المحرر موضوع: قالت لي صغيرتي: ساعيش کوردية وأموت کوردية !  (زيارة 1010 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Mohsin Jwamer

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 93
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قالت لي صغيرتي: ساعيش کوردية وأموت کوردية !
[/color]

محسن جوامير ـ کاتب کوردستاني
هه‌ولير

الطفل في أوروبا مدلل ومکرم، له‌ کل الحقوق والنعم.. وهو فوق الميول والإتجاهات، حسب تعبيرالزعيم الراحل عبدالکريم قاسم في الستينيات والذي قضي عليه‌ من قبل الذين أصبحوا اليوم ـ كذلک ـ عظاما وهي رميم..  لا يهان فيها الصبي ولا يتعرض للسوء من إنس أو جان، وهو في المقدمة في کل ما فيه‌ صالح الإنسان..إلا في الشرق، فان المسکين ينبغي أن يتحمل ما لا يتحمله‌ أصحاب القوة في الأبدان.. ويتعرض لما يتعرض إليه‌ الرجال ويعامل کما أنه‌ مأخوذ بجريرة الآخرين من أي نوع کان.

قبل أيام عندما کانت إبنتي ئه‌ژين أل( 12عاما ) ووالدتها في طريق عودتهما إلى السويد من کوردستان عبر المرکز الحدودي إبراهيم خليل، إذا بالعسکر الترکي يجد في حقيبتهما صورة العلم الکوردستاني منقوشا على مظلة کانت قد إشترتها ـ کتحفة ـ في عاصمة کوردستان لتراوي صديقاتها وتفتخر بأن هذا العلم المظلة يقيها من حر وبرد الحياة وإنها کباقي الأنام شئ مذکور بين الکائنات.. فهاج  الجندرمة وماج، ولم تهدأ ثورة الثور حتی جعل العلم إربا إربا وفق المزاج .. ثم رماه في المزبلة وهو مختال فخورأمام البنت العاجزة عن فعل أي شئ سوی کظم الغيض أمام رجل غول حاقد مارق جاهل أناني لا يعدو کونه‌ من فئة ( حمر مستنفرة فرت من قسورة ) أو من جنس أصحاب الظلف والمخالب في الدنيا وآلآخرة.

الذي عاش في السويد ـ مثلا ـ  يدرک مدی ألأهمية التي يوليها ‌هذا البلد الأمين ـ حکومة وشعبا ـ للطفل، فهذا الکائن الملائکي البرئ فوق الکل وقبل الکل.. إذا أهين من قبل أحد فالناس مجموعون له‌ ضد المهين المستبد.. أما إذا ضرب  فان القيامة قائمة من دون تردد.. ونظرتهم منطلقة من المبادئ التي تکاد لا تخلو منها مدرسة او مؤسسة، بل تکاد لا تجد معلما أو مربيا لا يحفظها أو يطبقها أو يعلقها في الصف کي لا یغادرها.. هاؤم اقرأوا تلکم العبر والقيم لتعلموا ما هي :

ـ الطفل الذي ينتقد ( بالواو على الياء ) لا يتعلم إلا توبيخ الآخرين.
ـ الطفل الذي يضرب لا يتعلم إلا العراک والتحرش بالاخرين.
ـ الطفل الذي يحتقر لا يتعلم إلا الخجل.
ـ الطفل الذي يتعرض  للسخرية لا يمتلک إلا ضميرا سيئا أو وجدانا مريضا.

ـ والطفل الذي يتلقى التشجيع يتعلم الثقة بالنفس.
ـ الطفل الذي يواجه‌ بالتسامح يتعلم الجرأة.
ـ الطفل الذي يتلقی المديح والإطراء يتعلم تقدير الآخرين.
ـ الطفل الذي يرى لعبا نظيفا غير مغشوش فيه‌ یتعلم الحکم بالعدل.   
ـ الطفل الذي يشعر بالصداقة يتعلم الرفق والأنس واللطف.
ـ الطفل الذي يشعر بالأمن والطمأنينة يتعلم الثقة.
ـ الطفل الذي يشعر بالحب ویحتضن من قبل الآخرين يتعلم حب العالم.

تلکم کانت سيماء حقوق الطفل في البلاد الأوروبية ونظرة الإنسان الأوروبي للصغار، وهي تطبق بالمليم، وما في ذلک شک لمن في صدره‌ قلب سليم.. تری ماذا کان نصيب الطفل الکوردي من متع الحياة غير الذل والرعب والسخرية والخجل وقطع اللسان وإلغاء الهوية والجينوسايد والإزدراء بين المخلوقات والبرية ؟!

علی أي حال، لا عتب علی نظام فاشي يخشی حتى من مظلة نقش عليها علم شعب لم يکن دعواه‌ في يوم ما إلا الأخوة بين الشعوب والمساواة بينهم في الحقوق والواجبات.

حينما ألقي القبض على المظلوم أوجلان عام 1999 بذلک الأسلوب المشين، تمنت البنت السويدية الکوردستانية ئه‌ژين جوامیر لو أنها تمکنت ـ بيد سحرية من نوع الرجل الحديدي ـ من خطفه لتحريره‌ من قبضة العنصريين الذين أوقفوه‌ قصدا وحاصروه‌ إهانة بين علمين ترکيين، کي تضمه‌ إلی صدرها الطفولي الأمومي الحنون بعيدا عن أعين الجبناء التي ما نامت أبدا.. واليوم بعد أن مزق الجندرمة علمها الذي أحبته ووقرته‌، وعدت بأن تعيش کوردية وتموت کذلک کوردية، و‌هذا القول جاء ذکره‌ على لسانها حقيقة لا مجازا ولا أحلاما وردية.

mohsinjwamir@hotmail.com[/b][/font][/size]