كنَا صغارا نلعب
كيوركيس خوشابا
القمر الغبيُ ما
عاد يزور حيُنا
أو يشرب الشاي
لدى شبَاكنا
أمسى خجولا
يختفي خلف الغمام
آه لمن من بعده !
نروي حكايا حبُنا
أسرارنا أشجاننا
أفراحنا أتراحنا
آمالنا أحلامنا
كان الكتوم الأخرس.
كنَا صغارا نلعب
نطرق باب جارنا ونهرب
تلحقنا الشتائم فنطرب
تحت مصابيح زقاقنا
قرأنا وحفظنا درسنا
سفينة النجاة من عصا
معلم بليد حاول
حشو رؤوسنا الصغيرة
بتاريخ لسلطان مقيت
ومنطق بالٍ قديم
عن أصلنا وأرضنا
عن بيتنا وحلمنا
فما درى شيئا يسيرا
عن حياة أهلنا وعزُنا
حارتنا زقاقنا عالمنا
عن ساكنيه،وضيوفه
ندافع، نخاصم العدا
هذا عظيم فخرنا.
واحسرتاه
حين كبرنا وفهمنا
إنَ الوجود واجب
هبَت رياح عاصفه
فأمطرت سماؤنا الكئيبة
مذاهبا مبادئا مختلفه
تغيرت حياتنا العتيدة
ترعرعت فينا الأنا
تشذرت حارتنا، بيوتنا
تفلسفا تحزُبا تشيعا
فالحب بات ماضيا
والذحل أمسى حاضرا
والحيُ أمسى قبلة
لكل من هبَ ودبَ.
