نقاش ساخن مع الاخ الدكتور ليون برخو حول مقال الاخير!!بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
22 تشرين الثاني 2013
كتب الاخ الدكتور ليون برخو عدة مقالات نقدية عن الكنيسة الكاثوليكية في روما و السلبيات التي ظهرت نتيجة قرارتها وطريقة ادارتها فلا سيما بخصوص العلاقة بين الكنيسة الشرقية الكلدانية الكاثوليكية
و في المقال الاخير الذي جاء تحت عنوان :
هل سيعيد البابا فرنسيس الصلاحيات والإمتيازات والحقوق التي سلبها الفاتيكان من بطاركة المشرق الكاثوليك
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,712015.0.htmlعلى الرغم انا متفق مع الاخ ليون حصلت اخطاء في الماضي من قبل بعض اشخاص الذين كانوا يديرون مراكز في كنيسة روما ولكننا نشك في قضية انحرافها من المسيرة الايمانية في رسالة الكنيسة الجامعة الواحدة التي اوصى بها السيد المسيح نفسه.
هنا نقدم دراسة تحليل ومقارنات وفي كثير من الاحيان نوجه اسئلة للاخ ليون شخصيا ننتظر الجواب منه لعل هناك شيء اخر نجلهه.
اولا - في المسيحية توجد المحبة لا توجد خصوصيات بل الخصوصيات ملغية، هناك اتحاد وشراكة ايمانية واحدة حتى مع الاموات ( اذا كان لنا ايمان بالروح وقيامة الاموات)، وهذا ماحصل واتفق من اليوم الاول مع الفاتيكان من قبل الكنيسة الشرقية، لا بل كان الكنيسة الشرقية هي اول كنيسة تحصل على استثناء من روما بإدارة شؤونها وممارسة طقوسها في حينها اي في 1553م.
ثانيا - قضية اختيار ورسم المطارنة هي كانت سبب انقسام او انشقاق الكنيسة النسطورية القديمة وانتقال القسم الاكبر( اليوم) الى الكلثلة حصل بسبب الصراع على الكرسي من قبل رجال الطامعين في المادة والكرسي،الامر الذي ينكره بل يغيب من بال الاخ الدكتور برخو والذي لا اعرف لماذا ؟. هل مثلا كنت تتمنى مسيحية على شكل نظام عهد القديم ؟ مثلا ان يكون هناك مجموعة مسيحية معينة فقط لها الحق في خدمة المذبح مثل سبط اللاويين كان لهم الحق في ممارسة خدمة الهيكل قي عهد القديم ، بكلمة اخرى يعني فقط بيت ابونا ان يكون لهم الحق في اشغال كرسي البطريركية و الحق في ادارة شؤون الكنيسة بغض النظر عن العمر والامكانية والظروف وغيرها من المشاكل اللاهوتية والفكرية التي تظهر بين حين واخر نتيجة تطور نظرة الانسان للحياة. حقيقة لا اعرف ماذا كان سيكون مصير الكنيسة النسطورية الشرقية؟ هل كانت تبقى في زمن الدولة العثمانية ان لم يكن جزء منها متحد مع روما؟ او ماذا كان سيكون مصيرها اليوم؟
ثالثا- قضية كلدان ملبار لم تحسم من اليوم الاول، ربما لانها لم تكن هناك مشكلة لها في حينها، ولكن حسب الاتفاق بأن البطريرك الكلداني على كرسي بابل كان له الحق في ادارة شؤون كنيسته في منطقة محددة ( اعتقد الشرق الاوسط حدودها) ربما تكون منطقة ملبار خارج عن هذا الحدود وبعيدة عنها لهذا حولت روما ادارتهم ، وربما هناك اسباب محلية وسياسية في الهند اصلا نحن لا نعرفها . البطاركة الكدان حاولوا ان يتمسكوا بها لكن ذهبت الى ادراة روما مع الحفاظ على الطقس . هنا يستوجب علينا ذكر ملاحظة مهمة بأن ابناء الكنيسة الشرقية الاشورية اليوم هم احفاد الكثلكة الاوائل الذين اتحدوا مع روما ونحن ابناء كنيسة الكلدانية الكاثوليكية اليوم او بطريرك كنيستنا في حينها وجماعته من ساعد على قتل مار يوحنا سولاقا البطريرك الاول للكنيسة لكرسي بابل.
رابعا- لا اقل لم تحصل اخطاء في الكنيسة ولن اقل لن تحصل في المستقبل لانها مؤسسة بشرية والهية!!. ربما لم يكن هناك احد قبلي وجه رسائل من خلال الاعلام طالبا لاصلاح الشؤون الادارية للكنيسة قبل ست سنوات ( اقرا عنها من الرابط في اسفل المقال) ومن بعدها توجيه عدة رسائل شخصية باليد للسادة المطارنة، ما عدا ما دار في المقابلات واللقاءات الفردية، ما عدا ما جاء في المقابلات الصحفية ( سيادة المطران شليمون وردوني ابونا البير ، عبطة البطريرك ساكو، الاب يوسف توما الدومنيكي البروفيسور بطرس يوسف، الاب جميل نيسان، سيادة المطران جرجيس القس موسى وغيرهم) التي كلها كانت بغرض تصحيح امر الكنيسة لكن بصيغة ادبية وعرضية بدون توجيه اي اتهام لاحد او وصف روما بالمؤسسة الارهابية او مارست الارهاب ضد النسطورية او المسيحية الشرقية.
خامسا- لا اعرف مدى صحة رؤية الاخ ليون هل يريد ان يرفع مرتبته الى مرتبة اللاهوتين الكبار الذي يناقشون القضايا اللاهوتية ام انه فقط مقاله مثل مقال صحفي كغيره؟، لان في هذا المقال ارى الاخ الدكتور يرفع من شأن مكانته العلمية مرة اخرى؟؟
سادسا- الناس الذين يرون ان المسيحية التي قد يراه اليوم البعض ديانة فيها نواقص او قامت باخطاء ادارية في الماضي وغيرها انهم يرون جزء من الحقيقة او يتحدثون عن جزء من تاريخ الحقيقي لما حصل. لو وضعت ايجابيات الكنيسة واعمال الانسانية امام اخطاء ادارية من اي مستوى سوف نراه معدومة لا تذكر، قوة المسيحية في روحانيتها الشمولية التي هي معدومة في بقية الاديان والرسائل الدينية وليست في الانظمة الادارية. ربما هناك قضايا لاهوتية غير قابلة للفهم اليوم نتيجة تغير الحضارة وسيطرة العقلانية على المعرفة الانسانية التي نعيشها اليوم.
لكن اسأله الاخ ليون بربك من دافع عن العراق بكل الاخلاص غير الطوباوي يوحنا بولص الثاني في حرب الكويت والحصار على فقراء العراق؟ ومن ساعد العراقيين جميعا من خلال مؤسسة الكريتاس التابعة لروما؟ من كان يرسل الدواء لهم؟ هل الشعب السعودي الذي تنشر مقلاتك في صحفهم ام فقراء الكاثوليك من انحاء العالم كانوا يجمعون التبرعان لايتام العراق؟، هل نسى الاخ ليون ما قاله البابا المتقاعد السعيد الذكر بندوكست عن مفهوم وصايا الله العشر في العصر الحديث.؟ من روض روح العنف التي كانت موجودة في القبائل الاوربية قبل دخولهم المسيحية؟ هل الحضارة الرومانية التي ورثت الفلسفة اليونانية بعظمتها والتي اضطهدت المسيحية لحد سنة 313م من اعلان ميلانو الشهير بقت تنظر الى الامور كشعب بنفس الطريقة بعد دخولها المسيحية ؟ اعتقد لم تطلع اخي العزيز ليون على الاعمال الانسانية العظيمة للقديسة هيلاني والدة قسطنطين الكبير.
انا اعتبر الكنيسة امنا روحيا وانسانيا واخلاقيا، الكنيسة جسد حي نحن اعضاؤه، اي خلل او شلل في اعضائه سوف يترك اثره على كل الجسد وعلى حياتنا الشخصية فردا فردا وعلى المجتمع المحيط بنا ككل، اي خلل فيها سيحدث خلل في حياتنا الاجتماعية والايمانية وسوف تختل قيمنا الانسانية، بل لن يعد يكن هناك مقيايس من بعد ذلك، لان الحرية والحضارة الحالية علمتنا ان لا نقيد انفسنا الا بالذي يفيدنا فقط وهنا الذي يحكم ب(الذي يفيدنا )هي الغريزة في معظم الاحيان ، لان البشرية لم تصل الى هذه المرحلة من الوعي لحد الان كي تقرر وتلتزم بالعمل الخير كسلوك يومي؟!!!
اليوم هل هناك رجل دين في العالم بمرتية قداسة البابا فرنسيس يقبل يد كاهن لانه اوشك على الموت من جراء مذبحة من قبل الارهابيين على كنيسته ورعيته والتي ادت الى مقتل حوالي ستين شخص مع كاهنيين.؟؟ أليست هذه ثورة فكرية وروحية وانسانية يقودها بابا روما الارهابية؟
ويقبل رأس رجل مصاب بمرض غريب . اليست هذه بطولة نادرة نتيجة لايمان وفضائل المسيحية؟؟؟ وغيرها من الامور التي طبقها في حياته الشحصية كنوع سيارته ومكتبه ، هل هناك ثورة اعظم من ثورة يقودها البابا فرنسيس في المفاهيم والفضائل المسيحية خاصة في قضايا الانسانية؟؟؟ لماذا لا نتحدث عن هذه الاعمال؟
سابعا- لا اعرف هل الاخ ليون فعلا مؤمن بالمذهب الكاثوليكي ؟ لان اصراره على الطعن في مسيرة الكنيسة الجامعة ( جامعة بمعنى الذي اتى في قانون الايمان قبل اكثر 1600 سنة من خلال المجامع المسكونية الاولى ( كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية ) )؟؟ ام انه يريد ارجاع السلطة الى البطاركة الشرق الذين يعانون من الانقسام والتشرذم في كنائسهم و هناك ضعف في طاعة بل احيانا عصيان من قبل رجال الدين لرؤساهم وغيرها من قضايا الادارية المرئية امامنا وامام الاخ ليون؟.
ثامنا- لنفرض قرر مجمع الكرادلة مع البابا ارجاع السلطة المسلوبة من الكنيسة الشرقية الكلدانية اليها و الى جميع الكناس الشرقية الاخرى ، ماذا سيحصل من بعد ذلك؟ ماهي الفائدة من ذلك ؟ هل لاجل حماية لغتنا وهويتنا وعادتنا وقيمنا وشرقيتنا فقط؟، لكن ينسى الاخ ليون والكثير ان الخميرة الحقيقة لمفاهيم الانسانية تنتقل الينا او تحل علينا من خلال دخولنا المسيحية، ألم يكن لنا امبراطوريات لم يظهر في التاريخ مثل عنفوانها لحد الان لكنها سقطت لانها كانت مبنية على عامل القوة بدون حكمة؟!!!!!!!!!!!
نحن نريد بل نشتاق الى حماية ذاتنا الكبيرة الهوية القويمية عن طريق حماية الارث واللغة وتفعليهما ولكن حذار ان نتقوقع على ذاتنا، لان هناك تكون نهايتنا او مقبرتنا ، لان الكائنات الحية المتوقعة لا زالت( المتبقية منها بعد انقراض معظمها ) غير متغيرة او متتطورة بنسبة 1% عن حالتها لمدة ملاين او مليارات السنين.
الكثير منا متعطشين الى امتلاك القوة لاعادة امجاد هذه الامبراطوريات، لكن حقيقة انها احلام غريزية مدفونة فينا من جراء العنف الذي مرس ضد مسيحتنا من الجيران خلال 1800 سنة، نحن ان لن نستطيع تغير عقلية المنطقة عن طريقة تغير ذاتنا لن يكن هناك امل لبقائنا لا في المهجر ولا في الشرق.
في الختام اود ان اقول حقيقة انا فعلا مستغرب من خطابات والصاقات التهم في كتابات الاخ ليون واغفال الايجابيات في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، لانني لم اجد يوما ما من الاخ ليون يكتب عن ما قامت به مثلا الام تريزا؟ او فرنسيس الاسيزي، او منصور دي بول او وضع نقد او دراسة للاهوت توما الاكويني او القديس اوغسيطنوس او البير الكبير او القديس انسليم او غيرهم؟
انا اطلب من الاخ ليون ان يقبل نقدي ومناقشتي بروح اخوية، لانني لا اريد ان يعكر الصفوة الايمانية لدى بعض المسيحيين من خلال هذه النقاشات والتي قد لا يقصدها بنفسه ايضا. اعترف في ردي وتحليل واسئلتي هناك بعض الشدة وان دكتور ليون صديق عزيز احب ان احتفظ بصداقته لكن ليس فوق المباديء والحقيقة ، اتمنى ان يعيد قراءت لتاريخ الكنيسة النسطورية ومشاكلها والظروف التي مرت بها مع قراءة تاريخ كنيسة روما الايجابي وليس الذي يراه العالم اليوم او يتحدث عنه الاعلام الغربي والشرقي فقطّ!.
ألم يحن الوقت لتجديد النظام الادري في الكنيسة الكلدانية
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=221346.0;wap2الاخ الدكتور ليون برخو رد على مقالي ضمن التعليقات والردود التي وضعها لمقاله.
وان هنا اريد انقل نص رده كي احافظ على لغة الحوار والنقاش والتفاهم وليس الاتهام او التعصب او جرح الاخرين
للعلم سيبقى الاخ ليون صديق وعزيز لي لانه رجل يفكر ويعمل ولا يسكت وهذا ما هو مطلوب من الجميع في نفس الوقت نشدد هذا لا يعني لا يخطا او لا انا او اي انسان اخر لا يخطا.
.................................................
نص رد الاخ ليون برخو
إلى الأخ والصديق العزيز يوحنا بيداويد
قرأت مقالك الذي هو بمثابة تعقيب على المقال الذي نحن بصدده. وكالعادة أشكرك شكرا جزيلا على الكياسة وأخلاق الكتابة والخطابة السامية التي هي سمة بارزة لكل ما تكتبه. (رابط أدناه)
وأسمح لي أن أقول إن تعقيبك أغلبه خارج موضوعنا. أنا أناقش فترة تاريخية محددة من كنيستنا المشرقية الفرع الكلداني وأسرد حقائق تاريخية. كنت أتمنى ان تناقش مثلا لماذا من حوالي 1000 كاهن في عهد هذا البطريرك الغيور على هويته وحقوق كرسي بابل وقطيسفون الذي كان يمتد حيث تواجد الكلدان في الدنيا تم تقليصه رقعته الجغرافية إلى بضعة كهنة تدخلنا في نقاش لاهوتي.
أنا أتحدث عن الهوية والثقافة والطقس والإدارة والمؤسسة والتنظيم ولغة كنيستنا المشرقية وأحقية جاثاليقها وسنهودسه بإدارتها دون تدخل من السفير والمبعوث والمجلس الشرقي وبروبغندا والبعثة التبشيرية وغيره.
أنا لم ولن أناقش الإيمان والإنجيل ومكانة الحبر الأعظم في الكنيسة. نقاشي هو حول تحديد منطقة بطريكية وتقليص جغرافية كنيستنا وسلب صلاحيات الجاثاليق. هل هذا جزء من الإنجيل أم من السطلة الأرضية. عصمة البابا في أمور إنجيلية إيمانية بحتة وليس في تقليص صلاحيات الجاثاليق وحرق الكتب وتهميشي الليتوريجا والثقافة وسلب الكنائس والأديرة والأوقاف وجعلها تحت سلطة اللاتين. أين هذا من الأنجيل؟
أظن أن تعقيبك الذي تتهمني به من كوني أرفع من شأن مكانتي العلمية قد ينعكس عليك لأنك تتحدث وكأنك لاهوتي بارز – أعذرني ونحن أصدقاء.
لا علاقة لي باللاهوت على الإطلاق. كل همي هو مشرقيتي وهويتي كمسيحي مشرقي وليس لاتيني. ولكن يبدو من تعقيبك أنه لم يبق أي خصوصية لنا غير الخصوصية اللاتينية وهنا الخطر.
أنظر ومع أحترامي الكبير لقداسة وطوباوية الأسماء التي تذكرها – أنظر كيف أن كل الأسماء المقدسة هذه لاتينيية ولم تذكر لنا إسما واحدا من قديسينا وشهدائنا وعلمائنا من كنيستنا المشرقية المجيدة. هذا بيت القصيد. اي أن الثقافة اللاتينية إحتلتنا وبتنا لا نعرف ما هي خصوصية كنيستنا المشرقية إلى درجة إن أردنا ذكر أسماء القديسين فليس هناك إلا اللاتين، مع إيماني بقداستهم ولكن أنا أيضا لدي قديسين. اللاتيني لو ذبحته لن يعترف بأي قديس من كنيستنا المشرقية ولن يحتفي بأي منهم ولن يقبل أن ينصب أيقونة لأي واحد منهم في كنيسته ولن يقبل أبدا ن ينشدا نشيدا واحد من تراتيلنا ولني يقبل إدخال جملة من ليتورجيتنا في ليتورجيته. أنظر إلى كنائسنا ....
وأخيرا كنت أتمنى أن لا تثير مسألة الإيمان. أنا أؤمن بالإنجيل والمذهب هو قراءة الإنجيل سوية، أي تفسير بشري للإنجيل.
لا أظن أنك تؤمن أننا سنحتاج إلى هوية فيها خانة تؤشر إلى المذهب كي نقدمها للديان الذي هو المسيح كي يسمح لنا دخول ملكوته. سيحاسبنا الرب على اعمالنا ولن نتكىئ يوم الدين إلا على أعمالنا من حيث قربها وبعدها عن الإنيجل وليس مذاهبنا.
مع تحياتي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,712132.0.htmlإلى الأخ والصديق العزيز يوحنا بيداويد
قرأت مقالك الذي هو بمثابة تعقيب على المقال الذي نحن بصدده. وكالعادة أشكرك شكرا جزيلا على الكياسة وأخلاق الكتابة والخطابة السامية التي هي سمة بارزة لكل ما تكتبه. (رابط أدناه)
وأسمح لي أن أقول إن تعقيبك أغلبه خارج موضوعنا. أنا أناقش فترة تاريخية محددة من كنيستنا المشرقية الفرع الكلداني وأسرد حقائق تاريخية. كنت أتمنى ان تناقش مثلا لماذا من حوالي 1000 كاهن في عهد هذا البطريرك الغيور على هويته وحقوق كرسي بابل وقطيسفون الذي كان يمتد حيث تواجد الكلدان في الدنيا تم تقليصه رقعته الجغرافية إلى بضعة كهنة تدخلنا في نقاش لاهوتي.
أنا أتحدث عن الهوية والثقافة والطقس والإدارة والمؤسسة والتنظيم ولغة كنيستنا المشرقية وأحقية جاثاليقها وسنهودسه بإدارتها دون تدخل من السفير والمبعوث والمجلس الشرقي وبروبغندا والبعثة التبشيرية وغيره.
أنا لم ولن أناقش الإيمان والإنجيل ومكانة الحبر الأعظم في الكنيسة. نقاشي هو حول تحديد منطقة بطريكية وتقليص جغرافية كنيستنا وسلب صلاحيات الجاثاليق. هل هذا جزء من الإنجيل أم من السطلة الأرضية. عصمة البابا في أمور إنجيلية إيمانية بحتة وليس في تقليص صلاحيات الجاثاليق وحرق الكتب وتهميشي الليتوريجا والثقافة وسلب الكنائس والأديرة والأوقاف وجعلها تحت سلطة اللاتين. أين هذا من الأنجيل؟
أظن أن تعقيبك الذي تتهمني به من كوني أرفع من شأن مكانتي العلمية قد ينعكس عليك لأنك تتحدث وكأنك لاهوتي بارز – أعذرني ونحن أصدقاء.
لا علاقة لي باللاهوت على الإطلاق. كل همي هو مشرقيتي وهويتي كمسيحي مشرقي وليس لاتيني. ولكن يبدو من تعقيبك أنه لم يبق أي خصوصية لنا غير الخصوصية اللاتينية وهنا الخطر.
أنظر ومع أحترامي الكبير لقداسة وطوباوية الأسماء التي تذكرها – أنظر كيف أن كل الأسماء المقدسة هذه لاتينيية ولم تذكر لنا إسما واحدا من قديسينا وشهدائنا وعلمائنا من كنيستنا المشرقية المجيدة. هذا بيت القصيد. اي أن الثقافة اللاتينية إحتلتنا وبتنا لا نعرف ما هي خصوصية كنيستنا المشرقية إلى درجة إن أردنا ذكر أسماء القديسين فليس هناك إلا اللاتين، مع إيماني بقداستهم ولكن أنا أيضا لدي قديسين. اللاتيني لو ذبحته لن يعترف بأي قديس من كنيستنا المشرقية ولن يحتفي بأي منهم ولن يقبل أن ينصب أيقونة لأي واحد منهم في كنيسته ولن يقبل أبدا ن ينشدا نشيدا واحد من تراتيلنا ولني يقبل إدخال جملة من ليتورجيتنا في ليتورجيته. أنظر إلى كنائسنا ....
وأخيرا كنت أتمنى أن لا تثير مسألة الإيمان. أنا أؤمن بالإنجيل والمذهب هو قراءة الإنجيل سوية، أي تفسير بشري للإنجيل.
لا أظن أنك تؤمن أننا سنحتاج إلى هوية فيها خانة تؤشر إلى المذهب كي نقدمها للديان الذي هو المسيح كي يسمح لنا دخول ملكوته. سيحاسبنا الرب على اعمالنا ولن نتكىئ يوم الدين إلا على أعمالنا من حيث قربها وبعدها عن الإنيجل وليس مذاهبنا.
مع تحياتي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,712132.0.html