الأخ الكريم سولاقا بولص المحترم
أساساً هذه المعضلة تكمن في كيفية فهم "الآشورية"، فإذا تنظر حضرتك إليها كتسمية فأنت محق في إجراء أي تغيير عليها من أجل الوحدة المزعومة، ولكن أنا وهناك الكثيرين غيري لا ننظر إليها كتسمية، لأنها بالحقيقة ليست تسمية، فالآشورية هي هوية، وأرض، وتاريخ، وأستحقاق، وقضية، ومسيرة، وشهادة، ونضال طويل ومرير لأجيال متعاقبة، وليست ملكاً لنا لنُجري أختبارات على شكلها ولونها بحسب الرغبة، ولا نملك الحق للقيام بذلك، هذه هي نقطة الخلاف بيننا، ولكي أؤكد لحضرتك على أنها مثلما ذكرتُها أعلاه،
هل لحضرتك أن تذكر لي أين أصبحت قضيتنا القومية في العراق اليوم؟
هل لحضرتك أن تذكر لي لماذا بدأت تتلاشى تدريجياً بعد إطلاق التسمية المركبة في مؤتمر بغداد في تشرين الأول من عام 2003 ؟
هل لحضرتك أن تدلني على الوحدة التي حققتها عملية تركيب تسميات أو أختيار تسميات أًخرى ؟
أخي الكريم،
كلنا تواقين للوحدة، ولكن اية وحدة ؟ والوحدة من أجل ماذا ؟ من أجل قضية؟ أين هي القضية؟ لا وجود لها ولا تمثيل قومي لهذه الأمة اليوم !
هل بأعتقادك أنه من السهولة أن نقول مثلاً للغربيين بأننا soraye ولغتنا هي soreth ؟
وماذا عن تاريخنا؟ هل سنقول مثلا soraye history ؟ وأين هو هذا التاريخ ؟
وماذا عن أرضنا؟ هل مثلا نقول soraye land ؟ وأين هي هذه الأرض ؟
وماذا عن قضيتنا؟ (فهذه القضية لسنا من خلقها! بل نحن مرحلة في مسيرتها) فهل سنقول soraye case ؟ وأين هي قضية السورايي ومسيرتهم ؟
وهل أبناء هذه الأمة هم محصورين في ثلاثة طوائف فقط ؟
ماذا لو جائك في المستقبل أحدهم مثل الأمير معاوية مؤمنا بآشوريته، ولنفترض أن أعتراضه كان على الدين، فهل سنخترع تسمية مركبة من المسيحية واليزيدية ونضيفها الى السورايي أو الأسم المركب لغرض تحقيق الوحدة الجديدة ؟
وماذا وماذا وماذا........
مع هذا كله، تفضل وحقق الوحدة بتسمية سورايي،
أما بالنسبة الى من يعمل "وليس كما ذكرت حضرتك يسمي هذه القضية" بـ " كلدانية " أو "سريانية" فأنا أُزيدك علماً بأن هؤلاء القلة من أبناء أمتنا من الكلدان والسريان أساساً لا يؤمنون بأننا ننتمي الى نفس القومية، مع ذلك فقد طلبت منهم أن ينوروننا بمقوماتهم وأهدافهم ومشاريعهم القومية ويعرفوننا يمسيرتهم القومية النضالية والتي نبحث عنها على الأرض وفي السماء ولا نجدها، نعم طلبت منهم من خلال مقالين سأضع الروابط أدناه، فأقرأ حضرتك الردود !!
الأخ الكريم سولاقا بولص المحترم
ما هي المشكلة إذا طالب دعاة الكلدانية بحقوقهم وحققوا أية أهداف قومية ؟ أليست هي حقوقنا ؟ فأنا سوف أدعم مطاليبهم القومية إن وُجدت، ولكن أين هي هذه المشاريع القومية ؟ وكذلك الحال مع دعاة السريانية؟ فلما الخوف من أن يعمل هؤلاء لتحقيق أية أهداف قومية ؟ فالوحدة ستكون بدعم من يعمل بصدق ويطالب وليس يتركيب التسميات أو غيرها، من أجل إقناع من يؤمن أصلا بأننا ننتمي الى قوميتين مختلفتين.
ما جرى كان حسابات حزبية وأتفاقات سياسية طائفية مصلحية مؤقتة، أنهارت في أول توزيع للمكاسب وأبتلت الأمة الآشورية بهذا العمل المشين، هذه هي حقيقة الوحدة المزعومة.
ومن ثم هل تُصدق بأن المشكلة تكمن في التسمية؟؟؟؟ لا ومن ثم ألف لا، المشكلة ليست في التسمية، بل التسمية هي إحدى الأوراق المهمة في الصراع.
برايي الشخصي وأنا متأكد بأن حضرتك وغيرك الكثيرين لن يتفقوا معي ولكن الأيام ستثبت حقيقة ما أقوله، المشكلة هي في الكلدوآشوريين، المشكلة هي في الكلدان السريان الآشوريين، المشكلة هي في السورايي؟ نعم هؤلاء أخفقوا في تقييم الأزمة وهم اليوم عقبة في طريق العمل القومي القويم؟ وهؤلاء أصبحوا من أكثر المحفزين لخلق صراع التسميات، ( أساساً الصراع دائر بينهم وبين حلفائهم في الأمس من القوميون الجدد) صدقني إذا كان الآشوري المؤمن قد ترك هذه الوسطية المؤذية، وعمل كآشوري وفي نفس الوقت أحترم آراء الآخرين لما كانت قضيتنا الآشورية اليوم مغيبة تماماً، وأنا هنا بمفهومي القومي أشمل الجميع تحت راية الآشورية لأنها الحقيقة التي أقرها روادنا القوميين الأوائل من الكلدان والسريان قبل المشرقيين، فما الفائدة من الوحدة التي ستقصي قضيتنا وتنهيها بالكامل؟؟
الوحدة تتحقق في صياغة وتطوير الخطاب القومي الآشوري بشكل واضح وشامل والعمل بموجبه لأيجاد بديل قومي حقيقي، حينها صدقني سوف تتحقق الوحدة المرجوة، ودون ذلك قالمسألة مثلما ذكرت أعلاه هي عبارة عن مضيعة وقت وتأجيل عُقد اليوم الى الغد المجهول. وهذا بحد ذاته يُعتبر إدخال الرؤوس في الرمال وتهرب من المعضلة، وحتما سيكون له مردود سلبي على أجيالنا بحيث يمكن أن يقضي على كل شيء في المستقبل.
تحياتي
سامي هاويل / سدني
الرابط الأول: همسة صادقة في ضمائر الكتاب والنشطاء الكلدان
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=650312.0الرابط الثاني: رد على السيد حبيب تومي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=700826.0وهذا رابط آخر أضعه أدناه لحضرتك للأطلاع على وجهة نظري من توجهات البعض المدعين بالقومية الكلدانية، وهذا الأخير كان حوارا مع الأخ لوسيان.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,704683.0.html