لماذا اعدم صدام حسين ..؟

[samir latif kallow]

 
 
لماذا اعدم صدام حسين ..؟


 الخميس 04/01/2007
المحامي : يعكوب ابونـــا

   تم تنفيذ حكم الاعدام بالدكتاتور العراقي صدام حسين في صباح يوم السبت المصادف 30 /12 /2006  ، بعد ان صادقت يوم 26 /12 /2006  محكمة التمييز على قرار محكمة الجنائية العليا كما نقل... اذ جاء في حيثيات حكمها بالتصديق على إعدام الرئيس المخلوع صدام حسين شنقا لارتكابه جرائم ضد القانون الإنساني الدولي واحكام القانون العراقي.
وأكدت المحكمة ان ملايين النساء والرجال والأطفال وقعوا خلال القرن الماضي ضحايا لفضائح لا يمكن تصورها هزت ضمير الانسانية بقوة ، مضيفا ان هذه الجرائم الخطيرة تهدد السلم والأمن والرفاه في العالم وتثير قلق المجتمع الدولي باسره لذلك يجب الا تمر دون عقاب ...
   هذا ما جاء في قرارالتصديق لمحكمة التمييز الذي يصبح واجب التنفيذ بعد اكتسابه الدرجة القطعية ... اي بمرور المدة القانونية على القرار وذلك استنادا الى احكام المادة (27) من قانون المحكمة الجنائية العليا :
1-  نصت المادة (27) من قانون المحكمة الجنائية العليا ..
اولاً : تنفذ الاحكام الصادرة من المحكمة وفقاً للقانون.
ثانياً : لايجوز لأية جهة كانت بما في ذلك رئيس الجمهورية اعفاء او تخفيف العقوبات الصادرة من هذه المحكمة وتكون العقوبة واجبة التنفيذ بمرور (30) ثلاثين يوماً من تاريخ اكتساب الحكم او القرار درجة البتات. ))
     الفقرة الثانية من نص المادة اعلاه تبين بكل صراحة ، اولا-  ان يكتسب الحكم درجة البتات ، ووفقا لاحكام قانون اصول المرافعات الجزائية يكتسب الحكم درجة البتات بعد مرور 30 يوما على قرار التصديق .. ثانيا – بعد اكتساب الحكم الدرجة القطعية يجب تنفيذه بمرور 30 يوما على ذلك  تاريخ  ، بمعنى ان لا تتجاوز مدة  تنفيذ الحكم على قرار مكتسب الدرجة القطعية 30 يوما المشار اليها في الفقرة الثانية اعلاه .. فاولا يجب ان يكتسب القرار الدرجة القطعية ، وبعد ذلك ينفذ الحكم خلال مدة لاتتجاوز 30 يوما من تاريخ اكتسابه الدرجة القطعية ... فالسؤال هل اكتسب الحكم الدرجة القطعية .... لكي ينفذ ..؟ لان تنفيذ الحكم قبل اكتساب القرار درجة البتات يشكل خرقا في تطبيق القانون .....فالحكومة العراقية  ارتكبت خطا قانونيا بتنفيذ حكم لم يكتسب درجة البتات .... ومع ذلك قد يكون للحكومة مبرراتها السياسية ولمقتضيات المصلحة العامة قد استعجلت بعملية الاعدام ، وكما يقال للضرورة احكام ....
2-  ذهب البعض الى القول بان توقيع المالكي على تنفيذ قرار الحكم غير قانوني ، لان المفروض ان يصدر مرسوم جمهوري من الرئاسة لتنفيذ القرار .... وهذا غير وارد ... لسبب كان العمل سابقا بنتفيذ احكام الاعدام مشروط بصدور مرسوم جمهوري وذلك قبل صدور قرار مجلس قيادة الثورة المرقم 840 والمؤرخ في 15 / 11 / 1988 ، الذي نص على ان تنفيذ احكام الاعدام المكتسبه الدرجة القطعية دون حاجة الى مرسوم جمهوري ....... اذا حتى توقيع المالكي على القرار لم يكن الزاما لتنفيذ القرار ... استنادا لاحكام قرار المشار اليه الذي لازال نافذ المفعول ، ولم يلغى لحد الان ....
 
3  -  الكثيرون ادانوا توقيت تنفيذ الحكم في يوم عيد الاكثرية الساحقة من المسلمين في العالم ، بحجة ان ذلك قد يثيرالنزعات الطائفية والمذهبية من لدن اهل السنة ، وكأن صدام حسين كان سنيا ..؟ هل فعلا كان صدام حسين سنيا ..؟ اليس هو القائل ان الحصانه التي يتمتع بها البعثي تعادل الحصانه التي يتمتع بها الخليفة الراشدي عمر بن خطاب ، الم تشير شجرة العائلة الخاصة بصدام التي اعدها بمساعدة خاله طلفاح بانهم ينتسبون الى سلالة  الامام علي بن ابي طالب ..؟؟  ولكن للاسف استغل الحادث وكانه موجه ضد شريحة كبيرة ومهمه من شعبنا ..  و استغل الاعلام  المشبوه الساحة العربية والاسلامية والعراقية لاثارة الاحاسيس والنعرات الطائفية والمذهبية مستغلين كل ذلك لتشويه وجه العراق الجديد .....
             لقد كان صدام حسين طيلة فترة حكمه يحكم ويعدم ويقتل العراقيين في ايام الاعياد والمناسبات الرسمية والدينية وايام شهر رمضان فلم نسمع احد من هولاء يحتج او يستنكر تلك الاعمال الاجرامية ، اليس هذا النفاق لغرض  تحريض  واثارة الطائفين والمذهبين والانتهازين ومن على شاكلتهم على قتل العراقيين والانتقام منهم بحجج واهية  ....؟ ومن جانب اخرلنعرف حقيقة هولاء اليسوا هم  من ساهموا مع امريكا والحلفاء  بضرب صدام حسين في 1991 وفي 2003 ..؟  فلماذا الان يقمون الماتم والفواتح على روح صدام ، انظروا الى سلوكية هولاء المنافقين والدجالين والمرتزقه المصلحين .....
         فالعملية اذأ ليست حبا بصدام بل كرها بالشعب العراقي .....
4 -  الكثيرون ادانوا الحكومة لانها سمحت لزمرة من الطائفين بتنفيذ عملية الاعدام وكانها عملية مقصودة من الحكومة ..؟ فكان عليها ابعادهم  عن ساحة تنفيذ الحكم  لابعاد الشبهه الطائفية عن عملية التنفيذ ، خاصة وان القرار صدرمن المحكمة باسم الشعب ( العراقي ) وليس باسم طائفه معينه ، لان قرارالحكم باعدام صدام حسين لم يكن لثارات طائفة او مذهب معين فقط بل كان للعرب والاكراد والكلدواشوريين والصابه والايزيدية ولكل ابناء الشعب العراقي وكل المتضررين من صدام وحزبه ،، فلماذا يجير هذا الانتصار لجهة معينه ويغيب عن بقية ابناء الشعب العراقي ..؟  فكان  المفروض بالحكومة ان تكون اكثرحرصا عن التعبير عن مشاعر العراقيين جميعا وليس مراعات لشعورالبعض على حساب الاخرين ..بصفتكم حكومة لعموم الشعب العراقي وليس حكومة طائفة او شريحة معين دون غيرها ...
            صحيح كان على الحكومة العراقية ان تكون اكثر حذرا في مثل هذه الاجراءات  رغم ان الجميع يعلم ان التنفيذ كان لابد ان يتم ،، وان الذين هتفوا لا يستبعد ان يكون تصرف فردي غير مخطط له مسبقا ، بل لايستبعد ان يكون سلوكا لاشعوريا ، من قبل البعض في مثل هذه المواقف عندما يتصرف بدون وعي وينطق بكلمات لاشعورية تحت تاثير التركم الكمي السلبي الذي يعانيه من اثار ذلك الموقف ومن ذكريات الماضي الاليم الذي عانى منه  .. فتاويل الحادث الى الدرجة التي طبلوا لها ليس لها مايبررها ..لان صدام لو لم يعدم  لجريمة الدجيل ، لاعدم عن جرائم غيرها منها جريمة قتل اهالي قرية صوريا المسيحين عام   1969او لجريمة اعدام  اكثرمن 20 مواطنا عام 1970 وعلقوا في المشانق لمدة ثلاثة ايام في ساحة التحريرفي بغداد ،،ام لجريمته باعدام زملاءه البعثيين عام 1979 ،ا وجريمتة بقتل عبد الخالق السامرائي وزملاءه ، اوجريمته باعدام قادة الحركة الديمقراطية الاشورية عام 1984 ، او عن جريمة قضية الانفال 1988 اوالحلبجة او انتفاضة اذار 1991 او عن انتفاضة الرمادي عام 1998 . ... والقائمة تطول بجرائم كثيرة ارتكبها هو ونظامه بحق العراقيين ،، وهذه الجرائم كانت جرائم جماعية ، عدا الالاف الجرائم الشخصية التي ارتكبها بحق ابناء الشعب ... اذا المحصلة النهائية لاعماله هذه كانت لابد ان يحكم باحداها قبل الجرائم الاخرى التي مفروض تاتي تباعا ،، والا هل يعقل ان تتم محاكمته لجميع جرائمه في انٍ واحد ..؟ لكي يرضى الجميع فهذا مستحيل طبعا، فالحكم على صدام وزمرته هو انتصار للعراقيين جميعا ، وتنفيذ العقوبة بحقه هوضرورة وطنية تقتضيها المصلحة العامة  .. وليس لمصلحة احد دون غيرهم .. قد تكون قضية الدجيل ابسط  قضية لان اطرافها واضحة ومتكاملة واكمل التحقيق بها قبل غيرها ،وليس بالضروره ان تكون لترضية هذا او ذاك ، لانني واثق بان لو حكموا عليه بقضية  غير قضية الدجيل لقيل نفس الشىء ونفس الابواق ليقولوا لماذا هذه القضية وليس غيرها ... حجج لاثارة العواطف والبغضاء  ليس الا ...
             اعدام صدام  ضرورة تقتضيها المصلحة الوطنية ، وذلك  لوضع حد نهائي لحكمه ومرحلته ، ولكي يغلق ملف تلك الفترة وانهاء تاريخ تلك الحقبة ، لان ما نلاحظه  في الشارع العراقي الان هو وجود تاثيره السلوكي البعثي والصدامي في حركة الشارع من الجهة الامنية ، ومعروف هو وزمرته الذين يمولون الحركات الارهابية من الاموال التي سرقوها من قوة الشعب العراقي لصرفها على اعمالهم الاجرامية ... فعلى الاقل الان يتوقف تمويل تلك الحركات بعد ان قطعت راس الحية .... بالاضافة الى ان انعكاس الفكر البعثي الصدامي على افكار وعقول العراقيين النجباء طيلة فترة حكمه الطويلة فلابد ان ياخذ موقعه في افكار الكثير من ابناء شعبنا ، فاعدام صدام  سيودي حتما الى تحرر الفكرالعراقيين من ترسبات الماضي الصدامي العنفي والانتقامي ...
            لكي يستطيع هذا الشعب تقبل الوضع الجديد ويعيش بفكرجديد بعيدا عن التاثير السلوكي البعثي بشكل مباشر او غير مباشر ... فاعدام صدام هو اعدام فترة زمنية من تلك الافكار المقيته التي تبناها حزب البعث طيلة حكمه الفاشي ..  الان نحن بحاجة الى الافكار العقلانية والموضوعية لكي ندرك اهمية المرحلة الجديدة . ، ولكي نستطيع ان نتحرر من اغلال وقيود الماضي الصدامي المتحكم بحاضرنا لحد الان  والمؤثر على مسيرتنا ... لاجل كل ذلك كان يجب  ان يعدم صدام حسين  ........ وليكون من ناحية اخرى درسا للاخرين من اعادة حساباتهم  وليتاكدوا بان الطريق التي سلكها صدام كانت نهايتها حبل المشتقة ...   لان الكاس التي شربها صدام اعتقد سوف يشربها الكثيرون  ممن لم يتعضوا من صدام ....  وكل عام وانتم والعراق بالف خير ..........
          يعكوب ابونـــــــا .................................   4 /1 /2007      [/b]  
 
 
 
 
 http://www.aljeeran.net/wesima_articles/index-20070104-59997.html