المحرر موضوع: في صحتك صديقي .. في ذكرى الأربعين لصديقنا باسم دخوكا  (زيارة 1343 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
          
في صحتك صديقي ..


في ذكرى الأربعين لصديقنا  باسم دخوكا

                                          

 بطرس نباتي






ترجل وأرح ركابك  ها قد مر ت الأيام 
تتزاحم   بشدة  تنحدر نحو الهاوية 
 أربعين  يوما تفصلنا عن الخبر الحزين
أربعين يوما ننتظر مجيئك
مع كل نسمة شاردة لكل صباح
ننتظر لعلك   تقرر أن تأتي
حاملا بضعة صفحات بيضاء
لتؤجج في كل زاوية من تلك القرية
السارقة  لأكثر من نصف قلبك
ونصف تلافيف  رأسك
تعالَ  لنرفع الكؤوس
في صحتك صديقي..
*****
هل تذكر ...؟
 يوم جلسنا معا  نجتر خرائط الأرض
نمسح عنها الحدود نقيم أبراجا
نهدم أبراج
وكؤوس الخمر تتلاشى
كأنها أحلام 
لحد انبلاج  فجر شيكاغو
وانقشاع ظلام  لياليها المجنونة 
نتجرع مرارة  الذكرى
وألم فراق الأحبة
كنتُ على يقين  بأن الذكرى لوحدها
تلتهم  ذاتك المثخنة بالجراح
أربعين يوما قد مرت مسرعة
ولم تطل علينا
ولم  ارفع معك الكأس
في صحتك  صديقي...
*******
كل شبر من ارض الأجداد
تحتفظ منك بقطعة
تختزلك  ثناياها و أزقتها 
تنأى  بك نحو الأبدية
لتحتل ركنا في صدر عنكاوا كوم
أو في موقع آخر
ارفع الكأس صديقي 
في صحتك. صديقي ..
****
... ليل شيكاغو لم ينتصف 
والذكريات عن الأزقة  الضيقة
تراوح في تلافيف الذاكرة
تطرق مخيلتك بقوة البرق
وعنكاوا لا زالت تنتظر كالمرأة 
المتوشحة بالوشاح الرمادي
تنتظر المخاض في ولادة قيصرية
في صحتك  صديقي ..
****
الليل في شيكاغو ما زال مظلما ..
كواكبه  الخافتة   تجوب الكون حائرة
تبحث في درب التبانة
وكؤوسنا لازالت  فارغة ...تنتظر
أن يأتي زمن ذاك المخلص
فكما وعدنا ...
فأنه لابد أن يأتي ....
فالمخاض عسير
والولادة لا زالت بعيدة
بعد المجرات البعيدة
 التي لا تدور في فلك أرض الآباء
لنتجرع مرارة الكأس ..
 في صحتك صديقي
******
المرأة التي أجهضوا وليدها
زرعوا  في رحمها وليدا آخر
تنتظر منك الخلاص...,
لقد جاءنا  خبر حزين
فالمخلص الذي انتظرته
قد اجل مجيئه إلى حين
عند الفجر في شيكاغو
بزغت الشمس مع آخر الكؤوس
في صحتك صديقي.
إنها الكأس الأخيرة  فأمضي بسلام