المحرر موضوع: مشاريع تعليمية من روحانية شهداء كنيسة سيدة النجاة في الذكرى الثالثة لهم  (زيارة 2724 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جولـيت فرنسيس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1072
    • مشاهدة الملف الشخصي
مشاريع تعليمية من روحانية شهداء كنيسة سيدة النجاة  في الذكرى الثالثة لاستشهادهم
  هذه نصوص من روحانية شهداء كنيسة سيدة النجاة وكل شهداء الكنيسة  الجامعة:
            
لسنا مع مشروع الشهادة ولا مشجعين للاستشهاد لاي فرد في العراق .. البذور التي زرعت في داخل كنيسة سيدة النجاة تلك الارض الخصبة قبل 3 سنوات  قد كبرت واينعت  بعد ان سقيت  بدماء  شهداء  الكنيسة وامتزجت بدماء شهداء كل المكونات المخلصة للوطن...انه مشروع بناء العراق وتغييرالنظرة البالية في الطائفية والتطرف في الدين.

  واذا وجب الاستشهاد  في الوطن سيكون عندها تتويجا للقاء بالرب  وليست النهاية التعيسة  لان اول شهيد في الكنيسة, هو ماراسطيفانوس الذي معناه  التاج او اكليل الزهورالذي غفر لراجميه قبل صعود روحه المسامحة النقية  الى السماء.

 ونحن نعيش في عصر  العولمة والعصرنة الذي يهتف كل شئ من اجل المادة  وشعاره نعيش لنأكل ونشرب ونتمتع ونُذبح  ويتم الذبح والقتل مع التكبيرباسم الله...روحانية شهداء الكنيسة  روحانية اشخاص تقول ,كلا ,كلنا بحاجة ماسة الى  دفع قوي وجهاد ضد قوى الشر بسيف (كلمة الله المُحبة)  ,انه التوجه الى القبول بارادته لاجل المحافظة على كرامة الانسان ...انه مشروع القداسة  والاعمال الصالحة.

 .  اتركوني فريسة لهؤلاء الوحوش لانها هي التي توصلني الى الله.... روحانية  هؤلاء الشهداء روحانية  ترتفع الى الله  بصراخها هذا,الى اعمال الرحمة الروحية والفضائل  ,حيث هناك خطان لايلتقيان الى الابد  مهما جرت التجارب , هما الخير والشر.الشهيد يختار طريق الخالق الذي يحافظ على خلقه ويجدده ..وهو ايضا يحب ويسامح  ليفوز بالسماء وليصل الى  الله منتصرا بالخير دائما...انه مشروع  الخير والعطاء والفرح والسلام وليس الارهاب والوحشية والقتل والنهج الذي  ينهجه الاشرار  .

 اصبح لي رغبة عارمة في الموت في ذلك اليوم...وصوت شيخنا الشهيد المطران بولس فرج رحو لازال مدويا في الفضاء العراقي ,لاتخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لايقدرون أن يقتلوها انجيل متى 10/28.. روحانية كل شهيد منهم قائلة بقوة الروح القدس : صرخت بوجه العدو اقتلني  وهو حامل سلاحه الغدار وأناعارف بانه مملوء بالحقد وسيملأ جسدي من حقده ورصاصه  لانه بائس  وجبان ومفلس عندها اصبحت لا اخاف الموت ..انه مشروع  طعم الحياة اللذيذة , واما السير الى الاستشهاد بهدوء وثقة ويقين مع الحياة  المتجددة مع يسوع .

 يارب اقبل روحي واغفر لهم  , والاخر قائلافي نزاعه الاخير يالله ,والاخرلافظا انفاسه الاخيرة مستودعا روحه ,,استودع روحي بين يدي يسوع ومريم ومار يوسف,  والاخر يستنجد بامه العذراء مريم .هكذا الكل بحاجة الى راحة ونوم عميق هادئ ابدي في احضان امينة  ,بعد ان تلقى وعاين العذاب والالم والضيق....انه مشروع توفير السكن والبيت الامن المسيّج والمنور على الارض وفي السماء, الوطن الجميل  والملجأ العظيم الذي لايقهر .

 كافي كافي  كافي لم تطل هذه الكلمات الجميلة المتأتاة من فم الطفولة (ادم)  وغيره والاطفال الذين لم يروا النور اصلا, الذي مات وهو في بطن امه الشهيدة : فاستشهاد الاطفال شهادة حية على الانظمة الفاشلة,عنف الاطفال عنف ضد الانسانية.. انه مشروع حقوق الانسان وحقوق الطفل وحمايته من الارهاب الذي يطاله دائما وحتى النساء والشيوخ معه, تلك الشريحة المتجردة من اي سلاح , انها القيم والاخلاق في كل مكان وزمان.

أبونا  أبونا ....:هكذا صرخ الشهداء واستنجدوا في ذلك اليوم بأبيهم الكاهن ـ فكان هناك الابوين الشهيدين الذين استلموا الجهة الامامية ليقنعوا الاشرار ويمنعوهم من تنفيذ وبث سمومهم وقطف تلك الارواح  هكذا كانت الاخلاق قبل الارهاب احترام الاب الروحي في كل الاديان .والاب  الفاضل روفائيل قطيمي استلم الجهة الخلفية ليحمي الابرياء في السكرستية بروحيته و المستمدة من قوة الروح القدس , هناك كانت الابوّة التي ابلت بلاءا حسنا,  فكانت  النجاة من الموت الجسدي  للاب روفائيل قطيمي . وكانت النجاة  والدخول الى جنات الخلد, للابوين الشهيدين وسيم و ثائر الذين تنعما بمجد ابيهما(الآب) السماوي الذي استقبلهما .
 سُئل لاهوتي: ماذا بعد الموت ؟ قال فقط اعرف هذه القصة:كان طبيب أخصائي  قد خصص له غرفة في بيته  للتطبيب وفحص مرضاه , طرق الباب يوما طرقا خفيفا وهومشغول بعمله الجاد وقد منع افراد اسرته من الدخول فلم يفتح الباب, لكنه تفاجا واندفع الباب واذا بطفله الصغير الذي بدأالمشي للتو,هذا الطفل  البرئ الذي لم يفهم أي شئ غير انه عارف بان اباه موجود في الغرفة .هكذا  سنتوجه الى ابينا السماوي بعد الموت  واثقين به وبرحمته ورافته ومجده  (اذا اردنا) ...انه مشروع الابوّة  والبنوّة  الاحترام والعلاقة الطيبة بينهما مدى الدهرالروحي والعلماني ومشروع كل مسؤولية وكل درجة وكل رئيس وان اختلفت المهمات , هكذا تعلمنا  من تلك الروحانية لانه لولا الروح مانثرنا عطر الله وما فرشنا نوره وما عرفناه أصلا وما تعلمنا وعلمنا الاخرين ولولا الروح لكنا جمادا بدون حياة و بدون حركة.
مشروع العمل الجماعي والتضامن ... الشهداء في ذلك اليوم وهم يسيرون الى الموت يعلموننا في روحانيتهم الحضور والمشاركة معا ,و دائما, وفي الكنيسة, للتعبد والصلاة من اجل السلام مثلما كانوا يشاركون الجميع  في تلك الكنيسة كل يوم احد بكل الطقوس والصلوات  والقداديس ,ويعلموننا ان تكون خطانا في المسير ونبضات قلوبنا واحدة , وافكارنا فيها توافق في الاراء ,انه مشروع جماعي بعيدا عن الانطواء والانزواء والكابة ,انها روحانية جماعة تقوي الرجاء, والاجتماع معا عادة حميدة ,الوحدة في كل شئ قوة عظيمة ,وفي الاتحاد مفتاح للاستمرار بتلك المشاريع  التي هي بركة وشركة .

  الكتابة بهذا الموضوع  تصعب عليّ قليلا ,حيرة ابحث عن كلام يشمل هذه  الجماعة المباركة هؤلاء القديسين, والذين يتذكرونهم بالدموع والالام والصلوات ويزورونهم ويزينون قبورهم بالورود والشموع والذين يحييون ذكراهم العطرة . وقع اختياري في هذه السنة على روحانية اولئك  الشهداءالذين كانوا ضحية المجزرة التي اقدم عليها الحاقدون في 31ـ10ـ 2010. مع  كل شهداء الكنيسة . لان مادة الروحانيات في الدورة اللاهوتية التي درست فيها مدة 3سنوات في كركوك ,والتي نظّمها غبطة البطريرك مار لويس ساكو لابناء الكنيسة كان مطراننا انذاك ,, كانت الروحانيات من الذ واعمق المواد, لا نستطيع ان  نقاطع الراهبة المحاضرة ولا نرمش عيوننا فاتحين اذهاننا وقلوبنا لاننا نريد المزيدوالغريب من كثرة التاثر,ترتفع روحنامع روح القديسين  والمتصوفين والرهبان والسكوتيين والبتوليين والمكرسين من كلا الجنسين الى الاعلى الى المسيح  فادينا بدمه (هنيئا لهم) بصراحة  , انه دين روحي ممتع, انها غير حياة وغير ممات وغير رجاء وهذه دعوة للشباب الاقتداء بهم ,انه مشروع الكهنوت ودعوة للجميع للعمل للاخرة اولهم الكاتبة .

واخيرا روحانية اولئك الشهداء الابرياء القوية , يقدمون انفسهم وهم في هذا الدرب قائلين, نحن قمح الله ,البذور اينعت ونمت وكبرت , لنخبز خبزا نقيا طيبا حارا ,أصبحنا نطحن تحت اضراس الوحوش وحتى لايبقى شيئا من جسدنا .ونصبح قربانا للوطن الحبيب وللمسيح مقتدين به حيث  بصلبه وموته وقيامته صار قربانا حيّا لابناء كنيسته في كل قداس يتناولونه , انه ينبوع الغفران والفرح الابدي الحقيقي.
فالمسيحيون  كالجمر اذ يجتمعون معا يتوهجون ويدفأون واذ يتفرقون يبردون ويطفأون .

                               جوليت فرنسيس من السويد/اسكلستونا
l