المحرر موضوع: فرقنا حيا، فلماذا يفرقنا ميتا؟  (زيارة 1133 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Nazar Haidar

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 74
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في برنامج حواري حي مع قناة الحرة الفضائية؛


نـــزار حيدر متحدثا عن تنفيذ حكم الاعدام بحق الطاغية صدام حسين:

فرقنا حيا، فلماذا يفرقنا ميتا؟
يجب اعدام الطاغوت ــ المنهج، بعد ان تم اعدام الطاغوت ــ الشخص

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM
[/color]   شدد نـــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، على ان تنفيذ حكم الاعدام بحق الطاغية صدام حسين، قرار صحيح وفي محله، فهو حلقة في سلسلة الخطوات اللازمة التي يجب ان يمر بها العراق ويتخذها العراقيون لاستكمال محو آثار ومخلفات النظام الشمولي البائد، من اجل التفرغ لبناء العراق الجديد القائم على اسس الحرية والعدالة والمساوالة والشراكة الحقيقية بين مختلف شرائح المجتمع العراقي، لقد كان الطاغية بمثابة العجل عند بني اسرائيل، ولذلك كان يجب ان ينسف، لقطع الطريق على من يتأمل عودته الى السلطة، ونسف الامل الذي يعيش عليه ايتامه، من مجموعات العنف والارهاب، فباعدام الطاغية انقطع الامل والى الابد، بعد ان تحول الطاغية ونظامه الى مجرد ماض، ليس له محل في الحاضر والمستقبل.
   واضاف نـــــزار حيدر، الذي كان يتحدث لقناة الحرة الفضائية في برنامج حواري حي على مدى عدة ساعات، غطى حدث تنفيذ حكم الاعدام بحق الطاغية؛
   ان تنفيذ حكم الاعدام بالطاغية مثل نهاية حقبة سوداء مرت في تاريخ العراق، معالمها حكم الغاب والقتل والتهجير وانتهاك الاعراض والحروب العبثية ومصادرة حقوق الانسان العراقي والتمييز الطائفي والعرقي والاعتداء على الجيران وتدمير البشر والشجر والحيوان والبيئة وكل شئ في العراق، وعلى مدى نيف وثلاثين عاما عجافا، ولذلك اتمنى ان يعقب اعدام الطاغية جسدا، اعدامه فكرا ومنهجا واسلوبا في الحكم، فاننا نعرف بان الطاغوت ليس شخصا وانما منهجا، فما فائدة ان يعدم الطاغوت ــ الشخص، ويبقى الطاغوت ــ المنهج؟ لا بد من اعدام كل ما يتعلق بالطاغوت حتى لا تتكرر صناعته بين الفترة والاخرى، ولذلك ارجو ان يكون اعدام الطاغية عبرة لكل من هو في موقع المسؤولية، فلا يرتكب جريمة ولا يعتدي على حق ولا يتجاوز على حدود، خاصة بعض ضحايا الطاغية، الذين كثرت فيهم اسقاطات (اخلاقيات) الطاغوت بمجرد وصولهم الى موقع السلطة، أية سلطة، صغرت أم كبرت، وليتذكر الجميع بأن حبل المشنقة قريب من كل الرقاب اذا ما اساء اصحابها استخدام السلطة المخولة لهم من قبل الشعب العراقي، فحبل المشنقة ليس حكرا على طاغية دون آخر، أو على مسؤول دون الاخرين، بل ان سيف العدل سيطال كل من يريد أن يتقمص شخصية الطاغية، أيا كان {وفي ذلك عبرة لأولي الالباب}.
   عن ظاهرة التباكي على الطاغية من قبل بعض (المثقفين) و (المحللين) والتي امتلأت بها الفضائيات العربية، قال نــــزار حيدر:
   هؤلاء يندبون حظهم عندما يبكون صدام حسين، والا فان الطاغية لا يشرف أحدا أبدا، انه عبارة عن كتلة من عمل السوء والجرائم والقتل والفشل والتدمير، فكيف يقبل هؤلاء وأمثالهم بأن يدافعوا عنه، فيربطوا مصيرهم بمصير طاغية ذليل لم يجن منه العراق ومن سياساته الا الفشل والتدمير وأخيرا الاحتلال؟ الا يعني ذلك انهم يعانون من مرض في العقول، وخلل في نوعية الثقافة التي يحملونها، وشلل في طريقة التفكير، وسرطان في وعيهم الثقافي والمعرفي؟.
   واستطرد نـــــــــــــزار حيدر يقول؛
   لقد فرقنا الطاغية صدام حسين حيا، فلماذا يفرقنا ميتا؟ أوليس من الأولى بنا جميعا ان نتجاوز عقدة الماضي الاسود الذي صبغه الطاغية بلون الدم القاني الذي جرى انهارا من نحور العراقيين والعراقيات، لنبدأ مرحلة جديدة من العمل الصحيح من اجل اعادة بناء البلد الذي دمره الطاغية بسياساته الرعناء؟.
   ان الطاغية انتهى وقد اصبح اليوم في ذمة التاريخ ولن يعود أبدا، فلماذا يتشبث به البعض ويحاول ان يربط مصيره بمصيره، رافضا الانعتاق من ربقة الماضي، وساعيا الى التشبث بما انتهى وولى الى مزبلة التاريخ من غير رجعة؟.
   اتمنى ان يعي امثال هؤلاء على انفسهم، فيحترموا ذاكرتهم وعقولهم، ليعودوا الى رشدهم، فالطاغية صدام لا يشرف احدا ابدا، وان من العار والشنار الانتماء اليه، او اتخاذه رمزا في الحياة، ومن اجل ان يحترموا مشاعر الملايين من ضحايا النظام الشمولي البائد.
   وتساءل نـــــزار حيدر بالقول؛
   ألم يتضرر سنة العراق من حكم الطاغية؟ ألم يعدم علماءهم ويدمر مدارسهم الدينية ويقتل الشرفاء والاحرار منهم؟ ألم يقتل عدد من قادة الجيش والمفكرين من السنة؟ فلماذا لا يشاركوا العراقيين فرحتهم باعدام الطاغية؟ لماذا يوحون لنا وكأنهم حزينون على اعدامه؟ لماذا يقول لنا لسان حالهم بأنهم يرفضون اعدام الطاغية، ويصفون يوم اعدامه باليوم الحزين على العرب والمسلمين؟ فاذا ظهر (سنيا) على شاشات التلفزة، عراقيا كان أو غير عراقي من العرب، نعت يوم الاعدام بالحزن، واصفا الطاغية بالشهيد، واذا ظهر (شيعيا او كرديا او مسيحيا او تركمانيا) وصف يوم الاعدام بالتاريخي، معتبرا الاعدام هدية السماء الى ضحايا النظام الشمولي البائد في ايام العيد؟ لماذا هذه المواقف الطائفية من قبل السنة سواء العراقيين او غيرهم؟ وكلهم متضررون من حكم الطاغية؟ الم يتضرر (سنة) دول الخليج من سياسات هذا الارعن؟ الم يتضرر السنة في كل مكان من سياساته التدميرية؟ فلماذا الحزن عليه، اذن؟ لماذا الاصرار على رفض فك الارتباط به وبماضيه الاسود؟ لماذا يربطون مصير العراق به؟ متى كان الطاغية حريص على العراق ليتحول اليوم الى رمز وطني وتاريخي؟ لماذا لا يبتهج ابناء المنطقة الغربية من العراق باعدامه وهو الذي دمرهم وقتل احرارهم وترك الكلاب تنهش بلحوم ابنائهم؟ لماذا لا يبتهج الاهالي في الاعظمية في بغداد بهذا الحدث؟ لماذا لم نسمع كلمة من مسؤول (سني) في الحكومة العراقية ومجلس النواب ومجلس رئاسة الجمهورية، بما تعبر عن فرحته باعدام الطاغية؟ الم يشترك هؤلاء من اجل بناء عراق جديد بعد ان اعتبروا الطاغية ونظامه اساس البلاء في العراق خلال العقود الثلاثة الماضية؟ لماذا يميزون انفسهم عن ملايين العراقيين؟ لماذا يميزون انفسهم عن الكرد والتركمان والمسيحيين والشيعة الذين ابتهجوا باعدام الطاغية؟ لماذا يوحون لنا وكأنهم يحبون الطاغية ويحنون الى عهده؟ لماذا لا يرحموا العراقيين ويرحموا انفسهم ولو بكلة طيبة، والكلمة الطيبة صدقة، كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (ص)؟ لماذا لا يريدون ان يخففوا من آلام ضحايا النظام البائد ولو بحرف؟ لماذا يرفضون ان يضعوا بلسما على الجراح فيهدؤا من روع الناس ويطمئنونهم؟ ليتأكد العراقيون بأنهم يسيرون معا الى الامام جنبا الى جنب من يشاركهم ويشترك معهم في العملية السياسية الجديدة، ومع شركاء حقيقيون وليس مزيفين يتربصون بهم الدوائر؟.
   كنا نتمنى ان يحتفي الجميع باعدام الطاغية، على الاقل تعبيرا عن تعاطفهم مع ضحاياه الذين يعدون بالملايين، ومن مختلف شرائح المجتمع العراقي، ومن اجل التعبير عن طي صفحة الماضي، للبدء بصفحة جديدة من اجل بناء العراق الجديد.
   لقد كان الطاغية صدام حسين رمزا لحقبة مظلمة من تاريخ العراق، عانى خلالها العراقيون الامرين، ولقد اسدل عليها الستار باعدامه، وان على العراقيين ان يبدأوا منذ اليوم حياتهم الجديدة من دون النظر الى الماضي، الا اللهم من اجل الاعتبار به حتى لا يتكرر صدام ثان، من خلال بناء دولة القانون التي ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه تكرار المشهد المأساوي
مرة اخرى.
   ولم يستغرب نــــزار حيدر من اعلان بعض الزعماء العرب الحداد في بلدانهم على اعدام الطاغية، قائلا؛
   ان هؤلاء وامثالهم من طينة واحدة، والطيور على اشكالها تقع، وان شبيه الشئ منجذب اليه.
   لقد تحسس هؤلاء وامثالهم رقابهم لحظة ان التف حبل المشنقة على رقبة زميلهم الطاغية الذليل صدام حسين، انهم يخشون ان تتكرر التجربة معهم على يد شعوبهم المقهورة، انهم منذ اليوم يعيشون في كابوس قاتل لحين لحظة الاجل المحتوم، ولذلك فان هؤلاء وامثالهم عملوا المستحيل من اجل ان لا يعدم الطاغية فيفلت من القصاص العادل، ليس دفاعا عن الطاغية وانما دفاعا عن انفسهم، ولذلك لاذوا اليوم بالصمت، لان اي بنت شفة ينبسون بها، انما هي بمثابة ادانة لانفسهم قبل ان تكون للطاغية زميلهم الذي تركهم ومصيرهم المحتوم، ان عاجلا ام آجلا.
   كما تساءل نــــزار حيدر بالقول؛
   ما علاقة اعدام الطاغية بنجاح او فشل مشروع المصالحة الوطنية؟ لماذا يهدد البعض بافشال ونسف المشروع اذا ما اعدم الطاغية؟ الم يكن من المفترض ان من يشارك في المشروع انما شارك بقناعة راسخة من ان الماضي يجب ان لا يتكرر ولا بد من القضاء عليه ونسف كل معالمه من رموز ومؤسسات وسياسات وآثار؟ فلماذا اذن يهددون بتخريب مشروع المصالحة لسواد عيون الطاغية؟ أم يريدون مقايضة مشاركتهم، بانقاذ الطاغية وزبانيته؟ انه لأمر خطير اذا كانوا يفكرون بهذه الطريقة، لأن ذلك يعني أنهم لا يؤمنون بالعملية السياسية الجديدة عندما شاركوا فيها، وانما التحقوا بها لانقاذ ما يمكن انقاذه من مخلفات النظام البائد، بما فيها الطاغية او اي من زبانيته.
   الا يعتبر من يشترك في العملية السياسية ان صدام حسين يمثل حقبة مضت؟ فلماذا يربطون مصير العراق وشعبه بمصير طاغية انتهى وولى الى غير رجعة؟.
   هل يمكن اعتبار تنفيذ حكم الاعدام، على انه من عوامل كشف حقائق امثال هؤلاء؟ والافصاح عن نواياهم الحقيقية من النظام البائد والعملية السياسية الجديدة؟ نتمنى ان لا يرتكب هؤلاء مثل هذا الخطا الذي سيفضح نواياهم ويكشف عن المستور مما يخبئونه في نفوسهم، ولقد صدق الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام عندما قال {المرء مخبوء تحت طي لسانه، لا تحت طيلسانه} ولذلك ارى ان يحذر امثال هؤلاء من مثل هذا الحديث الذي سيجرهم الى الفضيحة التي لا اعتقد انهم يريدونها لانفسهم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق، ليصدقوا مع انفسهم ومع الشعب العراقي الذي يتوسم فيهم خيرا، من اجل المصلحة العليا للعراق وشعبه الابي.
   وفي نهاية البرنامج، عبر نــــزار حيدر عن شكره للعلي القدير الذي ارى ضحايا النظام البائد ذل الطاغية المتجبر واليوم الذي ذاق فيه الجزاء العادل، مقدما تهانيه الحارة بهذه المناسبة، لكل المظلومين الذين تضوروا الما بسبب سياسات الطاغية الرعناء، خاصة عوائل الشهداء، أمهاتهم وآباؤهم وزوجاتهم والاطفال الذين عاشوا اليتم بسبب فقدانهم آبائهم وأمهاتهم على يد الطاغية الذليل واعوانه الظلمة.
   كما هنأ نـــــزار حيدر، كل العراقيين والعرب والمسلمين الذين ابتهجوا بهذا اليوم، وكل محبي السلام والحرية في العالم، الذين شاركوا العراقيين فرحتهم بهذه المناسبة التاريخية.

   30 كانون الاول 2006[/b][/font][/size]