المحرر موضوع: القادرون يعملون والعاجزون ينتقدون!  (زيارة 1800 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعقوب زكو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
القادرون يعملون والعاجزون ينتقدون!
حول مؤتمر اصدقاء برطلة والناقدين له!
من مراقبتي ومتابعتي لمنظمة اصدقاء برطلة والمؤتمر الذي عقد في اربيل وبرطلة بخصوص التغيير الديمغرافي لمنطقة سهل نينوى والمناطق الاخرى في العراق والتي تخص شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ولما يدور في الساحة اليوم من ردود فعل متباينة من عقد هذا المؤتمر سلبا وايجابا. وقد اخذت برطلة كنموذج لهذا وركز عليها لكثرة ووضوح التجاوزات فيها. وارى انه كان لزاما علينا نحن المتجاوز على حقوقنا ان نقف موقف ايجابي من هذا المؤتمر بل ان نحاول اسناده ومؤازرته لكونه يدافع عن حقوق ابناء شعبنا. ولكن ومن المؤسف ان البعض ممن يعتبرون انفسهم اولياء على هذا الشعب ومقدراته من القوى والاحزاب وبعض الشخصيات اخذوا موقفا سلبيا ناقدا وبطريقة غير بناءة وبل هدامة ونسي هؤلاء ان منظمة اصدقاء برطلة هي التي دعت وعملت على اقامة هذا المؤتمر ويجدر الاشارة الى ان اغلب اعضائها هم من ابناء العراق المخلصين والغيارة وهم ليسوا من ابناء شعبنا ولا ينتمون الى احزاب وهم سوف لا يخوضون الانتخابات القادمة كمرشحين وليس لهم لا ناقة ولا جمل ولكن حبهم واخلاصهم لابناء شعبهم ودفاعهم عن العدالة وحقوق الانسان وايمانهم بان كل انسان له حق العيش بحرية وكرامة في بلد ديمقراطي يسوده الاحترام والحرية بين ابنائه.
فالمجموعة الناقدة للمؤتمر واشخاصه اعتبروا او وضعوا الانتخابات كذريعة او شماعة في تعليقاتهم لكي ينددوا بالمؤتمر والقائمين عليه وهذا الاسلوب يستعمل دائما لمحاولة اسقاط الاخر والظهور بانهم وحدهم العاملين والمنقذين والحقيقة هم لا يعملوا شيْ سوى ما ينفعهم شخصيا. والسؤال ماذا فعلوا وماذا قدموا قبل وبعد سقوط نظام صدام فالمشكلة ليست وليدة اليوم وانما بداْت قبل اكثر من اربعين سنة خلت ولكنها برزت وتفاقمت بسبب الصراع على المنطقة من قبل القوى الثلاث المتنفذة في الحكم اليوم وهم يتعاونون بشكل او باخر مع هذه القوى لحماية مصالحهم وامتيازاتهم الشخصية.
فمن الملاحظ انه توجد قوى وشخصيات واحزاب من قوى شعبنا منظمة ومدفوعة من جهات مختلفة تعمل لصالحها او انها تريد ابراز نفسها وبانها هي الوحيدة المخولة للكلام او الدفاع عن مصالح شعبنا ولا يحق لاحد غيرها ان يقوم بشيْ واذا ما اراد ذلك فيجب عليه اخذ الموافقة والفرمان منها والا فهو غير شرعي بل وغير مخول وهي نفسها لا تحرك ساكنا ولا تفعل شيْ يذكر من التحديات والمشاكل الكبير التي يعاني منها ابناء شعبنا في سهل نينوى والمناطق الاخرى!
ان مؤتمر اصدقاء برطلة ان لم يكن قد حفز او جلب انتباه الكتل السياسية الكبيرة والمتنفذه فقط ادى الى جلب انتباه الشعب العراقي ككل وبين ان هناك مؤامرات وخطط حاكت وتحاك من قبل قوى متنفذة او بمساعدتها للاستمرار في عملية التغيير الديمغرافي لمنطقة سهل نينوى والضغط على مكونات شعبنا للهجرة وبالتالي الاستيلاء على المنطقة وطمس جذورها التاريخية والحضارية. فالاولى بهذه القوى والشخصيات المنتقدة للمؤتمر والقائمين عليه ان لا تعمل بالضد وان لا تقف حجر عثرة بوجه الاخرين اذا كان عملهم ايجابيا. فالواضح ان هذه القوى والشخصيات قد افلست وفشلت في ان تقدم شيْ ينفع للمنطقة واهلها ولهذا ترى في عملية الانتقاد واسقاط الاخر طريقة ليس لها غيرها لحفظ ماء الوجه.
ان كان احد ينتقد او يعمل بشكل بناء وجدي عليه ان يقيم كل عمل او نشاط وان يبرز الايجابيات ويبين السلبيات ويطرح البديل المنطقي والمعقول مع الاخذ بنظر الاعتبار الظروف الحرجة والصعبة التي تمر بها المنطقة والبلد, الكلام من اجل الكلام فهو باطل ويصب في خانة العداء لشعبنا وحقوقه المغبونة.
فان كان المؤتمر قد مول من الكلداني الاشوري السرياني وبالتالي من الاكراد او من اموال المخصصة لابناء شعبنا وحسب ادعاء البعض فالسؤال هو من اين يتمولون هم؟! وان كان المؤتمر قد نجح في جلب الانتباه وطرح قضية شعبنا على الراْي العام في العراق والخارج وادى الى تاْسيس منظمة مجتمع مدني تاْخذ على عاتقها مسؤولية الدفاع عن حقوق المسيحيين في العراق فاني ارى ان الاموال التي صرفت على المؤتمر ذهب في مكانها والسؤال خلال اكثر من عشرة سنوات مضت اين ذهبت الاموال المخصصة لابناء شعبنا من الميزانية العامة؟!
يدعون ان المؤتمر كان دعاية لانتخابات البرلمان القادم وليكن هذا والسؤال هو من اين هم يمولون حملاتهم الانتخابية؟
اقول اذا كنا ندافع عن حقوق شعبنا ووطننا وتراثنا وارثنا الثقافي الغزير بنزاهة وبنكران ذات وبروح صادقة ومخلصة فعلينا ان نعمل بشكل ديمقراطي سليم وان نقيم الامور الايجابية منها والسلبية وان نضع جميع جهودنا وجهود من ياْزرنا ويدعمنا لايجاد افضل الطرق والاساليب لتجاوز السلبيات التي تجابهنا ونحافظ على الايجابيات وعلينا ان نقبل باي فكرة او اسلوب او طريقة ومن اي جهة تطرح اذا كان ذلك يصب في مصلحة شعبنا المسيحي والشعوب الاخرى المتعايشة في المنطقة والعراق اجمع.
يجب الكف من الاسلوب والطرق المتداولة الان بين ابناء شعبنا وقواه السياسية المبنية على التنافس فيما بينها والتشهير الواحد بالاخر وعدم ابراز التعصب لاي فئة او مجموعة او طائفة من طوائفنا وعدم محاولة فرض تسمية ما من تسميات شعبنا من قبل فئة على الفئات الاخرى بل ايجاد خطاب موحد يتفق علية الجميع بروح المسؤولية والنظرة البعيدة للامور وخالية من فرض الذات والمصالح الشخصية والفئوية الضيقة. وانا اقترح ان نطلق تسمية على ابناء شعبنا وهي (ابناء العراق الاصليين).
يجب ان لا نعيش بالخيال واسيري الماضي والنظريات المختلفة فقط بل يجب ان نبداْ من ما نحن عليه وان نعترف بالامر الواقع من ان الساحة السياسية اليوم تقاد من اطراف واحزاب دينية وقومية ولها اجندات واطماع مختلفة وتتصارع وتتنافس مع بعضها للحصول على مكاسب مختلفة ومنها فرض السيطرة على مناطق تواجد شعبنا او اخضاع شعبنا للسير على هواها وازاء هذا الوضع السياسي الماْساوي والصعب والمعقد في البلد لابد من وجود راْى وتبصر اكثر حيلة ودهاء من السياسيين الموجودين على الساحة السياسية اليوم من ابناء شعبنا لكي يتمكنوا من تحقيق ولو جزء من حقوق شعبنا المنتهكة. والله من وراء القصد!

                                                                            يعقوب زكو
                                                                     05/12/2013  السويد