في جلسة تصويت البرلمان الكردي على اتفاقية التوحيد يوم 21 / 1 / 2006 ان هذا الانجاز الكبير سيخدم العراق ومسيرة شعبه الديمقراطية ويحصن كردستان العراق التي غدت قاعدة صلبة للوحدة الوطنية والتوافق الوطني.
واشار طالباني في كلمته الى انه يحق للكرد عد هذا التوحيد تحقيقاً لمصالح الوطن العراقي في إحلال السلام والوئام والوحدة الوطنية الشاملة، مثلما يحق للقيادة الكردستانية ان تفخر بانها اهم طرف في حل مشكلات البلاد.
واعتبر طالباني الكرد كقاسم مشترك بين المكونات الاساسية وسائر المجموعات القومية والمذهبية من اجل تحقيق الوحدة الوطنية القائمة على اسس حق المواطنة المتساوية والديمقراطية والفدرالية ومشاركة الجميع في حكم البلاد.
الوعي بالمستقبل
ان عملية توحيد الادارتين الكرديتين ارتقت الى وعي بالضرورة المستقبلية المتمثلة في تلازم انخراط الكرد في شراكة الوطن العراقي الواحد مع احترام خصوصية اقليمهم وتأمين ضم اشلائه المعرّبة قسرا والمضي قدما في تكريس خيار الديمقراطية في مفاصل الدولة والحياة السياسية العراقية الجديدة.
ان التخلي عن خيار الديمقراطية في العراق يعني تفكيك البعد الاتحادي للدولة العراقية والتفريط برابط الشراكة الطوعية مع الشعب الكردي، وبعبارة اكثر وضوحا، يمكن رصد مستقبل الاقليم الكردي العراقي الموحد من خلال مستقبل العراق الديمقراطي الاتحادي، في ثنائية موضوعية وصلت الى هذا التلازم من خلال جملة من الحقائق التاريخية ابرزها التكوين الموحد للعراق والترابط المتين بين ابناء الشعب على مدى العصور السابقة.
لقد نصت اتفاقية التوحيد على ان المصلحة العليا لشعب كردستان تتطلب الآن اكثر من اي وقت مضى ان يكون ابناؤه متحدين، وان يوحدوا طاقاتهم وقدراتهم للتغلب على المعوقات والمشاكل وذلك لكي يعبروا المرحلة الجديدة للديمقراطية والفيدرالية بنجاح لضمان المكاسب التاريخية للشعب الكردي ونيل جميع حقوقه المشروعة وتطبيق الدستور العراقي الدائم وبناء عراق ديمقراطي فيدرالي حقيقي.
ذكاء
ان جدل العلاقة بين ما هو كردستاني وعراقي، وفق اجراءات توحيد الادارتين المتمثلة ببناء قيادة موحدة للاقليم وتوحيد الوزارات والتشريعات والمؤسسات يسمح للمراقب ان ينظر الى هذه الخطوة باعتبارها نقلة ذكية وجريئة لجهة المستقبل. وليس ثمة مبالغة في القول إن العراق كان بأمس الحاجة الى مثل هذه الخطوة التوحيدية الكردستانية التي تجنبت التهميش والاستفراد بالقرار، وعملت على توسيع قاعدة المشاركة.
قرار التوحيد جاء قبيل دخول ممثلي الكتل السياسية في مفاوضات لتشكيل الحكومة حيث كان لا بد من ان تكون اتفاقية توحيد الادارتين قد مهرت بتوقيعي طالباني وبارزاني ووضعت على الطاولة التي ستشهد الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية. هذا الاجراء الاستباقي الكردي جاء مفيدا ليس فقط للكرد وانما لجميع الاطراف السياسية فقرار التوحيد جعل كردستان صمام امان للعملية السياسية برمتها وخلق نقطة ارتكاز لباقي الكتل اذا ما اختلفت فيما بينها وتنافرت في وجهات النظر. ويمكن القول ان ماراثون تشكيل الحكومة ماكان له ان ينتهي بالشكل الذي انتهى اليه لولا الدور الكردي الذي كان يستند في الاساس على وحدة في القرار ونظرة موضوعية ووضوح شديد في مجال الرؤية.
الخطوات
اتفاقية عام 1998 بين الحزبين، الاتحاد الوطني الكردستاني، والديمقراطي الكردستاني كانت البنية الاولى للنهج السياسي الجديد للاكراد وهو ما اعطى القوة لعموم المسار السياسي العراقي المعارض، فهذه الاتفاقية انهت خلافات دامت مدة اربع سنوات وكانت تؤثر في استقرار الاقليم وتسمح لنظام صدام باستغلالها وتعميقها وجعلت الاكراد يعززون شراكتهم بتدشين مرحلة جديدة وهي الاستعداد للمشاركة في ازالة نظام صدام وتأسيس العراق الجديد.
الاكراد انتظروا مرور ( 32 ) شهرا على سقوط نظام صدام كي يقوموا بالتوحيد الاداري لكردستان وهي فترة كان على القوى السياسية العراقية فيها استكمال مراحل الوصول الى انتخابات عامة تستند على تشريعات دستورية والعمل على تحقيق فكرة حكومة الوحد الوطنية. ما يعني ان الاكراد تمكنوا من بناء قاعدتهم السياسية بتراتب تدريجي ودون الاخلال بالتوقيتات التي اشتركت القوى السياسية العراقية في وضعها فضلا عن محافظتهم على المنجز دون ارتداد او تلكؤ الامر الذي يجعل التجربة الكردية تجربة ذات قيمة كبرى وخاصة ان اطراف المعادلة السياسية آمنوا بعد تجربة بريمر ان الاملاءات الخارجية هي ضارة وغير قابلة للتطبيق وان في العراق تجربة يمكن ان تعمم على العراق بأكمله.
نتائج
خلال عام 2006 اثبتت التجربة الكردية انها عامل استقرار للعراق فبعد تفجيرات سامراء في شهر شباط من العام نفسه وتنامي العنف الطائفي والتهجير القسري استمر الاكراد في ممارسة دورهم البارز في تثبيت اركان الاتفاق السياسي والمضي به الى الامام برغم التأزم الحاصل في الوضع الامني في البلاد وظهور تحديات شتى استهدفت مشروع الوحدة الوطنية.
استقرار كردستان خلق الملاذ الآمن لاعداد كبيرة من سكان العراق فضلا عن ان هذا الاستقرار جعل ابناء الاقليم يلمسون مدى الفائدة التي عمت بعد تحقيق الوحدة الادارية واتخاذ قرارات ساهمت بشكل فعال في تحسين الوضع الاجتماعي داخل الاقليم وقيام الادارة الموحدة بالتخطيط لنهضة عمرانية واقتصادية شاملة والسماح للاستثمار الاجنبي بالدخول الى الاقليم وخلق تنمية شاملة.
هذه المكاسب جاءت لتشير الى جملة حقائق اهمها ان الشراكة بمفهومها العام والخاص والتسامي على المصالح الحزبية والفردية تعطي نتائج مبهرة وان العملية السياسية اذا ارتكزت على هذه الاسس وتوفر لها الصدق والارادة فان اعادة بناء العراق في وقت قصير هو شيء سهل وحقيقي.
 



http://www.almadapaper.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=12884[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم