المحرر موضوع: إعدام صدام وتداعياته المؤسفة  (زيارة 1259 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdulrazzaq Alsafi

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
إعدام صدام وتداعياته المؤسفة
[/color]
 
عبدالرزاق الصافي

قبل سبعة أسابيع كتبت تعليقا على الحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية العراقية العليا في ٥/١١/٦٠٠٢ بالاعدام على صدام حسين وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي وعواد البندر، تساءلت فيه: هل سيعدم صدام؟ ورجحت فيه انه سيعدم، وان لم يكن الترجيح بشكل قاطع، لما يحيط بكل الامور المتعلقة بالعراق من مجاهيل واصطراع قوى متعددة وتأثيرات متباينة.
وقلت في ذلك التعليق: إن الحكم استقبلته الغالبية العظمى من الشعب العراقي، والشعب الكويتي كله، بفرح غامر. وجابهته أقلية من أنصار صدام في بعض المدن العراقية بالاستنكار والمظاهرات، بالاضافة الى أنصاره الذين اعتاشوا على عطاياه في الخارج.
ودعا البعض ممن علـّقوا على قرار الحكم، وخصوصاً بعد تصديقه من قبل محكمة التمييز، الى عدم إعدام صدام حسين، وإلغاء عقوبة الاعدام، إنطلاقاً من قيم ومعايير إنسانية وطموحا الى فتح صفحة جديدة تخلو من العنف، وإيقاف طاحونة الدم التي طحنت العشرات، إن لم يكن المئات من الضحايا غالبيتهم الساحقة من خيرة أبناء الشعب العراقي ومناضليه الاشداء منذ ثورة النجف عام ٨١٩١ والشيخ ضاري شيخ عشيرة زوبع علم ٦٢٩١ والضباط الوطنيين عام ١٤٩١ والضباط الاكراد عام ٧٤٩١ وقادة الحزب الشيوعي العراقي عام ٩٤٩١، ومجازر سجني بغداد والكوت عام٣٥٩١، وقتل وإعدام عدد من رموز النظام الملكي بعد  ثورة تموز ٨٥٩١، وعدد ممن تآمروا على الثورة في مؤامرة الشواف عام ٩٥٩١ومذابح انقلاب فبراير٣٦٩١، التي قـُتل فيها العشرات من قادة وكوادر الحزب الشيوعي العراقي، وحملات الاعدام الهمجية التي نظـّمها حكم البعث بعد انقلاب ٨٦٩١، والاعدامات والاغتيالات والقتل تحت التعذيب طيلة سنوات السبعينات، التي شملت عدداً من رموز انقلاب ٨٦٩١، ورجال دين أفاضل سنة وشيعة، وبضع عشرات ممن اعدموا بعد أحداث »خان النص« في العشرين من شهر صفر عام ٧٧٩١، والعشرات الذين أُعدموا عام ٨٧٩١ من الشيوعيين وأصدقائهم بتهمة باطلة هي إقامة تنظيم شيوعي في القوات المسلحة، والمجزرة التي نظـّمها صدام حسين لما يزيد عن العشرين قيادياً من حزبه عام ٩٧٩١ بتهمة باطلة، وإعدام آية الله السيد محمد باقر الصدر وشقيقته الفاضلة بنت الهدى عام ٠٨٩١ واغتيال السيد مهدي الحكيم في الخرطوم بعد ذلك، واغتيال السيد محمد محمد صادق الصدر وولديه عام ٩٩٩١. هذا فضلاً عن جريمة قتل ثمانية آلاف بارزاني عام ٣٨٩١وتغييب حوالي ستة آلاف شاب كردي فيلي تمهيداً للحرب العراقية الايرانية وقصف حلبجة بالسلاح الكيماوي وقتل خمسة آلاف مواطن خلال دقائق عام٧٨٩١، وتغييب مئة واثنين وثمانين الف كردي في حملات الانفال عام ٨٨٩١ وغيرها من جرائم الاغتيال والقتل تحت التعذيب التي لا يحصيها عد.
ولذلك قلت في التعليق المشار اليه  »وبرغم الدوافع النبيلة التي دفعت وتدفع المطالبين بإلغاء عقوبة الاعدام، فإن هذا الالغاء في بلد مثل العراق، وفي مثل الظروف الحالية، يدوس على مشاعر الملايين من الامهات الثكالى والزوجات الارامل والايتام والاباء والاخوة والاخوات المفجوعين بفقد أعزائهم بعشرات إن لم يكن بمئات الالوف بسبب جرائم صدام حسين، ويتحدى ما تربـّت عليه الملايين من مفاهيم حول العدالة التي تقول  »ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب«، كما ورد في القرآن الكريم.
  لقد نال صدام حسين ومن معه محاكمة عادلة لم يكن يحلم بها. ومارس حقوقه، باعتباره متهماً، بشكل لم يكن يتوفر واحد بالالف من هذه الحقوق في »محكمة الثورة«، التي حكمت على المئة وثمانية واربعين متهما بالاعدام. ومع ذلك ظلّ التشويش على المحكمة التي حكمت على صدام بالاعدام، والطعن بعدالتها مستمراً.
 لقد سبق وأصدرت المحاكم العراقية احكاماً بالاعدام على عدد من المجرمين الارهابيين القتلة، وجرى إعلان تنفيذ هذه الاحكام، ولم تستثر ضجيج الذين احتجوا على تنفيذ الحكم بإعدام صدام حسين. فهل هناك فرق بين حياة وحياة لمن يرتكبون جرائم القتل؟!
 غير أن ما يؤسف له حقاً ان تنفيذ حكم الاعدام بالطريقة التي جرى بها، والتوقيت السيئ الذي حدث فيه، وبما رافقه من تصرفات رعناء من قبل عناصر ليس لديها اي شعور بالمسؤولية قد أساء إساءة بالغة واستثار انتقاداً، محقاً، من لدن العديد من الكتاب والمحللين، الذين لم يكونوا يوماً من المتعاطفين مع صدام، بل كانوا من منتقديه ومنتقدي حكمه، والمقرّين بجرائمه، وباستحقاقه الحكم عليه بالاعدام.
غير أن ما جرى يستوجب الشجب والادانة من قبل كل الحريصين على وحدة الشعب العراقي وتآخي مكوناته الذي عاشت فيه قروناً. وعلى من كان على صلة بما حدث، بأي شكل من الاشكال، ان يعي مقدار الاساءة التي الحقتها هذه التصرفات الخرقاء بالقضية الاساسية التي يجب أن تتوجه اليها جهود كل المخلصين الواعين، ألا وهي قضية المصالحة الوطنية وتعزيز وحدة الشعب بكل مكوناته، ووضع حد للانفلات الأمني وما تقوم به زمر الطائفيين المتطرفين: شيعة وسنة، وإيقاف جرائم التكفيريين والمتعصبين والصداميين، الذين يريدون دفع الشعب العراقي الى أتون الحرب الطائفية المكشوفة، على الضد من مصالح ورغبات الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي، الذين ينشدون الامن والاستقرار والسير موحدين نحو بناء العراق الديمقراطي الاتحادي الموحـد المستقل المزدهر.[/b][/font][/size]