المحرر موضوع: خاب أمل الشعب بالأمريكان وبكم يا حكام العراق  (زيارة 1151 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حامد الحمداني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 626
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
خاب أمل الشعب بالأمريكان وبكم يا حكام العراق!!

حامد الحمداني                                                        18 آب 2005

خيبة الأمل الكبرى التي أصيب بها الشعب العراقي تجاوزت في قسوتها كل ما مَّر به عبر التاريخ الحديث حيث كان قد عقد الآمال العريضة على تغيير النظام الصدامي الفاشي الذي سامه سوء العذاب خلال 35 عاماً من حكمه البغيض مما جعله يتمنى تغيير النظام عبر قوات الاحتلال الأمريكي !!، فقد كان همه الوحيد التخلص من ذلك النظام القمعي بأية وسيلة كانت بعد أن أصابه اليأس من قدرته على تغيير النظام بإمكانياته الوطنية الخالصة، و بعد أن تعرض للقمع الرهيب في انتفاضته الباسلة آذار عام 1991.
وكانت الولايات المتحدة تمني الشعب العراقي بنهاية النظام الصدامي الفاشي وإقامة نظام حكم ديمقراطي يعيد للشعب كامل حقوقه وحرياته الديمقراطية ، ويحقق الحياة الحرة الكريمة لأبنائه بعيداً عن الرعب والطغيان والتسلط على رقاب الشعب ، ولينعم الشعب بالأمن والسلام ، ويتمتع بثرواته الوطنية التي حرم منها طيلة حكم البعث الفاشي منذ 8 شباط 1963 وحتى التاسع من نيسان 2003، فما الذي حدث منذ 9 نيسان وحتى اليوم ؟ وهل كانت الولايات المتحدة جادة فيما ادعته ، وما قطعته من وعود للشعب ، وهل انتشلته مما هو واقع فيه من بؤس وفاقة وظلم وطغيان ؟
 لنستعرض منجزات الولايات المتحدة وجيشها المحتل للعراق ، وطبيعة والحكم الذي أقامته في البلاد ومنجزاته المخيبة للآمال ، وما آلت إليه أوضاع الشعب من التدهور المريع ، والخوف المرعب ، والدماء التي تصبغ طرقات وشوارع العراق  كل يوم ، والذي أوقعه في حالة من اليأس التي لا يبدو أن له مخرجاً منها في الزمن المنظور.
لقد تم إسقاط النظام الصدامي خلال زمن قياسي لم يتعدَ 22 يوماً فماذا أنجزت الولايات المتحدة لصالح قضايا شعبنا ؟
1 ـ  أقدمت الولايات المتحدة على حل الجيش وقوات الأمن بأسلوب متسرع وغير مدروس مما سبب فراغاً أمنيا خطيراً سمح للعصابات الإجرامية التي أطلق سراحها الطاغية صدام قبيل سقوط نظامه لتعيث في البلاد خراباً ودماراً لم يشهد له الشعب مثيلاً من قبل ، وكان المتحف العراقي بما يضم من آثار لا تقدر بثمن في مقدمة أهداف تلك العصابات ، فلماذا تركت قوات الاحتلال العراق مسرحاً للسراق والمخربين ؟ وهل كان تصرف تلك القوات عن سابق قصد وتصميم ؟ وهل كانت الولايات المتحدة تجهل ما قد يحدث في بلد اجتاحته تلك الحرب بلا قوات أمن وجيش ؟
2 ـ لقد تركت سلطة الاحتلال أجهزة النظام الصدامي التي رباها ووسعها خلال 35 عاماً من أعضاء حزب البعث ،وقوات الأمن الخاص،وفدائيي صدام وما يسمى بجيش القدس أحراراً طلقاء دون أن يمسهم أي إجراء ، واكتفت سلطات الاحتلال بتحديد 55 مطلوباً من قيادي ذلك النظام المقبور ، وكأن هؤلاء فقط هم المجرمون ، وحتى هؤلاء المعتقلين منهم ما زالوا يقبعون في حراسة القوات الأمريكية من دون أن يقدموا إلى المحاكمة جراء ما اقترفت أياديهم الآثمة من جرائم بحق الشعب والوطن ، بل لقد أطلقت قوات الاحتلال سراح العديد من أقطاب النظام أمثال كولبز البعث محمد سعيد الصحاف ،وسعدون حمادي ، وهي تسعى اليوم كما تتوارد الأخبار لإطلاق العديد منهم وفي المقدمة طارق عزيز الوزير المخضرم طيلة حكم حزب البعث ، كما سمحوا لزوجة صدام وبناته بمغادرة العراق لكي يمولوا العصابات الإرهابية ويرسلوها للعراق لتفجر السيارات المفخخة ولزرع العبوات الناسفة ليزهقوا أرواح عشرات ومئات المواطنين كل يوم .
وعندما اطمأن البعثيون من عدم وجود ما يهددهم عادوا للظهور بعد أن تواروا عن الأنظار عند سقوط النظام ، وبدأوا ينظمون صفوفهم ويتهيأون لتنفيذ جرائمهم البشعة بحق الشعب العراقي ويحولوا حياة أبنائه إلى جحيم لا يطاق ، ولم تتحمل قوات الاحتلال المسؤولية المفروضة لحماية أرواح وممتلكات المواطنين بحكم قرار مجلس الأمن الذي شرع الاحتلال رسمياً .
3 ـ أقامة نظام حكم طائفي في البلاد قاد وسيقود البلاد مستقبلاً نحو دكتاتورية دينية طائفية أشد وطأة وأقسى ، فقد أقامت سلطات الاحتلال ما سمي بمجلس الحكم على أسس طائفية  تتنافى وكل ادعاءات الولايات المتحدة في إقامة نظام حكم ديمقراطي في البلاد ، فهل أن التوزيع الطائفي من صميم الديمقراطية الأمريكية الموعودة !! .
ومما زاد في الطين بله أن انتخابات الجمعية الوطنية المنوط بها سن دستور دائم للبلاد قد جرت على أساس طائفي في الجانب العربي وقومي في الجانب الكردي مما خلق استقطاباً خطيراً بات يهدد بشكل جدي مستقبل ومصير الشعب والوطن ، وقد تم تأليف الحكومة الحالية على هذا الأساس وأخذ كل جانب يوجه جل اهتمامه لتحقيق المكاسب له على حساب الشعب والوطن ، ولم يعد الوطن لدى الأحزاب التي تمتلك السلطة في مقدمة أهدافها ، بل لقد غدا الوطن أشبه بالفريسة والشاطر من يحصل على أقصى ما يستطيع منها ، وهي تسعى لتعزيز أوضاعها وإحكام هيمنتها على البلاد .
إن ما يجري اليوم في البلاد على أيدي المليشيات الحزبية  في الجنوب والوسط من جرائم القتل والاغتيالات والسجون والتعذيب ، والتحكم في الحريات الشخصية للمواطن ،وقمع حقوق وحريات المرأة التي تمثل نصف المجتمع باسم الدين والشريعة ، وفرض الحجاب عليها بالقوة  وإطلاق اللحى ، وقتل الحلاقين وأصحاب محلات المشروبات وغيرها من التصرفات الأخرى هي قيض من فيض  لما ينتظر الشعب العراقي على أيدي هذه المليشيات وأحزابها الساعية لفرض نظام شبيه بنظام ملالي طهران السيئ الصيت .
ومما يثير المخاوف والقلق الشديد لدى أبناء شعبنا ما يدور اليوم وراء الكواليس بين أعضاء لجنة كتابة الدستور المؤلفة أغلبيتها من الأحزاب الطائفية بالإضافة إلى ممثلي القائمة الكردية التوجهات التي بدأت تظهر للسطح حول مساعي الأحزاب الدينية لفرض نظام حكم قائم على أساس ديني وطائفي ، ومحاولة تفتيت العراق وتحويله إلى دول الطوائف قد أوصل شعبنا إلى حالة من اليأس القصوى والقلق الشديد على مستقبله ومصيره وهو اليوم يعيش حالة من التدهور الشديد في كافة مجالات الحياة ، فلا أمان ، ولا كهرباء ،ولا وقود ، ولا ماء صافٍ ًللشرب ، ولا صرف صحي ، ولا خدمات صحية حقيقية ، ولا سكن ، وملايين العاطلين تعاني شظف العيش والبؤس ، والمخدرات فُتحت أمامها أبواب العراق ، وتجارة الرقيق الأبيض تزدهر يوماً بعد يوم ولم تبقَ مختصة بالمرأة اليوم ، بل بدأت تنافسها تجارة الأطفال التي أصبحت منظمة تتولاها عصابات متخصصة ، وفوق كل هذا وذاك نجد شرطة الأحزاب الطائفية تطلق النار على المواطنين المحتجين على أوضاعهم السيئة ، وفقدان الخدمات الأساسية كما جرى في السماوة والديوانية والبصرة ، وغدا العراق نهباً للطامعين في الثروة الوطنية ، وانتشار الفساد في كافة أجهزة الدولة وفي كل المستويات ، فهنيئا للعراق وشعبه من مستقبل زاهر ينتظره على أيدي سلطات الاحتلال الأمريكي والسلطة الوطنية الحاكمة اليوم !!!
أ