الاخ العزيز ايسار المحترم
بعد التحية
شكرا لمشاعرك النبيلة تجاه ابناء امتنا نعم عزيزي اطلعت على الحديث المنسوب للاستاذ حبيب افرام رئيس الرابطة السريانية اللبنانية المنشور في الاعلام ومنها موقعنا عنكاوا الموقر الرابط ادناه والحديث المذكور حسب رأي مشكوك فيه لكن لماذا ؟
1 - لاني شخصيا التقيت مع الاستاذ حبيب افرام في مشيكان مرتين قبل اكثر من ستة اشهر على هامش مشاركته في مؤتمر مسيحي الشرق الاوسط في مشيكان الذي نظمته مؤسسة الكونغرس لمسيحي الشرق الاوسط التي يترأسها الدكتور رمزي داس وقال لي الاستاذ افرام بالحرف الواحد نحن السريان مع الكلدان مع الاشوريين والكثير من الموارنة في العراق وسوريا ولبنان وتركيا وبلاد المهجر جذورنا واحدة وابناء امة واحدة والرجل يمتلك ثقافة قومية رصينة ورؤية تحليلة رائعة عن ظروف واوضاع شعبنا ويمتلك شجاعة متميزة في الدفاع عن حقوق شعبنا القومية والوطنية والدينية
2 - لدى رجوعي الى الموقع الرسمي للرابطة السريانية اللبنانية التي يترأسها الاستاذ افرام حيث قال لي في احد اللقاءات المشار اليها اعلاه ان نشاطاتنا وتصريحاتنا ستجدها في موقعنا الرسمي ولدى رجوعي اليه للتأكد من الحديث المثير للجدل لم اجد اي اشارة اليه
3 - لذلك ارى اما ان يكون الحديث منقول بصورة غير دقيقة في الاعلام او انه مغرض لغاية في نفس يعقوب
4 - اخي ايسار نحن لا ننكر وجود مسيحين عرب وبشكل خاص في فلسطين والاردن واعداد قليلة في لبنان اما نحن الكلدان السريان الاشوريين وبعض الموارنة لسنا عربا حيث اثبتت المكتشفات الأثرية القديمة والحديثة وآلاف المصادر التاريخية بشكل علمي حاسم اننا ابناء امة واحدة بمعظم مذاهبهم الكنسية وينحدرون في أصولهم وجذورهم التاريخية من آشوريي ما قبل التاريخ الذين أسسوا الامبراطورية الاشورية في بلاد ما بين النهرين في القرن الواحد والعشرون (ق.م) وبالتالي هم ليسوا عرباً
لكن مع هذا بقيت قضية الانتماء الإثني أو القومي للمكونات المسيحية التي تعيش اليوم في الشرق الاوسط مثار جدل دائم ونقطة خلاف بين العديد من المثقفين والسياسيين العرب ومعهم بعض ابناء امتنا المستعربين من جهة والمثقفين والقوميين الآشوريين من جهة ثانية حيث أعتقد بأن مواقف غالبية المثقفين و المؤرخين العرب من قضية انتماء وجذور ابناء امتنا تنبع من دوافع سياسية وأيديولوجية قائمة على مبدأ الغاء الآخر وصهر كل القوميات والأقليات الغير عربية في بوتقة القومية العربية وهذا ما اراد فعله البعث الشوفيني في العراق وسوريا ابان حكم صدام والاسد لكنهما فشلا فشلا ذريعا لان ارادة الشعوب لا تقهر مهما طال الزمن وغلت التضحيات ...
ومن المؤكد ان موضوع الانتماء الإثني أو العرقي او القومي للشعوب تعتبر مسالة علمية موضوعية أنتربولوجية لا تستطيع البرامج او الاهواء او الرغبات أو الهواجس أن تغيرها أو تبدلها لكن قد يحصل أن تتغير البيئة السياسية لمجموعات بشرية محددة وتمر بتغيرات دينية وثقافية واجتماعية واقتصادية تكسب هذه المجموعات البشرية ثقافة ولغة معينة تختلف عن ثقافتها ولغتها الأصلية مثلما حصل لمجموعات من ابناء امتنا من السريان عبر تاريخ طويل لكنا هذا لا يغير من حقيقة أصولها الإثنية والقومية فقد توالت على ابناء امتنا منذ سقوط آخر كيانهم السياسي 612 ق.م في بلاد ما بين النهرين شعوب وحكومات وجيوش وقبائل عديدة لها لغاتها وثقافتها المختلفة غزت بلاد الآشوريين واستعمرتها لقرون طويلة ...
وهذا يفسر حالة التنوع الثقافي واللغوي والديني التي نجدها اليوم لدى ابناء امتنا حيث توجد مجموعات سريانية - كلدانية - آشورية تتحدث العربية وأخرى تتحدث التركية ومجموعات اخرى تتحدث الفارسية وأخرى تتحدث الكردية وهكذا بحسب توزعها الديمغرافي مع احتفاظ أغلبية الآشوريين سريان - كلدان - اشوريين بلغتهم القومية الأم الواحدة وهي السريانية كما هناك الكثير من ابناء امتنا اعتنقوا الاسلام إبان الحكم الاسلامي للمنطقة ذابوا وانصهروا كلياً في الشعوب والقوميات الاسلامية كما أن معظم القبائل العربية التي تنصرت ودخلت المسيحية مثل قبيلة بني تغلب وطي وكندى قد التحقت بالقبائل العربية الأكبر واعتنقت معها الاسلام وهذا يفسر خلو الجزيرة العربية الموطن الأصلي للعرب من المسيحيين بشكل كامل ومنذ القرون الأولى للإسلام ...
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,700976.0.htmlhttp://tebayn.com/ انطوان الصنا