المحرر موضوع: قراءة واقعية في شهادة الرحالة الكندي الشاب ريشار غودرو عن رحلته الى شمالي العراق  (زيارة 3421 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

قراءة واقعية في شهادة الرحالة الكندي الشاب ريشار غودرو عن رحلته الى شمالي العراق


الاب نويل فرمان  السناطي - كندا
المقدمة:
اكتب هذا المقال في موقع عام، لشعبنا السورايا، وليس في موقع كنسي او خورني. وأكتبه كمقال فكري يعبر عن حرية ابداء الرأي وتقديم وجهة نظري، ككاتب في مجال بحث مهما كان متواضعا عن شؤون سبق وتناولتها بخصوص شعبنا السورايا. وأكتب بصفتي مواطنًا كنديًا، يعتز، في الوقت عينه، بحمله ايضا جنسية اجداده النهرينين في العراق، وينهل في هذا البلد من المعرفة في تاريخه عن السكان الاصليين وعن مبادئ التعايش والمواطنة، والشراكة في بناء الوطن الواحد، ليس كقومية على حساب قومية أخرى. هذا ما رفدته خبرة تعييني كراع لخورنة فرنسية مكونة من عدة اثنيات تحت خيمة الفرانكوفونية، تحت مظلة خورنة كالكري لللاتين، الى جانب خدمتي ككاهن كلداني في ابرشية كندا الكلدانية، لرعية ملتصقة بجذورها، ومتواصلة وتراث وتقاليد الاجداد، مع تراكم سنوات الاستقرار خارج ارض الاجداد. كل هذا كما أظن، يرفد امكانية التعبير عن رؤى من زوايا اكثر حرية واستقلالا في التعبير، خارجًا عن الضغوط، مع الاستعداد لتقبل الرأي الاخر.
فرصة الحصول شخصيا على شهادة الشاب الكندي، بنصين انكليزي وفرنسي
-   كان ريشار  كودرو (Richard Gaudreau) في مكتب خونتينا بكالكري: سانت فاميي الفرنسية وسانت ميري الكلدانية، وقد جاء لخدمة طلبتها منه أمه الموظفة في المكتب  نيكول كودرو – لوباج (Nicole Gaudreau- Lepage). وكان آنذاك قد عاد لتوه من إحدى رحلاته السنوية، وكانت الاخيرة إلى شمالي العراق قبل بضعة أشهر. وأذكر أنها كانت رحلة حبست أنفاس أمه...
ذلك ان العائلة اعتادت ان ترتب مع ابنها، بأن يحمل  حيثما يسافر جهاز (Personal Location tracker ) وهو الجهاز "الشخصي لمتابعة مكان التواجد" . عندما يضعظ على زر فيه، يعرفون بالضبط على الخارطة أين وصل به المطاف. فيتواصلون معه حيثما وجد بثًا الكترونيا، بالصورة والصوت، عن طريق السكايب (Skype). ففي يوم من الايام، سألت بذهول: أب نويل، هل عندك فكرة عن منطقة اسمها سلوبي في تركيا؟ قلت نعم إنها مكان تواجد مهاجرين العراقيين في مسار رحيلهم الى خارج العراق، وكان مثلث الرحمة مطراني السابق، عندما كاهنا في ابرشيته بزاخو، يزورهم دوريا، على مسافة حوالي الساعتين لاقامة القداس. وسألتها: ولكن من اين لك هذا الاسم؟ أجابت: ان ريشاري (My Richard)  وصل الى هناك. وفي اليوم التالي، قالت: يسأل ريشار هل هناك أناس تعرفونهم في دهوك؟ فقلت لها: لنا فيها أهل ورعايا كلدان.
في المكتب، حكى لي ريشار ذكريات جميلة عن رحلته ونوه بنقاط مشجعة عن مشاهداته، فقلت له: ماذا تقول يا ريشار لو تكتب هذا كشهادة حية من قبلك، معززة بالصور. فقبل المهمة، وبعد مدة من ذلك، زودني بالنصين الفرنسي والانكليزي للمقال، مع الصور التي اخذها صديقه في الرحلة واسمه فيكتور والمكون اسمه العائلي بالانكليزية من 11 حرفا (Skbzypczynsky) ويلفظ على ثلاث مقاطع: سكيبي جين سكي. وكان فيكتور قد التقط بعدسته المتطورة صورا رائعة عكست المناظر الخلابة للارض الجميلة التي فيها ولدنا وترعرعنا بجوار اخوتنا الاكراد. كما اعطت كلمات ريشار الانطباع الطيب على مظاهر العيش في هذه المنطقة الشمالية من بلادنا النهرينية، العراق، والتي كما يؤكده كلامه تطورت بالإدارة الكردية للمنطقة، بعد حصولها منذ  التسعينيات، في عهد النظام  الشمولي السابق، على حماية دولية بموجب قوانين الامم المتحدة، في أعقاب عدم ممارستهم لحقوقهم الثقافية والاثنية. كما يعكس المقال الامان الذي يعيشه اهلنا في المنطقة الشمالية من العراق.
في مقالته بالانكليزية والفرنسية، بدأ ريشار بتقديم نفسه، والشرح لهوايته في السفر والترحال، وضروف دخوله من تركيا الى المنطقة الشمالية في العراق، وما تعلم ان يسميها كردستان، مع نباهة ربطه بالوطن العراق، قال:
مرحبا ! اسمي ريشار غودرو وأنا طالب في جامعة فيكتوريا، بكندا، وانا من محبي السفر، وابن نيكول لوباج غودرو ، سكرتيرة رعية سانت فاميي (العائلة المقدسة) الفرنسية في كالكري . هذا العام ، أتيحت لي الفرصة للسفر لمدة أربعة أشهر في بعض أجزاء من أوروبا ، شمال أفريقيا والشرق الأوسط .
هذا المقال هو لوصف واقع تجربتي ، وكذلك وصف الوقت الذي امضيته في كردستان، وذلك استجابة لطلب كاهن الرعية الفرنسية الاب نويل فرمان، فهذه المنطقة هي مسقط رأسه في وطنه العراق.
 اتخذت قراري للسفر الى العراق، لمجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك المغامرة ، بحثا عن خبرات السفر الفريدة و فرصة لقاء هذا الشعب غير المعروف .
حوار جانبي مع ريشار، واستذكار لوزير كردي عن العملية السياسية في العراق وشماله
-   لم يخف الشاب ريشار، في شهادته، ما كان لديه من فكرة مسبقة عن العراق، بعد سقوط النظام الشمولي، والاحتلال الامريكي له لعدة سنوات، قبل الانسحاب منه وتقديمه بنحو غير مباشر إلى الوصاية الايرانية، وبعد ان زرعوا فيه الحكم الطائفي وهيأوه على نار هادئة. فكان ريشار قد سمع بالاضطرابات الامنية في العراق، ولم يكن يعرف ان منطقة الشمال التي تقطنها غالبية من الاكراد، الذين كانوا منذ سنوات عديدة يطالبون بالحكم الذاتي، وقد حظوا بنوع الاستقلال الاداري، ثم تطور هذا الاستقلال، بعد الضعف الذي شهدته البلاد المتناحرة مذهبيا وطائفيا والخاضعة للتوجهات الايرانية، ليصل الى مرحلة من الادارة الذاتية اقليميا.
وتبين له، في شهادته وفي حوارنا الجانبي، أن الاخوة الاكراد، وبحكمة، نأوا بأنفسهم عن التوجه الطائفي، بدون ان يجدوا انفسهم معنيين بمناهضة الطائفية في البلاد، لا بل استخدموا الحنكة السياسية للتعامل الذكي مع الواقع المرير.
وقد لمست من جانبي هذه الحنكة السياسية، في تصريحات وزير عراقي كردي، دافع عن عدم تدخل ايران في الانتخابات التي أدت الى  المحاصصات الطائفية، بقوله: (هذا الحجي –الحكي- من اين تجيبوه؟).
وبهذا الصدد تهيأ لي أن أكلم ريشار، عن الخلفية السياسية في المنطقة، أذ أخبرته: مع ان المنطقة الشمالية، تعيش استقرارا سياسيا بفضل الاتجاه العلماني القائم والمستقل عن الاحزاب الدينية، الا ان الادارة في المنطقة الكردية ابقت احزابا ذات طابع ديني، بنحو ديمقراطي شطرنجي، مع الحرص على الا يؤثر ذلك على اي نوع من أنواع الـ  كش ملك.
وهنا أذكر أن الوزير الكردي في تصريحاته، دافع في هذا المجال، أن يكون في سائر اجزاء العراق، أحزاب ذات منحى طائفي ديني، بدليل انه يوجد أيضا في مملكة مثل السويد ما سماه بالحزب الديمقراطي المسيحي، مع الخلط الواضح بين العمل السياسي على اساس مسيحي ضمن القوانين والقيم السائدة، وبدون القتل على الهوية، وبين العمل السياسي على الاساس التسقيطي المذهبي والطائفي.
من ناحية أخرى، تناقشنا، كيف انفتح إخوتنا الاكراد في المنطقة الشمالية من العراق، بثقة وثقافة الى العقلية الغربية، والى التعامل المحسوب مع مختلف بلدان المنطقة، من بلدان عربية إلى جانب بلدان غير عربية، كانت تقليديا بلادا يحسب لها العرب الحساب تلو الحساب، بما عزز نجاحهم في إدارة البلاد. مما جعل منطقتنا الشمالية، ومسقط  رأس القسم الكبير من مسيحيينا، منطقة آمنة، على غير ما توجس به، صديقنا الشاب ريشار وزميل رحلته فيكتور، فشرح انبهاره أمام الامان والاستقبال الحميم، بهذه الكلمات قائلا:
 يجب أن أقر أن رفيقي وأنا كنا قلقين عندما اشرفنا على الوصول الى العراق . ولكن منذ الحدود الكردية وأمام هذا الترحيب الودي، والحيوية المذهلة لدى الناس، سرعان ما أعادنا كل هذا بارتياح  واطمئنان إلى مزاجنا الطبيعي. الجميع كانوا لطفاء معنا، بما فيهم سائق سيارة أجرة. فقد ساعدونا لاستكمال أوراقنا على الحدود فيما أخذ جنود البشمركة الكردية يعلمونا بعض الجمل البسيطة بالكردية . كما ان موظفي دائرة الحدود، أصروا بأن نتناول الشاي معهم، وبذلك كانوا يكشفون أمامنا بوضوح، ومنذ تلك البداية، الظاهرة المدهشة لـ ( لضيافة الكردية).
طيبة كانت هذه الالتفاتات، خصوصا عندما يعبرون عنها مع الأجانب مثلنا حيث اننا متعودون على نمط محموم من الحياة في كندا. ولكن ما شرحناه ما هو إلا شيء بسيط، مقابل الآتي من الايام اللاحقة.
فعلى سبيل المثال، ولدى وصولنا الى دهوك أصبح من الواضح أن الأكراد كادوا يظهرون اهتماما بنا، أكثر مما كنا مهتمين باتجاههم. بهذا الانطباع التقينا صديقنا الأول ، محمد . وكان قد سجن من قبل صدام حسين في عام 2000 ، الا انه تمكن من الذهاب الى المنفى في سويسرا ، بعد ان عانى من الإصابات الخطيرة ومن تأثيرات الصدمة .
-   وقد بين لي ريشار خلال اللقاء، أن الناس هناك، أوحوا له بأن ضيافتهم له ولصديقه، والترحاب بهما، كان نوعًا من التعبير عن العرفان والامتنان، لمبادرتنا في الذهاب الى هذا المكان، ليبددوا عنا وعن غيرنا الانطباع المغلوط ان المنطقة غير مرحبة بالاجانب. في اشارة إلى انه يستطيع الان ان يفرق بين هذه المنطقة الشمالية التي يعيش فيها ويديرها الاكراد، وبين المناطق العراقية الاخرى، التي يسمع انها تضم عصابات ارهابية تعصبية من الناحية الدينية.
وسرعان ما أخذ صاحبنا يتعامل بالمفردة الغالبة في المنطقة الشمالية من العراق، والتي من  الواضح تتوخى التميز الجغرافي والسياسي والاستقلالي عن سائر العراق، وهي مفردة كردستان التي اخذت تنحو منحى التسمية الاستقلالية اكثر من كونها تؤشر حالة خصوصية قومية اقليمية متعاملة بانسجام مع الجهات المركزية في العراق، إذ قال بشأن الصديق الكردي الذي تعرفوا عليه:
لدى العودة إلى دياره في عام 2010 ، أصبح محمد فخورًا بكونه المالك لعدة شركات صغيرة كما توصلنا مع الوقت الى الادراك بأن محمدا كان كرديا فخورًا بأن يجعلنا نعيش أوقات ممتعة جدا سواء في دهوك أو سائر أنحاء كردستان .
ومنذ اليوم الأول لرحلتنا، أصر محمد ليرينا جميع أعماله ونشاطاته التجارية، ولنلتقي بأشقائه السبعة، كما دعانا الى احتساء البيرة في الجزء المسيحي من دهوك. و أخيرا ، وكما لو أن كل هذا لم يكن مثيرًا بما فيه الكفاية، فقد أخذنا إلى المتنزه الترفيهي " هابى لاند ".
وبينما كان دولاب الهواء يرتفع بي عاليا عاليا، تبين لي بكل وضوح أن وقتي في العراق، لن يكون على الارجح، كما كنت اتصوره بتوجس قبل الوصول اليه.
-   ومع اشارة ريشار الى المنطقة بوجود مسيحي، أحس به في اماكن بيع البيرة، عرّفته بأن في المنطقة مساحة واسعة من القرى المسيحية العريقة. وأن العمادية التي زارها، هي مقر كرسي ابرشي تاريخي، يضمها حاليا في ابرشية واحدة، تحت اسم ابرشية زاخو والعمادية الكلدانية. وأن هؤلاء يتطلعون الى الشراكة على مستوى المواطنة العراقية سواء في المنطقة أو في المركز. واترك له الحديث وهو يشير الى زيارته الى العمادية، وما تمخض عنها من الصور البانورامية الرائعة التي التقطوها للمنطقة من فوق الجبال، قال:
في اليوم التالي التقينا محمد على مائدة الغذاء، و قلنا له أننا مهتمون ايضا بتسلق الجبال في البلدة الجبلية العمادية (Amadya)  . واذا به، ودون ان يرفّ له جفن، يخبرنا بصوت عال بأنه عازم على أن يتخذ نهار اجازة له، لكيما يقودنا الى هناك، وبالفعل أخذنا الى العمادية، ليدعونا الى آخر عشاء معه، قبل ان يتركنا لمغامراتنا في تسلق الجبال.
أمام كل هذا اسقط في ايدينا، ونحن لا يسعنا بكل بساطة ان نصف محمد اكثر من كونه شخصا لطيفا، ولطيفا الى ابعد الحدود. وهكذا عرفنا بلمس اليد، أن عموم الاكراد أناس مضيافون بنحو عجيب للغاية.
الى جانب مغامرات عديدة اخرى، قمنا بتسلق  الجبال، وكذلك جمعتنا روابط صداقة مع العديد من الشبان العراقيين، في المسبح، وتهيأ لنا أن نتبادل اطراف الحديث في عدد من المطاعم والبارات واماكن النركيلة.
وهكذا عرفنا ان الشعب الكردي عندما يتناول الطعام، ليس هذا عنده مجرد عملية غذائية عادية، بل هو بالأحرى نشاط اجتماعي ثقافي واحتفالي. والحال إن عدد الناس الذين دعونا الى الطعام هو عدد يثير العجب، وما يثير العجب ايضا هو كمية الطعام الذي يقدمونه  بتنوع هائل في الاطباق. فقد فاق ذلك كل توقع، وما كان امتع من ذلك لاناس يمتلكون شراهتنا في الطعام. بل انه اكثر من مرة، عندما ضاقت المائدة بأطباق الطعام، كانت الاطباق توضع الواحدة فوق الاخرى، لتشكل طابقين من مواعين الطعام والمقبلات، وتعال بعد كل هذا لتحزر من هو الطباخ الذي اعدها!
-   وفي خضم هذه الضيافة، والاوقات الطيبة، تلقى ريشار وزميل رحلته، خيطا من خيوط معاناة العراق عموما، من الناحية المذهبية والطائفية، وما يعتلج تطلعات اناس كثيرين بشأن الحياة العلمانية. على ان الرجل، والعافية درجات، لم يكن منه الا أن وضع كلا من الاكراد في خانة والسنة في خانة والشيعة في خانة أخرى، كما ذكر ايضا المسيحيين  الكلدان... أقول قولي هذا وأترككم بأمان الله تعالى، مع بقية الحديث للرحالة الشاب ريشار غودرو:
بالنسبة لي وزميل السفر، هذه التجربة فتحت أعيننا على واقع انه إذا كان العراق ما زال ضحية للعنف الطائفي، والمتركز أساسا في مذهبين في الاسلام: السنة والشيعة، فإنه لا زال هناك بعض الجماعات التي تبقى ويا للعجب، منفتحة وعلمانية  جدا ومرحبة بنا كأجانب بشكل مذهل.
وعلى الرغم من أنني لا أريد ان اقدم صورة يغلب عليها التفاؤل المفرط، فبموجب ما سمعته، وما شهدته بنفسي، يوجد هناك الكثير من الجماعات من الاكراد ومن السنة ومن الشيعة وكذلك من المسيحيين الكلدان، هؤلاء يعيشون مع بعضهم البعض بانسجام وسلام.
لقد كان بالنسبة لي، قضاء اسبوع في العراق ، وان اكون الشاهد على الانسجام بين هذه الجماعات، هو الزبدة الطيبة التي استخلصتها من كل رحلتي.

النص الانكليزي لخبرة الرحالة الكندي الشاب ريشار كودرو في زيارته لشمال العراق
Mes expériences au Kurdistan, une région du pays natal de l’abbé Noël, l’Irak
Salut! Mon nom est Richard Gaudreau et je suis un étudiant à l'Université de Victoria, un fanatique de voyages, et le fils de Nicole Lepage, secrétaire de la Paroisse Sainte Famille. Cette année, j'ai eu l'occasion de voyager pendant quatre mois dans certaines parties de l'Europe, l'Afrique du Nord et au Moyen-Orient. Cet article est une réponse à une demande de l'abbé Noël  Farman pour décrire une de mes expériences, à savoir, mon temps passé au Kurdistan, une région de son pays natal, l’Irak.
Ma décision d'aller en Irak a été prise pour une variété de raisons, parmi lesquelles l’aventure, la chasse aux expériences de voyage uniques et la possibilité de rencontrer ce peuple méconnu. Je dois avouer que mes compagnons et moi étions anxieux lors de notre arrivée en Irak.  Néanmoins, à partir de la frontière kurde, la convivialité et la vitalité étonnante des gens, nous a mis à l'aise instantanément. Tout le monde était gentil incluant le chauffeur de taxi qui nous a aidés à compléter nos papiers à la frontière et les soldats de l'armée peshmergas kurdes qui nous ont appris quelques phrases simples en kurdes.  Aussi les membres du service frontalier voulaient à tout prix qu’on prenne le thé avec eux mettaient en évidence le phénomène étonnant de «l'hospitalité kurde».
Ces actes simples de bonté, mais surtout étrangers au mode de vie trépidant du Canada étaient vraiment rien comparé à ce qui était à venir dans la semaine à suivre. En arrivant à Dohuk par exemple, il est devenu clair que les Kurdes étaient presque plus intéressés par nous que nous étions par eux. C'est ainsi que nous avons rencontré notre premier ami, Mohammed.  Mohammed avait été emprisonné par Saddam Hussein en 2000, cependant, il avait réussi à s’exiler en Suisse, mais non sans de graves blessures et traumatismes. De retour à la maison en 2010, il est devenu l'heureux propriétaire de plusieurs petites entreprises; et nous sommes venus à comprendre que Mohammed était un Kurde fier de pouvoir nous faire vivre de très bons moments amusants à Dohuk, et dans tout le Kurdistan.
Ceci étant notre premier jour, Mohamed a insisté de nous montrer l'ensemble de ses entreprises, de rencontrer ses sept frères, de prendre une bière dans la partie chrétienne de Dohuk et enfin, comme si notre premier jour n’avait pas été assez excitant, Mohammed nous a amené au parc d'attractions ‘Happy Land.’ Comme je volais dans les airs sur un des manèges, il m’est devenu évident que mon temps en Irak n’allait probablement pas être ce que je m’étais imaginé avant d’y arriver.
Le lendemain, nous avons rencontré Mohamed pour le déjeuner et nous lui avons dit que nous étions intéressés à faire de l’escalade à proximité de la ville de montagne d’Amadya.  Sans broncher, il s'écria qu'il aimerait prendre une journée de congé, nous y conduire et avoir un dernier repas avant de nous laisser à nos aventures.  Nous avons été stupéfaits, cet homme était tout simplement trop gentil!  Comme nous l’avons appris, l'ensemble des Kurdes sont tout simplement incroyablement accueillants!
Parmi d'autres aventures, nous avons fait de l’escalade dans les montagnes, nous nous sommes liés d'amitié avec de nombreux jeunes irakiens à la piscine locale, pour ensuite parler et discuter avec d’autres gens dans les nombreux restaurants et bars locaux, les ‘Nargila’.  C'est ainsi que nous avons appris que lorsque le peuple Kurde s'assoit pour manger, c’est plus qu’une simple action.  C’est véritablement une activité de communauté culturelle et une fête.  Le nombre de personnes qui nous ont invités à manger est étonnant, mais aussi étonnante est la quantité et la variété de nourritures qu'ils nous ont servis.  C’était tout simplement inespéré, mais vraiment amusant pour nous les gourmands!  Plus d'une fois, par manque de place sur la table, les plats étaient en pillé un par-dessus l'autre!  Et pour tout finir, nous devions deviner qui était le cuisinier.
Pour moi et mes amis de voyage, cette expérience nous a ouvert les yeux sur la réalité que si l'Irak est encore victime de violence sectaire, surtout concentrée entre deux dénominations d'Islam, les Sunnites et les Shiites, il existe toujours quelques communautés qui restent étonnamment ouvert, très laïque et étonnamment accueillants.  Le courage et la compassion face à tant de violence et de traumatismes des individus que nous avons rencontrés sont certainement des qualités que nous pourrions tous apprendre. Bien que je ne veuille pas brosser un tableau trop optimiste, comme je l'ai appris et j'ai été témoin, de nombreuses communautés de Kurdes, de Sunnites, de Shiites et de Chrétiens Chaldéens vivent ensemble en harmonie et en paix.  Pour moi, la semaine en Iraq et être témoin de l’harmonie de ces communautés a été un point culminant de mon voyage.
النص الفرنسي لمقال ريشار كودرا
Abbé Noel’s native country of Kurdistan or Northern Iraq
Hi.  My name is Richard Gaudreau and I am a student at the University of Victoria, a fanatic of travelling, and the son of Nicole Lepage, one the receptionist at the Sainte Famille Parish.  This year I had the opportunity to travel for four months through parts of Europe, northern Africa, and the Middle East.  This article is a response to a request from L’abbe Noel to describe one of my experiences, namely, my time spent in his native country of Kurdistan, or northern Iraq. 
   My decision to go to Iraq was taken for a variety of reasons, among which included adventure, the hunt for unique travelling experiences and an opportunity to meet a people who for the most part are aliens for me.   When entering Iraq, my companions and I were a bit anxious.  Nevertheless, beginning at the border the Kurds amazing friendliness and vitality put us at ease instantly.  Everyone from the taxi driver who helped us complete our border papers, the Peshmerga-Kurdish army who taught us some simple Kurdish phrases and the border services who had us stop for tea began to highlight the amazing phenomena of “Kurdish hospitality”. 
These simple acts of kindness albeit mostly foreign in Canada’s fast paced lifestyle were really nothing compared to what was to come in the week that followed.  Upon arriving in Dohuk for example, it became clear that the Kurds were almost more interested by us than we were by them.  This is how we meet our first friend, Mohammed.  Mohammed had been imprisoned by Saddam Hussein in 2000 however, he had managed to escape to Switzerland but not without serious injury and trauma.  Having returned home in 2010 he was now a proud owner of several small business and as we came to understand a proud Kurd keen on having us have a great time in Dohuk, and all of Kurdistan. 
This being our first day, Mohamed insisted we needed to see all of his business, meet his seven brothers, grab a beer in the Christian part of Dohuk and finally as if our first day was not exciting enough, we finished at the amusement park “HAPPY LAND”.  As I was flying through the air, it became clear that my time in Iraq was probably not going to be what I had thought it would be. The following day, we met Mohamed for lunch and we told him we were interested in going climbing near to the mountain town of Amadya.  Without flinching, he exclaimed that he would love to take the day off, drive us there and have one last meal before leaving us to our adventures.  We were stunned, this man was simply too nice!  As we came to learn the whole of Kurdistan is quite simply amazingly hospitable!
Among other adventures we ended up climbing in the beautiful mountains, befriending many young Iraqi’s at a local pool, and talking in the many local restaurants and “Nargila” bars. This is also t how we learnt that when the Kurdish people sit down to eat it is more than a simply action but truly a cultural and community activity.  The amount of individuals who invited us to eat was striking, however the amount and variety of food they served us is quite simply baffling.  More than once, for lack of space, dishes were being pilled one on top of the other and we were made test subjects to decide who the cook of the night was. 
This experience opened all our eyes to the reality that while Iraq might still be experiencing sectarian violence, especially concentrated between two denominations of Islam, the Sunnis and Shias, pockets of communities remain amazingly open, quite secular and astonishingly hospitable.  These individuals’ courage and compassion in the face of so much violence and trauma is surely something we can all learn from.  While I don’t want to paint a picture that is too optimistic, as I learnt and witnessed, many communities with Kurdish, Sunni, Shia and even Chaldean Christians live together in harmony and peace and looking back upon it, seeing these communities was a highlight of my trip. 
   









غير متصل iabrahimalomran

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 114
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاب الفاضل الاخ نوئيل

تحية لك ولمقالك الجميل

ورد في مقالكم العربي ( كما دعانا الى احتساء البيرة في الجزء المسيحي من دهوك ) ، ألا يحتسون البيرة في الجزء الاسلامي من المدينة
علما بأن وصفكم للجماعة بأنهم علمانيون ... ولا يغيب عن بالي ما تم فعله في زاخو واماكن اخرى لمحلات المشروبات قبل مدة ليست بالبعيدة
اي أن الوضع ليس بمقياس الوصف لزيارة قصيرة ودعوات ومجاملات نجدها اينما نذهب في كل العراق رغم الوضع المتردي

ابراهيم العمران
  كاليفورنيا

غير متصل الأب نويل فرمان السناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي الفاضل الاستاذ ابراهيم العمران
لا يسعني الا ان أقول بأن رأيك سيكون اضمامة فاتتني حقاً في التعليقات التي أوردتها ضمن الموضوع والتي سوف أضمها الى الترجمة للموضوع الموجه الى الرأي العام ذي الصلة مع اقراري بسبقك الصحفي، و مع مشاعر التضامن مع كل  للمتضررين في الأحداث من الأعزاء  بدري وطالب وقيصر وياسر وسواهم ممن لا بحضرني اسمهم.
ومحبتي. ا. نويل

غير متصل سامي هاويل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 365
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
دردشة عن "القراءة الواقعية" للأب نوئيل فرمان حول شهادة (الرحالة) ريشار غودرو الى شمال العراق
سامي هاويل - سدني
رابط مقالة الأب نوئيل فرمان
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=728301.0

قبل الولوج في قراءة الأب نوئيل فرمان هذه، أود الإشارة الى سلبية غياب الفكر القومي الخلاب الذي يشكل الخطاب القومي الموحد أحد أركانه، حيث نلتمس أختلافات فكرية ورؤى مختلفة ومتنافضة بشكل كبير على المستوى الفردي والمؤسساتي حول مسائل تؤثر بشكل مباشر على وجودنا كأمة، بالإضافة الى تعريف وتسمية أمور ومسميات بغير عناوينها الصحيحة، حيث تلعب بعض الرؤى ومنها قراءة الأب نوئيل فرمان دوراً كبيراً في حجب وإخفاء الحقيقة الواقعة والمرّة التي يعيشها أبناء أمتنا في العراق، مما يوحي للقوى المؤثرة المحلية منها والدولية أيضاً بأننا نؤمن بأننا نعيش حرية وأمان واستقرار ونتمتع بحقوقنا إسوة بباقي القوميات الأخرى في العراق أو في بعض أجزائه، وهذه المواقف ترجح للسكان المحليين وغيرهم من المهتمين بشؤون المنطقة صحة قناعاتهم بحقيقة أفتقارنا الى النضوج الفكري في هذا المجال وعدم قدرتنا كأمة على التفاعل مع الواقع ومواجهة تحدياته بشكل يخدم مصالحنا، ولنا الرغبة في البقاء تحت سيطرة الآخرين يقررون مصيرنا كرعايا تابعين لهم، يضعون يدهم على مقدراتنا ويشملوننا ببعض الفتات من الحقوق الإنسانية.
لقد جاءت قراءة الأب نوئيل فرمان هذه غير موفقة ومنافية للحقيقة ( مع أحترامي لشخصه الكريم) مثلما هي شهادة الرحالة نفسه، وما أثار أستغرابي فيها هو إن (الرحالة!) الشاب لم تكن له الرغبة في الكتابة عن رحلته ( لمدة أسبوع ) الى شمال العراق ( آشور ) ولكنه فعل ذلك نزولاً عند رغبة الأب نوئيل فرمان. هذه الرحلة التي أسماها الأب الفاضل بـ"الشهادة"، وجاءت تعليقاته أيضاً بمثابة التعبير عن وجهة نظره المؤيدة لها! نتسائل: هل هذه هي حقيقة وجهة نظر الأب الفاضل نوئيل فرمان السناطي حول أوضاع شعبنا الذين هم تحت سيطرة القيادات الكردية الحاكمة وسلطاتها؟ ثم ماذا كانت مصلحتنا كأمة من نشرها؟.
إذا كانت هذه هي قناعته فإنه لمن المحزن والمؤسف جداً أن تكون كذلك، خاصة عندما تأتي تعبيراً عن رأي أحد كهنتنا من أبناء قرية سناط ، هذه القرية التي هجرها أبنائها قسراً منذ عام 1976 ولم يتمكنوا من العودة إليها لاحقاً بسبب الصراع الدائر بين الأكراد والأتراك، لا بل راحت قبل شهور مفرزة مكونة من ثلاثون من قوات الشرطة الكردية لتعتدى على أبناء سناط الساكنين في قرية دشتتاخ المجاورة !!( الرجاء الأطلاع على الرابط أدناه )، من جانب آخر لم تغيب بعد عن مخيلتنا صور شهداء صوريا القريبة منها الذين أُقيمت مراسيم تكريدهم قبل عامين أو أقل من خلال لف نعوشهم بالعلم الكردي!!.
مع هذا نقول كان سيهون الأمر إذا كان محصوراً بحالة أعتداء واحدة أو إثنتان، ولكنه حال جميع قرانا التي تقع تحت السيطرة الكردية دون أستثناء، فالتجاوزات مستمرة والمضايقات جارية على قدم وساق، لا بل فاق أحتلال الأرض ليصل الى درجة الأحتلال الفكري لأبناء الشعب الآشوري، وذلك يظهر جلياً من خلال فرض مناهج تاريخية تُدرس لأبنائنا. من ناحية أُخرى لا أُصدق بأن الأب الفاضل لم يسمع بمعاناة إخوتنا في زاخو عندما أُحرقت محلاتهم (مصدر رزقهم) بتحريض من شيخ كردي يظهر في أحدى لقطات الفيديو وهو واقف في وضح النهار تحت حماية الشرطة المحلية، يتحدث في مكبر صوت ويحرض الجماهير على تكسير وحرق محلات بيع الخمور وتهديد أصحابها، وعلى أثرها تعرض أهلنا في زاخو وشيز وديرالوك الى أعتداءات همجية أثارت الرعب بينهم ولم يرف جفن للسلطات المحلية الكوردية، بينما بقيت قضيتهم معلقة حالها حال الكثير من عمليات الأغتيال والتجاوزات والخروقات الأُخرى، فأين هو الأمان  والتعايش السلمي الذي تستشهد به أبونا ؟ وهل هناك من مبادرات توحي بأن للسلطات في الشمال خطوات وبرامج لإثبات حسن نيتها بممارسات جدية إيجابية على الأرض في هذا المسار؟ بالتأكيد لا توجد لحد الآن.
من ناحية أخرى نرى الأب نوئيل فرمان يوصف علاقة المسيحين بهذه الأرض مجرد بأنها (مسقط رأسهم)؟؟، وكأننا لسنا أصحاب هذه الأرض، بينما نراه يؤكد على أن تسمية (كردستان) هي تسمية شرعية تتوخى التمييز الجغرافي !!! والسياسي !!!، والأب الفاضل يُدرك جيداً بأن تسمية (كردستان ) تعني أرض الأكراد، بينما هذه الأرض ليست لهم. إذا كُنا بهكذا تعابيرنُغرب أنفسنا عن تلك الأرض، فلا يحق لنا أن نلوم الملا بختيار عندما أعتبرنا ضيوف في (كردستان) ورئيس الوزراء السيد نوري المالكي عندما وصفنا بالجالية. ويختم الأب نوئيل فرمان، قراءته بذكر الرحالة ريشار على أن زبدة رحلته ذو الأسبوع الواحد هي أن يكون شاهدا على الأنسجام والتعايش السلمي بين الشعوب التي تعيش في هذه المنطقة، متخذا من السيد محمد وبعض الأفراد الذين أحترموهم وقدموا له ولصديقه الولائم الشهية "ذات الطابقين"، وأهتمام الجهات المعنية بهم لغرض حقنهم بما يخدم سياستهم في المنطقة، معياراً للتعايش والمساواة التي لا يوجد حتى ظلها على الأرض.
هل ياتُرى سيرضى أبناء شعبنا في زاخو وفي المنطقة بأكملها بما ذكرته في قرائتك هذه أبونا الفاضل ؟
لن أُطيل الحديث عن الفضائع والخروقات والتجاوزات الحاصلة والمستمرة على أبناء أمتنا الآشورية لأنها كبيرة لدرجة لا يكفي مقال أو إثنان لتغطيتها، بل هي بحاجة الى تقارير وبحوث طويلة ، ولكنني أود القول بأنه إن كٌنا اليوم قد خسرنا الكثير على المستوى القومي، وليست لنا القدرة على أسترجاع أرضنا وحقوقنا  بالقوة، ولسنا متوحدين فكريا وسياسياً للمطالبة بها، فعلى الأقل لنحتفظ بكرامة هذه الأمة ونحترمها ونرحم عقول أبنائها، ونقدس الدماء الطاهرة  لإلاف الشهداء التي سالت على تلك التربة، أرض آبائهم وأجدادهم منذ الأزل.

الرابط أدناه عن أعتداءات الشرطة الكردية على أهالي سناط الساكنين في دشتتاخ
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=692540.0  

غير متصل الأب نويل فرمان السناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
اذا كان ثمة ثمار طيبة تذكر لهذا مقالي المتواضع، فهي ما استحثه في التعليق الاول الذي نال اشادتي واضمامتي وتعاضدي مع المتضررين.
وهذه الثمار هي من باب أولى، في ما جاء بقلم الاخ سامي هاول، وما كنت انتظره من قارئ وكاتب نبيه مثله.
مع شكري  لاسلوبه المحترم في النقد، يليق بدماثة اخلاقه، وأدعوه إلى اعادة قراءة المقال على ضوء تأييدي له، مع الاقرار ان هذا ما استطعت ان اكتبه شخصيا في هذا الموضوع، وان العافية درجات.
مع احترامي ومحبتي