المحرر موضوع: عقيد في الشرطة العراقية: الحراسة لا تحمينا.. وما كتبه الله ستراه العين  (زيارة 929 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


عقيد في الشرطة العراقية: الحراسة لا تحمينا.. وما كتبه الله ستراه العين

قال لـ الشرق الاوسط إنه عمل أكثر من 20 عاما في خدمة البصرة و«ليس من أجل فرد»

لندن: مينا العريبي
«اذا كان وراءك موكب بمائة حارس، وشاء الله ان يحدث شيئاً، سيحدث». هكذا يفسر العقيد رياض جاسم العيداني، مدير العلاقات العامة في مديرية شرطة المرور في البصرة، قدرته على مواصلة عمله في الشرطة العراقية، رغم التهديدات اليومية لكل رجال الأمن العراقيين. وتحدث العقيد رياض باقتناع وإيمان تام، بأن ما يكتبه الله تعالى «ستراه العين» وانه يأخذ حذره، ولكنه لم يتوقف عن العمل رغم المصاعب والخطورة. وفي حديث خاص لـ«الشرق الاوسط» أثناء زيارة قام بها العميد رياض الى العاصمة البريطانية ضمن وفد مع وزارة العدل العراقية، قال إن رجال الشرطة، وخاصة شرطة المرور، يتعرضون لخطر كبير «لأن عملنا في الشارع وبين الناس». وأضاف انه بحكم عمله الآن المسؤول عن الاعلام في مديرية شرطة المرور في البصرة، يقضي وقتاً في المكتب أكثر من السابق، ولكنه ما زال يخرج ويتجول في المدينة.
وبما ان دوريات شرطة المرور تنقسم الى جزأين، بين السابعة والنصف صباحاً والثانية ظهراً، والجزء الثاني في الثانية ظهراً الى العاشرة ليلا، يضطر رجال شرطة المرور الى الانتشار في الشوارع حتى بعد غروب الشمس. وأقرّ بأنه ومن يعمل معه يستهدفون من قبل الارهابيين، وأضاف: «الإرهاب يستهدف كل من يخدم البلد، وقد استشهد ضباط يعملون بإخلاص في شرطة المرور».

وتابع: «أكيد أخشى من هذه الحوادث واخذ حذري من المخاطر، ولا أخرج لوحدي أبداً، وتوجيهات الدولة تصر على أخذ الحراس معي». ولدى العقيد رياض سائق وحارسان يرافقونه في كل الأوقات خوفاً من الاستهداف، ولكنه يواصل عمله اليومي ويخرج ليلا من أجل مواصلة حياته اليومية. والعقيد رياض متزوج ولديه 3 أولاد وبنتان، وعلى رغم خوفه عليهم، فلا يفكر بترك البلاد. وقال العيداني ان لديه اصدقاء في دول عربية حثوه على ترك العراق ودعوه الى زيارتهم، ولكنه أكد أنه لا يفكر بترك البلد، قائلا: «كل شخص وحسب إيمانه، كل شخص له حد في الحياة، وحتى لو مرت البصرة بأصعب الأوضاع لن أتركها». ويرى العقيد رياض عمله واجباً عليه، ويؤكد «لم نعمل من أجل أحد، فعلينا العمل من أجل المواطنين». ومن أجل خدمة البلد، دخل العقيد رياض كلية الشرطة في البصرة عام 1982، ومنذ تخرجه عمل في مديرية الشرطة، ولم ينقطع عن العمل حتى بعد سقوط النظام العراقي السابق ودخول القوات البريطانية. وشرح كيف كانت شرطة المرور أولى الاجهزة الامنية التي عادت الى عملها في ابريل (نيسان) 2003، قائلا: «أول رجل نزل الى الشارع كان رجل الشرطة». وأضاف: بعد أيام من انتهاء الحرب، عدنا الى الشارع وعملنا على تأمين المرور من أجل عودة النظام في وقت كان القانون منعدماً في البلد». ولفت الى ان شرطة المرور، تحت إرشاد قياداتها السابقة، حرصت على النظام في البصرة والتزمت بزيها الرسمي. وأضاف: «طلب منا البريطانيون تغيير ملابسنا وعدم الالتزام بزي الشرطة القديم، ولكننا قلنا لهم انه عندما يتم تأمين بدلات جديدة سنلبسها، لكن الى ذلك الحين سنلتزم بملابسنا». وعبر العقيد رياض عن فخره الخاص بالقميص الابيض الذي يرتديه رجال شرطة المرور، قائلا: «نلبس القميص الأبيض وأصر عليه لأنه علامة للسلام».

ويرفض العميد رياض أن تكون التقارير حول اختراق الاجهزة الامنية من قبل مجرمين سبباً لوقف عمله. وأضاف: «بعض المجرمين اخترقوا الشرطة بعدما كانت منفتحة للتطوع، ولكن يبقى هؤلاء أهلنا ولا نخاف من أهلنا». وبالنسبة الى الطائفية، رفض العيداني هذه المسألة وقال «الشيعة والسنة في البصرة والعراق لديهم تاريخ طويل من المعايشة، وأنا شيعي، ولكن لا أنظر الى أصدقائي وأهلي من السنة بطريقة مختلفة». وأضاف: «لدينا مصاهرة وتزاوج ولا يمكن ان ندير ظهرنا على ذلك». وعند الحديث عن الأوضاع في العراق اليوم، يقارن العقيد رياض الوضع بما كان عليه في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ويقول: «وقتها كنتَ اما تترك العراق، او تنتظر ان يفرج الله الوضع»، موضحاً: «الحروب أبعدتنا عن العالم وعن جيراننا».

وأضاف انه وقتها لم يفكر بترك العراق لارتباطاته العائلية، وكان يأمل بزوال النظام السابق. وقال انه في ربيع 2003، وبعد سقوط النظام «برزت تداعيات السنوات الماضية من الحروب». وأضاف «شعرت وغيري بأننا أطلقنا من سجن ما، بأن المستقبل أمامنا، فقد تخلصنا من نقاط التفتيش ومن دفتر الخدمة (في الجيش الالزامي) وكتمان الأنفاس». وأشار الى ان مستوى المعيشة للشرطي تحسن في السنوات الثلاث الماضية، من تسلمه 7 آلاف دينار عراقي شهرياً في عهد الرئيس السابق، الى 500 ألف دينار اليوم.



http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10266&article=400403[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم