المحرر موضوع: ترجمة من كتاب الآشوريون بعد نينوى / الجزء الخامس  (زيارة 2065 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ترجمة من كتاب الآشوريون بعد نينوى
للمؤلف البلغاري د. راشو دونيف
الجزء الخامس

سـامي هاويـل ـ سدني

لمراجعة المقالات المترجمة السابقة:

الجزء الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=691859.0    
الجزء الثاني:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,698919.0.html
الجزء الثالث:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=699310.0
الجزء الرابع:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,700460.0.html

العلاقة بين الأمبراطورية الآشورية وأستمرارية الحضارة (5)

الآشوريون في المصادر الأرمنية.

علاوة على ذلك، ساوث كيت لاحظ إن:
"في القرية الأرمنية آرآبوت (Arapout)، التي وقفتُ فيها لتناول الفطور، بدأتُ أسأل عن السريان. الناس أبلغوني بأنه كان هناك قرابة المائة عائلة منهم في قرية خربوت، والقرية كانت بالكامل مأهولة بهم. لاحظت بأن الأرمن لم يعرفوهم بالأسم الذي أنا أستخدمته (سريان) ولكنهم كانوا يسمونهم ( آسوري) (Assuri)، مما أدهشني في اللحظة التي تلمست التشابه يبنه وبين الأسم بالأنكليزية "أسيريانس" (Assyrians)، والذي يدعون السريان بأنهم منحدرون منه كونهم أبنائهم مثلما يقولون، من آشور، " الذي خرج من شنعار وذهب اليها ( الى آشور)، وبنى نينوى، ومدينة رحوبوث، وكالخ، وريسن، بين نينوى وكالخ: نفسها مدينة عظيمة"1

يشير يوجين بور (Eugene Bore) ، في سنة 1840م " عندما يُسأل كلداني عن قوميته (milet – nation)، كلداني، أو آشوري (Childam’ or ‘Assori’)". ويضيف بور بأن جيرانهم الأرمن هم من سموهم بهذه التسميات المزدوجة، ففي المناطق الجبلية يسمون كلدان وأيضا يدعون بأنهم آشوريون (Assori)2.
قال جوزيف بأن الأرمن يشيرون الى النساطرة بعبارة (Asori)(الآشوريون)، ولكنهم قصدوا بهذا الأسم ، السريان، لأن كلمة الآشوريون باللغة الأرمنية هي (Asorestantji)3. وليم وردا يرد بشكل مقنع على تأكيدات جوزيف التي يقول فيها بأن آسوري (Asori) لا تعني الآشورية (Assyrian)4. مع ذلك، من المهم أن نناقش الموضوع للتأكد من صلاحية الأطروحة. فعلاً هناك بعض الأدلة على أن "Asori" باللغة الأرمنية ربما تعني السريان، بدلاً من الآشورية. على سبيل المثال، أدوارد جي ماثيوس ( Edward J. Mathews ) ذكر بأن أفرام السرياني، هو معروف في التقاليد الأرمنية ( سرب أبرم آسوري )( Surb Ep’rem Asori )
، ( Surb Ep’rem xorin [Parish Priest] Asorwoy )، و (Surb Eprem Xurin Asorwoy)5. ماثيوس أيضا يذكر بأن لقب أفرام الكامل هو " Xorin Asori " حيث يشير باللاتينية الى جغرافية المقاطعة الرومانية مسمياً أياها "Coele Syria, or Syria Profunda" والتي كان مطرانها يجلس في أنطاكيا 6.
  
فيما يتعلق بعبارة "ستان" (stan) ، بريجيت أنيتّي أولسن (Brigit Anette Olsen) يلاحظ بأن " مختلف الأيرانيون يستخدمون عبارة ستان بعد الكلمة المنتهية بحرف (i) ويستشهد بأسم آسورستان (Asorestan) أي "آشور"، وهي مشتقة من آسوري (Asori)7. في الوقت الذي أشار أفيدس كريكور سانجيان (Avedis Krikor Sanjian) الى أن كلمة آسوريك (Asorik) تتألف من كِلا التسميتين آشوري و سريان، بالإضافة الى ذلك فإن الحرف (k) يُعَبر عن صيغة الجمع في اللغة الأرمنية 8. وفي التفسيرات النحوية فإن العديد من العلماء يرصدون معاني مختلفة لتسمية "آسوري".
إن مصطلح آسورستانياك (Asorestaneayc) يعود أصل أستخدامه الى المؤلفين الأرمن الذين كتبوا عن فترة الحكم الساسانية للإشارة الى سكان المقاطعة الأيرانية آسورستان (Asorestan) " وللدلالة أيضا على أن السكان حرفوا الأسم العرقي آسورستانياك (Asorestneayc) والذي كان أكثر دِقة من التسمية آسوري ( Asori )" 9. لأن الأقليم الجغرافي لآشورستان كان بابل وليس سوريا.
التسمية (Asori / Asorik) تضمن بعض الدراسات، رغم إن بعض الباحثين يعتقدون بأنها تسمية مرادفة لسوريا 10، وهناك التباس على ما يبدو. ففي دراسة تعود للقرن التاسع عشر على نصوص كُتِبت في الفترة ما بين عامي"20 BC – 50 AD وهي تعود الى فيلو الأسكندري (philo of alxandria)، تذكر هذه النصوص بأن آسوريك (Asorik) كانت تسمية مرادفة لسوريا و آسورسدان (Asoresdan) كانت تسمية مرادفة لآشور 11. كما إن دراسة مبكرة أُخرى تعود للقرن التاسع عشر تذكر بأن السريان الذين أطلق عليهم الأرمن أسم آسوريك (Asorik)، في الوقت الذي كان بقية الشعوب تسميهم سورياني (suriani) كما إن الآشوريون كان يطلق عليهم الأرمن أسم آسورسداندجك (Asoresdandjk)12.
ولكن, هناك تقرير قدمته أكاديمية العلوم للديوان الملكي البروسي في برلين عالم 1869م يقول بأن " الأرمن  لهم شكل واحد للتسميتين اليونانيتين واللتان هما Σúριa and Aσσúριa" وآسورستان (Asorestan) تم تعريفها على أنها تعني آشور وسوريا في تفس الوقت 13. كما أن روبرت دبليو ثومسن (Robert W.Thomson) في دراسته عن التاريخ الأرمني "أكاثانكيلو (Agathangelo)" يذكر بأن في أكاثانكيلو آسورستان تعني آشور، و آسوروتس (Asorwots) تعني سوريا، ويضيف بأن في كل رسائل أكاثانكيلو لا تُميّز بين سوريا وآسورستان فيما يخص آشور وسوريا 14.
هناك مصدر آخر يساعد في تقييم هذه المصطلحات أو التسميات، وهو قصة أخيقار الحكيم ( Ahikar / Ahiqar ) العائدة الى القرن الثامن قبل الميلاد، أخيقار الذي كان وزيراً للملك الآشوري سنحاريب وأسرحدون يروي تجربته لأبن أخته. القصة أساساً هي نوع من الحكمة الأدبية، آثارهذه الحكمة تظهر بجلاء في قصص الحكيم أيسوب اليوناني، كما إنها منتشرة في لغات أَخرى، منها اللغة الأرمنية. النسخة الأرمنية التي تعود الى القرن السادس عشر تحدد مكان وجود أخيقار على أنه كان في نينوى وآشور وتسميها بالأرمنية هي " Asorestan ". في الوقت الذي يوصف بأن آشور باللغة الأرمنية تعني آسورستان نرى بأن الكتابة تًشير الى الآشوريون باللغة الأرمنية بتسمية آسورس (Asores)15. هنا نجد من الواضح جداً التقارب بين تسمية آسورس وبين التسميات "آسوري/ آسورك (Asori / Asorik) وإن تسمية آسورك لا يمكن القول بأنها تعني السريان. لقد أبدى جوزيف وجهة نظره في دراسنه الأخيرة ، حيث قال بأن كلمة آسوريك تعني السريان:
" آسوري ( Asori) بصيغتها المفردة تعتبر إشارة الى شخص سرياني، ( آرامي ) مثلما هي الحال عندما نقول  ( Suraya / Soroyo) بينما صيفة الجمع تكون آسورينر (Asoriner). اللغة السريانية           ( الآرامية ) تسمى باللغة الأرمنية "آسوريرن (Asoreren).وكلمة آشور في اللغة الأرمنية تعني آسورستانتس 16". جوزيف يقول بأن البروفيسور الراحل سانجيان (sanjian) في مصادره الأساسية يؤكد. في الواقع يطلق على الآشوريون باللغة الأرمنية المعاصرة (Asorinery) في الوقت الذي يسمون السريان والتي هي آسورينر (Asoriner) وآشور تسمى بالأرمنية المعاصرة آسورستاني (Asorestani).
      ولكن جوزيف لا يشير الى الأمثلة والنماذج الأُخرى التي قد تشير الى أستنتاج مختلف ومنها: الآشورية في اللغة الأرمنية المعاصرة  والتي هي آسوري (Asori)، بينما السريان والتي هي سيرياكان (siriakan) . وسوريا يسمونها والتي هي سيريان (sirian)17.
ويمكن القول بان مصطلح آشور (Assyria) في العصور الأرمنية الحديثة قد حوّر لكي يتلائم من تسمية البلد سوريا، ولكن منذ أن أصبح بالإمكان إسقاط حرف الألف "A" في اللغة الأرمنية لهذا الغرض، فإذاً لماذا لم يظهر هذا سابقاً؟ وبعبارة أُخرى ، يقول جوزيف بأن آشور وسوريا ليست مرادفتين ولم يشرح حتى الآن لماذا الأرمن لم يستنسخوا التسميتين سريان وآشور الموجودة في لغات أُخرى مثل اليونانية والآشورية أو الجيورجية والتي فيها تسمى الآشورية والتي تعني آسورلي (Asureli)، والسريانية والتي تعني سيرييس (Siriis).    
 التسمية تركيا باللغة الأرمنية توركاكان (T’urk’akan)، وأيران تسمى  أيراناكان (Iranakan)، والعرب أو العربية   والتي هي عربكان (Arabakan).
لذا فإن الملحق "كان،Kan" يتماشى مع الملحق في كلمة سيرياكان (Siriakan  ) المذكورة أعلاه. أما الملحق "ك ،K" الموجود في المصطلح (Asorik) أيضا نجده في المصطلح (Parsik) والتي تعني الفارسي. إن كل هذه المتغيرات والتشابكات يقيناً تثير الشكوك في أن مصطلح آسوري "Asori" يعني سريان.
جوزيف يدعو القُراء للإطلاع على مقطع من مقال وولف هارت هينريكس (Wolfhart Heinerichs) فيما يخص التسمية الآشورية.
حيث يذكر هينريكس بأن مصطلح آسورستان (Swrstn) وُجد في قائمة المقاطعات الساسانية "ورد في لغة الأرمن الأيرانيين، ومنذ أن كانت ساليق وقطيسفون تحت إدارة الكنيسة الفارسية أصبحت تعتبر مركز الجاثاليق في سنة 410م، لذا فإنه من غير المستغرب بأن أسم سكان آسورستان (Asorestan)، آلآسوري (The Asori)، أكتسبوا تسمية السريان الشرقيين والسريان بشكل عام" 18. رغم أن المحتوى العام لمقال وولف هارت هينريكس هو إن "الآشورية" هي حديثة المنشأ، فإن هذا التصريح يوحي بأنه إذا كانت تسمية آسوري مرادفة لتسمية السريان في اللغة الأرمنية، فإذا هذه التسمية تعتبر مشتقة أو مأخوذة من تسمية آشورستان. ولذلك فمن المحتمل بأن معنى مصطلح الآشوري تغير الى سرياني ومن ثم الى آشوري.
وبدوره يشير هينريكس الى كل من هونكمان (Honigman) و مارك (Mariq) فيما إذا كان أقليم آشورستان هو نفسه أقليم آشور أم لا. ولكن كما يُشار أعلاه بأن المقاطعة الساسانية كانت تسمى آشور تحديداً. هينريكس ومارك يُظهرون عدم تيقنهم من دقة حدود هذا الأقليم مشيرين إلى أن للمؤرخين الأرمن المعاصرين للفترة الساسانية، كان يُعتبر أقليم آسورستان في المملكة الساسانية إشارة الى آشور أو سوريا 19. جوزيف وهينريك وآخرون يقولون بأنه في اللغة الأرمنية  "آسورستان تعني آشور وآسوري تعني سوريا. ولكن إذا ما أتفقنا مع التعريف الذي قدمه كلُ من هونكمان ومارق والذي يقول بأن آسورستان ربما كانت تعني سوريا، فبهذه الحالة نستخلص بأن كِلا التسميتين آسورستانجي وآسوري ربما كانت تعني السريان. ففي هذه الحالة ماذا ستكون التسمية الأرمنية لكُل من آشور والآشوري؟
الحقيقة هي كما يشير كل من سركون جورج دونابد (Sargon George Donabed) و شميران مَكو (Shamiran Mako): نرى وبسهولة في كل الحالات بأن أي ذكر للآشوري بعد سقوط نينوى عام 612 ق م قد أخطأ علماء التاريخ أو التبسوا بجغرافيتها ، ولكن في الواقع لم تكن بالضرورة تعني الآشورية، بمعنى أنها هوية وثقافة متميزة موروثة من آشور القديمة 20.
في بداية القرن التاسع عشر يقول جين القديس مارتن (Jean Saint-Martin) بأن الأسماء سوريا وسورستان  وآسوريك وآسورسدان.
 يبدو أن جميعها مشتقة من كلمة واحدة تُعين السلطة والقوة 21. على الرغم من أن ما أستخلص اليه القديس مارتن فيما يخص أصل التسمية قد يكون خاطيء، ولكن تجدر الإشارة الى ذكره للتقارب بين التسميات 22.
أخيراً ما يجب أن يوضع بالحسبان في هذا النقاش، هو أن اللغة السريانية في أورهاي (Orhaya/Orhoyo) التي كانت لغة الطقس في الكنائس الأرمنية، في البداية بدأوا بتقليلها بأستخدام قسم من الحروف السريانية. ( آرمان آكوبيان "Arman Akopian" يشير الى أنه تم أستخدام قسم من الحروف السريانية لأنه كان من الصعب إبدال الأبجدية الأرمنية والتي كان عددها 38 حرفاً، بالسريانية التي عددها هو 22 حرفاً)23. كما أنه كان هناك على الأقل مجموعتان من الأرمن، تتحدث أحداهما بلهجة الخربوط (Kharput) والثانية بلهجة أورفا/ أديسا 24. وبالتالي فمن المفترض بأن الأرمن قد أستعاروا مصطلحهم من الآشوريون نفسهم، والذي يذكر بأن مصطلح آسوري (Asori) يعني الآشوريون.
يتبع
المصادر
1. Ibid., P.87.
2. Eugéne Boré, Correspondance et Mémoires d’un voyageur en Orient, II, Paris, 1840.
3. Joseph, The Nestorians and Their Muslim Neighbours, P. 15.
  
4. William Warda, Assyrian Heritage of the Church of the east, Chaldean Church and the Syrian Orthodox Church, http://www.christiansofiraq.com/reply.html [Accessed on 1 April 2011].
5. Edward J Mathews, ‘ A First Glance at the Armenian Prayers attributed to Surp Ep’rem Xorin Asorwoy’ in Roberta     R. Ervine (Ed.), Worship Traditions in Armenia and the Neighboring Christian East, New York, 2006, P. 161.  
6. Ibid., P. 172n.
7. Brigit Anette Olsen, The noun in Biblical Armenia, Berlin, 1999, P.417.
8. Avedis Krikor Sanjian Colophons of Armenian manuscripts, 1301-1480, Cambridge, Massachusetts, 1969, P. 30.
9. Honigman and Mariq, op.cit., P. 49.
10. For example see Agop Jack Hacikyan, Gabriel Basmajian, Edward S. Franchuk and Norhan Ouzounian, The Heritage of Armenian Literature, I, Detroit, 2000, P. 161n.
11. Philonis Judaei, Patrum Ecclesiae Graecorum, Pars II, VII, Lipsiœ, 1830, P.97.
12. Jean Baptist Aucher, EYΣEBIOY TOY IIAMφIΛOY XPONIKA, Venetiis, 1818, PP. 367 and 311.
13. Monatsberichte der Königlich-Preussischen Akademie der Wissenschaften zu Berlin, Berlin, 1870. PP 224n and 239.
14. Robert W. Thomson, Agath’angeghos: History of the Armenians, New York, 1976, P. 467.
15. F. C. Conybeare, J. Rendel Harris and Agnes Smith Lewis, The Story of Ahikar, Cambridge, 1913, PP. 36-37.
16. Joseph,’ Assyria and Syria: Synonyms?’, P. 39.
17. http://translate.google.com/?hl=en hy [ retrieved on 11 April 2011].
18. Wolfhart Heinrichs, “The Modern Assyrians: Name and Nation” in Riccardo Contini (ed.), Semitica, Serta philological Constatino Tsereteli dicata, Torino, 1993, P. 107.
19. Honigman and Maricq, op.cit., P. 41.
20. George Donabed and Shamiran Mako, ‘ Ethno-Cultural and Religious identity of Syrian Orthodox Christians’, Chronos, No. 19, 2009, P. 89.
21. Jean Saint-Martin, Mémoires historiques et géographiques sur l’Arménie, Paris, 1818, P. 276.
22. Académie des inscriptions et belles-letteres, Recueil des historiens des Croisades, Imprimerie Imperiale, Paris, 1869, P. 812.
23. Arman Akopian, ‘Babylon, an Armenian-language Syriac Periodical: Some Remarks on Structure and Language’, The CSSS Symposium “ The Armenian and the Syriac Symbiosis”, University of Toronto, November 14, 2009, P. 1.
24. Ibid., P. 2.