المحرر موضوع: سوريا الهلال ....  (زيارة 703 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خلدون جاويد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 288
    • مشاهدة الملف الشخصي
سوريا الهلال ....
« في: 22:51 17/09/2013 »
سوريا الهلال ....

خلدون جاويد
     
هلالٌ أسودٌ في بركة ٍ من دم ْ
فراشاتٌ ملونة ٌ قتيلات ٌ على ماء ٍ
وسوريا الغيد والعيد سوادٌ في سواد ٍ
لاسماءٌ فوقها تبدو
ولاشمسٌ ولابرقٌ
قتامٌ في قتام ٍ
لم نعد نبصر الأ وجهنا الممحيْ
تهاويما لإنسان بلا إنسانْ !
أكواما من الأسماك مسمومة ْ
ودكتاتورها الصيّاد لايرحمْ
تعوي الريحُ والاسلاكُ تبكي
والغد البسام فوق الحبل أثواب ٌ لقتلانا
سوريا مشربٌ للدمع ِ
سوريا مرقصٌ للدمْ
سوريا دبكة ٌ كونية ٌ للنار .
جحيمَ الله مفروشا ًعلى الارض
غدت في لقمة العيش غصيصا من جراحات ٍ
غدت جوعا
غدت سورياي كالمسلخ
حتى الله عنها قد تخلى بل محاها
لم تعد إسما ًعلى خارطة الفرقان
طاح النور من أعلاه .. الأ الليلْ .
ظلامٌ مستديمْ .
إن الله لاينظر في الفيسبوك !
لاموبيلْ ، لا آي بادْ ، لاتلفاز
كأن الله لايقرأ ُ
لايسمعُ
لايبصرُ
سوريا الحشر قد عامتْ على النيران
لم يرسل شياطينا ولم يبعث ملائكة ً
وياعيني على الاطفال !
صبّيْ نهرك الهامي من العرش الالهي
الى درعا
الى الرقة ْ
الى حمصْ
نثي من فضاء القلب أحلاما وأزهارا
وأشرطة ً وارغفة ً على سوريا الندى والحبْ
وأنوارا عسى يمضي الى القبو الظلاميّون ْ
دراكيولا الى التابوت يأوي
كي يعود الفجرُ والأطيارُ
لقد طال اشتياق الماء للزهر ِ
وتوقُ الغار للأحرارْ .
لكي يمضي الى مزبلة التاريخ دجالٌ
وخرتيتٌ وجزار ْ
لكي يهنأ شحرورٌ على غصن ٍ
لكي يأوي الى نافذة العشاق عصفورٌ دمشقيٌ
لكي تهتز بالأسطح إرجوحة ْ.
لكي يرجع جنديٌ الى نيسانْ .
الى الروضة ، والمرجة ، والقابون
والغوطة ِ ،
للجوريّ والنرجس والزنبق والفــُلّ ِ ،
إلى بار ٍ " ببابْ توما" ،
إلى أفياء حارات وحارات إلى البرزة
حيث الروح والعشق الإلهيّ
الى سوق الحميدية
حيث المسك مبثوث من المسجد حتى آخر النور .
وإن كان قتيلا ذلك النورْ ،
ومذبوحا هلال ـ الغوطة الكيمياء ـ مكسورْ
سوريا القمرُ الغارقُ بالدمع
متى تأتين من دنيا الى علياءْ
من مستنقع ٍ دام ٍ بحجم الكون ِ
أنت الجلـّـنارُ البدءُ والمنبعُ والتكوينُ
والثورة ْ
أنتِ البذرة ُالبرعمُ والزهرة ْ
أنت الهيروشيما ، الطعنة ُالنجلاءُ .
قد عامتْ على عامين من سفك ٍ
ومن ذبح ٍومن أشلاءْ
هنا المبكى على كازنتزاكي الثانية ْ
هنا طاحت إلوفٌ تحت أنقاض ٍ
قواريرٌ من العطر وأطفالٌ من النعناع
أطيارٌ من الجنة ،والأحرار والثوار .
أين الله كي يمنع كي يردع
كي يرسل بالطير الأبابيل
على السلطان ِ.
والحاكم باسم الله في الكهف ...
وما الدينْ
سوى تلغيم أرواح المساكينْ
سوى الكـــُــرْه ِ،
سوى المقت لمن " ضل ّ"عن المذهب والنهج
عن التيّار والحزب
عن الفرقان والانجيل والتورات
ما أكثر من فرّق في الدينْ
ومن حشــّــد للكرسيّ ِ
من أجرى دماءاً أغرقت كونا بلا معنى !
سوى التنصيب للعرش ...
سوى الشمشون : بشار الملاعينْ
" سلام من صبا " عطر البساتين على السلم
على درء الأساطيل...
ويا عيني على أزكى دمشق حولها الحيتان من كل المحيطات
سلام يادمشق الناس،
ياعبق الرياحين
غدا تهوي سموات السموات من النيران فوق الارض
لن تبقي سوى الأحجارْ
ويا للعارْ...
للتجار : من جوّعَ من شرّد من هجرّ
من كارَهَ بين العين والعين
ومن فرّق بين الروض والروض
من أحرق أعشاش العصافير وأحلام النوافير
غدا تهوي على الايتام !
ياعيني اهملي دمعا على الانسانْ .
غدا تهوي على النيران ِ نيران ْ
وتستفرد بالاوطانْ
وزلزالٌ يشق الارض نصفينْ
تطيح الارض تنهارْ
ولايبقى سوى الله وبشارْ !!!!
ولكنْ صوتنا " الحر " هو الرايات
حمراء ٌ وفجرية
وهذا الوابل الأشقر في النسمات قد جاء
ينث الورد في الريح
وصوت "النور " صدّاح ْ
وقرص الشمس مضفورٌ بنسرين وريحان وقداح ْ
وهذي الوجنة ُ التفاحْ :
سوريّّة ْ
وأنغام دمشقية ْ
وأزهار ٌ غدا تأوي لظل الظلْ
والفـُـلْ
سيغفو طيلة الليل على ساعد نسرينة ْ
سيزهو العَـرَقُ الريّان في الأقداحْ
لقد عاشت دمشق الروح
والغوطة قد عادت الى الانسام
والاطفال قد عادوا الى الثاكل والباكي
وفي الاحلام قد ناموا على الاحضانْ
ولللحارات قد عادوا بأجساد ٍوارواحْ
إلوفا بل ملايينا
بعيد النصر قد عادوا
على الرايات والجدران والابواب والاعتاب قد خطـّـوا :
هنا من قاسيون الحُبّ لن تنطلقَ النارْ
هنا أحلى دمشق ٍ في رحاب الكونْ
هنا القـُـبلة والضحكة والنغمة والعشق
هنا الناسُ
هنا الفجرُ الذي يطلعُ والظلمة ُ تنزاحْ
هنا الشعبُ الذي يخلدُ
والجزار ينهارْ
ولن يخلدَ غدّارْ
ولايقوى على سفحيََ بعد اليوم سفاحْ
فكم اُسقط َ سلطانٌ
وكم دُمّرَ جلادٌ
وكم طـُوّحَ سيّافٌ وقرصُ الشمس ماطاح ْ

*******