الأخ فاروق كيوركيس
في سنوات دراستي بمراحلها المختلفة كان لي اصدقاء يسمون أنفسهم " آثوريين ' .كانوا احيانا يتجادلون فيما بينهم عن من هو الاشجع . فهمت انذاك ان " التياري " , ارجو تصحيحي ان اخطأت في التسمية مع قبول اعتذاري , مقاتلون أشداء . بصراحة لم يدعي اي واحد منهم أنه " اشوري " لحين الاجتياح الاجنبي . وبالمقابل كان لي اصدقاء من الكلدان لم يشكك يوما احد منهم بها أبدا.
القومية شئ والمذهب او الدين شأن اخر . تزعزع الايمان المسيحي في اوربا بعد بروز الحركات القومية المتطرفة وزادت الافكار الاممية الطين بلة كما يقال .
هل ننكر بأن السيد المسيح قال للقديس بطرس : انت الصخرة وعليها ابني كنيستي ... أين الصخرة الآن ? في روما طبعا . اذن الايمان يدعونا الى الاتجاه نحوها . وما هي المشكلة لو " مار دنخا " أصبح كاردينالا ثم " البابا " . سافرح حتما وأكون اول المهنئين .
بصراحة ثانية . أن الدعوة للأصل والفصل مضيعة للوقت . هل نعيد " التكارتة " الى المسيحية مثلا . ثم أن دارون ادعى أن الانسان اصله " شادي " عفوا أقصد " قرد " , وما علينا الا أن نضع على وجوهنا قناعا لنوع يتناسب مع تاريخنا , فمن يعتقد نفسه سليلة امبراطورية قوية ومرعبة عليه ب "الغوريلا " , اما انا فساختار "البابون " .
تحياتي
د. صباح قيّا