المحرر موضوع: كوتا المسيحيين، لا تمثلهم ولا تحترم قومياتهم  (زيارة 4292 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعد عليبك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 471
    • مشاهدة الملف الشخصي
                 كوتا المسيحيين، لا تمثلهم ولا تحترم قومياتهم

مقدمة:
قبل كل شيء لا بد من ذكر بعض الارقام و الإحصائيات عن نتائج انتخابات برلمان اقليم كوردستان الذي أجري يوم 22 من أيلول 2013 ، لكي يأخذ القاريء الكريم فكرة عنها تساعده على فهم الموضوع بشكل أفضل من جميع جوانبه.

1- كوتا الأقليات في برلمان إقليم كوردستان = 11 مقعداً موزعاً كما يلي:
أ- خمسة مقاعد للتركمان (كوتا قومية تركمانية)
ب- مقعد واحد للأرمن ( كوتا قومية أرمنية)
ج- خمسة مقاعد للمسيحيين ( كوتا دينية مسيحية)
2-  مجموع عدد مقاعد برلمان كوردستان بضمنها كوتا الأقليات= 111 مقعداً
3- مجموع الأصوات الإنتخابية التي ذهبت الى كوتا الأقليات = 24,388 صوتا و التي فازت بـ 11 مقعداً.
4 - و بعملية حسابية بسيطة يظهر لنا بأن معدل حصة كل مقعد من مقاعد كوتا الأقليات من الأصوات = 2,217 صوتا انتخابياً.
5- معدل حصة كل مقعد في برلمان كوردستان من الأصوات الإنتخابية للقوائم العامة خارج الكوتا = 19,522 صوتا انتخابياً (ومازال هناك سجال حول هذا الرقم بين احزاب المعارضة و مفوضية الانتخابات)  
6- أعلى ما حصل عليه الفائز بمقعد كوتا المسيحيين هو= 2517 صوتاً و  أقل ما حصل عليه الفائز بمقعد كوتا المسيحيين هو= 409 صوتاَ.
7- الفائز بمقعد كوتا الأرمن حصل على =531 صوتاً انتخابياً.
8- هناك من المسيحيين المرشحين ضمن قوائم خارج الكوتا المسيحية و لهم باع طويل في السياسة و لكنهم لم يحصلوا على مقعد برلماني بالرغم من حصولهم على اصوات اكثر من الفائزين ضمن الكوتا!.

ملاحظة: علماً ان الأصوات التي حصل عليها اصحاب الكوتا لم تأتي ممن تمثلهم الكوتا و انما جاءت أيضاً من اصوات الإخوة الكورد من المنتمين للأحزاب السلطة و خاصة من افراد قوات البشمركة و الآسايش و بتأكيد من احزاب السلطة نفسها . لاحظ (الرابط الأول).

و كذلك الشكوى المقدمة من قبل قائمة الرافدين الآشورية التابعة للحركة الديمقراطية الآشورية ( الرابط الثاني).
و كانت نتيجتها بأن ليس هناك مانع قانوني من ان يصوت الكوردي المسلم الى قائمة الكوتا المسيحية!

والبيان الصادر من المجلس الشعبي الآشوري بتاريخ 12/10/2013  و الذي يؤكد على حصول قائمة الرافدين الآشورية على اصوات في مناطق لا يوجد فيها مسيحيين. ( الرابط الثالث).

و كذلك البيان الصادر من حزب بيت نهرين الآشوري الذي يتهم قائمة الرافدين التابعة للحركة الديمقراطية الآشورية بحصولها على آلاف الأصوات الغريبة في السليمانية من غير المسيحيين و بإتفاق مع أحد الأطراف ( الرابط ارابع).  

بعد هذه المقدمة أتسائل:
1- إن من يجلس على كرسي في برلمان اقليم كوردستان و ضمن أية قائمة كانت سواءَ ضمن الكوتا او خارجها، أكان ليبراليا ام ديمقراطيا أم اسلاميا أم مسيحياً أم ايزيدياً ، و ايا كانت قوميته فهو بالتالي يطلق عليه كما على الجميع بـ ( عضو البرلمان الكوردستاني) ، و واجب كل من يجلس على هذا الكرسي هو خدمة كل شعب كوردستان بأكراده و كلدانه و تركمانه و آشورييه و ارمنه، بمسلميه و مسيحييه و ايزيدييه .
و السؤال هو : هل من الإنصاف ان يجلس في البرلمان من حصل على عدة مئات من الأصوات بصف من نال أكثر من 19 الفا من اصوات الناخبين؟ وأن يكون لهم نفس الحقوق و نفس الواجبات؟؟.

2- أين الإنصاف و العدالة؟ ، وأين الديمقراطية؟، و أين حقوق ما يسمى بالأقليات؟ عندما يركب البعض من الأشخاص قطار الكوتا و هم مرفوضون من قبل من تمثلهم الكوتا ، بحيث لم يحصلوا من الأصوات الحقيقية الاّ القليل ، و لكنهم حٌقنوا بأصوات من خارج أهل الكوتا عن طريق ألأحزاب الحاكمة ليفوزوا بمقاعد برلمانية ومن ثم ليمثلوا اصحاب الكوتا (المسيحيين) رغماً عنهم؟؟!.

3- مع احترامي الشديد لجميع الأديان مقدما، فإذا صوت عدة آلاف من القوات (الآسايش و البشمركة)الكوردية (وهم مسلمون و منتمون الى أحزابهم الكوردستانية) الى قوائم الكوتا المسيحية و لم يصوتوا لأحزابهم المنتمين اليها و المؤمنين ببرنامجها الانتخابي!، و كان هذا امراً قانونياً و عادياً، فهذا يعني بأننا لسنا فقط في قمة الديمقراطية، و انما اصبحت الديمقراطية تخجل منا، و يبدو بأننا أنطلقنا طيراناً الى ما هو أعلى من الديمقراطية لنبتكر نموذجاً متقدماً من حكم الشعب نطلق عليه بـ :
 (Super Democracy)
عندها سيكون من الممكن أن نشهد في الإنتخابات المقبلة بضعة آلاف من الإخوة أعضاء حزب الإتحاد الإسلامي (يةككرتووي ئيسلامي) أو الجماعة الإسلامية يصوتون الى احدى قوائم كوتا المسيحيين!! ، و في هذه الحالة من السوبر- ديمقراطية المبتكرة فما الحاجة لبقاء هذه الكوتا؟ وخاصة اذا لم تكن هذه الكوتا المحترمة تمثل أصحابها الحقيقيين؟.

4- أن كل الأحزاب و التيارات و القوائم التي تنافست على كوتا المسيحيين ، هم احزاب و حركات قومية و ليست دينية، و ان قبولهم بهذه الكوتا الدينية تتناقض مع مبادئهم الحزبية ولكنها لا تتقاطع بالتأكيد مع مصالحهم الشخصية التي اصبحت لها الأولوية في كل شيء. كما ان استمرارهم في التغني بالكوتا المسيحية و بعد كل ما حصل في هذه الإنتخابات، دليل على ان الانتخابات في نظرهم عبارة عن صراع حول الحصول على راتب المقعد البرلماني و امتيازاته ولا شيء عدا ذلك.

5- على القاريء الكريم ان يعلم بأن كل القوائم التي تنافست على كوتا المسيحيين كانت من صنع أحزاب السلطة أو هي التي تسيرها بشكل أو بآخر و الدليل كان مصدر الأصوات الإنتخابية.

6- و اخيرا أوجه سؤالي هذا الى كل كاتب و محلل سياسي كوردي سواء أكان مستقلاً أم منتمياً: اذا كان للتركمان كوتا قومية ، و للأرمن كوتا قومية ، لماذا لم تكن للكلدان كوتا قومية خاصة بهم بالرغم من ذكر قوميتهم في دستور العراق و دستور إقليم كوردستان و خاصة هم الأكثر عددا من التركمان و الأرمن مجتمعين؟؟ و من الذي وراء ذلك؟.
ثم من المستفيد من دمج و خلط  تسميات قومية مع بعضها دون رضا أصحابها؟؟.

7- مادامت هناك كوتا خاصة بالمسيحيين فما الذي يمنع من ان نرى في الإنتخابات المقبلة قائمة (للمسيحيين الكورد) تتنافس على مقاعد هذه الكوتا؟.
 أنا شخصياً لا أجد أي مانع في ذلك ، بل بالعكس انه حق شرعي و قانوني. ولكن من سيمثل القوميات (الكلدانية و السريانية و الآشورية) في البرلمان؟ وهل هناك صيغة قانونية و دستورية في ذلك؟ بالتأكيد لا توجد!!.

8- من المؤكد بأن المسيحي الفائز بمقعد برلماني ضمن أي حزب كوردستاني آخر (البارتي ، التغيير، اليكيتي، الشيوعي...الخ) إن وجد ، فسيكون له قدرة و فعالية اكثر فيما يخص شؤون المسيحيين أكثر من برلمانيي كوتا المسيحيين بحكم قوة الحزب الذي ينتمي اليه و عدد زملائه الأعضاء المساندين له.

من خلال الشرح أعلاه يظهر بأن كوتا المسيحيين :

1- أثبتت انها الوسيلة المعتمدة في التنكرللحقوق القومية(للمسيحيين) وفي مقدمتهم ابناء القومية الكلدانية في إقليم  كوردستان.

2- بانها (اي كوتا المسيحيين) دخلت علناً حلبة الصراعات بين الأحزاب الكوردستانية الرئيسية كنتيجة لعدم استقلالية قرار الكيانات المتنافسة عليها. و بذلك فقدت مضمونها و مصداقيتها في تمثيل المسيحيين الكوردستانيين تمثيلاً حقيقياً.

3- ألفائزون بها سابقاً و لاحقاً لم و لن يقدموا شيئاً يذكر للمسيحيين في كوردستان ولا يمثلون تطلعات المسيحيين و قومياتهم في الإقليم.

4- و بالتالي بقاء الكوتا بهذا الشكل تعتبر اهانة مباشرة للمسيحيين و استصغاراً بهم و بقومياتهم و بحقوقهم كمواطنين أصلاء في كوردستان.

الحل:
في رأي المتواضع يكمن الحل في الغاء كوتا المسيحيين تماماً و العمل وفق أحد المقترحين المذكورين أدناه:
 
1- الغاء كوتا المسيحيين في انتخابات الإقليم و العراق.
و تبديلها بالكوتا القومية للكلدان وأخرى للسريان و أخرى للآشوريين كل حسب زخمه العددي إسوةً بالتركمان و الأرمن.
وأن تجد مفوضية الإنتخابات وسيلة مناسبة و فاعلة لمنع تدخل الأحزاب الكبيرة بمصير الكوتا القومية.

2- أو ان يتم الغاء كوتا المسيحيين، و ان تكون للمسيحيين و قومياتهم قوائم انتخابية عامة كحال بقية الاحزاب الكوردستانية و مفتوحة على جميع سكان كوردستان. أو أن تأتلف تلك القوائم مع القوائم كوردستانية الأخرى.

و ختاماً أوجه ندائي الى ألأحزاب الكلدانية التي قاطعت هذه الإنتخابات، ربما لمعرفتها بمصير و نتائج كوتا المسيحيين: بأن ترفض الدخول في أية انتخابات مستقبلية تحت تسمية كوتا دينية، و ان تعمل جاهدة من أجل تبديلها بالكوتا القومية الكلدانية ، فهي وحدها ستمثل الكلدان تمثيلاً حقيقياً.

كل إنتخابات و شعب كوردستان بألف خير.

الرابط الأول :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,702473.0.html

الرابط الثاني:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,700620.0.html

الرابط الثالث:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,704918.0.html

الرابط الرابع:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,703581.0.html

سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com