انتخبوني رجاءً..
برنامج انتخابي مثير
بطرس نباتيأيام معدودة تفصلنا عن الانتخابات صور ودعايات الانتخابات تملأ كل أحياء المدن والقصبات تتوزع على أعمدة الكهرباء والهاتف وحتى علامات المرور تغطت بها إضافة إلى الجدران ، نجدها مبثوثة في كل مكان، صور المرشحين تحتل الركن الأكبر والأوسع من الفضاءات والشوارع صور فوتوغرافية لمرشحين يرتدون أجمل ما عندهم من ملابس، جميعهم يتمتعون بوسامة وشباب وحيوية .
ما شاء الله ، أبناء القوائم المتنافسة على ما يسمى كوتا شعبنا أو كوتا المسيحيين من أكثر القوائم وسامة وجمالاً ، خطاباتهم مليئة بالوعود كما في السابق ، برامجهم الانتخابية تتكون من وعود لو استطاعوا تحقيقها ، لأصبحنا في بحبوحة العيش ولتحولت حياتنا إلى بهجة وفرح على مدى أيام السنة ، ثلاثة عشرة قائمة لأبناء شعبنا يتنافسون على خمسة مقاعد فقط ، وجل أهداف هذه القوائم وبرامجهم الانتخابية تنحصر في إعادة الأراضي ومحاربة التغيير الديموغرافي .
الكل يصرخ بأعلى صوته انتخبوني فانا سأحقق لكم المعجزات تلو المعجزات ، وهناك من قَدم إلينا من وراء المحيطات قاطعا المسكين نصف الكرة الأرضية لينافس على الكوتا وطبعا ليحقق لشعبه الفردوس المفقود ، فهل نحن عندما سنتوجه إلى صناديق الاقتراع؟ سنحترم مشقتهم وسفرهم المضني من اجل أن يحققوا لنا ما عجزنا نحن أبناء الداخل من تحقيقه لأنفسنا ولمصلحتنا ، والله هؤلاء المساكين كانوا في أوطان المهجر مرتاحي البال يجنون أموال طائلة نتيجة عملهم في مهنهم المرموقة جدا والتي تدر عليهم مبالغ طائلة ، في ليلة وضحاها قطعوا وعدا على أنفسهم أن يتخلوا عن كل هذه النعم ليأتوا إلينا كي يعدلوا من وضعنا ، فهم لا شك أصحاب الكفاءات المتميزة فمنهم من سيأتينا بعشرات المشاريع وينجزها من أجل إنارة شوارعنا المظلمة فيزودنا بالكهرباء الوطنية ليل نهار بدون انقطاع ، ومنهم من سيعمل على إنعاش الزراعة ، أليس من الكفر بأن يهجر فلاحينا قرانا وأريافنا فلا بد من مجيء خبراء في الزراعة كي يعلموننا زراعة الحنطة والشعير والتمور والبستنة وغيرها ، والله نحن بحاجة ماسة إلى جهودهم .
الكل يقول بانه جاء ليخدمنا ويقدم مهاراته في سبيل تطورنا ، فمن نصدق يا ترى ،
أنا وأعوذ بالله من هذه اللفظة التي تدل على الأنانية وحب الذات ، من خلال تطلعي في صورهم الفوتوغرافية وبرامجهم الانتخابية الرائعة المعلنة ، لا أصدق وعودهم لأنني قد جربت غيرهم ، وسأنتخب من يقول صراحة بأنه يسعى نحو تحقيق مصالحه الذاتية ، وبأنه كان عاطلا عن العمل أو لم يحصل على ما سيحلم به حين جلوسه تحت قبة البرلمان من مكاسب وهي على التوالي :
1- سيارة مصفحة امريكي مضادة للرصاص.
2- 20 الف دولار امريكي كراتب شهري مع المخصصات .
3- راتب تقاعدي مدى الحياة وبعد الممات أيضا يتجاوز 10 مليون دينار عراقي
يتمتع به الورثة بعد موته لا سمح الله بعد عمر طويل .
4- سائق وحماية تدفع لهم الدولة العراقية البائسة ، مقطوعة رواتبهم من بؤس هذا الشعب المنكوب.
5- جواز سفر دبلوماسي غلاف أحمر بالباكيت
6- مخصصات سفر وإيفادات حول الكرة الأرضية على حساب ميزانية الدولة العراقية المنهوبة .
7- دفع قيمة الفحوصات والعلاجات من قبل الدولة البائسة إذا ما أصيب ( العضو) البرلماني بوعكة بواسير ولغاية الأمراض الخطرة ومعالجته في أية مشفى ومهما تكن أسعارها عالية ، فنحن ليس لدينا أغلى من ( العضو) في البرلمان .
8- قطعة ارض له ولأبناءه ولذويه في أية بقعة يرغب فيها ، ومنذ الآن أنصحه بأن يأخذها في عنكاوا لكون أراضيها تعادل او تفوق قيمة الذهب .
9- سكرتيرة جميلة ورائعة ترافقه في سفراته وزياراته المكوكية ، ليتباحث في أمور تهمنا نحن المساكين ليجد لمشاكلنا حلولا وعلاج فوري .
10- سيجد عشرات المتملقين من حوله ، هذا يدعوه على الغداء والآخر إلى العشاء وغيرهم يكسب وده ويمسح المقعد الجالس عليه توددا ،ويوما بعد آخر سيزداد وسامة وجمالا فوق جمال .
من سيكتب هذه النقاط العشرة أو يزيد عليها ويعلنها كمشروعه الانتخابي سأنتخبه لكونه يقول الصدق وكل الحقيقة ، ومن يقول انه رشح نفسه من اجل كذا وكذا وكذا وأنه كان في بحبوحة العيش وترك تلك البحبوحة وجاء كي يقدم خدماته مجانا لصالح الوطن والأمة والقومية وغيرها من الفاض الدجل والرياء فلن ألوث سبابتي بالحبر الخاص بهذه العملية أبدا....