المحرر موضوع: هل الله موجود؟ كيف تثبت ذلك بالمنطق؟ (الجزء الغير المنشور من كيف بنت الكنيسة الكاثوليكية الحضارة الغ  (زيارة 4590 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل الله موجود؟ كيف تثبت ذلك بالمنطق؟ (الجزء الغير المنشور من كيف بنت الكنيسة الكاثوليكية الحضارة الغربية)*


مقدمة:
كما ذكرتُ في المقالات السابقة من هذه السلسلة فأن العلماء اللاهوتيون والفلاسفة في العصور الوسطى كانوا ملتزمين بالمنطق العقلاني سعياً وراء الحقيقة. اليوم سنرى كيف استعملوا النقاش العقلاني والمنطق السليم للجواب على السؤال الاهم والأعظم في الحياة: هل الله موجود؟ كيف استعملوا العقل ليبينوا ذلك؟

في أحد الحلقات السابقة تحدثنا عن كيفية تشكيل نظام الجامعات الغربية والدور الأساسي للكنيسة الكاثوليكية في نشوء الجامعات وتطورها، رأينا كيف ان البابوات كانوا ملتزمين بحماية الطلاب ورعاية الحياة الجامعية. لسوء الحظ فان عامة الناس اليوم نادراً ما يُرجعون الفضل في نشوء الجامعات للكنيسة ولكنني أستطيع ان أوكد لك بأن ما تقرأه هنا مقتبس من مصادر رصينة وفي متناول اليد، كل ما يمكنك أن تفعله هو أن تقتني مرجعاً اكاديمياً رصيناً يتحدث عن تاريخ نشوء العلم واقرأ كل ذلك بنفسك.

لذلك فاليوم سنحاول أن نبين كيف ان علماء لاهوتيون كبار في الكنيسة قد برهنوا بشكل منطقي كيف يمكننا اثبات وجود الله، لأن ما نلاحظه اليوم هو هجمات متعددة من أناس يعتبرون أنفسهم ملحدين ويعتقدون بأنه من غير المنطقي أن تؤمن بوجود الله وبأن العقل النقدي العلمي لا يمكن أبداً أن يؤمن بوجود الله.

القديس توما الأكويني:
من هؤلاء العلماء اللاهوتيين والفلاسفة نذكر على سبيل المثال القديس توما الاكويني 1225 – 1274 (Thomas Aquinas)، هذا العالم الفذ الذي عاش في القرون الوسطى لم يكن فقط مهتماً بالجواب على الأسئلة الفلسفية العميقة بالاعتماد على العقل البشري والمنطق ولكنه كان يجيب أيضاً على المعارضين له بسخاء قل نظيره ويتوقع اعتراضات اضافية ليجيب عليها بنفسه وبنفس الطريقة الأكاديمية الرصينة.

أنواع المعرفة البشرية بحسب توما الأكويني:
ان هذا القديس العظيم عاش حياتاً قصيرة (49 سنة فقط) ويدهشنا أكثر اذا ما تعرفنا على أعماله ومؤلفاته الكثيرة. لقد كان توما الأكويني، كغيره من العلماء اللاهوتيين في عصره، مقتنعاً بأن الايمان والعقل لا يمكن أن يتعارضا، كما وآمن بأن المعرفة البشرية تتكون من ثلاثة أنواع مختلفة:

1-   البعض من معرفتنا البشرية أتتنا من الوحي أو الكشف الالهي وحده: مثال على ذلك، عقيدة الثالوث الأقدس، نحن نعرف بأن الله واحد في ثلاثة أقانيم. هذه الحقيقة ما كانت لتصلنا من خلال المنطق البشري لولا ان الله قد كشفها عن ذاته الالهية بنفسه، فهذا أحد الأسرار العميقة التي لا يمكن للعقل البشري استنتاجها. بالرغم من وجود البعض من الفلاسفة الذين حاولوا أن يثبتوا هذا اللغز باستعمال المنطق البشري أيضاً وذلك بالاشارة الى العائلة (بما ان الله محبة فيجب ان يكون هنالك طرفا الحب وكذلك ثمرة هذا الحب، الطفل).

2-   البعض الآخر من المعرفة البشرية هي من نتاج الكشف الالهي وكذلك المنطق البشري: مثال على ذلك، القواعد الأخلاقية، ان فقط التأمل بمنطق بشري في موضوع القتل مثلاً فاننا حتماً سنصل الى نتيجة مفادها بأن القتل هو شيء يجب ان لا يفعله الناس حتى لو لم يقل الله شيئاً عن هذا الموضوع فالمنطق البشري يستطيع أن يستنتج بأن القتل هو شيء خاطئ. ولكن الله قد وصى بأن لا يقتل الانسان أخيه، وربما ستسأل نفس السؤال الذي سأله توما الأكويني... لماذا أمر الله بوصايا يمكننا نحن البشر لوحدنا أن نستنتجها بالمنطق العقلاني بصورة صحيحة؟

أحد الاجوية المقنعة التي يعطيها القديس توما الأكويني لهذا السؤال هو ان سبب قيام الله بذلك هو لكي يُسهِّل علينا الحياة، فليس البشر كلهم فلاسفة أو لديهم 24 ساعة في اليوم ليستنتجوا كل الحقائق والأشياء في العالم باستعمال المنطق. لذلك فالله يساعدنا، ويعطينا نصائح ووصايا، وإن نحن نستطيع ان نستشفها بالمنطق، وذلك لكي يسهل علينا الحياة.

3-   والجزء الآخير من المعرفة هو نتاج المنطق العقلاني البشري فقط: ومثال على ذلك هو ما الذي يسبب القوس قزح؟ ليس هنالك أي دلائل في الكتاب المقدس تشير الى أسباب حدوث القوس قزح... ولا حتى في التقليد المقدس. هذه الأشياء والحقائق العلمية نستشفها باستعمال المنطق البشري والعقل فحسب.

هل الله موجود:
لنعد الآن الى سؤالنا المهم والجوهري: هل الله موجود؟

كما ذكرت اعلاه فان توما الأكويني كان سخياً جداً مع معارضيه في كل المجالات  الفلسفية والحوارية، فهو كان يتوقع جميع اعتراضات الأشخاص المقابلين، حتى انه كان يفكر في اعتراضات لم تخطر ببال أي من معارضيه وكان يقدمها لهم ويقول يمكنك أن تسأل هذين السؤالين أيضاً ولكنني سأجيب على هذه أيضاً.

اذن كما قلنا فان توما الأكويني كان يستبق كل الاعتراضات وعندما حاول الاجابة على جميع الاعتراضات عن حقيقة وجود الله، فكم برأيكم هي عدد الاعتراضات التي واجهها القديس توما على هذا السؤال الفلسفي العميق؟ فقط اعتراضين.

الأول هو وجود الشيطان، والثاني هو ان الكون يبدو وكأنه يدير نفسه بنفسه ولا نحتاج الى الله ليديره. وهذه تقريباً هي نفس الاعتراضات التي بقت الى يومنا هذا.

مثال 1 - كيف تشتري الدجاجة من الكاونتر في السوبرماركت:
وهذا هو ملخص اثبات توما الأكويني لوجود الله باستعمال المنطق، سأحاول ان اُعدّل فيه ليلائم عصرنا الحالي. لنفترض بانك في أحد الممرات في السوبر ماركت وتريد أن تبتاع دجاجة، فتذهب الى الكاونتر الذي فيد الدجاجة ولكنك تتفاجأ بوجود ماكينة تسحب منها رقم لتقف في الطابور وقبل أن تحصل على الرقم ترى بجانب هذه الماكنة، ماكنة اخرى تقول لك، يجب أن تأخذ رقم مني لكي تتمكن من الوقوف في الطابور لتأخذ الرقم الآخر الذي يخولك للوقوف في طابور كاونترالدجاجة... لقد أصبح الوضع صعباً جداً بالتأكيد، ومع ذلك ولشدة ولعك وحبك بالدجاجة فانك تقرر أن تفعل ذلك، ولكنك تتفاجأ بوجود ماكنة رقم أخرى بجوار الثانية تقول لك: كلا ليس بهذه السرعة يا رجل، فيجب الآن أن تأخذ رقم مني أنا... حسناً الآن أنت محبط فعلاً لأنك يجب ان تأخذ رقم للوقوف في طابور لتأخذ رقم للوقوف في طابور آخر لتأخذ رقم آخر لتقف في طابور كاونتر الدجاجة.

وأنت في هذه الحالة الميئوس منها، تلتفت برأسك لترى عدد لا متناهي من ماكينات الرقم التي يجب أن تأخذها على طول السوبرماركت، فتفكر هل تستطيع أن تصل الى كاونتر الدجاجة أصلاً؟ بالطبع لا، لأنك ستصرف ما تبقى من حياتك البائسة والمعدمة محاولاً أن تأخذ رقم لتقف في الطابور ولكنك لا تستطيع فعل ذلك لأنه هنالك دائماً ماكنة تسبق الاخرى يجب أن تأخذ الرقم منها وهذا يستمر لعدد غير متناه، فلن تستطيع أن تتمتع بالدجاجة التي تحبها، هذا مؤكد.

لنفترض انك الآن تتجول في السوبرماركت محبطاً وناقماً على الوضع ولكنك ترى شخصاً بيده دجاجة عندها تعلم بأن ماكنات الأرقام لا يمكن ان تستمر الى ما لانهاية واللا فكيف حصل هذا الشخص على الدجاجة؟ يجب أن يكون هنالك نقطة بداية في مكان ما.

مثال 2- كيف تسجل في كورس جامعي معين:
لناخذ المثال الثاني: لنقل بانك تريد أن تسجل في كورس معين في أحد الكليات، فتعلم بانك اذا أردت ان تسجل في ذلك الكورس فعليك بمقابلة السيد بيتر، فتذهب لمقابلته ولكنك تتفاجأ بانه لا يقابلك قبل أن تذهب وتقابل السيد يوحنا، الذي بدوره يقول لك بانه يتوجب عليك مقابلة السيد رامي قبل أن تتمكن من مقابلته... فتقول في نفسك ما هذا الروتين المعقد؟ أنا لا احتاج الى هكذا كورس فهو حتماً سيدفعني الى الجنون (هذا اذا ما حصلت عليه أساساً) لانه هنالك دائماً شخص ما قبل الأول لتأخذ الموافقة منه قبل أن تسجل اسمك فيه.

ولكنك ترى في الكلية أشخاصاً مسجلين في هذا الكورس بالتحديد، عندها تعلم بانه لا يمكن أن يكون هنالك عدد لا متناه من الأشخاص الذين يجب ان تأخذ موافقتهم، واللا فكيف سجلوا هؤلاء في هذا الكورس؟

قانون السببية:
الآن، ما علاقة كل ذلك بوجود الله؟ نحن البشر لدينا فكرة أساسية وبديهية وهي بان لكل فعل يجب ان يكون هنالك سبب معين، فلا شيء موجود بنفسه هكذا بدون سبب، لا أحد يذهب الى الشاطئ ليرى قلعة من الرمال ويقول لنفسه، حسناً هذه القلعة تكونت نتيجة فعل الرياح العشوائية أو انها موجودة هكذا منذ الأزل.

أو الساعة التي نرتديها، فلا أحد ينظر الى ساعته ويقول أعتقد بان هذه الساعة كانت موجود بنفسها قبل بدايات الأزمنة. لا أحد سيتفوه بهذه الأشياء فهذا سيكون جنوناً مطبقاً. أو لنفترض بأنك تدخل الى مكتبك وترى كرة بولينك على كرسيك. هنالك الكثير من التفسيرات والتوضيحات لشرح سبب وجود كرة بولينك على كرسيك ولكنك حتماً سترفض فكرة أن الكرة قد ظهرت فجاة هكذا بدون سبب... حتى انك سترضى وتقبل بأسخف وأغرب التفسيرات على وجود هذه الكرة في مكتبك قبل قبولك بان الكرة ظهرت هكذا بدون سبب. ربما ستصل الى أن تفكر بان المخابرات قد وضعتها هنالك للتجسس عليك قبل أن تقبل بانها ظهرت هكذا فجاة وبدون سبب.

حتمية وجود بداية للكون:
حسناً هنا نرى اثبات القديس توما الاكويني: لكل فعل هنالك سبب واذا ما اتبعنا هذه السلسلة، الفعل والسبب، الى ما لانهاية فلن نحصل على أي شيء في النهاية ولن يكون هنالك وجود لأي شيء في الكون. فقبل أن يتكون أي شيء، فهو ينتظر مسبباً له وذلك السبب لم يوجد بعد في الكون لانه ينتظر مسبب آخر له وهذا بدوره ينتظر مسبباً لكي يتواجد وهلم جراً... فاذا كان كل شيء ينتظر مسبب آخر لوجوده فان سلسلة المسببات لن تتمكن من البدء ابداً كما في مثال كاونتر الدجاجة، فلو كانت ماكنات الأرقام الى ما لانهاية فلن تتمكن من الحصول على أي دجاجة وبهذه الحالة فلا شيء سيوجد في الكون.

ولكن انظر حولك، الأشياء موجودة والدليل، الحاسوب الذي أنت تقرأ به... اذن نستنتج وبصورة منطقية من كل هذا بان سلسلة المسببات لا يمكن أن تستمر الى ما لانهاية ولا بد من وجود نقطة البداية التي بدأت منها سلسلة المسببات هذه. ولا بد من وجود شيء آخر خارج بشكل كامل عن منظومة سلسلة المسببات هذه ليكون البادئ في تكوين هذه العلاقة بين الفعل والسبب والتي سببت بوجود كل هذه الأشياء في الكون.

المسبب الخارجي الفائق للطبيعة Supernatural:
لقد قال القديس توما بان هذه المسبب الخارجي لمنظومة السببية يجب أن يكون الله. هنالك البعض من الناس سيعترض ويقول، حسناً ومن سبب وجود الله اذن؟ وهذا السؤال يبين عدم فهم كامل لطبيعة النقاش والبرهان. الشيء المهم في هذه المناقشة هي بانه من الضروري منطقياً وبشكل لا يمكن الاستغناء عنه وجود شيء خارج منظومة السلسلة السببية هذه لضمان نشوئها وديمومتها.

لا احد سييعتقد بان هذا البرهان هو صادر من اناس أغبياء لا يفقهون للعلم شيئاً. بل ان هذا البرهان عن وجود الله هو مقنع بشكل ساحق ومنطقي جداً. بالطبع أنت لست مطالب بالايمان بالله باستعمال المنطق فقط، ولكن هنالك العديد من الأشخاص الذين يعتقدون بأن الايمان بالله هو غباء وأمر لا عقلاني وغير منطقي. ولكن هكذا اثباتات منطقية وفلسفية عقلانية تُسهِّل في كسر الجليد والعوائق تجاه هؤلاء الأشخاص. ان كل ما فعله القديس توما الأكويني هو استعماله للمنطق البشري العقلاني وحده، بدون الالتجاء الى أي اقتباسات من الكتاب المقدس لاثبات حقيقة وجود مسبب خارجي لنشوء الكون وان الكون هذا لا بد أن يكون له نقطة بداية ولا يمكن ان يكون موجوداً منذ الأزل بلا بداية. وقد اطلق على هذا المسبب الخارجي اسم الله.

الحياة الأكاديمية في القرون الوسطى:
هكذا كانت الجامعات والحياة الاكاديمية في مرحلة العصور الوسطى، هذه الانواع من النقاشات الجدية والمنطقية الفلسفية العقلانية انتشرت في جامعات القرون الوسطى. لقد سبق وأن وصف البابا اينوسنت الرابع (القرن الثالث عشر) الجامعات بأنهار العلم التي تسقي تربة الكنيسة الجامعة وتثمرها. البابا الكساندر الرابع قال عن الجامعات بأنها مصابيح تضيء وتشع في بيوت الله.

هكذا كانت الحياة الأكاديمية في فترة العصور الوسطى (في القرن الثالث عشر الذي شهد ولادة أرقى الجامعات ذات التقليد الغربي أمثال أوكسفورد، كامبريدج، بولونيا، المدرسة الطبية في ساليرنو، فرنسا، وغيرها من الجامعات التي فاق عمر البعض منها 800 سنة. وهذه الجامعات كانت في معظمها امتداد للمدارس الكاتدرائية التي أسسها الامبراطور شارلماين كما ذكرت في المقالات السابقة من هذه السلسلة).

كم تختلف الحياة الأكاديمية في ذلك الوقت عما نراه هنا في المنتديات وفي هذا المنبر ممن يدّعون الأكاديمية والشهادات العليا ومن ثم لا يجاوبون ولا حتى على سؤال واحد يعارض تفكيرهم، فتراهم يغيرون الموضوع فقط ليهربوا من الاجابة المنطقية العقلانية. أو يتسترون بحجج واهية لا يصدقها اللا الناس السذج الذين تغلب عليهم العاطفة ممن لا يمتون للأكاديمية والعلم بشيء.

دور الرهبان:
ولكن لم يكن فقط العلماء اللاهوتيون هم من بنوا الحضارة الغربية ولكن أيضاً الذين يُصلّون في صومعاتهم فكانوا بالاظافة الى كونهم علماء لاهوتيون ولكن كانوا يقومون باعمال جسدية ويدوية، واولئك هم الرهبان... هؤلاء كانوا من اكثر الناس الذين يمكن أن يُقال عنهم متعددي الاستعمالات ان صح التعبير، فقد كانوا أناس صلاة، مزارعين، خبراء بالمعادن، علماء، أطباء، مخترعين ويقومون بأعمال خيرية ويوفرون المأوى والملاجئ للناس... الخ. الرهبان كانوا أكثر جماعة بشرية معروفة لحد الآن وفرت السبل اللازمة للحفاظ على الحضارة الغربية من الضياع والانحطاط. وهذا سيكون موضوع مقالنا القادم فترقبوا...



*هذه السلسلة من المقالات مأخوذة ومترجمة – بتصرف من كاتب هذه الأسطر – من كتاب للبروفيسور والمؤرخ المعاصر توماس وودز Thomas E. Woods وعنوانه:
كيف بنت الكنيسة الكاثوليكية الحضارة الغربية
How The Catholic Church built Western Civilization
وكذلك مأخوذة من برنامج كان قد عرض على شبكة EWTN الكاثوليكية العالمية للبروفيسور نفسه قبل عدة سنوات عن نفس الموضوع، حيث قمت بتسجيلها في ارشيفي الخاص وأرتأيت بأن أترجمها وأنشرها للمصلحة العامة... فقد آن أوانها.


غير متصل عبدالاحـد قلو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1595
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ المحترم كاثوليك..مع التحية
ونستنتج من السببية والسبب والوجود بأن:
لكل مسبوب سبب
ولكل معلول علة..

 وهاتين العبارتين تتنافيان لكل من يقول بأن الكون وُجد بالصدفة .. لأن الصدفة التي أوجدت هذا الكون يمكن ان تلحقها صدفة اخرى لتزيل هذا الكون وتمحيه..
ولذلك نرى في نظرية الانفجار العظيم بتكوين هذا الكون الذي استنتجها الراهب اليسوعي جورج لومتر.. بانه كانت هنالك بداية لهذا الكون ولم يخلق نفسه بنفسه وبصورته المنتظمة هذه.. فلابد ان تكون هنالك قوة عقلانية مسيطرة على تنظيم هذا الكون بمجراته وكواكبه ونجومه.. وكذلك بوجود الانسان ذلك الكائن العاقل الذي لا يمكن للطبيعة الجامدة ان توجدُه والذي ينافي العلم( لايمكن لمادة حية ان توجد الاّ من مادة حية أخرى/ لويس باستور) وعليه فالانسان مخلوق من تلك القوة الذي كان وجوده حسن وكل شيء خلقه الله كان حسن/ سفر التكوين ..
 تقبل تحياتي والى المزيد من مقالاتك الشيقة..

عبدالاحد قلو

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحيه واحترام ..

شكرا استاذ كاثوليك ..هناك قانون بشري علمي يقول ( المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم ) !!! اذن كل البشريه مدعوه للتفكير والتامل من اين اتى الكون وكيف تكون من عدم ؟؟؟ الا في حاله واحد ان كان هناك من له القدره ان يخلق من العدم ..هذا الذي له القدره ان يخلق من العدم هو الله ..وهذا سؤال اوجهه لكل من يسال من خلق الخالق عوض هذا السؤال اسال عقلك كيف خلق الكون من عدم ؟؟؟...شكرا جزيلا لحضراتكم والرب يبارككم .

                                                                                ظافر شانو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل فريد وردة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 515
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 المحترم  كاثوليك

 تحية للجميع

 أقتباس

 [ الرهبان كانوا أكثر جماعة بشرية معروفة لحد الآن وفرت السبل اللازمة للحفاظ على الحضارة الغربية من الضياع والانحطاط. ] أنتهى

 أي عاقل  ومنصف  يجب  أن  يعترف  بالدور  ألايجابي  للرهبان  والكنيسة  لتطور  الحضارة  والحفاظ  عليها   .

 شكرا  لجهودك  لهذا الشرح  الفلسفي المبسط عن وجود  الله  ونحن بأنتظار  الموضوع  القادم  عن  دور  الرهبان  عبر  القرون

 تحية طيبة

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ كاثوليك

تحية

جهودكم مشكورة والحقائق الايمانية لا يمكن أن تزعزعها أبواب الجحيم مهما حاولت . فليلحد من أراد الالحاد وهو يتحمل نتيجة اعماله ولكن عليه أن يراجع قول الرب المقتبس من انجيل متى في الفقرة التالية:


(مت 6:18-7):-
ومن اعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر. ويل للعالم من العثرات فلا بد أن تاتي العثرات ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتى العثرة.

مع التقدير



غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
شكراً لجميع المعلقين الكرام وأعتذر عن تأخري بالرد لأسباب تتعلق بظروف عملي ووظيفتي، ولكنني سأبدأ بالتسلسل...

الأخ عبد الأحد قلو المحترم، تحية لك...

ان من يظن بان هذا الكون المتماسك والمنظم الى أبعد الحدود قد تكوّن بمحض صدفة pure chance فهو يُعتبر انسان بعيد كل البعد عن الاسلوب العلمي الاكاديمي. ولتبسيط شرح ما معنى ان يكون الكون قد تكوّن بالصدفة، سآتي بمثال تطبيقي لأحد علماء الفيزياء عندما قام بالتشبيه الجزئي التالي:

ان من يعتقد بأن هذا الكون المنتظم بقوانين فيزيائية وقيم رقمية ثابتة لا تتغير وتتحكم بمسار الكون والحياة الطبيعية التي فيه، ان من يظن بأن كل هذا قد تكون بالصدفة فهذا يعني ببساطة شديدة بأنك جئت بقرد (سعدان) وقلت له: أيها القرد! خذ هذا الكومبيوتر وخذ هذه مؤلفات شكسبير الكاملة، أريدك أن تطبع كل هذه المؤلفات من خلال استعمال ضغطة أصابعك بشكل عشوائي على الكيبورد وعندك فرصة واحدة لكل ضغطة. سآتي بعد اسبوعين لأجدك قد أكملت طباعة مؤلفات شكسبير كاملة وبدون أي غلطة املائية تُذكر... بالاضافة الى ذلك فانك تتكلم مع القرد كما تكلم انساناً طبيعياً ومفترضاً بأنه يفهم لغتك أيضاً! وكل ذلك وأنت تعطيه فرصة واحدة فقط لكي ينهي الطباعة خلال مدة اسبوعين فقط، وأنت تتوقع ان القرد بواسطة ضغطات عشوائية لأصابع القرد على الكيبورد بأنه سيقوم بهذه المهمة.

هكذا تشبيه قد يساعد البعض على فهم الى أي درجة من الاستحالة تكون عملية تكوّن الكون بالصدفة pure chance

أما بالنسبة لنظرية الانفجار العظيم The Big Bang Theory للراهب اليسوعي البلجيكي الأصل جورج لوميتر Georges Lemaître فهي من أعظم النظريات لحد هذه اللحظة وأقربها للقبول في الأوساط الأكاديمية العلمية فيما يتعلق بتفسر كيفية نشوء الكون نتيجة للاثباتات العديدة والحديثة التي تحتم وجود بداية للكون كاثباتات نظرية البي في جي BVG theorem (هي اختصاراً للحروف الثلاثة الاولى من أسماء العلماء Burde, Vilenkin, and Guth) لأن نظرية الانفجار العظيم ببساطة شديدة (سيكون لدي مقالة مفصلة عن هذا الموضوع المتعلق بالاثباتات الجديدة عن حقيقة وجود الله من فيزياء الفلك) تفترض وجود بداية للكون ومعنى مصطلح وجود بداية للكون بمفهوم فيزياء الفلك يعني اثبات قوي لوجود الخالق الذكي Intelligent Creator أو ما يُدعى بالتصميم الذكي أو الخارق للطبيعة Supernatural design للكون. وبحسابات بسيطة اذا ما أخذنا بالحسبان معدل تسارع الكون فان عمر كوننا الحالي يُقدره العلماء بحوالي 13.8 بليون سنة منذ لحظة الانفجار الكبير.

هنالك الآن أفكار عدة من قبل ملحدين وهذه ليست نظريات حقيقية ولكن فقط أفكار تفترض وجود عدد كبير جداً – بلايين – من الأكوان (والتي بالمناسبة لم نكتشف ولا واحد منها خارج كوننا الحالي) في محاولة فاشلة ويائسة لدحض نظرية الانفجار العظيم للراهب والعالم الفيزيائي جورج لوميتر والتي وجدت لها اثباتات عديدة كما ذكرت، وأحد هذه الاثباتات بأن الكون الذي نعيش فيه هو في توسع وامتداد كبير منذ لحظة حدوث الانفجار الكبير ولحد هذه اللحظة وهذه حقيقة مثبتة علمياً فالمجرات وُجدت بانها تتباعد عن بعضها البعض بسرعات كبيرة.

ولكن حتى لو افترضنا جدلاً بوجود بلايين وبلايين من الاكوان الغير المكتشفة، فان نظرية البي في جي BVG Theorem تحتم على كل هذه الأكوان وجود بداية لها كلها أي بمعنى آخر وجود خالق ذكي لأي عدد من الاكوان يمكن أن يكون قد وُجد – ولكننا وكما قلت ليس لدينا أي دليل على وجود أي كون آخر خارج الكون الذي نعيش فيه.

الموضوع متشعب جداً ولكن ساحاول ان ألخصه في المستقبل بمشيئة الرب بمقالة مفصلة.

سأرد على باقي المعلقين الكرام تباعاً وأعتذر عن تأخر الرد أحياناً.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز كاثوليك المحترم
تحية..
بارك الله بك وبجهودك القيمة .. الأيمان بالله نعمة لمن لايدع للشك مجالا بان يتسلل الى قلبه، ونقمة لمن لديه عيون لاترى واذان لاتسمع كما قال سيدنا يسوع المسيح.
اذكر هنا مثلا بسيطا عن ايمان احد العلماء بالله بعد بحث طويل، ورجل بسيط منحه الله نعمة الأيمان دون اي شك, النتيجة في الآخر واحدة:

قيل لرجل بسيط: أن فلاناً من العلماء قد فرغ الليلة من إقامة ألف دليل على وجود الله؛ فقال: لأن في نفسه ألف شبهة. أما هو فالأمر عنده لا يحتاج إلى إثبات.

لن تستطيع ان تقنع شخصا معينا بوجود الله إن لم يكن لديه إستعداد لقبول فكرة وجود الله اصلا رغم الشواهد والدلائل التي تثبت ذلك ويعجز العقل البشري عن تفسيرها. هناك اشخاص يقودهم عجزهم هذا الى الأعتراف بمحدودية عقلهم بالمقارنة مع عظمة الكون ودقة ترتيبه فيعترفون بوجود قوة خارقة (الله) قادرة على ادارته وتنظيمه بهذا الشكل الرائع،ولكن مع ذلك لايعترفون علنا بوجود الله -كما عرفه الرجل البسيط بالأيمان وعرفناه نحن عن طريق معلمنا يسوع المسيح - ويصرون على السير قدما في طريقهم لأن الشكوك التي بداخلهم تمنعهم من إختيار الطريق المختصر الى الله، فالشك هو نقيض الأيمان.
يقول العالم الأمريكي الفسيولجى أندرو كونواى ايفى :
إن أحداً لا يستطيع أن يثبت خطأ الفكرة التي تقول إن الله موجود، كما إن أحداً لا يستطيع أن يثبت صحة الفكرة التي تقول. إن الله غير موجود, وقد ينكر منكر وجود الله ولكنه لا يستطيع أن يؤيد إنكاره بدليل.


غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ ظافر شانو المحترم، تحية لك...

.هذا الذي له القدره ان يخلق من العدم هو الله ..وهذا سؤال اوجهه لكل من يسال من خلق الخالق عوض هذا السؤال اسال عقلك كيف خلق الكون من عدم ؟؟؟...شكرا جزيلا لحضراتكم والرب يبارككم .

                                                                                ظافر شانو


أنا قد أوضحت وشرحت في هذه المقالة عن منطقية وحتمية وجود شيء خارج المنظومة السببية التي هي السبب في وجود الأشياء في الكون، وهذا الشيء الآخر الخارج عن هذه المنظومة هو الذي سبب في بدء وخلق هذه المنظومة والأشياء من العدم وديمومتها كما تفضلت انت. لأننا لو استمرينا باتباع سلسلة السببية الى ما لانهاية فلن نحصل على أي شيء في الكون ولن يتكوّن أي شي، فكل شيء ينتظر مسبب معين ليتكون. ولكننا نرى الأشياء موجودة حوالينا، الكومبيوتر الذي نقرأ به هذه المقالة، والقوانين الفيزيائية التي تسير الكون. كل هذه الأشياء تجعلنا نؤمن بأنه لا يمكن أن تستمر سلسلة السببية الى مالا نهاية ولا بد من خالق ذكي لهذه المنظومة التي جعلت كل شيء في الكون يتبع قانون لكل فعل يجب أن يكون هنالك مسبب. وهذا الخالق الذكي هو الله.

أما بالنسبة لمن يسأل، ومن خلق الله؟ فهو لم يفهم طبيعة النقاش أصلاً ولا طبيعة هذا الخالق الذي يجب أن يكون خارج سلسلة المنظومة السببية.

غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ فريد وردة المحترم، تحية لك...


أي عاقل  ومنصف  يجب  أن  يعترف  بالدور  ألايجابي  للرهبان  والكنيسة  لتطور  الحضارة  والحفاظ  عليها   .

شكرا  لجهودك  لهذا الشرح  الفلسفي المبسط عن وجود  الله  ونحن بأنتظار  الموضوع  القادم  عن  دور  الرهبان  عبر  القرون

 تحية طيبة


نعم أخي العزيز ان أي عاقل ومنصف يعترف بالدور الحيوي الذي قامت به الكنيسة الكاثوليكية والفلسفة المسيحية بشكل عام في تكوين وتطور الحضارة الغربية. أنا كنت قد كتبت فيما سبق مقالة اخرى تتكلم عن دور الكهنة والرهبان كرواد للعلم وكيفية نشوءه على أيديهم. بالاضافة الى دورهم الأساسي في تشكّل الثورة الصناعية في اوروبا، كل ذلك ستجده في هذه المقالة:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=681066.0

وما ساكتبه لاحقاً سيكون بمثابة تكملة لكل ذلك، حيث سنتحدث عن دور الرهبانيات في الحفاظ على ما تبقى من حضارة متهاوية ابان سقوط الامبراطورية الرومانية واستيلاء البرابرة على مقاليد السلطة السياسية في أماكن متعددة من اوروبا. سنرى كيف أسهم الرهبان في الحفاظ على القراءة والكتابة، الزراعة، الصناعة والتعدين، بناء المستشفيات وغيرها من العناصر الضرورية لمكونات الحضارة الغربية.

ويكفي أن أقتبس هنا ما قاله المؤرخ العظيم ويل ديورانت Will Durant عن دور الكنيسة الكاثوليكية في هذا الصدد، حيث قال بأن السبب الأساسي في التقهقر الذي أصاب اوروبا ابان سقوط الامبراطورية الرومانية وفي العصور الوسطى لم يكن له علاقة بالكنيسة ولكن بالبرابرة الذين كانوا منتشرين آنذاك، الموضوع ليس له علاقة بالدين ولكن بالحروب القبلية والغزوات البربرية، ثم أضاف بأن الدمار كان من الممكن أن يكون أسوأ ما لم تحافظ الكنيسة والرهبانيات بشكل خاص على بعض النظام المتبقي في حضارة متفتتة، وقد فعلت الكنيسة كل ما تستطيع القيام به.

من الجدير بالذكر بأن هذا المؤرخ العظيم لم يكن كاثوليكياً ليدافع عن الكنيسة بهذا الشكل، بل كان غنوصياً (مؤمناً بالفلسفة الغنوصية). أي ان آخر ما يهمه في هذا الأمر هو الدفاع عن الكنيسة الكاثوليكية، حتى انه كان قاسياً معادياُ للكنيسة في بعض المرات. ولكنه مع ذلك فقد علِمَ انه من غير العدل والانصاف أن نلقي باللوم على الكنيسة الكاثوليكية في كل الأخطاء والجهل الذي كان موجوداً في تلك الفترة.

كل ذلك واكثر سيكون موضوع المقال المقبل وسيكون معزّزاً كالعادة باقتباسات من مؤرخين ومفكرين غير كاثوليك، يستشهدون بدور الرهبان المميز في بناء الحضارة. لا بل القسم منهم معادي للكثلكة وللرهبان بشكل خاص، ومع ذلك فلم يجدوا بدّاً اللا وأشاروا الى مساهمة الرهبان العظيمة في الحفاظ على الحضارة الغربية الاوروبية وتطويرها على ما هي عليه من تقدم وازدهار.

غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ عبد الاحد سليمان بولص المحترم، تحية لك...

مرة أخرى أعتذر عن تأخر ردي...

الأخ كاثوليك

تحية

جهودكم مشكورة والحقائق الايمانية لا يمكن أن تزعزعها أبواب الجحيم مهما حاولت . فليلحد من أراد الالحاد وهو يتحمل نتيجة اعماله ولكن عليه أن يراجع قول الرب المقتبس من انجيل متى في الفقرة التالية:


(مت 6:18-7):-
ومن اعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر. ويل للعالم من العثرات فلا بد أن تاتي العثرات ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتى العثرة.

مع التقدير





حقيقة أنا من الأشخاص الذين يحاولون أن يغيروا من قناعات الأشخاص المقابلين بما أراه صحيحاً من وجهة نظري، بشرط أن يكون المقابل متقبلاً للحاور والنقاش معي باسلوب أكاديمي أو منطقي وعقلاني على أقل تقدير. لأنني أنا أيضاً أغير من قناعاتي عندما أصادف أشخاصاً يقنعونني بأفكارهم التي قد تكون جديدة عليّ وبنفس الوقت صحيحة ومنطقية.

ولكنني لا أحاول أبداً ان اغير من قناعات أشخاص لا يمتون بصلة للحوار المنطقي العقلاني ولا يعرفون شيء من النقاش غير التكرار الببغائي لخرافات وافتراءات عن الكنيسة وعن الله والتي يمكن أن يكونوا قد تبنّوها في فترة من فترات حياتهم وأصبحت مناقشة هكذا أفكار مع هكذا أناس صعبة جداً لأنها تأصلت في أذهانهم بشكل لا تكاد تتزحزح وتكاد تكون كل مداخلاتي مع هؤلاء هي لفائدة القراء الأعزاء لا أكثر ولا أقل.

هنا أود أن أشير الى انني عندما نشرت سلسلة كيف بنت الكنيسة الكاثوليكية الحضارة الغربية، فانني تعمدّت عدم نشر هذه المقالة (هل الله موجود) بالذات لسببين: أولهما، لضيق وقتي، فقد كنت انتهز الفرصة تلو الاخرى لأترجم باقي أجزاء السلسلة والسبب الثاني المتعلق أيضاً بالأول وهو بأنني لم أكن أعتقد – والآن أستنتج بانني كنت مخطئاً – بأن موقعاً مثل عنكاوا كوم الذي يزوره أكثرية ساحقة من أبناء شعبنا، يحوي أناس كثيرون لم يعد يؤمنون بوجود الله.

لذلك فان هذه المقالة التي جائت متأخرة، هي محاولة لتغيير قناعات البعض ممن لديه شكوك مقبولة ومعقولة حول هذا السؤال الجوهري: هل الله موجود؟ عسى أن أكون قد وُفِّقتُ في ذلك، أما من لا يريد النقاش العلمي الأكاديمي، فأنا لا أملك أن أغير ذرة قناعة مما لديه ولا ان اغير حتى نواة أو ألكترون واحد من هذه الذرة
.[/color][/font][/size]

غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ جاك يوسف الهوزي المحترم، تحية لك...

.. الأيمان بالله نعمة لمن لايدع للشك مجالا بان يتسلل الى قلبه، ونقمة لمن لديه عيون لاترى واذان لاتسمع كما قال سيدنا يسوع المسيح.
اذكر هنا مثلا بسيطا عن ايمان احد العلماء بالله بعد بحث طويل، ورجل بسيط منحه الله نعمة الأيمان دون اي شك, النتيجة في الآخر واحدة:

قيل لرجل بسيط: أن فلاناً من العلماء قد فرغ الليلة من إقامة ألف دليل على وجود الله؛ فقال: لأن في نفسه ألف شبهة. أما هو فالأمر عنده لا يحتاج إلى إثبات.

لن تستطيع ان تقنع شخصا معينا بوجود الله إن لم يكن لديه إستعداد لقبول فكرة وجود الله اصلا رغم الشواهد والدلائل التي تثبت ذلك ويعجز العقل البشري عن تفسيرها.




ان التساؤل الايجابي – وليس الشك – في مواضيع الايمان، هو طبعاً شيء مستحب ونافع للشخص المعني، والكنيسة بحسب علمي لا تمنع أحداً من السؤال المنطقي والعقلاني في محاولة لفهم أكبر وأعمق لحقائق الايمان.

وفي قمة هذه الأسئلة يتربع هذا السؤال الأساسي والذي يكاد يكون أهم سؤال في عالمنا اليوم: هل الله موجود؟ ونحن مطالبون بصورة أو بأخرى بالجواب عليه. أنا أتفق معك، فان الذي يقبل فكرة الله، فان اثبات وجوده هو تأكيد على ان ايمانه بالله هو صح وفي محله، وهذا بحد ذاته شيء مهم بالنسبة له. أما الذي لا يؤمن ولا يعترف بوجود الله لأسباب لا تتعلق بالايمان ولكنه منفتح لكل الاحتمالات، فأنا أعتقد بأن هؤلاء يستحقون منا جواباً علمياً أكاديمياً شافياً غير الجواب الذي يُقال في التعليم المسيحي مثلاً.

في هذه المقالة، أنا أستهدف هذه الجماعة من الأشخاص العقلانيين والمنفتحين للأجوبة العقلانية المنطقية وأيضاً من لديه شكوك وأسئلة عن كيف يمكن اثبات وجود الله من خلال المنطق.

ان تعليم الكنيسة يعلمنا بأن سلطانة الملائكة (مريم العذراء) كان لها أسئلة مشروعة قبل أن تقول كلمة نعم لله. لقد طرحت هذه الشابة اليهودية الصغيرة (16 سنة تقريباً) سؤالاً جدياً ومعقولاً بوجه الملاك جبرائيل المرسل من الله ليبشرها بأنها ستحبل ابنا. فكان سؤالها، كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلاً؟ سؤال منطقي وكانت مريم بحاجة الى اجابة شافية قبل أن تؤمن وتسلّم ذاتها للارادة الالهية. على عكس زكريا الذي بشره الملاك بولادة يوحنا فكان تساؤله عبارة عن شك وليس محاولة لفهم أعمق.

لذلك ليس كل من يسأل عن حقائق الايمان فهو شكّاك ولكن ليكن جوابنا حاضر لكل من يسأل عن سبب الرجاء الذي فينا، وهذا الجواب يأخذ شكل الايمان تارة، والمنطق البشري تارة اخرى.

شكرا لك وأرجو المعذرة عن تأخري بالرد.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
 ألأخ والزميل Catholic   
سلام ألمحبة
حسنا فعلت بنشرك ألموضوع . صحيح أن ألعالم أخذ بالابتعاد عن ألأيمان لأسباب كثيرة وخاصة في المجتمعات ألتي كانت مراكز للإيمان , ولكن ذلك لن يحول دون ألترويج للفلسفة ألأيمانية وبالذات من قبل العلمانيين ألعلميين  كشخصكم . ولا يخفى عليك بأن هنالك نشاطات متنوعة في هذا ألخصوص في دول كثيرة . فمثلا هنالك محاولات لإدخال تدريس نظرية ألخلق والتصميم ألذكي ضمن ألمناهج ألدراسية في أمريكا والتي بدأت في مدينة دوفر ألأمريكية ، ورغم إخفاقها أولا إلا أنها آخذة بالإمتداد , وهذا ما سوف أتناوله مستقبلا ضمن مسلسلي " ألتصميم ألذكي .... شذرات مختارة " . وقد أظهرت نتيجة إحصاء أمريكي بأن 90% من ألأمريكان يميل إلى وجود قوة خارقة للخلق , ولكن أقل من 10 % فقط من إختصاصيي ألأحياء يؤيد ذلك . إذن مشكلة ألبعض قناعته بأن ألعلم يجيز إنكار ألخالق .
تحياتي
                             د. صباح قيّا

غير متصل bet nahrenaya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 500
    • مشاهدة الملف الشخصي


سيد كاثوليك،

موضوع جميل وجدير بالمناقشه،

ولكن ياترى لماذا يستعين الله باشخاص محددين لايصال رسالته الينا، ولا تكن هناك تجربه ذاتيه مباشره بينه وبين كل انسان، حتى لا تختلط الامور علينا كما هو الحال عليه الان، فمن هو بالاحرى الصادق الامين ومن هو شاهد الزور؟
 فجميعنا متمسكين بحبل الله، ولكننا في نفس الوقت نلف هذا الحبل على رقاب بعضنا البعض!

عوده الى الموضوع:  
لاأحب أن أستبق ماتنشره في هذه السلسله من مواضيع تتطرق حول مدى الارتباط الوثيق بين الايمان والعلم والعلم بالايمان،
ولكن لي سؤال يبقى دائما عالقا في ذهني منذ مدة، وقد تأملت ولازلت أتامل فيه منذ عدة سنوات، وقد توصلت الى بعض الأستنتاجات الشخصية، أود أن أضعها هنا لارى ان كانت جديره بالمنقاشه وتبادل الاراء،
عندما نقول بأن للكون بدايه، فهل نقصد أيضا بأن مفهوم الزمن لنا بدأ مع بداية الكون؟ أم أن الزمن حاله موجوده ودائميه؟
أي بمعنى أوسع، هل أن الله خاضع للزمن، أم أنه خارج عن نطاقه؟ وإن الزمن هو شئ  ندركه نحن البشر فقط لاننا لنا ذاكره وعقولنا لها قابليه تخزين الاحداث التي تنقلها اليه حواسنا بحسب طبيعتها فتصبح تاريخا، ومن ثم يمكننا إعادة فتحها وتذكرها عندما يتطلب الامر منا ذلك؟

بالتأكيد أنا هنا لا أقصد هل بامكان الزمن أن يؤثر على الله بنفس الطريقه التي يؤثر فيها على الانسان، لا أبدا،

فعليه عندما نقول بأن الكون حدث نتيجة الانفجار العظيم نقترح ايضا بان الابعاد المكانية الثلاث والزمن قد بدأت مع لحظه الانفجار الاولى تلك مباشرة ، فهي إذن في هذه الحاله أشياء ومفاهيم تقع ضمن نطاق هذه المنظومة او هذا الحدث (اي الكون) ، أي انها موجودة فقط في أذهاننا وتصوراتنا لاننا جزء من هذا الحدث، ولكنها في حقيقتها ليست كذلك خارج إدراكنا وخارج بناء وتشكيل هذا الكون .
فقبل الانفجار لم يكن هناك أي شئ أو على الاقل لم يكن هناك أي شئ يمكننا أن نتخيله قياسا لهذه المنظومة التي نحن خاضعين لها ومقيدين بها حاليا،

إي أن الانفجار العظيم لم يكن له بداية حقيقيه وفق تصور الله للامور، فلا نستطيع ان نقول مثلا بان الله قرر في لحظه معينه أن ينشئ الكون، لانه ببساطه ليس عنده هناك أي معنى أو وجود لمفردة اللحظه او الثانيه ، فالزمن عنده مخلوق كسائر الامور الاخرى ولايمكن أن يتحكم به، وعليه أيضا ليس الله بحاجة الى الزمن ليرتب على اساسه منهاج أو خطة عمله، فهي أشياء نستعين بها نحن البشر كما ارادها هو أن تكون كذلك، وهي كانت قد وجـِدَت قبلنا لتتحكم بنا ووفق تلك المنظومه التي أخضعت للزمن ايضا.

أرجو ان لا يعتقد بعض الاخوه بانني قد تجاوزت كثيرا، وارجو أيضا أن لا أكون قد تسببت في بعض التشتيت أو الارتباك،
هدفي كان إيصال فكره معينه فقط، ولا اريد الغوص باعمق من هذا حاليا.

مع شكري وتحياتي    


غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ والزميل د. صباح قيا المحترم، تحية لك...


فمثلا هنالك محاولات لإدخال تدريس نظرية ألخلق والتصميم ألذكي ضمن ألمناهج ألدراسية في أمريكا والتي بدأت في مدينة دوفر ألأمريكية ، ورغم إخفاقها أولا إلا أنها آخذة بالإمتداد , وهذا ما سوف أتناوله مستقبلا ضمن مسلسلي " ألتصميم ألذكي .... شذرات مختارة " . وقد أظهرت نتيجة إحصاء أمريكي بأن 90% من ألأمريكان يميل إلى وجود قوة خارقة للخلق , ولكن أقل من 10 % فقط من إختصاصيي ألأحياء يؤيد ذلك . إذن مشكلة ألبعض قناعته بأن ألعلم يجيز إنكار ألخالق .
تحياتي
                             د. صباح قيّا



انني أود أن اتابع سلسلتك، "التصميم الذكي... شذرات مختارة". وأعتقد بأنني قرأت جزئين لحد هذه اللحظة ان لم اكن مخطئاً، وحقيقة فهو موضوع شيق جداً هذا الذي تطرحه وكنت اود أن أكتب مداخلة على الجزء الأول ولكن لم يتسنى لي الوقت حينها ولكنني سأنتظر الجزء الثالث لكي نتناقش بها أكثر.

ان الاستفتاءات التي تُجرى في امريكا بموضوع نسبة المؤمنين بالله - من كل الديانات - فالنسبة لا زالت عالية في أمريكا مقارنة باوروبا، ولا زال الأغلبية الساحقة من الأمريكيين يؤمنون بفكرة وجود الله حتى وان لم ينتموا الى أي دين منظم أو غيره.

ربما ستكون هكذا مناقشات بمثابة نافذة للقراء الأعزاء ليستنشقوا القليل من الهواء الطلق العليل، مع كل هذه المقالات التي تُنشر على هذا المنبر وعلى مدار الساعة، تتناول موضوع الانتخابات – رغم انني لا أعترض عليها ولكنها تصيبني بالهذيان أحياناً، مع الاعتذار لقوائم شعبنا.

ننتظر المزيد من مسلسلكم الرائع.

غير متصل Catholic

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
  • St. Peter's Church, the mother of All churches
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ bet nahrenaya المحترم، تحية لك...



لاأحب أن أستبق ماتنشره في هذه السلسله من مواضيع تتطرق حول مدى الارتباط الوثيق بين الايمان والعلم والعلم بالايمان،
ولكن لي سؤال يبقى دائما عالقا في ذهني منذ مدة، وقد تأملت ولازلت أتامل فيه منذ عدة سنوات، وقد توصلت الى بعض الأستنتاجات الشخصية، أود أن أضعها هنا لارى ان كانت جديره بالمنقاشه وتبادل الاراء،
عندما نقول بأن للكون بدايه، فهل نقصد أيضا بأن مفهوم الزمن لنا بدأ مع بداية الكون؟ أم أن الزمن حاله موجوده ودائميه؟
أي بمعنى أوسع، هل أن الله خاضع للزمن، أم أنه خارج عن نطاقه؟ وإن الزمن هو شئ  ندركه نحن البشر فقط لاننا لنا ذاكره وعقولنا لها قابليه تخزين الاحداث التي تنقلها اليه حواسنا بحسب طبيعتها فتصبح تاريخا، ومن ثم يمكننا إعادة فتحها وتذكرها عندما يتطلب الامر منا ذلك؟

  



ان فكرة الخلق بمعناها العلمي الفيزيائي والرياضياتي تشمل خلق الزمن طبعاً، فالعالم والراهب جورج لوميتر Georges Lemaitre صاحب نظرية الانفجار العظيم، كان قد اعتقدَ بأن منظومة الزمكان بدأت باليوم الذي لم يكن له أمس A day without yesterday بمعنى انه لم يكن هنالك شيء قبل الانفجار الكبير، ومعنى لا شيء بالفيزياء يعني لا شيء البتة، لا مكان ولا زمان Nothing means nothing.

وقد آمن لوميتر بان الكون سيستمر بالتوسع والتسارع. لأن هنالك البعض من علماء الفيزياء المرموقين أمثال ستيفن هوكينك يؤمنون بأن الكون يتوسع الآن بشكل بطيء وليس مثلما كان في بداية حدوث الانفجار الكبير. وهذا التوسع أو التمدد سيتقلص الى درجة السكون ومن ثم يبدأ الكون بالانكماش ليعود الى حالته السابقة لحظة حدوث الانفجار الكبير ومن ثم تبدأ دورة نشوء الكون مرة اخرى وهلم جراً.

ولكن في شتاء 1998، اكتشف فريقان منفصلان من علماء الفلك في بيركلي Berkeley، بأن الكون يتمدد بشكل متسارع منذ لحظة الانفجار العظيم وليس بشكل متباطئ كما يتخيل هوكينك وغيره، مما يثبت ويؤكد بشكل علمي نظرة جورج لوميتر للكون وتفضيلها على نظراءه الآخرين. من حيث ان الانفجار العظيم هي حادثة فريدة ووحيدة وليست متكررة والكون يتمدد بشكل مستمر وعلى نحو متسارع منذ لحظة ولادته بالانفجار العظيم.

الجدير بالذكر هنا بان هذا الراهب اليسوعي البلجيكي، مخترع هذه النظرية الفذة كان قد سافر الى كاليفورنيا في يناير 1933 مع العالم العظيم الآخر البرت أينشتاين لالقاء مجموعة من السيمينارات. وبعد أن انتهى الراهب البلجيكي من شرح نظريته، الانفجار العظيم، قام اينشتاين وصفق وقال:

"هذا أجمل شرح للخلق أستمع اليه لحد الآن وأكثره أرضاءاُ"

http://www.catholiceducation.org/articles/science/sc0022.html

اذن الزمن لم يكن موجوداً قبل الانفجار الكبير، كل شيء كان له بداية. والبداية تعني وجود شيء ما خارج هذه المنظومة كلها ليكون السبب في خلقها وانشائها.

الآن كيف يمكننا تصور "اللا شيء" قبل تكون الكون؟ هذا محال، لأننا داخل هذه المنظومة ولا نستطيع تخيل ماذا يعني عدم وجود مكان ولا زمان. لنأخذ مثال الطفل الجنين الذي لم يخرج خارج الرحم. من المستحيل على الجنين توقع كيف سيكون العالم الخارجي وهو داخل رحم الام. لا أحد خرج خارج رحم الام وعاد اليه ثانية ليخبر التوائم – ان وجدت مثلاً – ليخبرهم عن كيف تكون الحياة خارج الرحم.

مثلما لم يخرج أحداً خارج هذه المنظومة الزمكانية وعاد حياً ليخبرنا كيف هي الحياة الأخرى، بالرغم من وجود حالات متفرقة هنا وهناك عاشت الموت السريري للحظات وعادوا أحياءاً مرة اخرى وتحدثوا عن خبراتهم وكيف عاشوها. ولكن تبقى هذه الأسئلة لغزاً لا يمكن للعقل البشري تصوره.

...




ولكن ياترى لماذا يستعين الله باشخاص محددين لايصال رسالته الينا، ولا تكن هناك تجربه ذاتيه مباشره بينه وبين كل انسان، حتى لا تختلط الامور علينا كما هو الحال عليه الان، فمن هو بالاحرى الصادق الامين ومن هو شاهد الزور؟
 فجميعنا متمسكين بحبل الله، ولكننا في نفس الوقت نلف هذا الحبل على رقاب بعضنا البعض!



الموضوع بسيط ولا يحتاج الى جهد ذهني، لنأخذ مثالاً واقعياً، فالمدير بشركة ما عندما يتخذ قرارات مصيرية فهو لا يتكلم مع كل موظفيه وانما مع أشخاص يأتمنهم على تعليماته بأن تصل الى أشخاص آخرين أيضاً في موقع مسؤولية الى أن تصل المعلومة الى كل موظف. كذلك الحال بالدولة والرؤساء والملوك. ان المؤسسة الهرمية هي من انجح المؤسسات دينية كانت أم علمانية للتفاعل مع الرؤساء والمرؤوسين.

ومع ذلك فالله يخاطب كل انسان مولود على سطح الأرض بواسطة ظميره الحي. والايمان المسيحي ليس عبارة عن طقوس ولكن علاقة شخصية مع الله بواسطة يسوع المسيح والمؤسسة الدينية هي لتنظيم شؤون هذه العلاقة من أجل مساعدة الأشخاص للألتقاء بربهم بشكل أكثر فعالية. لذلك فالمؤسسة الدينية والطقوس والقوانين الكنسية هي ليست عائق نحو هذا التوجه للعلاقة الشخصية بين الله والانسان، بل العكس هي لتسهيل هذا اللقاء على النحو الصحيح والأمثل. هنالك تفاصيل اخرى تُذكر هنا ولكن لضيق الوقت وخروج الموضوع عن اطار المقال، سأكتفي بهذا القدر الآن...

أرجو أن تستمر بطرح الأسئلة العميقة وأرجو أن أكون قد جاوبتك على أسئلتك الممتعة والمشوقة...