الدستور
وصفت صحفية تركية زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الإيرانية طهران بأنها تمثل فرصة لإحياء العلاقات التركية–الإيرانية التي تعرضت في الآونة الأخيرة لصدمات عديدة، مشيرة إلى أن انفتاح إيران على العالم وتخفيف حصار المجتمع الدولي عليها سيسهل تطوير العلاقات التركية مع طهران في العديد من المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي.
وذكرت صحيفة "ميلليت" التركية - في مقال تحليلي لها اليوم الجمعة - أن المباحثات الثنائية بين المسئولين الأتراك والإيرانيين تركزت حول التجارة والطاقة، إضافة إلى التعاون في المجال الاقتصادي، حيث تهدف حكومة أردوغان لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2015 إلى 30 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي وصل إلى 13 مليار دولار وبلغ 22 مليار دولار في عام 2012 ولذلك تم توقيع عدة اتفاقيات تجارية واقتصادية لرفع حجم التبادل مجددا بين البلدين.
وقالت الصحيفة، إنه لم يتم التوصل لتوقيع اتفاقية في مجال الطاقة ولا تزال المساومات مستمرة في تصدير الغاز الطبيعي إلى تركيا، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن اتفاقية تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي على مستوى رفيع أثناء زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أنقرة في شهر فبراير القادم، حيث يمتلك الطرفان إرادة سياسية حقيقية لتعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة رغم المنافسة الحادة في المجال السياسي.
وأضافت أن البرود ساد العلاقات التركية-الإيرانية مؤخرا حيث كانت الأزمة السورية من أهم المشاكل التي تقف أمام العلاقات الثنائية في المجال السياسي، ومن الممكن وصف العلاقات في جملة واحدة وهي أن إيران تدعم سوريا، فيما تعارض تركيا نظام الرئيس السوري بشار الأسد وهذا الأمر يسبب بين الحين والآخر حربا كلامية بين مسؤولي البلدين.
كما تواجه أنقرة وطهران مواقف متناقضة في الشأن العراقي حيث تستعر المنافسة بين الطرفين في العراق فيريد أن يلعب كل طرف منهما الدور المحوري في المنطقة، فتعمل إيران على تسيير التطورات وفقا للأداة الدينية والطائفية، بينما يحبذ الجانب التركي الدبلوماسية والقوة الناعمة.
واختتمت الصحيفة التركية مقالها بالقول إنه "وعلى الرغم من هذا، فإن البلدين الجارين على الرغم من الاختلاف في الرأي والمنافسة الجدية السرية يفضلان التركيز على التعاون من أجل حماية مصالحهما المشتركة، والدليل على ذلك هو نتائج الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء التركي أردوغان والزيارة القادمة للرئيس الإيراني روحاني".
