السياسيون العراقيون -- رجاءا تحدثوا بلهجتنا العراقية ؟
اخيقر يوخنا لكل شعب لهجته الخاصة التي يعتز ويتفاهم و يمتاز بها ويفرقه عن الشعوب الاخرى ذات نفس اللغة لما لها من تاريخ طويل في التبادل الثقافي والحياتي اليومي المستمر وبما لها من وقع نفسي كبير وجميل في اذن السامع من ابناء الشعب حيث تجعل المتحدث بها يتحد نفسيا مع السامع لها ويزداد تفاهمهما وتقاربهما وبما يؤثر ايجابا في زيادة التفاعل بين الطرفين بابسط الوسائل او الطرق لبحث قضية ما او ايجاد حلا لمشكله .
ولهجتنا الشعبية العراقية غنية بالمفردات التاريخية التي تجعل المتحدث بها يحس بعمق انتمائه الوطني وبقوة تلاحمة وتاخية مع ابناء الوطن على الرغم من وجود نكهات خاصة او مفردات معدودة لكل محافظة او منطقة جغرافية فان تلك النكهات او اللهجات ليست على درجة تؤثر بها سلبا على العلاقات الانسانية المواطنية بين ابناء كل العراق .
بل نستطيع ان نقول ان وجود لهجة موصلية ولهجة بصراوية او جبورية وغيرها يسهم في زيادة الصورة الجمالية للهجة العراقية ككل .
ومن السائد الان ان اللهجة البغدادية وبحكم الموقع السياسي لبغداد منذ زمن طويل فانها تكاد تكون هي الاكثررواجا واستخداما او تحدثا بها واكثر قبولا بين ابناء العراق ككل .
ولذلك اتوجه بندائي الى السياسيين العراقيين عامة الى الكف عن استخدام اللغة الفصحى القديمة لمخاطبة شعبنا
كما ان للغة الفصحى مكانتها اللائقة بها في المعابد والمدارس
فاستعمال اللغة الفصحى تبعد المواطن المستمع عن الاستمتاع او الفهم او ادارك ما يقال بصورة عفوية سهلة وبكلمات معدودة ومحددة تستغنى عن القاء خطبة طويلة يتفنن المتحدث فيها من تطويع الكلمات وخلق جمل طويلة وعريضة تبعد الفكرة الاساسية عن المستمع حيث يضيع المخاطب بين كلمات لا داعي لايرادها او ذكرها لانها تكون بمثابة كلمات زائدة عن الرسالة التي يريد ايصالها
ومن ناحية اخرى يحس السامغ بانه واقف امام خطب شعرية وليست كلمات سياسية سهلة الهضم والفهم والاستيعاب للتعامل بها وقبولها والرضا عنها لانها تمس وجدانه وتخاطب عقله بصورة مباشرة وبسيطة وبدون ايه تعقيدات او زخرافات كلامية تصيب السامع بالممل والضجر وتفقد لديه المعنى والحكمة اولغاية من الخطبة
والناظر اليوم الى العالم المتحضر يجد امثلة كثيرة على ما نرمي اليه حيث على سبيل المثال فان الشعب الانكليزي لا يتحدث بلغة شكسبير وكذلك ان المتحدثون السياسيون يستعملون كلمات دارجة وسهلة للتحدث مع شعبهم
وهنا اكتفي بمخاطبة المسؤوليين السياسيين العراقيين بان يطعموا حديثهم لا خطبهم النارية مع الشعب العراقي الذي مل وضجر من لغة الخطابة السياسية المزعجة
حيث ان السياسي الذي يفشل في ايصال فكرته الى شعبة بلغة شعبية بسيطة وبكلمات قليلة ومفهومة يعتبر سياسيا فاشلا
كما ان اللجؤ الى لغة الخطابة الممله والنفخ في الكلمات وتفجيرها في هواء مشحون بالصراعات السياسية لا تنفع شيئا لان صداها يكون وكانها قراءة في مقبرة مهجورة
ولذلك على سياسي شعبنا العراقي ان يدرك بان مسؤوليته هي ان يتحدث وجه لوجه وبفكر مقبول وكلمات سهلة بسيطة معبرة الى شعب حي يشاركه في مفاهيمة وادراكه وتطلعاته وعدا ذلك سيكون موقع السياسيين باقيا على حاله بعيدا عن واقع لغة شعبه التي يفهمها وينجذب اليها وينصهر في معانيها ويهضمها ويستوعبها بقدرة عالية ومحبة واعتزاز
فهل يا ترى سنجد في الفترة الجديدة بعد الانتخابات سياسيون يتحدثون الى الشعب بلهجتنا العراقية الجميلة ام سيبقون يتنافسون في صراخاتهم السياسية وكانهمة في وادي والشعب في وادي اخر