المحرر موضوع: الإعدام يوفر فرصة تنفس للإدارة الأميركية.. ولكن أعباء حرب العراق تجاوزت فائدة مردوده  (زيارة 992 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


الإعدام يوفر فرصة تنفس للإدارة الأميركية.. ولكن أعباء حرب العراق تجاوزت فائدة مردوده[/color][/size][/b]

كراوفورد: جيف زليني*
كان القبض على صدام حسين قبل ثلاث سنوات لحظة سرور للبيت الابيض، ورحب بها الرئيس بوش في خطاب على التلفزيون من غرفة مجلس الوزراء. أما إعدام صدام، فلم يؤد لنفس المشاعر.
قبل تنفيذ حكم الاعدام في بغداد، ذهب بوش للنوم في مزرعته في كراوفورد، ولم يجر ايقاظه عندما تم اعلان النبأ. وفي بيان معد من قبل، قال الرئيس ان الاعدام لن ينهي العنف في العراق.

وبعد إلقاء القبض على صدام في 13 ديسمبر (كانون الاول) 2003، تراجعت تدريجيا التغطية الاعلامية لأخبار صدام، في ما عدا الحديث عن حالات الغضب الانفعالية التي كانت تنتابه خلال جلسات المحكمة، وعن كتاباته من السجن... ثم غطت الفوضى والعنف المتزايد في العراق على سيرة حكم صدام المؤلمة، رغم انه تبوأ، لعقدين من الزمن، مكانة مميزة في سياسات الولايات المتحدة، كرمز «للشر» في الشرق الاوسط.

والان، ما كان يمكن ان يصبح انتصارا للغزو الاميركي للعراق، تضاءل بسبب الوقائع على الارض، فشنق صدام حسين يعني ان القائد السابق يحاسب على اخطائه، وهو ما يحقق الهدف الحربي الذي ردده البيت الابيض كثيرا بعدما ما تبين له عدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق. إلا ان حرب العراق تقترب من سنتها الخامسة، والعنف الطائفي الذي تزايد بعيدا عن أي ولاء سني او بعثي لصدام حسين، طرح العديد من التساؤلات عن التغييرات، اذا ما كان هناك تغييرات، ناتجة عن موته.

ويعتبر بروس بوكانان استاذ الادارات الحكومية في جامعة تكساس في اوستن، أن «وجه صدام بقي بارزا في عملية غزو العراق منذ البداية، وقد ولى هذا الوجه الان ولكن كممثل ثانوي» وحتى كممثل ثانوي فإن شبح صدام متداخل مع بوش ووالده جورج اتش دبليو بوش. فبعد مرور عامين من حرب الخليج امر صدام حسين بمحاولة اغتيال بوش الاب، وهو عمل لم ينسه الرئيس السابق.

وذكر الرئيس الحالي بخطابه في تجمع لجمع التبرعات للحزب الجمهوري في هيوستون في 26 سبتمبر 2002 «مما لا شك فيه ان كراهيته موجهة بصفة رئيسية لنا. هذا هو الرجل الذي حاول قتل والدي».

ومن ناحيته كان صدام يشير الى بوش الأصغر بإنه «ابن الثعبان». كما أهان الرئيس السابق إهانة شهيرة بوضع موزايك لوجه الرئيس بوش على مدخل فندق الرشيد بحيث اصبح من المستحيل دخول الفندق من دون أن تطأ الاقدام صورته. وفور وصول القوات الاميركية الى بغداد، تم تدمير الموزاييك.

وعندما قبض على صدام حسين، قال الرئيس بوش «اخيرا اصبح العالم افضل بدونه». ولكنه رفض وجهة النظر القائلة بان الضغائن العائلية لعبت دورا في تحديد سياسته تجاه العراق أو أنها أثرت على قراره دخول الحرب، وأوضح الرئيس «وجهات نظري الشخصية ليست مهمة في هذا الامر».

إلا أن بوكانان الذي يتابع انباء اسرة بوش سياسيا منذ زمن طويل، ذكر انهم ليسوا بأعداء عاديين وان تجاهل وجهات نظرهم الشخصية تماما أمر مستحيل. وقال «أظن أن الرئيس سيرى أن العدالة قد تحققت وربما سيشعر بقدر من الثأر، بسبب محاولة اغتيال والده. إن ذلك بالتأكيد جزء من الدراما».

وفي كراوفورد حيث يقضي الرئيس الأسبوع ما بين عيد الميلاد وبدء السنة الجديدة، راح مساعدوه يخططون لأسلوب رد البيت الأبيض على إعدام صدام حسين، فاستبعدوا فكرة وضع الرئيس مباشرة أمام كاميرات التلفزيون للتحدث عن الاعدام خوفا من أن يعطي رسالة فحواها أن الرئيس بوش أو الولايات المتحدة هي التي دبرت الإعدام، الذي تم تنفيذه رسميا على يد الحكومة العراقية. وقال بوش في تصريحه «نحن نتذكر اليوم كم تحرك الشعب العراقي منذ انتهاء حكم صدام حسين وكم كان صعبا تحقيق التقدم هناك بدون تضحيات أبنائنا المستمرة».

كذلك اعترف أحد المسؤولين الكبار، الذي تكلم شرط عدم الكشف عن هويته، أن التحديات القائمة في العراق ساهمت في أن يصدر الرئيس بيانا فقط حول إعدام العراقي السابق. واستنتج البيت الأبيض، أنه حتى حدث درامي مثل إعدام صدام حسين لا يمكن استخدامه لتجديد الدعم للحرب.

وقال فرانك نيوبورت رئيس تحرير «استطلاعات غالوب» إن «الأميركيين أخذوا ذلك في عين الاعتبار، ففوائد إسقاط صدام حسين تم تجاوزها من حيث تكاليف الحرب».

وأوضح استطلاع غالوب للرأي أجري ما بين 8 و10 ديسمبر أن 64% من الأميركيين قالوا إن تكاليف الحرب تجاوزت الفوائد التي نجمت عنها. بينما لم يقبل بهذا الرأي سوى 33% من المشاركين في الاستطلاع، إذ قالوا إن الفوائد بما فيها إقصاء صدام حسين عن الحكم تتجاوز التكاليف.

إنه لتغير مثير للدهشة، كما يقول نيوبورت، لأن الأميركيين في حرب الخليج الأولى دعموا إزالة صدام حسين عن الحكم. وكان ذلك هو السبب الذي أدى إلى دعم أكثر من 60% من الأميركيين للحرب الأخيرة.

ففي يونيو(حزيران) 1993، وبعد فشل محاولة عدد من عملاء الحكومة العراقية في اغتيال بوش الأب، قال 53% من الأميركيين وفق استطلاع للرأي نظمته مؤسسة غالوب إنهم يدعمون «اتخاذ إجراء متطرف لاغتيال صدام أو إزالته من السلطة»، بينما قال 37% منهم إنهم لا يساندون ذلك.

* خدمة «نيويورك تايمز»


http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10260&article=399454[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم