المحرر موضوع: موضوع مـثـيـر يتطلب جهود كل مخلص واع  (زيارة 1217 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد شـامـايـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 194
    • مشاهدة الملف الشخصي
                   موضوع مـثـيـر يتطلب جهود كل مخلص واع
لقد اعتاد مثقفونا ان يولوا اهتماماتهم لعناوين مثيرة تنبه الى قضايا وحوادث تقع يوميا منها نتوقعها في وضعنا البائس هنا وهناك ، حقا هي مهمة لكنها تبقى في حدود الاعلام دون ان تثير ما يتطلبه شعبنا في هذه المرحلة خصوصا مثقفينا  من اجل مشاركتهم لمعالجتها بينما التي يكتبها مجتهدون ومفكرون قد لا تحظىء بقرائنا ، خصوصا في باب السياسة والمجتمع المدني الواعي لمسؤولياته وحقوق شعبه ولرفع وعيه ومشاركته وتاثيره في مراقبة و توجيه القيادة السياسية الحاكمة وتنبيهها على اخطائها او التعاون في حل مشاكلها او في تحفيز الشعب للمطالبة بحقوقه تلك الكتابات التي تنو رمجتمعنا وتجعله يقظا ومساهما في معالجة اوضاعه، موضوعي اليوم
           المحتمع المدني ،،،وقضايا الشعب
  اجتهدت وزارة الثقافة ان تذكّر منظمات المجتمع المدني القائمة انها معنية في تحمل مسؤولية المشاركة في معالجة الارث الذي تركه النظام الدكتاتوري وماتلاه من مساوئ و مشاكل ومصاعب لا زالت تحيط بالشعب بل تجثم على صدره و تخنقه وسط عجز القيادة السياسية واحزابها لانها بعيدة عن الشعب الذي نجحت الدكتاتورية ان تجعله يفقد الثقة بالسياسية والسياسيين لتمارس تلك السلطة الافعال الملائمة لها . فعقدت وزارة الثقافة مؤتمرا (ملتقى المنظمات الثقافية الدولي )في بغداد من 8_10 /10/2013 تحت شعار(المجتمع المدني تجسيد لحقوق المواطنة...) قد لا يثير هذا الاجراء الكثيرين لعدم تبادل الثقة بين ابناء الشعب والقيادات والاحزاب الحاكمة لكن كنه الموضوع(المجتمع المدني ووعيه )هو اهم موضوع يحتاجه ابناء العراق وبصورة خاصة المكونات الصغيرة المهمشمة والمهملة ،فوعي المجتمع المدني يوازي اصعب ما تقوم به الاحزاب السياسية الشجاعة والمناضلة من جهود ومساع تبذل و اية نضالات في غياب وجود الشعب ووعيه تبقى ناقصة .
بعد تجارب عاشتها شعوب ابتليت بالنظم الدكتاتورية وجدت ان وعي المجتمع المدني هو مشاركة الشعب في تقرير مصيره خصوصا بعد زوال الدكتاتورية ومؤسسات الدولةمنهارة مرتبكة ربما الاجهزة الخاصة بامن المواطن واستقراره ايضا غائبة او غير كفوءة كما في العراق ، فإن غاب هذا الوعي وابتعاد الشعب عن تحمل مسؤولياته تصبح البلاد عرضة للمستغلين للاوضاع السائبة لتنشأ منظمات وقيادات سياسية طارئة وتتسرب الى مؤسسات الدولة عناصر انتهازية او مندسة من النظام الدكتاتوري كما حصل في العراق ، هذا حصل وعانت الشعوب منها  خصوصا التي وقعت تحت نير الدكتاتورية وخاضتها تجارب صعبة ومرة كما نحن عليه اليوم ، فوجدت القوى المخلصة النزيهة ان تسعى  ليشارك المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الشعب عن طريق منظمات المجتمع المدني المستقلة الغير حكومية ثقافية او اجتماعية او مهنية تلتزم الحق والديمقراطية في مسعاها لمعالجة المشاكل ، وتكون واعية لمسؤوليتها ايضا لحقوق الشعب ، ويحق لها ان تراقب وتحاسب وتنتقد الاخطاء والممارسات السيئة للجهات المسؤولة وتوئيد الاعمال الايجابية وتدعمها وتكون عونا للسلطة المخلصة الحريصة على مصلحة الشعب بل تشارك في مقاومة اية اعمال سيئة او تخريبية كالفساد والعنف والارهاب والتعصب الطائفي او القومي فتلتقي جهودها بصورة غي مباشرة مع جهود الاحزاب الوطنية المخلصة النزيهة. على هذا الاساس كانت المبادرة في تأسيس منظمات المجتمع المدني بعد سقوط النظام الدكتاتوري ، علما ان منظمات سابقة كانت قائمة كالاندية والنقابات والاتحادات الثقافية والمهنية لكنه بع ان فتح الباب مجددا بعد التغيير مع الدعم المادي اندفعت مجموعات منها انتهازية واخرى مخلصة ولكن لعدم الاعداد الجيد لهذه المكونات ولا الاشراف المطلوب ولسوء الاستغلال (لوجود اعانات مادية مجدية بل ضخمة)استفادت منظمات خيالية مندسة دون واقع او مراقبة وذابت بعد ان حظيت بتلك الاعانات . فاليوم من اجل منظمات فاعلة مخلصة كان هذا اللقاء العالمي في بغداد شاركت فيه نخبة من مسؤولي المنظمات ومثقفون من المهجر لعكس تجاربهم من المهجر وكانت الموضوعية و حرية الراي والنقد وتقديم الافضل واردة .
جاءت مبادرة وزارة الثقافة/مديرية العلاقات الثقافية العامة جادة في دعوة فئات مثقفة ومنها منظمات قائمة لمعالجة موضوع اهمية المجتمع المدني ودوره في وضعه في ساحة المسؤولية وكان شعارا مهما (المجتمع المدني تجسيد لحقوق المواطنة وقبول الاخر والتسامح والتنوع )
لكن مشاركتي التي تظمنتها دراستي للمؤتمر بدأت بسؤال مهم :هل يقوى المجتمع المدني في العراق بوضعه الحالي وببيئته السياسية ان يجسد او يعالج حقوق المواطنة ؟؟؟ ان الافكار والاهداف التي من اجلها تم اللقاء وحضره عدد كبير من مثقفينا من المهجر ومن داخل الوطن والتي تم عرضها ومناقشتها توحي باهمية الموضوع بالنسبة لاوضاعنا الراهنة وتحمل منظمات المجتمع المدني مسؤوليات عظيمة وتنبه المثقف والناشط الاجتماعي الى ضرورة بذل الجهود والاجتها لخلق الاجواء امام هذه المنظمات لتأخذ ادوارها في تحمل المسؤوليات العظيمة التي تنتظر كل عراقي في هذه المرحلة الخطيرة ، رب متابع مخلص يقطع الطريق امام المسعى بان البيئة السياسية والوضع المرتبك والمشاكل المستعصية والمسؤوليات تحول دون  اي مسعى مهما كان دأبه واخلاصه ، لكنني اقول انها مرحلة المساعي والنضال فحاجتنا الى وعي شعبنا لمسؤولياته مهمة مهما كانت الظروف والاوضاع ، بل ان اية مبادرة في هذا المجال تعطي زخما وفسحة اما الرافضين لهذه الاوضاع احزابا او منظمات ثقافية او اجتماعية.
ومدخلنا الى افضل وسيلة اتبعت لرفع مستوى الوعي الاجتماعي بعد تجارب غنية كانت منظمات المجتمع المدني التي سنتناولها لاحقا باجناسها واسلوبها في المعالجة الاجتماعية والبيئة المطلوبة لقيامها ومن هم المؤهلون لممارستها  .
            يتبع الى الجزء الثاني  
                                                                                 سعيد شـامـايـا