ألا يكفي أن نقضم أصابعنا ندما ..!!!؟؟
إذا كان للندامة أصبع يتوجب عضها كلما لمسنا تجاوزا يطغي على آمالنا وأمنياتنا لأننا نلطخها لتنصيب مرشحينا ، فإننا سنرى أنفسنا بعد حين أننا فقدنا جميع أصابعنا بما فيها الأرجل، بسبب جسامة وكبر المعضلات والنكبات التي تلاحقنا من لدن مسؤولينا ، لأننا لم نتعظ ولم نعتبر من مصدر مآسينا المجحفة بحقنا ، ومرد ذلك هو قصر تصورنا من جهة، وإنخداعنا بالشعوذات والشعارات المزيفة التي يطلقها الفاسدون من أجل تزيين قباحاتهم ، باعتبارهم النخبة الواعية التي يمكن الوثوق بها ، كالشحاذ يسترحم المارة بحفنة من المال يستلطفوننا ، كونها تجاوزت سلبياتها الماضية، وانها بصدد تقليص مسافة البؤس حولنا لو أعدنا الثقة بها من جديد أثناء الإنتخابات..
ومع إقتراب كل جولة إنتخابية جديدة تطل من على الشاشات لمختلف الفضائيات برامج حوارية مع المسؤولين تثير عواطف الناس، بأن الوقت قد حان لإقصاء المارقين في الفساد من واجهة المسؤولية، ولسان حالهم يقول ، لابد من أخطاء ترافق العمل والذي لا يعمل هو من لا يخطأ، وقد أفادتنا التجربة السابقة لنتجاوز أخطاءنا.. وكأن بركاتهم قد أنزلت من السماء علينا، وعلينا جميعا التبرك بها عساها أن تجبل فينا روح التسامح ناسينا أو متناسينا حجم معاناتنا من هذه الزمرة التي أفتيناها بالتسلط على رقابنا.
نتأسف أننا ننخدع بالكلام المبطن المعسول ، ولم نعد نتذكر آخر الأصابع التي أذيناها لنجيز للديناصورات أن تلتهم أصواتنا ونعيد كَرَّة العذابات من جديد تغزو مباهجنا، وهكذا نتحمل الجزء الأكبر من مشقة الحياة بإنحيازنا تجاه الديكتاتوريات (الطائفية، العشائرية، المذهبية، الحزبية الضيقة ) وتعود نفس الوجوه والعقول دون تغيير إلا في الزينة المزيفة ..
أما تعبنا من اللهاث خلف التسميات المقيتة التي هي دون شك سبب تفرقة الشعب الى شُعبٍ مهزوزة.؟!
متى يستيقظ فينا الضمير والقيم الرفيعة كي نرتقي الى مستوى المسؤولية الواعية في فرز الصالح من الطالح..؟! الى متى نُسَلِّم حياتنا للواقع المر المنكر..؟!
إذا كنا لا نملك عصا موسى للتغيير، فمن المؤكد أننا نملك الإرادة الحرة والعقل الراجح لو تملكنا زمام أمورنا بمحض إرادتنا دون الإنجرار خلف المسميات..
أي غباء نعيشه عندما نثق بشخص يخون أمانته وضميره وقسمه ، بأنه الشخص الملائم للخدمة كي نُزَكّيه..؟؟!!!!
يظن البعض من هؤلاء أن البلد وما فيه من خيرات وعقول وحقول مناجم ما هي إلآ أكشاك خاصة تستثمر على هواهم..
قلما نتذكر وعلى مدى عمر البلد منذ قرن تقريبا ، أن سارقا حتى للمال الخاص كان بمأمن من الملاحقة والعقوبة، وكان الخزي والعار يلاحقه وهو خجلان بدرجة ما... لكن السارق للمال العام في الوقت الحاضر يصول ويجول متباهيا بالبطولات التي أنجزها، وبالكميات التي إستحوذ عليها في وضح النهار وكأن القانون ما هو إلا سطور غبية عقيمة الإجراء تجاهه..!
أي عصر من الفساد نعيشه..!! أي لقمة حرام تتذوقونها يا سادة السراق..!! أي قبر سيضم تفاهاتكم المخزية يا ......!!!
كمعادلة لِتَساوي الطرفين ، من لا يحترم قدسية الله ، لا يخشى القانون = لا يخلص لتربة وطنه ..
إذن لنتذكر أن موعد الإنتخابات يقترب من نهاية الموعد ، بنفس السرعة علينا الإبعاد عن المغازلات الزائفة ، لئلا نعض أصابع أطفالنا في المهد وأجدادنا في القبور أيضا ، لذا نقول وبصريح المنطق والمثل المشهور - جيف السمكة مبعثه الرأس-
جلال مرقس عبدوكا