المحرر موضوع: مشاهد أعدام الطاغية .. نهاية مجرم .. أم بداية أسطورة ؟  (زيارة 1608 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abu Fady

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 84
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مشاهد عملية أعدام الطاغية  .. نهاية مجرم .. أم بداية أسطورة ؟

مارسيل فيليب
marcelphillip@yahoo.com.au

                كيف يمكن لسلطة وحكومة وبهكذا تشكيلة من ( متنفذين ومنفذين ) لتوجبهات وأوامر ...  من قيادة  هذا البلد الى بر الأمان والأستقرار الذي هو املنا جميعاً وفي هذه الظروف الأستثنائية والخطيرة التي تحيط بنا داخليا ومن وراء الحدود أيضا ، أو  من معالجة أزمة وكارثة مثلما يمر بها وطننا وشعبنا  العراقي ، حينما  أثبتت عجزها وفشلها  في تنفيذ وتنظيم عملية أعدام اقذر طاغية عرفه تأريخ البشرية الحديث  بشكل قانوني مقبول  يدل على ما تدعية  وندعو له من التوجه لأقامة دولة المؤسسات القانونية ليكون  القانون فوق الجميع  ، ولنبذ الطائفية والمذهبية ، ولأعادة الأعتبار لكل شهداء الشعب العراقي بكل انتماءاتهم الفكرية والعرقية  ، حيث مع الأسف ما تسرب عن الخطوات والترتيبات  التي اتخذها الحكومة الحالية ، و ماأظهرته اللقطات التي شاهدناها  كما سائر العالم  ، لم يكن غير شكل " عكس المحتوى والهدف المطلوب من مثل القصاص العادل وحكم الشعب  "  عبر أظهار الدكتاتور المقبور وهو يواجه مصيره كبطل وطني  وقف متحديا وهازئاًً من الجميع حتى اللحظة الأخيرة.

كيف يمكن لحكومة وسلطة بهذه العقلية من تحقيق التغيير الوزاري المرتقب بشكل يخدم الأرتقاء بالعملية السياسية  والسير بطريق المصالحة الوطنية بعيداً عن التخندق المذهبي والعرقي ، والتخفيف من المعاناة الشاملة للأنسان العراقي  ...  عندما اثيتت عجزها عن وضع الضوابط القانونية  لتنفيذ هكذا عملية  أعدام  بسيطة  بعد أن أوصلته القوات الأمريكية مقيداً من حفرته الحقيرة  حتى بوابة مركز المخابرات الذي أعدم فيه  ( وكما يقال حول الأخيرة وما احيطت به العملية الى آخر لحظة بسرية كاملة ) ،  وهل فعلاً كان الهتاف  بحياة ( المقتدى ) والرقص على إيقاع  طائقي منفرد  من خلال حفلة  زار شاركت  فيها مجموعة ابت الا أن تعلن عن هويتها المذهبية  وانتمائها الميلشيوي بشكل متعمد ( مجرد صدفة لاأكثر " كما قيل "  )  وهم ملتفين رقصاً كما كما اعلن بعض الشهود الرسميين  حول جثة هامدة ، حتى لو كانت لطاغية ومجرم وملعون  مثل  الدكتاتور  صدام .             أن كان ذلك كمبرر أنتقام أو تشفي أو اهانة أخيرة  لمحكوم يواجه مصيره المحتوم وحكم التأريخ الذي حجز له مقدماً موضعاً مناسبا في مزبلته الواسعة  ، فتلك مصيبة  ، وان كان العملية مهيئة مسبقاً وبشكل  متعمد وبسبب غباء فطري ... فالمصيبة أعظم كما يقال  ، لآنه ... ما الفرق أذاً  بين أخلاقيات وعقلية وقناعة  هذه المجموعة أو من رسم ووجه  ، وأولائك الذين  مارسوا  نفس هذا الشكل البدائي من الأنتقام من ضحايانا وشهدائنا  أيام نظامه الأسود من بطانته وجلاديه  من البعثيين .. أو حتى بين من شاركوا بحفلة الزار تلك التي شاهد بعض مقاطعها العالم كله ،  وأخلاقية الجلاد نفسه الذي أصبح في موقع الضحية منتظراً لحظة تنفيذ حكم الشعب والتأريخ عليه ومن فوق نفس منصة الموت التي أستخدمها هو ونظامه وجلاديه لأرتكاب جرائمهم بحق ألالاف من الضحايا الأبرياء من أبناء شعبنا العراقي منهم السياسي  الأسلامي  أو رجل الدين ، أي دين أو مذهب ،  أوالشيوعي أواللبرالي أوالمستقل أوالقومي العربي والكردي أو الأشوري أو الكلداني  أوالمندائي والأيزيدي والمسيحي وحتى اليهودي أيضاً .                                                                                                                        هل كانت العملية مقصودة ... ولأسباب خاصة برئيس الوزراء السيد جواد المالكي والأئتلاف الشيعي  بشكل عام ،  أم كما أدعت حكومتنا الوطنية وكما صرح به السيد المدعي العام  ، في تقرير نشر يوم 3 الحالي  على موقع أيلاف  (وقال المدعي العام في محكمة الانفال منقذ ال فرعون اليوم ان مسؤولين عراقيين كبيرين هما الوحيدان من بين 14 شخصا حضروا عملية تنفيذ الاعدام بالرئيس العراقي السابق صدام فجر السبت الماضي . واضاف انه يشهد امام الله في هذه الظروف ان مسؤولين كبيرين هما اللذان ادخلا الهاتفين النقالين الى غرفة الاعدام . واوضح ان جميع الهواتف النقالة التي كان يحملها الاشخاص الاربعة عشر قد وضعت في صناديق صغيرة عند الباب ولم يسمح بدخولها . واشار في تصريح تلفزيوني ظهر اليوم الى ان احد المسؤولين هو الذي صور مجريات تنفيذ الاعدام بتفاصيلها وقام بتسريبها . واكد انه يعرف اسم هذين الشخصين خير المعرفة ولكنه لايستطيع اعلان اسميهما في الاعلام لحساسية الموضوع ) .
ومعروف ان اثنين من المسؤولين العراقيين حضرا الاعدام هما موفق الربيعي مستشار الامن القومي وسامي العسكري المستشار السياسي لرئيس الوزراء نوري المالكي وكانا هما اللذان كشفا للاعلام عن تفاصيل عملية التنفيذ . ؟ جزء مأخوذ من تفرير أيلاف المشار اليه .                                                                                  ولماذا لا يُحاسب صاحبنا ( الغير موفق مع الأسف بالرغم من منصبه الحساس جداً ) بما نطق " وعلى أساس انها حقائق ينقلها بأمانة " وعبر سباق تصريح مستعجل  لوسائل الأعلام بعد أعدام الطاغية مباشرة .
   طبعاً على أن أستدرك هنا أن عملية الأعدام هي أقل ما يستحقه مجرم وقاتل سادي مثل المقبور صدام حسين  برغم كل انعكاساتها السلبية بسبب ما صاحبها من ممارسة غبية من بعض الشهود ، لأن الأعدام وفي كل الأحوال هو عملية  واسلوب انهاء حياة  مدان بشكل قانوني  بعد أعطائه كل الحقوق للدفاع عن نفسه  جزاء الجرائم التي ارتكبها ، حيث لا أتفق مع مايقال عن القتل الرحيم بواسطة حقن المحكوم بمادة سامة  أو تعليقه بحبل ، فالأمر سيان والنتيجة واحدة ، لأن الأساس هو ما يدور في تلك اللحظة بوعي المحكوم عليه بالموت  وأنعكاس ذلك سايكلوجياً بأهل وعوائل الضحايا ، مع وجهة نظري بعدم وجود ضرورة لعرض مشاهد وتفاصيل العملية حتى من قبل الجهات الرسمية ، لأن المهم هو تنفيذ الحكم بوجود شهود  وشخصيات  مستقلة ومعروفة من كل الطيف العراقي ، ثم الأكتفاء بعرض صورة لجثته بعد الأعدام  .
   المهم بالأمر أن حكومتنا الرشيدة كما يقال تحاول أن تفتح تحقيق حول من سرب مشاهد الأعدام ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ .. وستشكل لذلك لجنة تحقيق ولجان فرعية مع وعود بأعلان النتائج على  ( أبناء شعبا العراقي العظيم ) وستعد حتماً بمحاسبة  كل من ( سـيثبت ) عليه أرتكاب هذا الأفعال الغير قانونية  ، وستعلن نتائج التحقيق مثلما لمسناه  ( طبعاً  ) في ما أعلن عن كل نتائج التي توصلت اليها لجان التحقيق السابقة والمكلفة للنظر بتقديم المسؤولين عن  قضايا وتجاوزات وجرائم سابقة للقصاص منهم وفق القانون  .
لا أدري اين قرأت  مرة أن الزجال النجفي المرحوم عباس ناجي مر يوماً من أمام وزارة الدفاع العراقية في ساحة الميدان  أيام عبد السلام عارف بعد أن أمر عارف   طاقم مهرجي السلطة  بوضع المدفع القديم الذي يسميه العراقيين ( طوب أبو خزامة ) على منصة وامام وزارة الدفاع  ، والهدف  ...  ليكون عزاء لهموم الناس ومعاناتهم ، لما كان يعكسه هذا المدفع من قداسة لدى الكثير من الجهلة المندفعين لتقديم نذورهم " للطوب المذكور " أملاً لتحقيق أمنياتهم وللخلاص من مشاكلهم ومعاناتهم  المتواصلة .
يقال أن  المرحوم عباس ناجي أرتجل هذا البيت  عندما شاهد الطوب المذكور موضوعاً على على المنصة وامام وزارة الدفاع  .. قائلاً

هَلّه أبطوبْ ابو خِزَامهْ         اليطِك من وره .. وكِدَامهْ                                                                                                                                         وهلا  أبعقلية هيج حكومة         وأستلم  من  .......   ماما

وهذا ينطبق فعلاً على عقلية من خطط ونفذ وصور وصرح ونشر التفاصيل على مواقع الأنترنيت ( مستهدفاً أو متفاخراً ) بالهتافات والعبارات والشتائم  التي أطلقت اثناء عملية اعدام الطاغية المجرم .
 أخيراً  اتفق مع الكثير من ألأخوة الذين كتبوا حول نفس الموضوع  من ( أن بعض ألأغبياء قلبوا أحلى فرحة وأمنية أملاً في فلوب كل العراقيين الى مهزلة طائفية مقيتة ) .