المحرر موضوع: رسالتها الوحيدة  (زيارة 930 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بهاء الدين الخاقاني

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 28
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالتها الوحيدة
« في: 19:16 02/04/2014 »


رسالتها الوحيدة


بهاء الدين الخاقاني

ألا خذ رسالة صوتي
ألا أسمعْ مقالة موتي
أيا رجلا
من بعيد أتيتَ وتأتي
أيا من نسته العشائرُ
والأصدقاءُ وبيتي
غريبا .. عجيبا .. بعيدا.. قريبا ..
فجئتَ محمل مجهول عمر
فكنت المريبا
ألا أقرأ.. فكنت أديبا
الا اسمعْ .. أراكَ أريبا
فكيف اقترابك.. كيف ظهوركَ
أيقض مني سباتي .. فأحدث فوضى شتاتي
جراحا بحبري .. موالدَ شعري
يفجر صمتَ وجودي .. يشل جنودي
أيا شامة قد تنام بجيدي
أيا ثورة البحر .. في ليلة البدر
يا رجلا قد عرفت الولوج إلى العرقِ
مذبح امرأة فتشت عن هوى العشقِ
يا من خلقت لنحري.. إليك بسري ..
ستلقى عيوني .. بما ذبلت من جفوني
بلاغة صبري.. بلاهة عمري ..
مجاهيل أمري
فاني معاكَ ..
فقدتُ لساني ..
لألقاك أسمى المعاني .. لأحلى مغاني
أنا بهواك ..
فقدتُ مكاني .. وجدتُ مكاني
وجدت زماني .. بحسٍّ كفاني
ولكن فوا أسفي ..
لا تراني
جميع الخلائق .. كلّ المناطق
قد عرفوا غيرك بين جناني
فوا أسفي من رهاني
تأخرتَ أن جئت بعد فوات الآوان
وبعد اختياري.. وبعد اصطباري
وبعد احتضاري
فهذي الرسالة تشرح مني بياني
أيا لمعة في كياني
أيا شعلة من بريق العواصف تهوى
لتلهب عمق ظلامي
أيا منبعا من سحيق التواريخ أنبا
يجيب على أسئلتي في الغرام
أيا رجلا للهيام
لماذا هو الحبّ .. ماذا هو النبض ..
ماذا هو القلب ؟
زلزلة كنتَ جاء بها الربّ
ردّ بها لدعائي .. لإسئلتي من عنائي
أيا رجلا
انا امرأة في الأنوثةِ
تحضن أسوار المنيةِ
لا تسقط الحبّ بين الخيانةِ ..
اِعلمْ .. بأني لهذي الحقيقةِ ..
لكنْ .. هواك كلّ المصيبةِ
بهذي الطبيعةِ
غسّلتُ روحي بلون الطبيعةِ
كأنثى لترقى صعودا
حبيبا هناك.. معاكَ ..
لتندى بطبع الحبيبةِ
يا جنتي ..
كم أفتش عنكَ ..
وعن كلِّ نبع الحقيقةِ
يارجلا .. وطنا ..
معبرا للسماءِ
فعفوا جهلت فضائي
فمن ياترى قد يذيب جفائي
فمن يستحق الحبَّ مني
يطيح عنادي
فكلّ الشبابِ أرادوا فؤادي
جهلت مشاعر هذا المرادِ
لهذا.. فوا أسفي ..
قد وهبتُ الفؤاد لأوّل شخص ينادي
لأني جهلت أحاسيس هذا الودادِ
لهذا دعوتُ :
الهي أريد جواب سؤالي
لشيء أراه محالا لحالي
تساءلتُ ... ما الحبُّ ... ماالقلبُ .. ياربُّ ؟ ..
أنت تفاجيء بابي
لتطرقه بارتيابِ
لتظهرَ كالرعدِ .. كالعهدِ .. كالوعدِ ..
بين ازدحام الضبابِ
كالبرق .. كالشرق ..
لتحيي شبابي
فأدركتُ فيك جهادي
ظهوري .. غيابي
لأدرك إني لهمٍّ وحزن ..
لسهدٍّ مَعادي
فكم كنتُ فاقدة من عواطف بين الرمادي
عواطف تبني ودادي
فمنذ بواكير حلم الأساطير
عند طفولة ذاك الشعور
بعدتُ عن السرِّ..
ذاك المخبىء بين العصورِ
عن السرِّ ..
ذاك الذي يفتديه الفوارسُ ..
مرّ الدهور
تطير إليه النوارسُ ..
من أجله في قفار الصخور ..
ومنه تكون النساء هوى الشعراءِ
يضحي له العاشقون بمهر الدماءِ
يناجي المحبون فيه بروح السخاءِ
وملّ الفلاسفة الداءَ منه بدون دواءِ
لأعلمَ فيكَ تقامُ فنوني
ليذرى رمادي ..
فبان جمار جنوني
لأنثرَ شَعري بزهو أمامَ المرايا
وأطلق ألفَ فتاةٍ بنار حشايا
فأبصرتكَ السرَّ تحيى الحكايا
تنوّرُ ليلي .. خيالي .. منالي ..
تقيم قصوري
لأعلم فيكَ تهاوى غروري
لأعلم منكَ يعز غروري
أيا رجلا ..
من شذى عطره أكتفي عن زهوري
أيا من تحدث عنه المعادون
حتى المحبون
انكَ طبعُ الشرور
ولكنْ أراكَ سروري
واني أراكَ على سجدةٍ ..
في الليالي تطولُ
واني أراك إلى قبلةٍ ..
في المخابي حوتكَ وفيها فصولُ
واني .. واني ..
واني أرى همسة فيكَ تحيى عليها طلولُ
واني أرى نغمة منكَ تزهو إليها سهولُ
أيا من أراه يخضرُّ فيه الفضولُ
فما الافتراء
وهذا الهراءُ ؟
وقالوا .. وقالوا
ونالوا .. ونالوا ..
وقد مزقو ريشك المستنير
بظلم مطير
ليزداد نزفكَ عند العبور
أيا لوعة النازفين
أيا قمة للمحبين والعاشقين
بأحلام تعلوكَ مثل الصقور
أيا قمة للطيور ..
فحَليتُ .. يا عذبُ .. فيكَ بحوري
لأبقى بحِيرةِ ضدي .. بضدي ..
أقاوم وحدي .. لوحدي ..
فودّكَ يرفض عندي .. ويقبل عندي
أجرب فيك عفافي ..
فأدركت رغم تعشقِنا ..
ما تكون المرافي
ملكتكَ بيتي .. فعشتكَ لحدي
أيا كائنا من قلاع الخلودِ
أيا خاشعا في رياض السجودِ
أيا صاعدا من جذور الورودِ
أيا ذائبا في خدودي
لتحمرّ من حرقتي .. في رؤى شمعتي
في تحدي بريق عيونكَ ..
طالت بها ليلتي
فتساءلت :
كيف الهوى .. كيف تلك الرؤى
في ذرى الشامخات مثل التردّي ؟
فودّي .. لودّكَ لايستكين بحدّ
تساءلتُ:
هل من مبالغةٍ ..
أن يقول الحبيبُ أحبّ ؟
مبالغة في حوار القصائدِ ..
كلّ الأغاني تكلّم فيها المحبّ
هل من مبالغةٍ ..
في الأثير نبرة صوت لها يرجف القلب؟
هل من مبالغةٍ ..
يمسك المرء معنى الجمال؟
مبالغة أن نعيشَ بضد القتال؟
فكان دعائي لهذا.. وكان سؤالي
فكم قد سخرتُ من العاشقين ..
لأنّهُمُ قد أحبّوا
ضحكت من الوالهين
لأكبُوَ أكبوْ ..
ولكن فما كان ظني ..
مجيأك سوف يكون عقوبة ذاك التجني
واِنكَ حبّي المغالي
وأنت وصال خلاف الوصال
ألا المسْ ..
قساوة كلي وكلكَ بين مقالي
أنا امرأة عشت هذي الحياة دلالي
أنا امرأة رغم نيرانها..
رغم آلامها ترتقي للكمال
أنا امرأة في ذرى الشمس ..
كم طهّرتْ عفة كي تغالي
سأبقى .. وأبقى ..
أقبل ما هبّ منكَ نسائم بين الرياح
سأحضن ما جاء منكَ كلّ الخطى ..
والجراح
أدوِّنها نظراتكَ نسج وشاحي
أخلدُ كلّ الدموع .. رفاتَ الضلوعِ
ومنكَ ومني ..كؤوسا لراح
سأبقى برغم التنائي ..
بحبي إليكَ سلاحي
وسوف .. وسوف..
أتابع ما كان أو يكون ..
على الهجر والبعد منكَ بعمق جراحي
أيا رجلا
من جراحات دهر ..
وبين نزيف عراق .. وحبٍّ له في كفاح
أضيف جراحي إليهِ .. أضيفُ كفاحي
أنا امرأة قدري ..
أن يكون فؤادكَ بيتي
أنا امرأة قدري .. أسفي .. جسدي ..
أن يعيش بهجر غرابة موتي
فهذا اختياري .. وهذا انتحاري
ولكن برغم احتضاري ..
برغم البعادِ أكون لهمِّكَ يا رجلا ..
بانتظار
ألا خذْ معاني القوافي ..
غرابة هذي المنيةِ
خذها بقايا حياتي .. بقايا القصيدةِ
خذها لمجد الروايةِ
حبّي وخلي ..
الاعشْ لذكرى العبارةِ
عشتُ لذكراكَ
عشْ أنتَ ذكرى الرسالةِ ..
ذكرى الفضيلةِ ..
كنْ أنتَ عشي .. ألا أنتَ عرشي ..
أيا من أتيتَ وتأتي ..
ألا أنتَ بيتي .. ألا أنتَ صوتي
ألا اعرفْ ..
بأنكَ أنت لموتي
ألا اعرفْ ..
بأنكَ أنت بقلبي وبيتي


bahaaldeen@hotmail.com
bahaa_ideen@yahoo.com