المحرر موضوع: بيروتشام  (زيارة 1175 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف شبلا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 52
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بيروتشام
« في: 23:50 12/10/2013 »
بيروتشام
يوسف شبلا     Toronto, Canada
تطرقت في مقالين سابقين الى كلكامش وآثور محاولا اثبات ان كلكامش تعني جاموس السماء وان آثور تكييف اكدي لها وتعني ثور السماء مما يوحي ان آسور وسوريا وسريان وسورايايا وسورايا وتركايا وتوركمان ومشتقاتها، كلها منحدرة من آثور وآثورايا وآسورايا. وفي هذا المقال سنتطرق الى التكييف الآرامي لكلكامش وآثور.
لا شك ان الاثورييين كانوا يحملون معهم الثيران المجنحة في حملاتهم العسكرية طمعا في دعمها وإسنادها لإحراز النصر. وبذلك كانوا ينقلونها تلقائيا إلى مستعمراتهم الجديدة في الأناضول وبلاد الشام (الى مملكتي دمشق وحلب الاراميتين). وكانت هناك حاجة إلى سكانها للإشارة إلى هذه الثيران المجنحة أو ثيران السماء. فماذا كان الآراميون سكان  بلاد الشام  الاصليين يومئذ يسمونها بلغتهم اي بالارامية ؟
و جوابا على السؤال  نقول ان الآراميين سموا هذه الثيران السماوية بعيرو د شامي  حيث بعيرا بالآرامية اسم جنس بمعنى بهيمة  ذات قرون او دابة او بعير،  وشامي  تعني سماء،  وشامي وشميا وشيم وسماء من اثل لغوي واحد حيث ان الشين والسين كثيرتا التبادل بين اللغات السامية. واما الدال (او دي) بينهما فإنها  حرف إضافة حيث ان الإضافة في الآرامية تتطلب أداة هي الحرف (د)  ( او المقطع دي وحسب اللهجة) والتي تتحول إلى ذال اذا سبقها حرف متحرك والتي تطورت أو تحورت أو كلاهما لتنتهي بعيرودشام إلى (بئيروت شام ثم بيروت شام) ؛ ثم، وعند تعريبها، أصبحت بلاد الشام ويندر ان  نرى اسم مكان تلازمه البادئة بلاد كما في حالة الشام وهذا يعني ان (بيروت شام) اسم مركب يعني الاسم المركب (آتورا) الذي يعني بدوره الاسم المركب (طلطامش). وبالمناسبة مازالت كلمة شميا تعني (سماء ) في السريانية والسورث. وهكذا تكون بيروت وسوريا والشام من مشتقات  مرادفات كلكامش ا.
وفي سفر عزرا (24 : 2) نقرأ "...بنو قرية عاريم كفيرا وبئيروت سبع مئة وثلاثة وأربعون (رجلا)..." وما زالت الهمزة الدالة على العين باقية في هذا النص ولم تتحول بعد إلى ياء.لكن بعيروت شام  خففت فيما بعد إلى بيروت شام ثم إلى بيروت اسما لمدينة أو مدن وبلاد الشام اسما لإقليم.
 ونجد بعيروت شام بصيغة أخرى هي( بيرو زامات ) في النص التالي  :
((...فقتل اردشير كل ذكور قبيلة ارساس ولم ينجُ أحد من هذه المجزرة عدا بيروزامات الذي أنقذه أحد أصدقاء القبيلة ويدعى بورو والذي حمل بيروزامات إلى ارض كوش وعلى رواية موسى القوريمي اصبح بيروزامات هذا حاكما على بكتريا وبارثيا وأطاح بشابور ابن اردشير و أعاد إحياء الانبراطورية الفرثية...))
وهذا سرد تأريخي . لكن هناك نصا آخر جاء ممزوجا بالأساطير اليونانية يعود إلى الكاتب الروماني Claudius Aelian في كتابه De Animalium Natura حيث جاء فيه :
((حينما كان الملك سيوخورس  يحكم بلاد بابل تنبأ الكلدانيون  بان الابن الذي ستلده ابنته سيغتصب منه العرش وانه رغم محاولة هذا الملك في إهلاك الطفل الذي وضعته ابنته، برمْيِهِ من أعلى الحصن، شاء القدر ان يبقي على الطفل بان حمله نسر كان طائرا في أثناء رميه من شرفة الحصن ثم التقطه أحد خدم القصر وسماه (كلكاموس ) فكبر هذا وحكم البابليين))   انظر ملحمة  كلكامش، طه باقر  ط4  ص52. 
وهذان نصان متوازيان أحدهما يجعل البطل بيروزامات (بعيروت شام) والآخر يجعله كال كاموس (كلكامش) أي ان هذين المصطلحين كانا متبادلين الى عهد قريب اي حتى قبل ألفي عام.
ومادمنا بصدد بيروزامات فثمة كاتب كلداني اسمه برخوشا أطلق عليه اليونانيون اسم بيروزس وكأنها مختصر بيروزامات، وبرخوشا تعني ابن كوش وهو فعلا كذلك حيث عاش في جزيرة قوش او كوش COSH في اليونان وعلّم فيها وعاصر الاسكندر المقدوني ويبدو ان ايا من هذين الاسمين ليس اسما له فابن كوش لقب سماه به معاصروه الكلدانيون باعتباره من سكنة كوش وبيروزس لقب سماه به الكوشيون اليونانيون باعتباره قادما من بلاد بعيروت شام .
تجدر الاشارة الى ان كلكامش يكنى بالاكدية  بيروشام   Perosham في ملحمة كلكامش والبعير واضح في الاسم سوى انه قد سقطت منه العين في النسخة العربية لانها مترجمة عن الانكليزية ولاسباب اخرى. كما لا توجد  /د / لان الاكدية لا تستعمل اداة اضافة بين المضاف والمضاف اليه خلافا للآرامية والسريانية والسورث حيث لا تتم الاضافة بغير الدال.
هل هناك قرى او مدن اخرى في الشام تحمل اسم بيروت او بعيرود  او بعيروت؟
ننتظر الاجابة من اهل الشام .

   مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها في الكتب التالية لصاحب المقال:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2 –    From Gilgamesh to Christopher على موقع Amazon.
3 –     Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
  Shabilla_yousif@yahoo.com