المحرر موضوع: الأستحقاق التأريخي للمسيحيين في البلدان التي كانوا من أوائل سكانها  (زيارة 2832 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبد الغني علي يحيى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 429
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستحقاق التأريخي للمسيحيين في البلدان التي كانوا من أوائل سكانها

عبدالغني علي يحيى
   في الأعوام الأخيرة شاع مصطلح (الاستحقاق الانتخابي) أو (النضالي) واستحقاقات أخرى على وزنه، وراح المستحقون يلوحون به بقوة، عند الأحساس بأي تنقيص لحقوقهم، الأمر الذي زين لكاتب هذه السطور الى صياغة (الاستحقاق التأريخي) ليس للمسيحيين فحسب بل لكل شعب سبق وان كان من السكان الاصليين في بلدما، واذا امعنا الفكر في تراجع السكان الاصليين في بعض من البلدان إلى المواطنة من الدرجة الثانية أو الثالثة أو إلى أقلية، لوجدنا ان أحتلال أقوام أخرى لبلدانهم كان السبب الرئيس وراء ذلك التراجع وما نجم عنه من تسليط للظلم والقمع والأبادة عليهم واقوى مثال على ذلك ما حصل للمسيحيين الذين كانوا من السكان الأصليين والقدماء في البلدان: العراق ومصر وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان، فقبل وصول الجيوش الاسلامية الى تلك البلدان، كانت تلك البلدان مسيحية لشعوب مسيحية، ويقر بذلك المؤرخون والسياسيون المنصفون من غير المسيحيين بهذه الحقيقة ولا ينكرونها، ومع ذلك تجد الأضطهاد قائماً وبأساليب جد وحشية لقهر المسيحيين وحملهم للرحيل نحو الغرب المسيحي أو إلى كردستان بالنسبة لمسيحيي العراق، واذا مضى الحال على هذا المنوال، فلا مناص من حلول يوم يخلو المشرق العربي والاسلامي من المسيحيين. عليه ولما مر لا مناص من العمل بالاستحقاق التأريخي للمسيحيين بغية أنصافهم، وان هذا الاستحقاق لن ينجز إلا بتظافر جهود دول العالم كافة ومن بينها القوى العظمى وكذلك منظمة الأمم المتحدة للحيلولة دون زوال المسيحيين في بلدانهم الاصلية وفي مقدمة الاستحقاق التأريخي، أنشاء دول مستقله لهم تنحيهم من الظلم والأبادة وذلك في المناطق التي يشكلون اكثرية سكانها.
أن حماية الشعوب الآيلة إلى الأنقراض لن تتحقق بتشكيل منظمة تأخذ على عاتقها صيانة تلك الشعوب من الفناء ففي ظل منظمة الدفاع عن الشعوب المعرضة للانقراض يتم سحق واذلال المسيحيين وطردهم من بلدانهم الأصلية، لذا فأن تلك المنظمة والمنظمات على غرارها لن تكون البديل عن تأسيس دول خاصة بهم او اية صيغة حكم يرتؤونها وفي بقاع من البلدان سبق وأن كانوا الساكنين الأصليين فيها، ويبدو أن هذا الفكرة أخذت تلح على حل الدولة للمسيحيين، ولكن لم تتبلور بعد لترتقي الى مبدأ أو منهج، فعلى سبيل مثال تتردد أفكار عن أقامة دولة قبطية للأقباط في مصر على الحدود المصرية الليبية، ذكر أن من بين الداعمين لها قداسة بابا الفاتيكان وجهات مخابراتية المانية وايطالية، وما زالت الفكرة يتيمة مغمورة تخضع للتجاهل وتواجه آذانا صماء، والمسيحيون كما نعلم ليسوا من أتباع ديانة سماوية عريقة فحسب تتقدم على الأسلام وديانات الأخرى كذلك، بل ينتمون الى قوميات عريقة مهددة بالزوال أيضاً فالمسيحيون العراقيون سليل الامبراطورية الاشورية والكلدان والسريان ،وهذه الامبراطورية من الامبراطوريات الهامة في تأريخ البشرية. وقل الشيء ذاته عن اقباط مصر لهذا فهم اضافة الى اهميتهم الدينية فلهم اهمية قومية وعرقية كذلك. ولتأريخ الأنسانية الكثير من التجارب على الأستحقاق التأريخي لشعوب، فلنأخذ مثلاً اسبانيا التي غير اسمها المحتلون الاموييون عندما احتلوها قبل قرون من اسبانيا الى (الاندلس). لقد كان من الممكن أو المتوقع ان يكون مصير شعبها المسيحي كمصير الشعوب المسيحية في العراق ومصر وسوريا ولبنان أي يتحولوا الى أقلية دينية وقومية وباتجاه الزوال، إلا ان المسيحين الاسبان لم يتخلوا عن استحقاقهم التأريخي في وطنهم رغم مرور قرون على احتلاله، ففي عهد الملك فليب الثالث، تحقق حلمهم واجلوا احفاد المحتلين الأمويين، وقدرت آخر وجبة لاحفاد المحتلين غادرت اسبانيا بـ 80الف نسمة استقرت في تونس، وقبل قرون ايضاً وبعد ما يقارب الـ 200 سنة على احتلال الصليبيين الأوروبيين لفلسطين وبيت المقدس، فان المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي تمكنوا من ازاحة الصليبيين واسترداد فلسطين منهم. ما ضاع (وطن) وراءه مطالب.
   قد لا اكون اول من ينادي بالاستحقاق التأريخي للمسيحيين في أوطانهم التي جعلوهم فيها أقلية واجبروهم على الهجرة منها . والذي يجعلني اكثر اصراراً على الاستحقاق التأريخي ذاك، تواصل الاضطهادات والجرائم بحق المسيحيين وبالأخص في البلدان الاسلامية وبالذات تلك التي كان المسيحيون من اقدم سكانها أو سكانها الاصليين، والأنكى من هذا ان النشطاء المسلمين في سلبهم الاستحقاق التأريخي للمسيحيين في البلدان التي ذكرناها فانهم يتطلعون الى مضايقة واحتلال جديد للعالم المسيحي بشكل مباشر او غير مباشر. يتحدث اولئك النشطاء بفخر واعتزاز عن احتمال تحول روسيا الاتحادية في عام 2060 الى دولة اسلامية وكذلك كندا في عام 2017 وان يشكل المسلمون في بريطانيا 40% من سكانها في المستقبل القريب استناداً منهم الى زيادة ملحوظة في اعداد المسلمين في البلدان المسيحية الأوروبية والامريكية وغيرها وحجتهم في ذلك ان المسلم لايأبه بتحديد النسل على الضد من المسيحي، كما انهم يعدون انتشار الاسلام بفضل الهجرة نصراً للاسلام في البلدان الاوروبية والامريكية، بعد أن كان، الاسلام، مقتصراً على بلدان في الشرق وشمال وشرق افريقيا. ان المهاجرين المسلمين بدلاً من ان يشكروا اوروبا وامريكا المسيحية على احتضانهم وايوائهم وتخليصهم من الظلم والارهاب والفقر في بلدانهم العربية والاسلامية، فانهم يطلقون احياناً تصريحات استفزازية ضد الغرب ويعلنون تعاطفهم مع الارهاب، ما ولد ويولد بمرور الزمن الحساسية الممزوجة بالكراهية لدى الشعوب المسيحية ضدهم، ولقد بدأت الحرب المضادة ضد المسلمين في الشرق: الصين، ميانمار، اجزاء من الهند وسريلانكا، وفي افريقيا: انغولا، اثيوبيا، جمهورية افريقيا الوسطى كما ان الغرب شرع بالتململ من المسلمين بدليل وضع دوله لقوانين صارمة للحد من الهجرة اليه وقيام دول فيه بترحيل المهاجرين اواللاجئين المسلمين بين حين واخر الى بلدانهم الاصلية.
مساء يوم21-2-2014 قرأت من على شاشة فضائية المستقلة الاتي: (اين العرب والعالم من الابادة الجماعية لمسلمي افريقيا الوسطى)؟ ان من يقرأ هذه العبارة قد يتهم المسيحيين باليدء باضطهاد المسلمين غير ان الواقع عكس ما يذهب اليه هؤلاء، فالمسلمون هم الذين بدأوا بالاعتداء على المسحيين وعلى اتباع ديانات اخرى كذلك ولم يتصوروا انه سيحل يوم سيحصدون مازرعوه، وهاهم الان يحصدون العواصف، ولا تستغربوا في مجيء زمن يسير فيه حكام اوروبا وامريكا المسيحية على خطى الملك فيليب الثالث ويقوموا باجلاء الملايين من المسلمين من بلدانهم واعادتهم الى بلدانهم الاصلية، وكل شيء ممكن ومتوقع في عالم السياسة، عليه يجب على عقلاء المسلمين ان يتقوا الغضب الجمعي للمارد المسيحي الذي يفوق المسلمين عدداً وجيوشاً وحضارة وتكنولوجيا وو.. الخ و الاحرى بالمسلمين منافسة الغرب ليس في الانتشار او التبشير بالدين، ، بل منافستهم في مجالات  العلم والتكنولوجيا والحريات وتعميق حقوق الانسان وان يعملوا على تحسين العلاقات بين المسلمين والمسيحيين ومع كل الشعوب غير المسلمة في هذا العالم. واعود الى الاستحقاق التأريخي للمسيحيين في بلدانهم التي كانوا من اوائل مواطنيها وقاطنيها لاقول ان على المسلمين قبل غيرهم الاعتراف بذلك الاستحقاق ومساعدة المسيحيين للفوز به، وان يتمتعوا ببعد النظر والحب العظيم للانسانية، وإلا وكما قلت في مقال سابق لي تحت عنوان(ملامح هجمة عالمية على الاسلام و(المسلمين) فان (صبر العالم بدأ بالنفاد حيال تفاقم الارهاب الاسلامي) ان للمسيحيين الحق كل الحق في ذلك الاستحقاق وفي العيش بحرية وكرامة في اوطانهم الاصلية.
Al_botani2008@yahoo.com




غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4981
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ عبد الغني علي يحي
تحية عراقية
ما  نطقت في مقالتك المهمة والمعبرة والصادقة هذة الا بكلمة الحق والحقيقة
ويا ليت في وطننا من يحمل ويؤمن بما اتيت به
وقبل فوات الاوان ورحيل المسيحيون من الكلدان السريان الاشوريين
من بلدهم
 نقف احتراما لكلمتك الرائعة هذة
والرب يبارك

غير متصل barenjaya

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 10
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                                             الاستاذ  عبد  الغني

    كلام   جميل   وانت   لك  ذوق  وقيم  انسانية   عرفت   الحقيقة   التي  لا  يستطيع  احد   ان  يحجب   عنها  الشمس   .   عشت   وعاش   قلمك  الطيب  والشريف  وانت   لست  بحاجة   للمديح   ولكن  لنسأل  كم  واحد   مثلك  نطق  وقال  مثل  هذا  الكلام .  شكرا  لك   مرة  اخرى


غير متصل برديصان

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1165
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                  السيد عبد الغني  علي يحي المحترم تحيه طيبه كلام فيه من العلميه والروية بمكان الحقيقه انك تقراء الاحداث وتراقب بكل نزاهه دون الانتماء  الديني وقلتها مدويه  كمثل القول على الباغي تدور الدوائر     نتكلم ليس دفاعا عن الغرب ليذهب هو وبهجته وخياراته في العيش كما يشاء لكن اللذي يهاجر من بلداننا ويذهب هناك ويقام على انه انسان يستحق الرعايه بابعاها جميعا بعد ان يستقر يعود الى سابق وجوده في وطنه اللذي لفظه ويبداء بالتمرد على النعمه التي اغدقت له لهذا  لهذا يبداء بالتمرد على الديمقراطيه والحريه ويريد العوده الى تعاليمه ولذا لايستطيع قد ينشط في خلايا الارهاب واتمنى في كل دوله 11 سبتمبر حتى يصحا هؤلاء   لان الصحوه لاتاتي الا بافعال قويه تريد ارباك منظومة حياتهم    هذا هو انساننا  تركبه الحمار بدل ان يمشي ويمد يده ليسرق وحال الكثير كحال  كلب قيل انه كان يعيش حياة الحرمان والقذاره واللهاث وراء لقمة الاكل من المزابل دون ان يحصل عليه بالاضافه الى مطاردته من البشر فكر بمغادرة العراق فوصل به الحال الى السويد واستقبل هناك ووضع في المستشفى وفحص بعد ان ادخل الحمام وتنظيفه باحسن انواع الغسول وبداء يخرج الى الشارع يتبختر رافعا راسه مزهوا وبقى على هذا الحال فتره الا انه سرعان مااصابه الضجر والملل فاراد الرجوع ورجع وعلى الحدود في الوقت اللذي يهم فيه الدخول شاهد كلبا قذرا  يريد مغادرة الوطن فقال له الى اين ذاهب فقال له اخرج لاني تعب ولااستطيع العيش هناك  فقال له ارجع حيث انني لم اشعر اني كلب الاهنا في الوطن       بغداد

غير متصل احسان حميكا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 36
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ عبد الغني كلامك جميل وواقعي وحقيقي فهذا الكلام  وهذه الحقيقة لا يستطيع ان ينطقها غير المثقف الواعي وصاحب الضمير الحي وبالحقيقة ليس هناك بين البشر فرد لا ضمير له فالضمير كالشخصية موجودة في كل انسان ولكنه يختلف في الاتجاه الذي يتجه اليه والذي نقول عنه لا ضمير له في الواقع يملك ضمير قوي لكن ضمير متحيز لجماعة يتكيف معهم ويتغنى بقيمهم ومقايسيهم فكم نحن بحاجة الى ناس مثقفين  يمتازون بالمرونة في ابداء الراي والاستعداد لتقبل كل فكرة جديدة والخروج من النطاق الفكري الضيقالذي يزيده تعصبا وتتطرفا في مجال نظره فدمت سالما والى الامام في طرح هكذا مواضيع تنطق الحقيقة عسى ان تنير العقول المظلمة العمياء وشكرا لك مرة ثانية\

غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي
                   ܞ   
               السيد عبدالغني المحترم   
تحية طيبة والأحترام  شكرا جزيلا على هذه الكلمات الحقيقية وشعورك الطيب عاش قلمك على هذة المقالة عن المسحيين القدماء في بلاد مابين نهرين اتمنى لكم الموفقية والنجاح .
قشو إبراهيم نيروا امريكا؟             

غير متصل نيسن يوخنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 195
    • مشاهدة الملف الشخصي

الاستاذ عبدالغني علي يحيى المحترم
قرأت مقالتكم بدقة وعناية وجدت فيها حرسكم على قول الحقيقة النابعة من ضميركم الحي وبدون اي مجاملة وانتم ترون مسيحيي الشرق الاوسط التقليديين في تناقص مستمر نتيجة الهجرة المستمرة هربا من اضطهاد الارهاب الاسلامي (ان صح التعبير) .
وعليه احببت ان ابدي رأي المتواضع في بعض النقاط التي طرحتموها في مقالتكم
اولا: اتفق مع حضرتكم بأن المسيحيين في الشرق الاوسط منذ الاحتلال الاسلامي لدولهم ومناطقهم عانوا كثيرا لا بل خسروا حتى حقوق المواطنة رغم كونهم المواطنين الاصلين لبلدانهم وهذه حقيقة لا ينكرها اي مؤرخ نزيه.
ثانيا: اتفق مع حضرتكم بأن مسؤ لية حماية الاقليات العرقية تقع على عاتق دول العالم كافة وخصوصا الدول العظمى ومن خلال منظمة الامم المتحدة ولكن يجب ان يكون بعيدا عن المصالح الخاصة لتلك الدول...، لم نكن نرغب ان تتدخل دول عظمى  في شؤ ننا ولحماية اهلنا من المسيحيين ولكن هذه حقيقة رغم انها مرة ويجب ان نعترف بها بأن شركائنا في الوطن (وانا اخص بالذكر شعنا في العراق) يريدوا ان يبلعوا اهلنا الباقين في الوطن وهم احياء سواء في الانتخابات او الاستحقاقات الاخر واعتقد القصد واضح.
ثالثا: لا ادري ماذا تقصد بتشكيل دول مسيحية لهم، وذكرتم (الاقباط مثالا)، انا لا اعتقد ان تشكيل دول مسيحية هو الحل وانا اخص بالذكر في عراقنا، (انا لست ضد الحقوق القومية وعلى اي مستوى في العراق لا بل اناصر من يطالب بحقوقه القومية) ولكن ليس دولة مسيحية، لانني مع الرأى القائل ان المسيحيين هم ملح الارض فيجب ان يكونوا في كل جزء من اجزاء العراق.
رابعا: يجب ان نرتقي بأفكارنا الى اعلى من الفكر الضيق في امور التبشير سواء كان التبشير الاسلامي او المسيحي او اي تبشير آخر (والقصد هو حرية التبشير للكل ولكن بدون ترهيب) والواثق من نفسه وايمانه لا يخاف ابدا لان البيت المبني على الصخر لا تهزه رياح.
تقبلوا خالص تحياتنا
نيسن يوحنا

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ الكاتب عبد الغني  علي يحي   غني عن التعريف ، فهو منذ أن عرفته  كان ولا زال مدافعا في سوح الكتابة والفكر عن حقوق المكونات الاصلية والاصيلة لا يتوانى من قول الحق في إحقاق الحق أمام الجميع ،  استاذنا الموقر يشاركنا في جميع نشاطاتنا الثقافية وحلقاتنا الدراسية ، وقد حاضر أكثر من مرة في اربيل وعنكاوا  وسهل نينوى وفي الموصل عن الافكار الذي يطرحها في هذا المقال ، استاذي العزيز كم نتمنى أن يكثر من امثالكم في وسط  كتاب الكورد والعرب ، كم نتمنى أن يرتقي من يحمل افكارا شوفينية عرجاء إلى مصافي فكركم النير ، نريدهم فقط أن يقرأ كل منهم مع ذاته التاريخ ويقارنه مع واقعنا اليوم بنزاهة وبفكر متفتح يتحمل الاخر مهما يكن هذا الاخر مختلفا عنه ، المسيحيون اليوم رغم هم الشعب الاصيل في بلدان الشرق المتوسط إلا أنهم كلما دُفعوا إلى ترك الاوطان والهجرة القسرية والتضييق عليهم ، يخسر هذا الشرق كثيرا يخسر تنوعه يخسر مكون قدم خدمات جليلة حضاريا وثقافيا .. المسيحيون يرفضون منذ القديم أن يشكلوا دولة خاصة بهم رغم أن الضروف خدمتهم  في فترة من الفترات أو في حقبة تاريخية معينة أو حتى في الحاضر ، غلا انهم يريدون أن يعيشوا على كامل أرضهم لأنها تعود غليهم تاريخيا وحضاريا ، أتحدى وانت معي أن يكتشف الذين يريدون تهميش هذا الشعب على أكتشاف قطعة اثرية  يمتد عمرها لأكثر من ألف سنة  ولا تحمل آثار هذا الشعب الذي قدم للأنسانية الكثير الكثير  ، مهما قيل ومهما كتب ، المسيحيون لا يريدون غير وطن تسوده الانظمة والقوانين وطن يحفظ  للجميع حقهم في الحياة الكريمة الحرة وهذا حق طبيعي تقره شرائع الله قبل شرائع البشر .. دمت أخي العزيز  ودام قلمك الحر .. ارجو من كتابنا ان يثروا هذا التوجه الجاد الذي اجاد فيه الاخ غبد الغني ..دمت

              بطرس نباتي

غير متصل منصـور زندو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 203
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأستاذ عبدالغني.
تحية محبة.
شكرا لتوضيحك بالعنف والكراهية التي يمارسها المجتمع الإسلامي تجاه الغير المختلف.
أستاذي ،العلاقة بين الله والإنسان علاقة عمودية ،بين رّب وخليقته ،والعلاقة بين الإنسان ،وأخيه الإنسان ،علاقة أفقية ،بين أخ وأخيه.وحين يتم الخلط بين هذين المنحيين تكون المهازل والمشاكل الكبيرة .
عندما أجلب الله إلى تلك العلاقة الأفقية ،من البديهي أني أضع من يقابلني أن يستجوب إلهي لأني أنا وضعت العلاقة في ذلك المنحى .وله كل الحق.
وإن كان خلط العلاقتين صحيحا ،لكان كل المجتمع نوعاَ واحداً ذكوراً كنوع ،ملتحيين ،ذات سمات واحدة ،وكلهم لهم نفس الأسم ،وأسم الأب ،ولا أمهات لهم ، ما يتم على الواقع الإسلامي حقاً هو السير في هذا الخلط،،وثق تماماً إنه مدمر لهم أولاً وأخيراً فهم ضحايا هذا الخلط أولا وأخيراً.
الحل يكمن في دولة المواطنة ،كونك إنسان ،وأنا إنسان ،فلنا نفس الحقوق
والواجبات تجاه الدولة ،وتجاه بعضنا البعض.والدين علاقة شخصية تخص كل شخص بخالقه.
غير ذلك ،لا يعتبر حلاً ،بل سيكون هناك مؤمنون ،وأهل ذمة ،وحين ينتهي الأمر من أهل الذمة ،هناك أثنان وسبعون فرقة غيرناجية ،من السهل أعتبار أي مجموعة إنسانية إحداها ،وإلى يوم القيامة.
أتمنى أن أرى دولة الموطنة في عراقنا الحبيب.