المحرر موضوع: ترى هل ننتظران يلأتينا الفرج  (زيارة 2016 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد شـامـايـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 194
    • مشاهدة الملف الشخصي
                   ترى هل ننتظر ان يأتينا الفرج من الخارج
تشغل معظم المثقفين من ابنائنا في المهجر مسألة  انقاذ اخوتهم في الوطن او على الاقل اصلاح شأنهم اويعبر البعض عن رد اعتبارهم كمسيحيين بعد ان فشلت (كما يعبرون) التسميات التاريخية بظاهرها المبهرة لانها فرقتهم ، كل ذلك نضال على الورق في سوح المواقع الاعلامية العالمية تدونها اقلام حقا نتمناها بانية لشأننا المقلق في الوطن ، هنيئا لهم يملكون من الاوقات والممكنات اللمتوفرة من وسائل النشر والاعلام دون كلف مؤثرة ، والحرية التي تبعد القلق من الآخر الذي قد يحاسبهم ، كما لهم الاطمئنان الذي يوفر صفاء الفكر لاختيار بليغ الكلام وحسن الصياغة ، ولسان حالهم ينبه اخوتهم في الداخل(انتظرونا لا بد ان تتاح لنا الفرص لنشغل المواقع السياسية ونبعد من افسد ساحتكم السياسية والتهى بجمع المكاسب المادية او تاه في الزحف خلف القوى المغرية دون نتائج منقذة الى الحقوق المرجوة كشعب اصيل له ماضيه وتاريخه . هذا ما نسمعه ونلمسه مقاييس اعلامية يبشر بها اخوتنا في المهجر، ولا ننكر ان منهم من حمل ماضيه الساسي المشرف وهاجر .
كلام جميل ، وفي بعض تشخيصاته جوانب صادقة وحلول عادلة بموازين معقولة قياسا بما لديهم من نظام يؤطر بيئة سياسية ومناخات ديمقراطية وعلاقات انسانية تعطي للحياة قيمة وتصون للعلاقات كرامة ، ليتهم يحملون هذا النظام وهذه.. هذه القيم معهم ويحلون في دارهم معززين مكرمين  يفسح لهم كل شاعر بمسؤولية ان قومية او دينية او فكرية انسانية مكانا ، اما من يقف في طريقهم ، يتكفل الشعب الذي سيمتلئ في حينها وعيا وخبرة وشجاعة لازلة القديم الفاسد . هلموا يا اخوتي حاملين عدتكم السياسية الساحرة تطوعون كل المعرقلات التي مستحيل ان تشعرونها بصدق ما لم تعيشونها . هيا الى الوطن ، تناولوا اقلامكم المبرية كالرمح لتكتبوا البليغ المؤثر، مارسوا حياة العاملين هنا وانتم تتوقعون(ما نتوقعه دوما) ان يعترض طريقكم خبر مفجع بشتى الوسائل المفسدة و الفاسدة التي تزرع في وطنكم يوميا فتفقد شعبكم حتى حسن الاصغاء او التصديق او رغبة القراءة ، كم صرخنا ان شعوبنا في البلدان الزاحفة نحو الحرية ارهقتها الدكتاتورية واوغلت في دفعها الى المتاهات وعدم الفهم وتشخيص واقعهم ، والى القيم التي تسعى معها الدول الكبرى والمتدخلة باسم الديمقراطية والحضارة  ترسيخها لتضمن بقاء هذه الشعوب ضحلة التفكيرضعيفة الرفض بل عديمة تبصير التناقضات والمساوئ التي تتراكم حولهم ، بل غيوما تغطيهم وتمنعهم من روؤية  الحقيقة لتلجأ الى الغيبيات وتؤمن بالقدروتقر الواقع بخذلان مهين، تلمسون في المواقع الاعلامية  ونرجو ان تلمسوا مناضلين شجعان مثل كاظم حبيب اوكاظم عبود اوالاعسم اوالحلفي وعشرات مثلهم ، بمبادئ وطنية انسانية ومقالات شجاعة تكشف جروحنا وتعطي الدواء ، لايقرأها الا العشرات ، بينما الصراعات والمهاترات الشخصية في الخارج البعيدة عن واقع الوطن وشعبه يطالعها المئات واكثر منها يتجاوز قراؤها الالف ، حالة بائسة تعبرعن ضحالة لانتمناها لشعبنا في الوطن ، الشعب الذي عليه يعول ان يكون المنقاذ ، هلموا وروجوا اقلامكم بمافاهيم وقيم درستمونها وتعلمتموها في الاوطان الجديدة وتحسسوا كم يكون تأيثر مسعاكم ، قد لا تصدقون ان في الوطن من ناضل لعشرات السنين وما خان او ضعف او مل !!! لكنه تراخى في مسعاه السياسي ليتوجه الى شعبه عن طريق النشاط الاجتماعي الثقافي ليقترب من الشعب عن طريق قصيدة او مسرحية اوورشة عمل او محاضرة فيها الوعي ، يقترب من الشعب الذي كره السياسة وفقد ثقته بها وبكل السياسيين ، نعم فقط الشعب هو المؤهل ان يكون المنقذ لكنه اي شعب ؟ شعب نتمناه واعيا مدركا لواقعه ولاسلوب مسعاه من اجل التغيير لا زاحفا خلف الظالمين لاستجداء الاصلاح المشوه بالفساد ، هلموا واعملوا باقلامكم من اجل وعي مجتمعكم المدني ليعرف طريقه الى اختيار من هو الاصلح في استلام مسؤوليات ومواقع تقرر مصير الوطن والشعب . اليوم اهلكم في بلداتكم وقراكم التي التي ازدحمت باخوتهم الذين تركوا بيوتهم ومقتنياتهم وحلو مزاحمين اخوتهم مصاعب العيش ، كم نادينا ان بامكاننا ان نجعل من هذه البلدات اماكن عمل وان كانت ورشات متواضعة او معامل صغيرة او مواقع سياحية لكنها تفي بالمطلوب الضروري الذي يعرقل رغبات الهجرة .
ليتكم داخلين الوطن منافسين لمن يحتل ساحة اهلكم السياسية وكما ذكرت وانتم تحملون ما تشبعتم به من قيم ، اما ان عجزتم ليتكم تقدرون واقع من يجتهد ويعمل هنا (والمنصف هنا يقر ان هناك اخطاء او تقصير او حاجة الى فهم اوسع فلا نبرئ اصحابها ) بل نقول سخروا اقلامكم بارشاداتكم او نقودكم او تقييماتكم ، فتكونوا حقا مساهمين في الاصلاح وانتم في غربتكم . 

                                                               سعيد شـامايا 17/3/2014