المحرر موضوع: مفهوم الأمة ونشوئها وتطورها وإرتقائها  (زيارة 5414 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
مفهوم الأمة ونشوئها وتطورها وإرتقائها

خوشابا سولاقا

لكي نفهم بصورة صحيحة وعلمية ودقيقة طبيعة القضية القومية وتطورها التاريخي وعلاقتها بالأمة ، ولكي نفهم ونستوعب وسائل وآليات حلها لصالح مجتمع معين ، يجب علينا أولاً معرفة النظرية العلمية لنشوء وتَكَون وإرتقاء الأمم الحديثة بدقة ، تلك النظرية التي تربط عضوياً أصل الأمة بأسباب وطابع الحركات القومية وتطور علاقاتها الثقافية والاجتماعية التي تؤسس لنشوء وتشكيل الأمة ككيان إجتماعي متكامل ذات سِمات متميزة . لقد سبق نشوء الأمم ظهور الجماعات البشرية الأخرى التي تربط أفرادها ببعضها البعض علاقات إجتماعية وإقتصادية محددة وقوية بدافع المصالح المشتركة والمصير المشترك في عملية الصراع مع غيرها من التجمعات البشرية الأخرى ، وهذه التجمعات تشمل القبيلة والعشيرة وغيرها من المسميات ، وبما أن الأمة شكل جديد ومتطور للجماعات البشرية والتي ظهرت بمفهومها الحديث مع عصر ظهور الدولة البرجوازية الوطنية التي ولدت من رحم إنهيار النظام الأقطاعي الأبوي القائم أصلاً على التشكيلات الاجتماعية القبلية والعشائرية السائدة ما قبل ظهور الأمم وبداية عصر البرجوازية الرأسمالية القائم على أساس تشكيلة الأمة الواحدة في البلدان المتطورة اقتصادياً . هذا التطور أدى الى ظهور العصر الاستعماري الكولونيالي أي عصر سياسة الأضطهاد والقهر القومي للشعوب الضعيفة والمتخلفة التي تمارسها برجوازية الدول الرأسمالية بحق الشعوب المستعمرة من أجل إستغلال ثروات بلدانها وجعلها دول تابعة وسوق مستهلكة لتسويق منتوجاتها .  هذه السياسة الرعناء الظالمة للدول الرأسمالية هي التي كبحت نهضة الشعوب المقهورة الأقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية فتأخر بذلك تطور وإنصهار تشكيلات القبيلة والعشيرة في تشكيلة الأمة في كل البلدان التابعة والمستَعمرة . تنشأ الأمم وتتطور مع زوال وإنهيار النظام الأقطاعي القائم على أساس الأقطاعيات المستقلة أي عندما يبدأ ظهور النظام البرجوازي الرأسمالي على قاعدة التطور الأقتصادي الرأسمالي فتخلق بذلك حياة اقتصادية مشتركة تجمع تشكيلات الأمة المتمثلة في الاقطاعيات وتنصهر وتندمج في كل متجانس فتؤلف بذلك القبائل والعشائر والأقوام المختلفة كيان جديد وهو " الأمة " . ويمكن أن تتكون الأمة من وحدة قبائل وعشائر " لقومية واحدة " أو " لعدة قوميات " وتنصهر في بعضها البعض مشكلة أمة واحدة كبيرة تربطها وتجمعها ببعضها البعض وحدة المصالح الاقتصادية المشتركة والمصير المشترك في تحديها وتنافسها مع الأمم الأخرى التي تنافسها وتنازعها على المصالح كما كان الحال بعد عصر النهضة الأوربية وقيام الثورة الصناعية وكما هو الحال اليوم في عصر الأمبريالية الليبرالية والعولمة .
إن اهم ميزات الأمة الواحدة هي وحدة المصالح الاقتصادية المشتركة ، وهي تتكون وتنمو وتتطور مع تطور الرأسمالية وظهور الأسواق والمراكز والتكتلات الاقتصادية القومية والوطنية الضخمة هذه هي الميزة والسمة الغالبة للأمة ، أما الخصائص الأخرى التي تتميز بها الأمة – الأمة ذات القومية الواحدة - كاللغة المشتركة والأرض المشتركة والسمات القومية الواحدة التي تعبر عنها خصوصيات الحياة الاجتماعية والثقافية بما فيها من عادات وتقاليد وطقوس قومية ودينية التي تنفرد بها كل أمة من الأمم .
يجب علينا ان لا نخلط  بين مفهوم الأمة وبين مفهوم العِرق ، الأمة قد تتكون من عرق قومي واحد أو من مجموعة اعراق قومية بينما العِرق هو علم أصل الأنواع البشرية ويعود ظهوره الى المراحل البدائية الأولى لظهور وتطور الإنسان والمجتمع البشري ، ويرتبط نشوء وتكون الأعراق البشرية بما تتميز به وتتنوع عن بعضها البعض من فروقات في بنية الجسم من خواص الأنسان الجسدية بالشروط البيئة الجغرافية والمناخية التي عاشها الأنسان ، وقد إنقسم الناس خلال مراحل تطورها عبر آلاف السنين الى جماعات متنوعة معزولة عن بعضها البعض ، وبذلك تكونت السمات الظاهرة الخاصة بكل عرق من الأعراق البشرية التي تميزها ضمن هذه الشروط مثل لون الجلد والبشرة وشكل شعر الرأس وشكل الرأس وحجمه ونسبة طوله على عرضه وشكل ولون العينين وشكل الأنف وطول القامة وغيرها من الصفات الأنثروبولوجية وكل هذه الصفات تتأثر بالمحيط الجغرافي والبيئة المناخية وتغيراته النوعية والكمية . لقد قاد نزوح المجتمعات البشرية بسبب الظروف المعاشية والتقلبات الثورية المناخية في الطبيعة والحروب والغزواة الى تمازج وتداخل وتعايش السلالات البشرية ببعضها وظهور تنوعات من السلالات البشرية الجديدة بخصائص وصفات مختلفة ، وأستمرت العملية التطورية للجنس البشري بين الضمور والأختفاء لسلالات معينة والصعود والأرتقاء لسلالات أخرى الى أن وصلت الى ما وصلت إليه اليوم ، وبشكل عام يقسم الجنس البشري اليوم من حيث لون البشرة ومعظم الصفات الانثروبولوجية الى ثلاثة أجناس رئيسية وهي 1 ) الجنس الزنجي ذات البشرة السوداء 2 ) الجنس الأبيض ذات البشرة البيضاء 3 ) الجنس الأصفر ذات البشرة الصفراء .
لقد أظهرت جميع البحوث والدراسات العلمية التي اجروها العلماء ان التفوق في الذكاء لا يتعلق ولا علاقة له إطلاقاً بأي شكل من الأشكال بنوع الجنس البشري وجنسه من حيث كون الأنسان ذكراً ام انثى ، ومع ذلك يبشر الكثيرين من الأيديولوجيين الرجعيين بمفاهيم عنصرية تتناقض مع العلم حول وجود سلالات بشرية " متفوقة " وسلالات بشرية " منحطة " ، وبزعمهم هذا أن بعض السلالات المتفوقة قد تتميز بطبيعة السيطرة والذكاء بينما الأخرى المنحطة يتوجب عليها الخضوع والأستسلام والخنوع لإرادة السلالة المتفوقة وهذا الفهم ينطلق أصلاً من قاعدة " الغاية تبرر الوسيلة " ، ومثال على ذلك دعوة الدول الأستعمارية في العصر الكولونيالي الى التبشير برسالة الجنس الأبيض ( أي رسالة الرجل الأبيض كما تسميه بعض المصادر )  لتبرير إحتلالها واستعمارها لبلدان الأمم الأخرى ، بينما في الحقيقة تعود أسباب حالة التخلف لبعض الشعوب المستعمرة الى أسباب إجتماعية ترتبط قبل كل شيء بالنير والقهر القومي الذي قاسته تلك الشعوب طيلة قرون طويلة أعاق تطورها الأقتصادي والاجتماعي والثقافي سبب في تخلفها ، ولا يعود سبب التخلف
الى موروث الخصوصيات العرقية القومية والجنسية كما يدعي المفكرين والمنظرين البرجوازيين عند تبشيرهم برسالة الجنس الأبيض . لقد عمل الأيديولوجيون الرجعيون العنصريون القوميون والمتدينون ويعملون كل ما في وسعهم من شأنه أن يكرس أفكارهم واطروحاتهم ليقدموا قاعدة شرعية قانونية وأخلاقية للنير والقهر القومي الذي تمارسه أحزابهم السياسية ومؤسساتهم الاجتماعية والتربوية والخيرية في التمييز العنصري وإقامة أنظمة الفصل العنصري على أساس التفوق العرقي لغرض تبرير سياساتهم اللاإنسانية واللاأخلاقية والقائمة على أساس إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان كما حصل في جمهورية جنوب أفريقيا وزيمبابوي ( روديسيا سابقا ً ) ، وذلك من خلال خلط ماهية الأمة والجنس وماهية الأمة والقومية لكي يطابقوا ماهية الجنس مع ماهية الأمة ويستبدلون المحتوى الاجتماعي للأمة بمحتوى بايولوجي لتكريس مبدأ تفوق عِرقِ معين على عِرقٍ آخر ، وبعض هؤلاء العلماء الاجتماعيون والسياسيون الرجعيون يحددون مفهوم الأمة " بالوعي والإرادة القومية " بطريقة مشوهة ومناقضة لمنطق العلم والعقل وبالمعنى المجرد للمصير وليس بموجب مجمل الشروط الموضوعية التاريخية والمادية التي فيها تتكون وتنشأ الأمم . هؤلاء يُعَرفون الأمة بأنها مجموعة أفراد تجمعهم وحدة الطابع المرتكزة على وحدة المصير المشترك ، وبالتالي اعتبروا الأمة بأنها الوحدة الثقافية لمجموعة أفراد معاصرين دون أية علاقة بالأرض حيث ليس للجنسية من حيث جوهرها أي شيء مشترك مع بقعة الأرض المحددة جغرافياً ، وبالتالي فإن الأمة كما يراها هؤلاء هي " ظاهرة روحية بحتة " ولم يعط علم الاجتماع البرجوازي بسبب إتجاهه الطبقي حتى أيامنا هذه تحديداً صحيحاً واضحاً لمفهوم الأمة . يجيب البعض من المفكرين البرجوازيين على السؤال " ما هي الأمة ؟ " فيقولون " إنها محددة بالأراء الذاتية للأشخاص المعنيين بها " ومثل هؤلاء يقولون " إن قرار تكوين الأمة يسبق نشوءها "  ويردون بذلك ماهية الأمة الى مفهوم الوعي القومي والإرادة الذاتية في الاتحاد ، ويعتبرون الوعي القومي مجرداً عن أي شيء ، ولا علاقة له بشروط حياة المجتمع التاريخية والمادية . هذه هي الشروط المادية والظروف الموضوعية التاريخية لنشوء الأمم وتطورها وارتقائها في عملية تراكمية تاريخية نوعية وكمية ، ونجد في النهاية أن الأمة والقومية مفهومان مرتبطان ببعضهما بعلاقة جدلية تكاملية لا يمكن لأي منهما أن يكون موجوداً من دون وجود الآخر لأن أحداهما يكمل شروط تكوين الآخر . على ضوء هذه الرؤية فإن الكتلة البشرية المتكونة من الكلدان والسريان والآشوريين التي تتماثل مكوناتها في الشروط الموضوعية للأمة تشكل أمة واحدة شئنا أم أبينا مهما اختلفنا على التسمية الموحدة ، وهي في ذات الوقت تشكل قومية واحدة لأن شروط القومية الموحدة الأساسية تتماثل وتتكامل وتتشارك في جميع هذه المكونات ، وما تختلف به هذه المكونات عن بعضها البعض هو اللاهوت المذهبي الكنسي الذي أصبح بؤرة الخلاف والأختلاف بين مكونات أمتنا وقوميتنا منذ قرون قليلة وليس منذ نشوئها التاريخي ، ولكن ليس هناك أمام العقل الإنساني وحكمته في صياغة حياته الجديدة ما يعيق أبناء أمتنا الغيارى من إنجاز المستحيل إن توفرت لديهم الإرادة السياسية الحرة والمؤمنة بالتطور وحسن النوايا في فهم الحقيقة التاريخية ومتطلبات الحياة الحاضرة في تقرير المصير والمحافظة على الوجود القومي لأمتنا العظيمة ذات التاريخ المجيد والحضارة التي أخرجت البشرية من الظلمات الى النور وهذا ما تقره متاحفها الزاخرة والعامرة بأثارنا الجليلة .

خوشــابا ســولاقا
28 / أيلول / 2013


غير متصل م.نينوى للتكافل الاجتماعي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 72
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
   الاخ والاستاذ العزيز خوشابا سولاق جزيل الاحترام
  المفال علمي وبدرجة امتياز حسب قناعتي الشخصية وهو المفهوم العلمي للوحدة بين الكلدان والسريان والاشوريون وكل مثقف سوف يفهمك
  ويحاول تدريجيا تصحيح وازالة مفاهيمه القديمة السلبية بالجدبدة الايجابية ونتوصل جميعا الى فهم خارطة الطريق للاصلاح والتغيير .والرب يبارك .






                                                                                    عوديشو بوداغ

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأستاذ العزيز خوشابا  سولاقا المحترم
تحية طيبة
في البداية أقدم شكري وامتناني لك ولجهودك الجبارة وما تبذله من خلال رفد واغناء موقعنا المتميز عنكاوة كوم بكتاباتكم وأفكاركم القيمة والثمينة، والتي أصبحت تدغدغ مشاعر العقول الجامدة، وتنور طريق العميان..
من اجل بناء مستقبلنا ومستقبل امتنا، علينا بان نعمل على تصحيح ما هو خطا في مسيرة قضيتنا القومية، وايضا لابد علينا تنظيم انفسنا في اطار فريق عمل الذي اعتبره هو السند والدعامة الاساسية في حمل مبادىء امتنا وتحقيق اهدافها.. وذلك لأن العمل الوحدوي من أهم ضمانات النجاح. ذلك أن إضافة كل إنسان في امتنا إلى غيره إضافة كيفية لا كمية، ولن يتحقق ذلك إلا بتجسيد عملنا القومي الوحدوي المتجانس، وباتالي نستطيع من خلال ذلك تشكيل فريقين الاول فكري والثاني تطبيقي، من خلال وجود سياسيين محنكين يرتبطون بعمل وحدوي تحت مظلة فكر الحركة وتبق مهمتهم ابتكار طرق جديد واستراتيجيات بعيدة المدى بما يخص قضيتنا القومية والعمل على تطوير الكثير من المفاهيم حسب متطلبات المراحل التي نمر بها. وايضا علينا من ايجاد سياسيين يعملون على تطبيق حركة الفكر فتكون مهمتهم تنفيذ الامور المتعلقة بما يخص الاستراتيجيات التي وضعتها الفئة الاولى من السياسيين المفكرين، وبالتالي على الجميع بان يتعاملوا بانسجام  وتوحيد الافكار والممارسات من اجل تحقيق ما ترنو اليه امتنا. والتي  سوف تبقى حاضرة في لغتنا وتراثنا، ومفهومها متجذر في فكرنا القومي.. ودمتم سالمين

 وتقبلوا مني فائق احترامي
اخوكم
 هنري سركيس

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ خوشابا سولاقا
تحية
مقالك هذا هو واحد من اندر مقالات قرأته على صفحات عنكاوا كوم من عشرة سنوات. انطلق من مفهوم علمي للقومية والامة . وتجرأت قول الحقيقة الموضوعية في النهاية بدون رتوش عن وضع ابناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان.

احييك واظن مثل هذه المقالات والاراء التي تتوافق مع اراء غبطة البطريرك ساكو سوف تجعلنا نقفز الى مستوى اخر من الحديث الذي هو المصير المشترك الذي ينتظرنا جميعا وليس التاريخ الماضي الذي نتقاتل من اجله بصورة واقعية ومعقولية.

يوحنا بيداويد

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأحبة الأخوة الأعزاء المحترمين
الأستاذ عوديشو بوداغ
الأستاذ هنري سركيس
الأستاذ يوحنا بيداويد
في البدء أقدم لشخوصكم شكري الجزيل لمروركم على مقالنا ولتقييمكم الرائع لمحتواه الذي حاولت من خلاله صياغة ما أردت إيصاله الى قراءنا الكرام حول ما نختلف ونتناقش على أسسه الموضوعية فيما يخص تسمياتنا المحترمة وأتمنى أن أكون قد وفقتُ في إصابة الهدف ، أحبائي الأعزاء حقيقة أقول لكم أنا عاجز من إيجاد الكلمات التي بها ارد جميلكم على تقييمكم والذي أعتبره وساماً من إناس مثقفين محترمين يفهمون ما يقولون بكل الأبعاد وهذا إن دل على شيء وإنما يدل على رفعتكم في ميدان الثقافة وسمو أخلاقكم ... أشكركم ونتواصل جميعاً في الكتابة والتنظير في كل ما يخدم أمتنا العظيمة ولنبارك مبادرة قداسة البطريرك مار روفائيل الأول ساكو ، ولتصب جهودنا وجهود الجميع في مجرى هذه المبادرة الوحدوية كنسياً وقومياً ، ولنبارك جهود جميع الخيرين من مثقفي أمتنا آمين .

محبكم من القلب أخوكم : خوشــابا ســولاقا

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ خوشابا سولاقا،

تحية طيبة وشكرا على جهودك في هذا التحليل الرائع.

بودّي التعليق على ما لفت نظري في مقالتك باعتبار أن "السريان" و"الكلدان" والآشوريين" هم "أمة واحدة" وفي نفس القت "قومية واحدة"، وذلك بعيدا عن التاريخ الذي يتفلسف به كل من قرأ سطرين من كتب أحمد سوسه وعبد الرزاق الحسني، بل بالإعتماد على المنطق السهل المبسّط.

أولا : إن عبارة "كلدان" تشمل اليوم هنودا ومصريين، وعبارة "سريان" تشمل هنودا وسبق أن شملت عربا وكان "جرجس أسقف العرب" في سوريا مرسوما على يد مار يعقوب النصيبيني، وكذلك كنيسة المشرق ضمت العرب والفرس والآشوريين والآراميين. أما عبارة "آشوريين" فهي لا تشمل أية كتلة سوى تلك التي تتمتّع بالعوامل القومية (الأرض المشتركة، اللغة المشتركة، التاريخ المشترك) وكل ذلك ضمن جغرافيا محددة هي جبال وسهول آشور (أي شمال العراق الحالي وجنوب شرق تركيا الحالية).

ثانيا : لو انتمى سعوديا إلى الكنيسة السريانية فسيسمّى "سرياني" ولكنه حتما لن يكون من قوميتنا ولا أمتنا.

لذلك، إن، السريان والكلدان والمشرقيين ليسوا من قومية واحدة ولا أمة واحدة. وما تجدر الإشارة إليه هو محاولات كنسية لتفتيت الأمة الآشورية بدعوى الوحدة بين "الآشوريين والكلدان" وعلى الشعب الآشوري الحذر من ذلك والوقوف ضدّه لأن الوحدة يجب أن تكون بين "الآشوريين الشرقيين" و "الكلدان" ولنكن أكثر عدلا تجاه المنطق ونقول : عودة الكنيسة الكلدانية إلى جذورها.

ولكي تصل رسالتي بشكل أوضح، أرجو أن تقرأ ما وَرَدَ في هذا التقرير من بغداد أيام الرئيس البطل الشهيد عبد الكريم قاسم في الصورة أدناه حيث تذكرنا الصحيفة أبناء كنيسة المشرق كـ"آشوريين شرقيين" وليس "آشوريين".



غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية للجميع المقالة جيدة واتفق معها

نحن بدلا من ان نقف عند لحظة تاريخية من الماضي علينا ان ننظر الى اللحظة التاريخية الحالية و اللحظة التاريخية في يومنا هذا حيث نجد نعم باننا شعب واحد.

ملاحظة بالنسبة لما جاء في المقالة عن التفوق العرقي , هذه المشكلة كانت متعلقة بالداروينية. والعنصرية ليست متعلقة فقط باصحاب البشرة البيضاء وانما بالاخرين ايضا. فبعد ظهور النظرية التي تقول بان اصل الانسان هو من افريقيا اصبح اصحاب البشرة السوداء ايضا يستعملونها لاغراض عنصرية حيث يقولون بان الاصل هو البشرة السوداء وتبيض البشرة يدل على التشوه.

وهذا ادناه مثلا ما يستعملونه في حججهم:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%86


اردت ذكر هذا فقط على الجانب بالرغم من انه غير مهم

تحياتي


غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
السيد اشور كوركيس المحترم
انت لا تستطيع تجعل من الكلدان اشوريين بحسب مزاجك ورايئك او طريقتك. الكلدان لهم وجود مثلما للاشوريين وجود وربما اقدم.
ما يهمنا نحن ايضا ليس السفسطة الفارغة المتعلقة بماضي يعرقل بحثنا جميعا من التقدم نحو خطة لحماية الذات الكبيرة،  الهوية،  والكنيسة والقومية، والوجود لان هذه متعلقة كلها مع بعضها. لان اعدائنا كثيرون وعددنا قليل؟!!!!
بصراحة اخ اشور انا لست اشوري بحست المنطق الذي تتحدث عنه وتتفلسف دائما بل تعتبر الكلدان غنم يجب ان يتبعوا تصريحاتك ويعودوا بعد ان يحصل  وعي عندهم .

يوحنا بيداويد

غير متصل جوني يونادم عوديشو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 67
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
شكرًا للجهد الكبير والاختيار الرائع لمواضيع في غاية الأهمية وخصوصا عملية استذكار الماضي وتحليله التحليل المنطقي ليكون دروسا وعبر للأجيال.
أتمنى لكم الصحة
اخوكم
جوني يونادم عوديشو

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخوة الأعزاء المحترمين
الأستاذ آشور كيوركيس
الأستاذ لوسيان
الأستاذ جوني يونادم عوديشو
تقبلوا تحياتي المعطرة وشكري الجزيل لمروركم على مقالنا وتقييمكم الذي أعتبره وسام شرف أعتز به وشكراً على ملاحظاتكم التي أغنت ما فاتني ذكره وأمنياتي أن تستمر هكذا حوارات ومداخلات التي حتماً لا تخلو من فائدة لخدمة المسيرة الثقافية لأمتنا مهما اختلفنا في وجهات نظرنا ورؤآنا للأمور ولكننا نبقى على خط واحد لخدمة قضيتنا المشتركة التي نتفق في أساسياتها وإن اختلفنا في بعض الجزئيات الثانوية والتي الزمن كفيل بتذليلها  وحلها وشكراً لكم يا أحبتي . وهنا لا أستثني الأستاذ الفاضل الكاتب الراقي يوحنا بيداويد لمروره الثاني علينا .

                     محبكم من القلب اخوكم : خوشابا سولاقا

غير متصل م.نينوى للتكافل الاجتماعي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 72
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
  الاخ العزيز اشور كوركيس جزيل الاحترام
 الصفات المشتركة العامة بين البشر تستند على الاغلب الى سلم او هرم ماسلو للحاجيات (العالم ابراهام ماسلو ) والذي يدرجها كالاتي
 1.الاحتياجات الفسيولوجية 2.احتياجات الامان 3.الاحتياجات الاجتماعية 4.الحاجة للتقدير 5.الحاجة لتحقيق الذات .وعلى هذه الاسس
 يحدث الصراع من اجل البقاء بيننا ...طيب اين موقع افكارك العقائدية الاشورية في سلم ماسلو اعلاه علما ان واقع حال امتنا هو في سلم
 الاول ..نتيجة النكبات والاضطهادات والهجرة التي مرت بها امتنا منذ عام 1915 والمسببة لفقدان الاسس العلمية لنهضتنا من جديد وتحيط
 بنا الازمات المنوعة ...اخي العزيز اليس المطلوب منا جميعا التفكير بالعلمية لانها تماثل الجسر الذي يعبرنا الى مرحلة تحقيق الهدف ؟
 ونستطيع من جلال طروحاتنا العلمية ان ننسجم ونتقارب ونحب بعضنا البعض اكثر وتتوحد جهودنا وتتحرك طاقاتنا الكامنة المحبوسة فينا
 كمثال لاطروحة العلمية في مقال الاستاذ خوشابا سولاقا .


                                                           عوديشو بوداغ