المحرر موضوع: متى يحن بابا نوئيل ويزور اطفال العراق  (زيارة 963 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
متى يحن بابا نوئيل ويزور اطفال العراق

بابا نوئيل هذه الخدعة، الكذبة,الخرافة, الاسطورة التي تدخل البهجة والفرحة في قلوب الملايين من الاطفال بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ليس لها من وجود في العراق.
تنتظر ملايين العوائل بشوق لا مثيل له قدوم هذا اليوم ( اقصد يوم عيد الميلاد ) من السنة لتحتفل به وتفرح به اطفالها لكننا في العراق بدل الاحتفال بهذا اليوم المجيد نلبس السواد ونقيم الحداد على ارواح الاحباب والاعزاء الذين فقدوا في حروب صدام حسين والذين عذبوا وتناثرت اشلائهم فيما بعد على ايدي الميلشيات الملثمة في عهد حكومتنا الديمقراطية ( ما شاء الله حكومة ديمقراطية بلا مثيل يا رب زد وبارك ). وبدلا من الانشغال  بشراء الهدايا لاطفالنا الابرياء وتحقيق جزء قليل من امنياتهم, ينشغل الاباء بالتفكير بالغد وما يخبئه لهم من مفاجئات غير سارة واخبار محزنة من عمليات القتل والخطف والاغتصاب ودور من يكون ليدفع للوحوش تعب وشقاء عمر كامل.
اعتاد الكثير من الاطفال النوم مبكرا في مثل هذا اليوم ليستيقظوا وبجانب سريرهم كيس يحتوي على الهدايا والاشياء التي تمنوا ان يقدمها لهم بابا نوئيل في هذا العيد, فيفتحون الكيس والفرحة بادية على وجوههم ويشكرون بابا نوئيل على هداياه الجميلة دون معرفة او دراية منهم ان هذه الهدايا والاغراض هي من ابائهم. اما في عراقنا المبتلى بالمآسي والاحداث المؤلمة والحزينة فان اطفاله ينامون خائفين مرتجفين من الظلمة واصوات الاطلاقات النارية وانفجار الصواريخ ويستيقظون على اصوات انفجارات السيارات المفخخة وصراخ النساء الذين وجدوا قريب او زوج او حبيب لاحداهن جثة مشوهة ومعذبة ومقطوعة الرأس ( قولوا  لي اي اله تعبدون واي دين تدينون واي مباديء وشريعة تطبقون ).
اعتاد اطفال العراق اجواء الحزن والتعزية في ايام نظام صدام حسين اثر دخوله حربين مدمرتين احرقت الاخضر قبل اليابس, لكن اليوم في زمن الاحتلال وحكومته المنتخة!!! وبعد مرور اكثر من ثلاثة اعوام على سقوظ النظام السابق واعدام رئيسه قبل ايام فان الذي يحدث لا يمكن لعقل ان يتصوره. فهل كتب على اطفال العراق ان يعيشوا هذه الاجواء ويدفعوا مرحهم وفرحهم وسعادتهم وكل ما في العيد من لذة ثمن جشع السياسيين الذين يحكمون هذا البلد وغباوة سياستهم التدميرية.
بابا نوئيل ليس رجل الهدايا وتحقيق الاماني فحسب بل رجل السلام ايضا, فالبلدان التي تعمها الحروب والبلبلة والفتنة لا يزورها لذلك لم نر نحن العراقيين بابا نوئيل في حياتنا لا في صغرنا ولا في كبرنا لان بلادنا ( اقصد مملكة قائدنا حفظه الله ورعاه لان كل من يحكم العراق يحسب الوطن والشعب من ثروة ابيه التي ورثها عنه ) لم تعرف السلام.
بابا نوئيل ليس متعصبا ولا يحب الطائفية ولا يميز بين الاسود والابيض وبين الغني والفقير يحب الجميع ويزور كل من يحب اولاده ويعمل لاسعادهم, لذلك لا نراه يزور العراق لاننا متعصبون وطائفيون حتى النخاع ونقتل بعضنا بعضا على الاسامي.
بابا نوئيل رجل مرح يضحك للاطفال ويعمل المستحيل لاسعادهم, لكننا في العراق نغتال الطفولة وبراءتها وندمر بكل وحشية كل ما هو انساني فكيف يا ترى يزورنا بابا نوئيل.
بابا نوئيل رجل سخي وحنون ترى هل يحن على اطفال العراق يوما ويتفضل بزيارتهم انها امنية ليتها تتحقق.



                        كوهر يوحنان عوديش