المحرر موضوع: من عواقب الفتنة والانتقام الطائفيين  (زيارة 1248 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Rashad alshalah

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 137
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من عواقب الفتنة والانتقام الطائفيين
[/color]

رشاد الشلاه

مهدت الصحف الأمريكية القريبة من دوائر صنع قرارات الإدارة الأمريكية  المتعلقة بالشأن العراقي، الى التصريح عن نية الرئيس الأمريكي جورج بوش إرسال المزيد من القوات الأمريكية، وذلك خلال إعلانه المرتقب في شهر كانون الثاني/ يناير القادم، عن إستراتيجية إدارته حيال العراق بعد دراسة مقترحات تقرير لجنة  بيكر- هاملتون، وتقارير استشارية أخرى بشأن السياسة الأمريكية  اللاحقة في العراق، أما وكالة رويترز فقد ذكرت يوم الأربعاء الماضي نقلا عن مسؤول عسكري أمريكي وصفته بالرفيع قوله إن " من بين الخيارات الخاصة بتغيير المسار في الحرب إجراء زيادات قصيرة المدى بحجم 20 ألفا أو 30 ألفا من القوات الأمريكية في العراق".  كما أشارت نفس الوكالة نقلا عن المصدر ذاته الى " أن من المتوقع أن يرسل البنتاجون 3500 جندي الى الكويت، ليكونوا على أهبة الاستعداد لاستخدامهم في العراق".

 و على ضوء المتوفر من المعطيات من لقاء بوش والمالكي الذي تم في عمان في الثلاثين من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي ، وزيارة وزير الدفاع الأمريكي  روبرت غيتس يرافقه الجنرال بيتر بيس، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي يوم الحادي والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر لبغداد ، وتصاعد وتيرة الضغط الخليجي على الإدارة الأمريكية لمواجهة النفوذ الإيراني والسوري المتزايد في العراق، فأن قرار إرسال المزيد من القوات الأمريكية هو الأجراء المرجح  خلال الأسابيع القادمة.

لقد أكدت الأشهر السبعة الماضية على تشكيل حكومة السيد المالكي عجزها عن إيقاف المجازر البشرية التي صارت  حدثا يوميا خلال الأشهر الخمسة الماضية، وهي بحاجة الى إسناد عسكري للحد من الهجمات الإرهابية على تجمعات المواطنين  الفقراء العزل، وللتصدي لعصابات الميليشيات المسلحة التي استشرت وغدت هي السلطة الفعلية في المدن العراقية وتمتلك السلاح والمال وتطبق ما تريد من شرائع و " وقوانين"، بحجة فجة و واهية هي حماية المواطن. وتأتي الخطوة الأمريكية المرجحة و المبررة أمريكيا والمطلوبة من الحكومة، بعد ان وفر دعاة المطالبة بخروج قوات الاحتلال وبصوت عال، الذريعة  والتسويغ لزيادة أعداد تلك القوات، وذلك  بسعيهم توتير الأوضاع الأمنية عبر الاستهداف اليومي لحياة للمواطنين الأبرياء ومسببات أرزاقهم، وأعمال السلب والنهب المنظم للمتلكات العامة من مؤسسات وبنوك، بالإضافة الى الممتلكات الخاصة، و الخطف الجماعي واغتيال الصحفيين و أساتذة الجامعات والأطباء والفنانين وتعطيل الدراسة في الجامعات، متسترين خلف  دعاوى حماية طوائفهم ومعتقداتهم المذهبية.

أعمال التصعيد في التوتر الطائفي و الأمني الذي تقف وراءه جيوش طائفية سنية و شيعية ، هي في ممارساتها و جوهرها مسيئة لمذهبيها، وللدين الإسلامي التي تتبجح بالانتماء إليه، و تتعاظم خطورتها في أنها مسلحة و مدعومة من أطراف سياسية مشاركة في مجلس النواب وممثلة في الحكومة، و تحظى بدعم سخي و تشجيع من دول الجوار، وهي بذلك تمثل نهجا سيُتوج، إذا ما استمر، بتخريب العملية السياسية الجارية، وما يتبعها من تداعيات دامية.

إن من يدعي بإخلاص من الأطراف العراقية و العربية والأجنبية، الحرص على العراق شعبا و أرضا، ويعمل  حقا من اجل تقريب ساعة الخلاص من قوات الاحتلال، عليه ان لا يوفر الذرائع بممارساته المدانة لبقاء هذه القوات،  لا بل و زيادة أعدادها ، ومطالب بمد يد العون للحكومة و مساعدتها في تطبيق برنامجها الذي نصت الفقرة الخامسة منه على"  العمل على صيانة سيادة العراق وتعزيز استقلاله ووحدته والتعامل مع مسألة وجود القوات المتعددة الجنسيات في إطار قرار مجلس الأمن 1546، والإسراع في خطط استكمال القوات العراقية وفق الدستور وعلى أساس من المهنية والولاء الوطني".
rashadalshalah@yahoo.se[/b][/font][/size]