المحرر موضوع: من وحي تساؤلات امرأة  (زيارة 852 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بهاء الدين الخاقاني

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 28
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من وحي تساؤلات امرأة
« في: 19:43 27/01/2014 »


من وحي تساؤلات امرأة



بهاء الدين الخاقاني


طغى الكبتُ بي عمرا فصاح بكَ الشعرُ: .. أجبني فحتى الماء فجره الصخرُ
لماذا تميت الحلو وهو قصائدٌ .. تجلّد قلبٍ أمْ شغاف لها قبرُ
هواك خفي الشوق يضمره الجفا .. بريقاً وفي عينيك أشعله الأسرُ
تحررْ، فما قامت شموس بلا لظى  .. عرفتَ الهوى ضوءً اِذا حجب البدرُ
تحكّم صبر أم تقاتل آمراً .. ألا أخضع ْ وجدنا الشوق َ سيده الأمرُ
أسائلكَ المجهولَ هل كنتَ مظهرا  .. رمادا إذا ما ثرته تحته جمرُ
فلم يخف مستورَ الحشا شوقُ شاعرٍ .. صمتّ بما أكننتَ قد غله سرُ
رنت لِيَ نيران وعندك صرخة ٌ ... فما لامس الإنسانَ في مثلها حَرُ
وكم فتش المكنون عن حصن حافظٍ .. بمثلك يخفى لا بغيرٍ له صدرُ
أراكَ وممن عاش لا يكشف الشجى .. ومن عز سرا دام ما ذله ذكرُ
بخلقٍ طويتَ الأمرَ عن كلّ خلقةٍ .. ليزهد عن كلّ الأنام به عمرُ
إذا وجده أضنى رمقتَ به السما .. لأبصرَ في لمع النجوم له حفرُ
وجئتَ أعتكافا تستزيد خلائقا .. كمن نال أحلاما وعنها له حضرُ
على غزلٍ نوّمْتَ فيك قساوةً .. وعللْتَ حزنا في تبسّمك اليسرُ
بآهِكَ رغم الكبرياء تعندا .. ولكن له للرامقين بكَ الكبرُ
لتضمأ من فقد المعين لسلوةٍ .. ولولا بحار الروح ما جادكَ البحرُ
أنين ٌ كقدح من شرارة شعلةٍ .. فكيف أحتمال الخير إن ودّه الشرُ؟
عنادكَ قام الصدّ ضدّ مفاتن .. ايا سائرا في الصمت ما قوله الجهرُ؟
توهج نارٍ فيكَ أذكى لكَ الحشا .. أرى درةً بل أنتَ حقا لنا درُ
تورد نورٍ فيكَ أو ورد روضةٍ .. أِذا هي تجنيكَ المحبة والخيرُ
ألا غنمْ ربيعا في حياتكَ زاهرا .. برغم لديكَ الشيب بات له ثغرُ
تعذبني بالصمت والآه فاضح ٌ.. عجبْتُ لملْكٍ لا يفاخِره العمرُ
فدعْ عنكَ آهاً والمح السحرَ نغمتي .. فكم بتّ سهرانا وكم سهر الفكرُ
لكَ العتب المدفون رطبني ندى .. إذا لم تنلْ مغناكَ فليحكم الدهرُ
أفرقة احبابٍ وبعد أحبةٍ .. وهل فاقد الأوطان يشغله البدرُ؟
ام ِ أنشغال القلب أتعب مَن هوى .. جنا فيكَ عهدا أنت من أهله الصبرُ
بذرتَ وخلقٌ حاصدون ملامة .. لأنّي وجدت النفسَ جرّحها الغدرُ
لتطلقَ أهاتٍ تحنّ إلى صدى .. نزيف القوافي والجراح له مهرُ
كمنْ قفرتْ أيامُه يبْخل الندى .. فقل لي أيا ابْنا للوفاء لك القفرُ؟
ألا فكّ قيدا من سلاسل أضلعٍ .. بمشدودةٍ في القلب قيّدها الضجرُ
فحوْلكَ ما يغني الشباب تعشقا .. وتلكَ وهذي طاب فيها لكَ العطرُ
ذبلتَ وفي حرّ الصفاد لغايةٍ .. إذا اسْتؤْمن المرء العهود، فهل نحرُ؟
ألا أمرحْ على عيشٍ فعمركَ نافذٌ .. كفى بكَ فخرا فيكَ أن ملّكَ الضرُّ
لتسكنه بين الضلوع بسَكرةٍ .. فيبعث إيلاما بكَ الكرّ والفرُّ
وهل خفتَ شيطانا بدهر لتتقي .. قتييل يقينٍ بات يطعنكَ الكفرُ؟
وهل عشتَ عصرا كم يحارب ربّه .. فأسْررتَ ايمان الخفاء به برُّ؟
وهل دفن همٍّ لإنهدام عقائدٍ .. أمِ الشوق للمنجي فذا همّكَ الخطرُ؟
اراكَ كمن أبليس ينحرُ طهرَه .. أراكَ كمن في الحبّ عاذله الشرُ
أجبني، ألا ردّ السؤال كأنني .. وقد دلني في الردّ أنتَ له غرُ
أدلكَ فيما تقتني حلم باحثٍ .. فلو فيكَ ما ملّكته ناله البطرُ
أرى جهل ما تلقى وربّ تغابي .. صيامكَ أخفى العيد ضاع بكَ الفطرُ
فأتعبتَ خلانا تناجوا بحيرة .. لماذا أنا الأنثى بحالكَ أضطرُّ
أراكَ بليل كم يطول بسجدة .. ويشقى على همس الدعاء لكَ السهرُ
تقيم جسورا للمحبة قلعة .. وكم كان في الأيام مسعا له نكرُ
وتحرق بين الصبر والصمت مهجة .. ليدما على تهشيم قلبٍ له فخرُ
فكم سلوة للعشق ضيّعها النوى .. إذا ما بلاكَ الجدّ حصنكَ القهرُ
يزيّن فيكَ العمرَ بعضُ مصائبٍ .. تضجّ طوال الليل، هل طالكَ العسرُ؟
ويقظان في سكر الهموم تذلها .. أذلّ رجالا في بلاهاته السكرُ
عجبتُ فكم رقيتَ بين منازلٍ .. دهشتُ فما يثنيكَ جاه ولا خصرُ
تيقنتَ تقضي في الحياة مسافرا .. فلا سنة تبقى إليكَ ولا شهرُ
فهل يأس داءٍ، ما فنا المرءَ داؤُه .. أرى كم يطيل العمرَ اللهوُ والبشْرُ
وهلا وجدْتَ الحبّ والشعر قصّرا .. لوجدكِ أمْ في ضوهما يقصر الحبرُ
أسائلكَ الدمع المذلّ لياليا .. يلوح بريقا فيكَ قد خطه نحرُ
أعود إلى ممشاكَ افق غروبهِ .. يحاورني ذا الماء عنكَ وذا النهرُ
وأسرق أوراقا لاقرء خلسة .. تطاير أسرارٍ وكم يخنق السطرُ
تعذبكَ الأحلام إن لم تمتْ بها .. متيم دربٍ ما أستذلّ به السِفرُ
تعاتبُ دهرا أم تعاتبُ مولدا .. هما العاتبان اليومَ جدّ بك الطهرُ
أسائل عنكَ الطير أنتَ تمدّه .. بنغمتكَ الحرّا فما أسعد الطيرُ
تراني ومن حسي الذي فيكَ شمعة .. وظن الذي يهواكَ قد يعدم الفجرُ
تقاتلُ نفساً في حصانة ميِّتٍ .. ألا بحْ مغانيها فمن قتله النشرُ؟
أيا رجلا هذي العصور ملاعبٌ .. ألا عشْ بها إن الردى للمنى هجرٌ
فكم في ملاهٍ تسكر الناسَ خمرة ٌ .. فأسكرتني روحا فأنتَ لِيَ الخمرُ
برغم رجائي فيكَ أنتَ مجالدٌ .. وما زلتَ صمتً في اللظى خطبه المرُّ
ولولا يقيني فيكَ، فيكَ السما هوىً .. لخلتكَ كالمجنون أو نالكَ السحرُ
فكم من سؤالٍ يعرف الردّ سائلٌ .. علمت جوابي فيكَ عمرا لأغترّ
برغم استتار البوحِ فيكَ فلوعتي .. عليكَ هوتْ دمعا ليصمتَ شِعرُ





bahaaldeen@hotmail.com
bahaa_ideen@yahoo.com