المحرر موضوع: لقاء في الغربة  (زيارة 1206 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصـور زندو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 203
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
لقاء في الغربة
« في: 01:22 10/11/2013 »
                                                                              

   

 لقاء في الغربة


منصور زيندو
[/u]


بعد مضي وقت طويل على آخر لقاء بيننا والذي أنتهى بخلاف,هاتفت صديقي يوسف ,وخلالها أحسست بما سببت له من ألم في السابق,شعرت بنبرات صوته تخبرني ذلك,واتفقنا على أن نلتقي.
وعلى طاولة في زاوية إحدى المقاهي ,ويوم ماطر,أنتهى بنا اللقاء,سلام ومحبة وكلام,وهات ما عندك من الآخر.
-يوسف صدقاً لقد أشتقت إليك ,وأريد رؤيتك ,ونلتقي لمجرد المحادثة.
-ليس صحيحاً ما تقول,إني لا أسمع من طرفك شيء إلا إذا كنت محتاجني لخدمة أو أي منفعة أخرى.
-يوسف .أنت تعلم محبتي لك.فمن صغري يوم ألتقيتك جار لي ,لا زالت تلك الصورة في مخيلتي ,صورة شخص كبير واقف أمامي جبلاً شامخاً,وأحاول الأحتفاظ بها.لأنك فاجأتني فبعد هذه السنين وألتقيك هنا لأكتشف أنني تجاوزتك في الطول ,وأن ما في مخيلتي هو ذاكرة بعيدة جميلة ,لكن اليوم معكوسة.
أريد الأحتفاظ بها,طالب مرتدياً زي الفتوة,وبأواخر المرحلة الثانوية العامة,وأنا في سنتي الأولى إعدادي,تلك الذكرى تشعرني بالسعادة لما لمسته فيك من روح الأخوة والمحبة ,وأتطلع رؤيته فيك دوماً.
-دعك من هذا ,قل لي ماالذي تريده مني,لقد تعلمت دروسي جيداً في هذه الغربة,يتصلون بي وقت حاجاتهم ,عندها كلهم أصدقائي وإخوتي .بعد أنتهاء المهام لا يعرفون ذلك الصديق ,بل نسوه لحاجة أخرى.
-صدقني ;اليوم ليس لدي ما اريده منك .بل أرغب أن أطلعك على شيء جديد يهمنا .
-يعني لديك وقت لتشغله بالمناقشة,أما أنا فلا ,وعلى كل هات ماعندك .
-يوسف ؟تعرفني جيداً ,ربما ليس بالجودة التي تعرف كل الخبايا في نفسي وفكري,لكن تعرف الملامح العامة التي تدور حولها شخصيتي ,وتعرف أيضاً أهلي ,ومن ثم كلانا من أمة نعتز بها.نحبها .
ولأُعطيك زبدة الكلام,اليوم أعلنت نفسي لأكون ملكاً لهذه الأمة.
-ده قو مخّا.ماذا قلت ملكاً؟.هل تعي ما تقول؟,هل يعني ملك ;ملك.
-لا تخجل يوسف .وبكل صدق,ألا تراه ضرب من الجنون .
-هو الجنون بعينه ,نعم,هل الأمور سائبة لتعلن نفسك ملكاً,من الذي أعطاك السلطان لتعلن ذلك.
-أخي ,ألا يدور دوماً في أحاديثنا ومجامعنا بأننا دوماً بحاجة إلى رأس مدبر,ليوصل هذه الأمة إلى شاطئ الأمان.
-نعم ,ولكن  ذلك لا يمنحك الصلاحية لإعلانك.
-فكر؟.هذا الرأس المدبر ألن يكون من هذه الأمة,أم أننا سنستورده من أمة أخرى ,أو سيأتي من أمة أأخرى ,أنا ابن هذه الأمة وملكها.
-إذاً أنت ملك من أعطاك المُلكْ.
-لماذا تضع نفسك في هذه الزاوية,أخي ,أنظر إلى جسد الأمة وكل أولائك الرؤوس المسؤلة.واسأل نفسك من,من أعطاهم السلطان ليكونوا على ما هم عليه,صدقني ;لدي الحق مثلهم,وأعلمني من أين مصدر سلطانهم .ولا تنسى أنْي أعلنت نفسي ملكاً ,وباعتبارك صديقي ,فأنت صديق الملك ,وعليك مساعدته لتكون شريكاَ في المملكة.
-أطلع من هذه الأبواب ,فجسد الأمة يكفيه ما فيه,وليس بحاجة إلى جرح اخر يحدثه حالم مثلك.
-باعتباري الملك فأنا مسؤول كل المسؤلية لما يحدث لهذه الأمة,علي إيجاد الحلى لكل مشاكلها الجغرافية والسياسية والاقتصاديةوالاجتماعية,وكل ما يخطر ببالك.تلك مهمتي التي لا أعيش دونها,وإن تطلب الأمر علي أن أضحي بنفسي في سبيل ذلك ,لأكون القدوة للكل .
-ده خور؟  أراك تتصرف كأنك ملك حقيقي ,تبدو مصدقاً نفسك؟
-نعم أتصرف وبكل ثقة وجرأة ,أعرف ما لي وما علي ,وسآخذ هذه الأمة بيدها الى القمة حيث هناك دعاها لتكون .
-لن يصدقك أحد؟والكل سينظر إليك كمجنون؟
-أعرف كل ذلك أخي .لكن هناك شيء واحد أن أبشرك به ,فمن دعاني ملكاً,يهب ذلك الملك لك أيضاً ,ويدعوك لأن تكون ملكاً,فهل تشاركني الخدمة لنكون كلنا ملوكاً.
وافترقنا على أمل اللقاء.