المحرر موضوع: جامعة أميركية في العراق على تلال السليمانية بعيدا عن السيارات المفخخة وفرق الموت  (زيارة 1105 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


جامعة أميركية في العراق على تلال السليمانية بعيدا عن السيارات المفخخة وفرق الموت

بتكلفة 250 مليون دولار وستركز على علوم الكومبيوتر والنفط


السليمانية: ادوار وونغ *
سيكون مشروعا طموحا حتى في بلد شرق أوسطي لا يواجه حربا: إقامة جامعة أميركية حيث يجري التدريس باللغة الإنجليزية ويأتي المدرسون من مختلف انحاء العالم ويتنافس المتخرجون على الوظائف ذات المردود المالي الجيد في مجالات مثل البزنس وعلوم الكومبيوتر.
غير ان بعض الناس المميزين في الفئات السياسية والفكرية في العراق يقومون بالشيء ذاته حتى في ظل اتساع المذابح. فالجامعة الأميركية المخطط لإقامتها في العراق تتبع نموذج الجامعتين الشهيرتين في القاهرة وبيروت. ولدى مديري المشروع مجلس أمناء. واكملت مؤخرا خطة بزنس من جانب ماكنسي أند كومباني، وهي شركة استشارات دولية. وهناك ثلاثة مرشحين لرئاسة الجامعة، ومبلغ 25 مليون دولار، اغلبها من الحكومة الأميركية ومصادر كردية. ومن اجل تحقيق حلمهم يحتاجون ما هو أكثر: ما يتراوح بين 200 الى 250 مليون دولار خلال 15 عاما وفقا لما يقوله عزام علوش، السكرتير التنفيذي للمجلس. ولكن اذا لم يتحول الأمر الى واقع فان الجامعة لن تقام في بغداد التي كانت منارة للتعليم في العالم العربي على مدى قرون.

والموقع المختار هو تلال ممتدة على ضواحي السليمانية بعيدا عن السيارات المفخخة وفرق الموت التي تمزق المناطق العربية من العراق. وبسبب من الماضي النسبي فيها حتى الان فان كردستان يمكن أن تجتذب بسهولة أكبر اموال المساعدة واعادة البناء. وتعزز الجامعة، ارتباطا بالأطباء والمهندسين واصحاب البزنس والأكاديميين الذين فروا من البلاد، من بين مئات الوف آخرين، الى دول الجوار او الغرب، تعزز الآمال في اعادة العقول المستنزفة الى البلاد ودفع العراق الى أمام. وقال برهم صالح، المؤسس الكردي للمشروع، ونائب رئيس الوزراء الذي يحمل درجة الدكتوراه في الاحصاء والكومبيوتر من جامعة ليفربول ببريطانيا، والذي تدرس ابنته في جامعة برينستون، قال «انت بحاجة حقا الى تطوير نخبة المستقبل السياسية ونخبة المستقبل المتعلمة. والتركيز يتجه الى تحفيز الاصلاح في نظام التعليم في العراق».

غير ان بعض مسؤولي التعليم العرب في بغداد يجادلون بان الجامعة يجب ان تبنى في العاصمة، وليس في جزء من العراق حيث توجد طموحات انفصالية. ولأسباب أمنية اغلقت جامعات كثيرة في اكتوبر الماضي وجرى اختطاف ما يصل الى 150 من وزارة التعليم العالي في نوفمبر الماضي وتهدد الجماعات الجهادية بقتل الطلاب في الجامعات. ولهذا فان مثقفين من أمثال كنعان مكية، المنفي السابق البارز والكاتب الذي أيد بقوة الغزو الأميركي، يقولون انهم يعتزمون نقل مشاريعه البحثية الى الجامعة الأميركية. وقال مكية، الذي يقوم بتدريس قضايا الشرق الوسط في جامعة برانديز، والذي أسس مؤسسة الذاكرة العراقية لتوثيق مجازر صدام حسين، ان «المشكلة هي انه لا يمكن لأحد أن يعمل في بغداد. الشمال أكثر استقرارا ونموا وازدهارا بكثير. انه لمحزن ان نضطر الى الخروج من بغداد».

ويعتزم مخططو الجامعة ان يجعلوا من مشروع مكية التوثيقي اساس قسم الدراسات الانسانية. وقال علوش، العالم في قضايا البيئة، انه سيستخدم الجامعة كقاعدة لمشروع ابحاثه الذي يدور حول اعادة الحياة الى أهوار الجنوب. ويضم مجلس الجامعة العديد من الشخصيات الثقافية والسياسية، الذي يؤيد العديد منهم الغزو. ويشمل ذلك فؤاد عجمي، بروفسور دراسات الشرق الاوسط في جامعة جونز هوبكنز وجون اغريستو، وهو مستشار تعليمي في سلطة الائتلاف المؤقتة، الذي ذكر لمراسل صحافي، وهو ينهي فترة وجوده هناك في عام 2004 انه كان «من المحافظين الجدد الذين سرقهم الواقع».وقد أعد المخططون برنامجا تقريبيا. فتشييد الجامعة سيبدأ في الربيع ويمكن ان يبدأ اول 15 الى 30 طالبا دورة مكثفة لمدة 6 اشهر لدراسة اللغة الانجليزية، في مبنى مستأجر في السليمانية، قبل بداية دراسة ماجستير في ادارة الاعمال. اما اول فصل دراسي يحصل على الليسانس فسيبدأ في خريف 2008 ويستغرق خمس سنوات، وسيخصص في تدريس اللغة الانجليزية طبقا لما ذكره علوش. وذكر صالح مؤسس الجامعة ان السنوات الخمس الاولى من عمر الجامعة ستركز على موضوعات يعتبرها مجلس الجامعة ضرورية لتطوير العراق: الاعمال والهندسة النفطية وعلوم الكومبيوتر. وبعد خمس سنوات ربما تضيف الجامعة في مجال الدراسات الانسانية.

وعدد الطلاب الذين سيقبلون في الجامعة هم ألف طالب بحلول 2011 و5 آلاف بحلول عام 2021. وهو رقم صغير بعدد طلاب جامعة بغداد اكبر جامعات البلاد التي يدرس بها 70 الف طالب. ويصل عدد الطلاب الذين يدرسون في جامعات العراق 475 الف طالب في 21 جامعة وكلية عامة و18 جامعة خاصة وما يقرب من 40 معهدا تكنولوجيا، طبقا لتقرير السفارة الاميركية.

وقال علوش ان نفقات الدراسة في الجامعة الاميركية السليمانية ستتراوح ما بين 8500 دولار الى 10 الاف دولار اميركي. وهو ما يجعل الجامعة بعيدة عن متناول الطبقة المتوسطة العراقية، الا ان صالح اوضح ان الجامعة تنوي تقديم قروض ومنح دراسية. وقد تعهد زلماي خليلزاد السفير الاميركي في العراق، وخريج الجامعة الاميركية في بيروت، ان الوكالات الاميركية ستقدم 10.5 مليون دولار، وهو ربما اكبر تبرع من الولايات المتحدة لاي مشروع تعليمي في العراق، اذا ما اقر المسؤولون الاميركيون خطة العمل. وقد شارك خليل زاد وهو افغاني الاصل في تأسيس الجامعة الاميركية في كابل بعد اسقاط القوات الاميركية لنظام طالبان عام 2001.

ويخشى بعض الاكراد ان الاتحاد الوطني لكردستان وهو الحزب الحاكم في شرق كردستان بقيادة طالباني وصالح، يمكن ان يحول الاموال من الجامعة لأغراضه الخاصة. ولدى الاحزاب الكردية سمعة بالفساد والاستبداد.واوضح ئاسوس هردي رئيس تحرير صحيفة اسبوعية تصدر هنا «اتمنى الا تكون دعاية حزبية، لأننا في حاجة الى مركز اكاديمي حقيقي في هذا المجتمع».

خدمة «نيويورك تايمز»



http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10264&article=400001[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم