المحرر موضوع: كلدان في وسط عاصفة  (زيارة 958 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عادل زوري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 88
    • مشاهدة الملف الشخصي
كلدان في وسط عاصفة
« في: 16:36 12/03/2014 »


كلدان في وسط عاصفة


عادل زوري

كانت الليالي مليئة بالانوار
وفي صباح مليء بالأسرار
بدأت الشمس تضيء الدار
ونسمة هواء تحرك الاشجار
نأكل الجبنة وخبز رقاق عند الافطار
ونشرب الشاي مع الاخيار
نتبادل الحديث مع الجار
نسمع الناقوس يدق كالانذار
يدعونا للصلاة وقرائة الاسفار


هبت عاصفة من الاشرار
رمت خراجها كأنها احجار
غطت برمالها كل الازهار
اعمت كل الابصار
احمرت الارض والجدار
عاصفة هوجاء غريبة المسار
تهدأ حينا ثم تزمجر مع الغبار
هزت الابواب وكسرت اواني الفخار
لكن بقينا صامدين أحرار


العاصفة جرفت المياه من الساقية
واوراق الاشجار الصفراء الباقية
ورمتها بين المدينة والناحية
بين الدور والأرض العارية
وغيرت القلوب الى سوداء قاسية
والوان قوس القزح غير صافية
والارامل والاطفال عيونها باكية


استمرت العاصفة دهران
خلعت ابواب الكلدان
ودخلت الدار تحفر بالجدران
تغير التاريخ ووالاسماء والازمان
واهل الدار بين نيام وعميان
لم يظهر في الدار سوى الجرذان
تأكل من بقايا العاصفة بالذل والهوان
وتهمش الاصل وترميه في النسيان


ما زالت تعصف ..وما زلنا صامدين
ما زال الناقوس يدق ..ما زال المسيحيين
ما زالت بابل على ارض ما بين النهرين
ما زالت اور مدينة الكلدانيين
ما زال العراقيين مزروعين بالطين
ممسكين بأوتاد التاريخ الحصين
ما زالت آثار الاجداد الاولين
تحكي لنا تاريخ الحضارات منذ الاف السنين
بالرغم من اقوى عواصف المحتلين
جرفت وسرقت باشكال يندى لها الجبين


غدا تنتهي العاصفة
وتذهب الرياح الجارفة
وتشرق بابل بالشمس الكاشفة
وتعود النخلة شامخة
وتتفتح ازهار عباد الشمس الخائفة
والارض تمتلأ بأفكار هادفة
وتتوقف الشرايين النازفة
وتعود جموع الكلدان هاتفة
قلوبنا هنا مزروعة واقفة
بوجه اقوى واقسى عاصفة