المحرر موضوع: صحيفة أميركية تتساءل: لماذا نعيد الأرشيف اليهودي العراقي لبلد يطرد المسيحيين ولا يرحّب باليهود؟!  (زيارة 625 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عيون اخبارية

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 823
    • مشاهدة الملف الشخصي
صحيفة أميركية تتساءل: لماذا نعيد الأرشيف اليهودي لبلد يطرد المسيحيين ولا يرحّب باليهود؟!
ترجمة المدى

في الاستطلاع الذي أجرته غالوب الربيع الماضي، قال 53 % من الأميركان بأنهم يعتبرون حرب العراق خطأ كبيرا إلا ان الأعداد لم تكن متساوية، فالأغلبية العظمى من الديمقراطيين (73%) يقولون إنها كانت خطأ بينما وافقت عليها أقلية من 30% من الجمهوريين .

إذاً ما هو رأينا بحكاية الواشنطن بوست لهذا الأسبوع "حماية ماضي اليهود العراقيين ؟" . يقوم العاملون في الأرشيف الوطني الأميركي باستعادة الكنز الدفين من الوثائق والصور والكتب وغيرها من السجلات من الجالية اليهودية العراقية.
لقد كشفت القوات الأميركية هذا الكنز اليهودي المخبأ في شهر مايس 2003 بعد اجتياحها العراق، حيث تم العثور على الكثير من هذه المواد الثمينة في دوائر المخابرات العراقية التي جرى قصفها وفي مقرات الشرطة السرية للنظام السابق.
هذه الشريحة من الوثائق والتحف هي كنز اليهود العراقيين الذي يضم مواد تعود إلى مئات السنين. إنها شاهد على وجود المجتمع اليهودي القديم في العراق لغاية سنوات الستينات من القرن الماضي، ومن المؤكد أن المذابح والاضطهادات كانت موجودة قبل ذلك التاريخ.
لكن مع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 فقد أصبحت أوضاع اليهود في الشرق الأوسط أكثر خطورة. وبعد الانتصار الإسرائيلي الخاطف في حرب الستة أيام عام 1967، أصبح اليهود هدفا للكراهية والتعذيب في العديد من البلدان العربية.
ويستعد الأرشيف الوطني لعرض هذه الكنوز في شهر ت1 ثم إعادتها بعد ذلك إلى العراق.
هل هذا إجراء صحيح ؟ لقد دفع الأميركان 3 ملايين دولار لإصلاح واستعادة هذا السجل الذي يعود للمجتمع التاريخي اليهودي في العراق. السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يريد العراقيون هذا الكنز اليهودي طالما أنهم لا يريدون اليهود؟
إن فكرة رغبة اليهود العراقيين، الذين أُخرجوا من بغداد على مدى أربعين عاما، في العودة إليها هي مجرد وهم، فالحقيقة ببساطة هي أنهم لا يستطيعون العودة، فالحكومة العراقية التي تم تنصيبها بقوة السلاح الأميركي لا تريد عودة اليهود ولا تسمح لهم بذلك.
هل هذه هي الحرية العراقية ؟ ما يهمنا هنا بشكل خاص هو ان تاريخ المجتمع المسيحي العراقي القديم يوازي تاريخ اليهود العراقيين.
عندما اجتاحت الولايات المتحدة العراق عام 2003 كان هناك مليونا مسيحي يعيشون فيه؛ كنائسهم و قراهم موجودة منذ زمن الإنجيل، إلا ان المسلمين من شيعة وسنة ومنذ "تحريرهم" قاموا بطرد أغلبية المسيحيين إلى خارج البلاد ولم يبق منهم سوى 600 ألف. العديد من الكلدانيين والآشوريين هربوا إلى سوريا.
تصوروا كم هو سيئ عراق ما بعد صدام لدرجة أن المسيحيين يسعون للجوء إلى سوريا، فنحن نعرف من عناوين الصحف اليومية أن بشار الأسد هو واحد من أسوأ الطغاة على الأرض، حيث قتل ما يقرب من مئة ألف من أبناء شعبه ومن المحتمل أنه استخدم السلاح الكيمياوي انتهاكا لكل القوانين الدولية.
إلا أن الشيء الوحيد الذي لم يفعله هذا الرجل الشرير هو ذبح المسيحيين سواء السوريين منهم أو طالبي اللجوء من مسيحيي العراق.
إذاً لماذا تساعد إدارة أوباما الثوار السوريين من أجل إسقاط الأسد؟ وما الضمانات التي تقدمها إدارة أوباما بأن المسيحيين سيكونون بأمان بعد إسقاطه؟ وما هي الضمانات التي حصلنا عليها من مصر بأن جيشها – الذي تموله الولايات المتحدة ببذخ – سوف يحمي الكنائس المسيحية القبطية المعرضة للخطر؟.
يجب ان نقول للعراقيين بأنهم يستطيعون استعادة وثائق وكتب اليهود عندما يرحبون بأحفاد اليهود الذين كتبوا هذه الكتب.
هذه البلدان فشلت في احترام جيرانها الذين يدينون بديانات مختلفة، وأنها ستبقى مضطربة إلى الأبد ولن تتحسن أوضاعها إلى حين أن تعيد التفكير بشكل أفضل في هذا الموضوع.
يجب علينا كأميركان أن نصر على ان تقوم الأنظمة التي ندعمها والجيوش التي نقوم بتسليحها والمؤسسات المدنية التي نساعدها، بحماية الحرية الدينية للشعوب التي يحكمونها.
وهذا يجب ان ينطبق على اليهود والمسيحيين والمسلمين على حد سواء، وإذا ما رفضوا ذلك عندها علينا أن نتركهم مع كراهيتهم المدمرة.
عن: تاون هول

http://www.almadapaper.net/ar/news/449968/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%A1%D9%84-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81-