انتقل الى الخدور السماوية قبل ساعات قداسة البطريرك المعظم مار اغناطيوس زكا الاول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق والرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوكسية في العالم اجمع عن عمر ناهز الواحد وثمانين عاما بعد صراع طويل مع المرض، وتوفي في المانيا في حيث كان قداسته في رحلة علاجية، وهذه نبذة مختصرة عن قداسته:
شمعة السريان وجوهرة الزمان
قداسة الحبر الأعظم مار أغناطيوس زكا الأول عيواص
بطريرك الكرسي البطرسي الانطاكي والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع
من الأحبار السريان الأنطاكيين الأجلاء، ولد في الموصل في نيسان سنة 1933م، وأصبح مطراناً لها سنة 1963م، ثم مطران بغداد سنة (1969–1980م)، وخلال هذه المدة عُيَّن مطراناً لأوربا بالوكالة سنة 1976م، ومطراناً لإدارة السريان الأرثوذكس في استراليا سنة 1979م، وانتخب بالإجماع في 11 تموز سنة 1980م بطريركاً لأنطاكية، وتم تنصيبه في عيد الصليب 14 أيلول ليكون خليفة الرسول بطرس المئة والواحد والعشرين.
تلقى دروسه الابتدائية في مدرستي التهذيب للأحداث ومار توما الابتدائية الخاصتين بالكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الموصل.
انتسب إلى المدرسة الإكليريكية الأفرامية في الموصل في العام الدراسي 1946 ـ 1947. وتخرّج فيها بتفوق وحصل على دبلومها في اللاهوت وتاريخ الكنيسة وقوانينها واللغات السريانية والعربية والإنكليزية عام 1954.
بتاريخ 6/6/1954 لبس الإسكيم الرهباني، ودرّس علوم الكتاب المقدس واللغتين السريانية والعربية في المدرسة الإكليريكية ذاتها. ثم التحق بديوان الكتابة في دار البطريركية بحمص كسكرتير ثان عام 1955 في عهد البطريرك أفرام الأول برصوم.
عندما جلس على الكرسي البطريركي البطريرك يعقوب الثالث، عيّنه سكرتيراً أولاً للبطريركية ورسمه كاهناً عام 1957، وقلّده الصليب المقدس بتاريخ 15/4/1959.
انتمى إلى الكلية اللاهوتية العامة للكنيسة الأسقفية في نيويورك عام 1960 ـ 1962 وحصل بعدئذ منها على شهادة الدكتوراه الفخرية في اللاهوت.
عيّن مراقباً رسمياً في مجمع الفاتيكان الثاني لدورتي 1962و1963.
رسم مطراناً للموصل باسم مار سويريوس زكا عيواص مطران الموصل وتوابعها عام 1963. ورعى الأبرشية في الفترة ما بين 1963 ـ 1969.
عُيِّن مطراناً لأبرشية دير مار متى بالوكالة بالإضافة إلى مركزه كمطران الموصل في عام 1966.
انتخب مطراناً لأبرشية بغداد والبصرة عام 1969، كما عيّن في الوقت ذاته مطراناً بالوكالة لاوستراليا.
انتخبه المجمع الأنطاكي السرياني الأرثوذكسي بالإجماع بطريركاً لأنطاكية وسائر المشرق ورئيساً أعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع بتاريخ 11/7/1980. وتمّ تنصيبه في كاتدرائية مار جرجس بدمشق في 14/9/1980 باسم مار إغناطيوس زكا الأول عيواص.
انتخب أحد الرؤساء الأربعة لمجلس كنائس الشرق الأوسط بتاريخ 22/1/1990.
انتخب أحد الرؤساء السبعة لمجلس الكنائس العالمي بتاريخ 14/12/1998
سابق لزمانه، طوَّر الكنيسة بشكل كبير، وهو أول من اهتم وطوَّر سلك رهبانية النساء في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العصر الحديث، متواضع جداً، قال عنه أحد أئمة المسلمين في سوريا: "إن أردت أن تعرف معنى التواضع فعاشر البطريرك زكا الأول عيواص"، حائز على عدة شهادات منها، شهادة الدكتوراه في اللاهوت من جامعة نيويورك، امتيازات وحقوق الزمالة من معهد شيكاغو، دبلوم صحافة من مصر بالمراسلة، بتاريخ 17/12/ 2010م مُنح شهادة الاستحقاق والتقدير العالي برتبة برفسور علاّمة مفكّر والمساوية لدرجة دكتوراه شرف أولى العالمية من جامعة الحضارة الإسلامية، تقلَّد عدة أوسمة، منها وسام مار غريغوريوس المنوَّر وهو أرفع وسام في الكنيسة الأرمنية، قلَّده الرئيس اللبناني إلياس الهراوي وسام "الأرز الوطني من رتبة الوشاح"، يُعدُّ أمير المسكونية في تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بلا منازع، فهو من أكثر بطاركة أنطاكية الذين سعوا إلى التقارب والوحدة المسيحية، ولذلك منحه الكاردينال فرانس كونيك مؤسس جمعية برو أورينتي المهتمة بالوحدة المسيحية لقب "حامي البرو أورينتي"، زار الفاتيكان والتقى مع بابا روما يوحنا الثاني أكثر من خمس مرات وأصدر بياناً مشتركاً، حضر المجمع الفاتيكاني الثاني سنة (1962–1963م) بصفة مراقب وهو أول ممثل في تاريخ الكنيسة السريانية يحضر مجمع فاتيكاني، يُعدُّ من أشد الداعمين لتوحيد عيد الفصح المسيحي وأبدى استعداده لقبول أي يوم أحد من شهر نيسان يتفق عليه الجميع، وهو القائل"لا نشعر أبداً بأننا غرباء عن إخوتنا الكاثوليك، ولا هم غرباء عنا، ولئن سُمُّوا كاثوليكاً وسُمِّينا أرثوذكساً، فهم كاثوليك أرثوذكس ونحن أرثوذكس كاثوليك"، في سنة 1990م أُنتخب أحد أربعة رؤساء لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وفي سنة 1998م أُنتخب أحد سبعة رؤساء لمجلس الكنائس العالمي، وقّع بياناً مشتركاً مع الكنيسة السريانية الكاثوليكية ومع الكنيسة الملكية السريانية (الروم) وأعلن استعداده لإعادة الشركة الكنسية مع الكنائس الأنطاكية الأخرى، زار رئيس أساقفة كارنتربري في لندن، وبطريرك الأرمن والقسطنطينية وروسيا واليونان، وغيرهم.
استلم قداسة البطريرك زكا البطريركية الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية بثمانية عشر أبرشية، وعدد الأبرشيات السريانية في العالم اليوم أكثر من خمسين أبرشية مع الهند، رَسم مفرياناً للهند وحوالي خمسين أسقفاً ومئات الكهنة والرهبان والشمامسة، زار الهند عدة مرات ونجح في حل كثير من الخلافات الموجودة هناك وإحلال السلام فيها إلى حد كبير، شيد عشرات المرافق الكنسية أبرزها دير مار أفرام السرياني المقر البطريركي في صيدنايا قرب دمشق وهو صرح كنسي جميل جداً أطلق البعض عليه اسم "فاتيكان الشرق"، زار معظم الأبرشيات السريانية في العالم، له أكثر من ثلاثين مؤلفاً ترجم قسم منها إلى لغات أخرى، وعندما كان مطراناً للموصل اكتشف في الأول من أيلول سنة 1964م قسماً من ذخائر (عظام) القديس مار توما الرسول.