المحرر موضوع: السريان وسوريا  (زيارة 1890 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السريان وسوريا
« في: 05:08 16/05/2014 »
ان شجرة اللغات السامية تنقسم الى شرقية وغربية، فالشرقية هي البابلية-الآشورية-الأكادية نسبة الى أكاد وهي ذو الخط المسماري ذا الزوايا وهؤلاء كانوا من القبائل العربية توالت هجرتهم منذ الألف الثالث ق.م والغربية تنقسم الى شعبتين شمالية وجنوبية، الشمالية الكنعانية ولأغارتيه والآرامية. الكنعانية هي لغة القبائل العربية نزحت واستوطنت سوريا وفلسطين كان ذلك الألف الثاني ق.م. أما العبرية وهي أهم اللهجات الكنعانية على الاطلاق وصلت عن طريق أسفار العهد القديم وفي ثنايا بعض النقوش واللوحات، والعبرية القديمة تختلف عن العبرية الحديثة التي أصبحت لغة الأدب اليهودية المستخدمة. أما الآرامية فيؤخذ من بعض الآثار الآشورية-البابلية، ان قبائلها قد هاجرت الجزيرة الى أرض بابل وأشور بين القرن 14-12 ق.م. وغربية جنوبية تشمل اللهجات العربية بلدان الجزيرة. أما العربية الجنوبية فيطلقون العلماء عليها اسم اليمنية القديمة أو القحطانية وأهم لهجاتها، المعينية والسبئية والحضرمية وألقي نائية. أما العربية البائدة التي بادت لهجاتها قبل ظهور الإسلام وآثارها الطابع الآرامي وأهم لهجاتها، ألثم ودية والصفو دية واللحياني. أما العربية الباقية وأشهر لهجاتها وهي التي وصلت عن طريق الشعر الجاهلي ومن ثم القرآن وهي لغة مثالية مصفاة والمشهورة في الأحرف السبعة (المصدر: تاريخ اللغات السامية/إسرائيل وتفنسون والساميون ولغاتهم/حسن ظاظا). أما اللغة السريانية، لغة سامية مشتقة من الآرامية مركزها في مدينة أوديسا القريبة من حوران نشأت لتكون العائلة الثالثة ضمن عائلات اللغات السامية. المسيح قد تكلم بالآرامية وأن العديد من الكتابات وتراثها الكنيسية قد حفظ بالسريانية الى جانب اللغة اليونانية. السيد المسيح تكلم الآرامية (السريانية الشمالية) وتوجد أجزاء آرامية في سفر عزرا (4: 8الى 6: 18، 7: 12-26)، كذلك ورد في سفر دانيال أجزاء في الإصحاح الثاني القسم الثاني من الآية 4 الى الاصحاح 7: 28. كما تحدث سفر نحميا 8: 8 أشاره الى هذا. وهناك ادلة لاهوتية قاطعة يعتمد عليها المؤرخون واللاهوتيون أن المسيح تكلم الآرامية، ذكر المؤرخ الكبير أسبستوس القيصري(340م) أن رسل المسيح كانوا يتكلمون السريانية الآرامية كما أكد أن يوسف ومريم العذراء كانا يتكلمان السريانية. وردت بعض أقوال السيد المسيح في العهد الجديد في اللغة الآرامية مثلاً (مرقس5: 41، 15 :34، 7: 34). أسفار العهد القديم كتبت معظمها بالعبرانية إلا سفري دانيال وعزرا كُتبا بالآرامية. السريانية أصل تسميتها يتفق الباحثون أن لفظة سريان هي نفسها سوري أطلقها الإغريق القدماء على الآشوريين حيث أسقطوا الألف في آشور (سورية)واستعمل هيرودوتس لفظة سوريا أو سيريا في كتاباته للإشارة الى الأجزاء الغربية من الإمبراطورية الآشورية ثم امتدت التسمية لتشمل جميع مناطق أعالي ما بين النهرين. ويعتبر عالم الساميات الألماني تيودور نولدك أول من إشارة الى رجوع السريان الى الآشوريين سنة 1881( نولدكة1836-1930) أتقن العربية والعبرية والسريانية – دكتوراه في تاريخ القرآن، وضع كتابة قواعد اللغة المندائية عام 1875 فكان الحجة في دراسة هذه اللغة. لقد كتب عن الاستشراقان دون أن يزور أي بلدٍ مما شغل الدنيا. وسمي بشيخ المستشرقين الألمان. في القرن 14 ق.م عثرت على نصوص كتب عليها في غرانيت راس شمر وردت كلمة سوريان. وسمي البابليون احدى أقاليم الفرات الأعلى باسم سو-ري وفي مدح آتون الشمس يرد اسم سوري في نشيد اخناتون (1380-1382) ق.م، ويقول ادلف إرمان أن اسم سو-ري في كثير من المصادر التاريخية منذ القرن 12 ق.م. كما ذكرها المؤرخ هيرودوتس بالاسم عدة مرات. عند القرن 5 ق.م بدأ اسم سورية يعم بلاد الشام بداً من منطقة حرمون التي سميت سريون في المصادر العبرية وأن أول كرسي رسولي في المسيحية هو كرسي انطاكيا عاصمة سورية السريانية سنة 34م (الرها) وتعتبر العاصمة الروحية. وبسبب الخلافات اللاهوتية التي حصلت في القرن الرابعوبفعل المحتلين الروم والفرس توزع الاشوريون(السريان)على 4 مجاميعكنيسيةوهي: الكنيسة السريانية الارثدوكسية، الكنيسة الاشورية الشرقية، كنيسة الروم الارثدوكس، كنيسة السريان الكاثوليك وتضم الموارنة والكلدان.  وسورية تكتب بالتاء المربوطة لأنها صفة مؤنثة وليست اسماً ومعنى المفردة (سورية) هو السيدة وهي من صفات عشتار الأم السورية الكبرى وهذه الصفة ذات مدلول ديني يراد منها التقديس والتمييز عشتار هذه هي الربة السورية الأولى فهي صفة (سورية). وعلى هذا المعنى من كلمة سوري هو السيد. السوريون (السادة) سوريان السريان هم أبناء عمومة العموريون والآراميون. فسورية السريانية هوية مقترنة ارضاً ولغتاً وديناً وجذورها واصولها واحدة.  السوريون هم أصحاب اللغة السريانية وفضلها على العربية، والعرب ليسوا بعيدين عنهم فكثير منهم يتحثون السريانية لغة سوريا القديمة واسم العرب ذاته جاء من الارامية السريانية، وقد دعا المغفور مثلث الرحمةزكا عواص في مؤتمر التراث السرياني التاسع في 13/4/2004 لإنشاءمركز (للدراسات والأبحاث السريانية) في سوريا يهتم بتراث وتاريخ وآثار والمخطوطات والخرائط الاثرية لسوريا القديمة الموجودة في العالم، وانتهت اعمال المؤتمر بخطوات عملية بتعليم اللغة السريانية باعتبارها اللغة الاصيلة ومنها اشتقت اللغة العربية. وفي المؤتمر قدم د.سهيل زكار بحثاً عن دور السريان بين ان السريان هم صانعوا حضارات وليسوا نقلة حضارات وأن أول دستور تنظيمي عرفه التاريخ في مدينة نصيبين، وأوضح بأن جبال طورا بورا في أفغانستان هي كلمة سريانية تعني (الجبل الأجرد) وقال ان السريان قد تضرر كثيراًفي العصر الحديث بسبب العنصريات الحديثة كالصهيونية التي سلبت فلسطين والطورانية التي سلبت شمال سوريا(انطاكيا والرها ولواء الاسكندرون) ومشروع (كردستان الكبرى)المطروح من بقايا الإمبراطورية البريطانية المتحالفة مع الصهيونية ومشروع تهجير الناطقين الارامية من مناطقهم التاريخية في بلاد ما بين النهرين وحيكاري وطور عابدين. الشعب السوري عانى الكثير من الإنكارية التي مورست بحقه محاولة تشويه تاريخه العريق وطمس هويته القومية الحضارية. السريان ذاقوا المذابح وجعلهم عرضة سهلة لاكتساح القبائل التركية المنحدرة من آسيا، وبعد الاجتياح المغولي شجع التوسع التركي والكردي في الجزيرة كان وراء ضعف العنصر السامي العربي، وقد عانى السريان والأرمن شمال الرافدين 7 مذابح كبرى خلال العصر العثماني (1914- 1919)، وخير مثال على تحويل الآشوريين (السريان) الى الإسلام وتكريدهم (قرى المحلمية) جنوب شرق تركيا حدث ذلك في عهد سهدوا بطريرك طور عابدين. لكن وعي الشعب صاحب التاريخ والثقافة عرف الدفاع عن هويته. هذا الشعب الذي عاش في بلاد ما بين النهرين عبر ألاف السنين مشكلاً حضارات عريقة وبأسماء مختلفة والمشاركة في بناء الدولة السورية لرفع شأن سورية بين الأمم. ويعتبر الأسماء والمذاهب واللهجات المتعددة الموجودة في المكون السرياني وبقيّ الشعب السوري غناً ثقافياً لهذا المجتمع. الوطن الأصلي للشعب السرياني هو بلاد ما بين النهرين التي تحولت الى وطن للتجمعات الإنسانية وتشكيل الحدود الجغرافية لبلاد ما بين النهرين من نهري دجلة والفرات ومن الأراضي التي أحياها هذان النهران وفي البقعة المحيطة بهما. وقد عُرفت بلاد ما بين النهرين بأسماء عديدة حتى مجيء المقدونيين عام 300م، عندما أطلقوا على هذه الأراضي (موزُ بوتا ميا) أي بين النهرين. أما الشعب السرياني فقد أطلق على هذه الأراضي أسم (بيت نهرين). نشأ الشعب في وطنه التاريخي وتطور فيه والذي أقام حضارته في الجغرافية الممتدة من جبال زاغ روس شرقاً وحتى البحر الأبيض المتوسط غرباً ومن جبل طوروس شمالاً وحتى خليج البصرة جنوباً، حيث حافظ الشعب على تراثهم وثقافتهم عبر العصور. ولهذا السبب نستطيع القول إن تاريخ الشعب السرياني يتكامل مع تاريخ بلاد ما بين النهرين. وما زال محافظاً على ثقافته في كل من سوريا ولبنان ووسط وشمال العراق ومنطقة أُرميا الإيرانية ومناطق جنوب شرق تركيا. يعد الشعب السرياني واحداً من الشعوب الأصيلة القديمة في سوريا وبلاد الرافدين. إن أجداد السريان (الآشوريين والكلدانيين ناطقو الآرامية) أرسوا الأسس الثقافية لمنطقة الشرق الأوسط. أما مرحلة تشكيل السلطة السياسية وتأسيس الدولة بدأت في بلاد ما بين النهرين مع تأسيس الأكادية 2350ق.م. واستطاعت هذه الثقافة ان تحافظ على لغتها الخاصة طوال 6 ألاف عام في نفس الجغرافيا وذلك بأسماء متعددة (أكد-أشور-بابل-كلدان) وكان آخرها تكوين سياسي في مدينة الرها (أورفا التركية حالياً) بقيادة الملوك الأباطرة التي دامت حتى عام 244م. بعدها استخدمت أسماء مثل ماروني-ملكي-نسطوري-يعقوبي. وعند الفتح الإسلامي أخذت بعض المدن والقرى الناطقة في اللغة لأم الآرامية قد حورت وبدلت اسمائها لهدف طمس الحقيقة التاريخية للمنطقة، على سبيل المثال: (دير الزور) اسمها سريانيا معناه (دير وزعوره) أي الدار الصغير وهو على الفرات الأوسط. (القامشلي) (قامت الشبيبة الثورية في قامش لو عن افتتاح مكتبة فيها سميت موزُ بوتا ميا لنشر الثقافة والوعي) نصيبين الجديدة وكلمة قامشلي مشتقة من كلمة تركية(قامش) وهي نبتة القصب التي كانت على ضفاف نهر الجغجغ كان 95% من سكان المدينة سريان. نصيبين تسمية سريانية تعني الغراس لكثرة اشجارها ملاصقة لمدينة قامش فيها الشهيدة القديسة فيرونا ومنها نبع شمس السريان مار افرام السرياني وكانت المدارس فيها حوالي 50 مدرسة في أوائل القرن الرابع الميلادي. (رأس العين) أسم مترجم من السريانية (ريش عينوه) تقع البلدة على منابع نهر الخابور على الحدود التركية وكانت قديماً مقر لكراسي عدة مطارنة. (تل ليلان) يقع جنوب القحطانية ومعناه (تل الإله ليل) عثر فيه على كنوز وآثار معظمها آشورية. (قروك) اسم سرياني ومعناه قصر أوروك اكتشفت في تلّها كتابات قديمة وصور سريانية. (تل علو) التل العالي أسم سرياني. (بليونة) بيت يلونا اسم سرياني ومن الاسم توضح بأنه بيت الملك يلونا وهو من الألقاب الآشورية ومنهم توليتي يلونا وشمس يلونا. (ديريون) دير السمك على حدود تركيا الاسم سرياني. (شله ومية) اسم سرياني ومعناه السهل والمياه أو الوادي. (كرخو) معناه السرياني الدسكرة-المنطقة المأهولة-معناه السرياني طريق اسيا أو طريق الطبيب وهي بلدة محاذية لتركيا وشفيع البلدة وكنيستها يحمل القديس اسيا). (غر دوكا) غار دوكتا قرية سريانية. (كلاعة) العشب الثابت قرية سريانية. (تل سكرة) تل سخرة التل المغلق المسدود قرية آشورية. (تل طال) تل الندى قرية آشورية على ضفاف نهر الخابور. يعتبر الوجود السرياني وأشوري في سورية وجوداً تاريخياً قديماً قدم سورية فكلمة سورية مشتقة من لغتهم السريانية. كما انهم جزء أساسي وأصيل من النسيج الوطني للمجتمع السوري.
الباحث / سمير عسكر


غير متصل Eddie Beth Benyamin

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1627
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: السريان وسوريا
« رد #1 في: 06:30 16/05/2014 »
الباحث الاستاذ سمير يوسف عسكر المحترم

مقالة شيقة ونشكر جهودك .. بما انك باحث ومقالاتك رائعة وتثقيفية ، ممكن ترد للاسئلة الاتية التي تتعلق " بالجزيرة " التي ذكرتها في مقالتك ؟

اقتباس
(ان شجرة اللغات السامية تنقسم الى شرقية وغربية، فالشرقية هي البابلية-الآشورية-الأكادية نسبة الى أكاد وهي ذو الخط المسماري ذا الزوايا وهؤلاء كانوا من القبائل العربية توالت هجرتهم منذ الألف الثالث ق.م )

من فضلك اشرح لنا ماذا تعني بكلمة " هؤلاء " في الاقتباس اعلاه ومن اي منطقة جغرافية بالتحديد هاجروا ؟

درسنا التاريخ في العراق واحد المواضيع كان عن سد ماءرب (الهمزة فوق الالف) في اليمن.. هل كلمة " ماءرب " كلمة عربية ام سريانية وماذا تعني ؟

بالنسبة لجزيرة سقطرة في البحر العربي القريبة من اليمن ... هل كانت لغتهم العربية ام السريانية ؟

ماذا تعني كلمة " اليمن " وكلمة " صوماليا " شرق القارة الافريقية وهل اصل الكلمتان عربية ام سريانية ؟

في بعض صخور سد ماءرب الاثري وجدت كتابات منقورة بالخط المسماري . لماذا نقرت بالمسمارية ومن نقرها على الصخر ان كانوا عامري اليمن عربا ؟

تقبل خالص تحياتي وشكرا
ادي بيث بنيامين


غير متصل المحيط الهادي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 515
  • مهما كبرنا نبقى صغاراً ..الدنيا شروق و غروب
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: السريان وسوريا
« رد #2 في: 10:54 17/05/2014 »
استاذنا العزيز من اين كان اصل اللغة ؟

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: السريان وسوريا
« رد #3 في: 03:15 19/05/2014 »
                                 رد للأخ الفاضل ادي بيث بنيامين المحترم
تحية اجلال واكبار لشخصك الكريم، معذرة لتأخيري عن الرد بسبب وعكتي الصحية التي حصلت معي. تقديري واحترامي لرسالتك الرقيقة وأبين الرد بكل اعتزاز. مأرب كلمة تعني الأرب والأرب الحاجة أو الحاجة الشديدة ويقال بلغ اربه ونال اربه. وفيها أكثر من مأرب انها مجتمع الغايات والاهداف. أما مأرب بكسر الراء فهي مدينة في اليمن أقيم فيها السد المشهور شيد في القرن الثامن ق.م، في عهد المملكة السبئية هدم السد عام 542م ولم يبق منه سوى بوابته اليمنى. السبئية عاصمتهم ما ريبا حتى العقبة. اليمنيون قديماً يتحدثون 4 لهجات ضمن اللغة الصيهدية ودونوا كتاباتهم بخط المسند والزبور وسكانها لم يطوروه إلا بجهود الكنائس الشرقية ساهم في انتشار القلم النبطي السرياني. ولليمن حصة هامة في المسيحية العربية في وجودهم التاريخي بلغتهم الآرامية. وللسريان حظاً وافراً في تطوير اللغة العربية بما انجزوه من ترجمات من السريانية أو اليونانية الى العربية في العصر العباسي. وملوك الفرس اتخذوها لغة دواوينهم واستعملوا الخط الارامي لكتابة الفارسية الوسطى (البهلوية) والسريانية ليست إلا امتداداً للآرامية القديمة وبانت اللغة الرسمية الى جانب العربية في العصر الاموي حتى عهد عبد الملك بن مروان، ويشير لوكسمبرج الى ان القرآن هو أول كتاب دوّن باللغة العربية، وكان الخط العربي في بدايته كنظيره النبطي مجرداً من النقاط والحركات. وبالرجوع الى كلمة البسملة القرآنية فأن السريان الانطاكيين هم استعملوا البسملة على الثالوث الإلهي قبل الإسلام وهم ينطقوها: (بشم ألوهة رحمنو رحيمو) أي باسم الله الرحمن الرحيم.
أما صوماليا أن الصوماليين يكتبون حرفهم باللغة اللاتينية ولغتهم تختلف عن العربية وحالها حال جيبوتي وجزر القمر وهذه الدول أقرب الى اثيوبيا وارتيريا. واللغة العربية صفة قرينة اللسان الذي انتشر وامتد عند الفتح الإسلامي فأصبحت لكل منطقة لهجة ولم تعد عربية القرآن. الحبشة أو اثيوبيا تمثل تجسيداً حقيقياً وتاريخياً للمسيحية، اثيوبيا هي كوش بالعبرية وهي تدل على بلاد وادي النيل فيما وراء الشلال الأول والخامس، والاشوريين كانوا يطلقون اسم كوش على مناطق أخرى في شمالي جزيرة العرب والعبرانيين تبعوهم في ذلك فكانوا على صواب عندما ذكروا ان نمرود كان نبياً لكوش، والمقصود في كوش بالكتاب المقدس هي كوش الافريقية. وفي العهد القديم تذكر اثيوبيا كما تذكر أسماء مثل (كوش 2صم 18: 21 و ارميا 36: 14 وموسى نفسه تزوج امرأة كوشيه عدد 12: 1 ويتكرر ذكر العلاقة بين كوش وسبأ (تك 10: 7،8 و اش 43:3). ان فرومن تيوس 330م أول من ادخل المسيحية اليها ورسمه القديس اثناسيوس بطريرك الإسكندرية أول مطران لأثيوبيا. فالحبشيون الحقيقيون كما يقول البروفيسور ليتمان ليس بهم دماء زنجية والاكتشافات اثبتت صلتهم عرقاً ولغة بسكان جنوبي شبه الجزيرة العربية وخاصة السبيئة ترجع أقدم نقوشها الى ما قبل 2600ق.م، وأسم الحبشة المشتق من لفظ حبشت الوارد في التوراة (قبيلة حبشت). أما جزيرة سقطرة فهي أرخبيل يمني من 4 جزر قال السيوطي في كتابه (لب الالباب) سكانها منسوبة الى مهرة قبيلة قضاعة من انساب العرب. سكنوا اليمن وشمال الجزيرة أي العرب العاربة، ودخلت اليهودية والمسيحية وكانوا على المذهب اليعقوبي مثل أغلب القبائل العربية المسيحية بالحجاز والشام وكان زيد بن حارثة أبن النبي محمد بالتبني من قضاعة القحطانية. القحطانية خلفتها الحميرية في اليمن الى الجيل الرابع بعد الهجرة وهؤلاء هم العرب العاربة وانقرضوا وخلفهم العدنانيون ولغتهم المضرية لغة القرآن والأحاديث والمعلقات وهذا هو المقصود من كلمة (هؤلاء). أما بخصوص صخور سد مأرب وكتابان منقورة بالخط المسماري. للتوضيح ان علماء التاريخ والمورفولوجيا يؤكدون على ان التاريخ تمييز بأربعة تحولات أساسية أقدمها العصر البلس توسيني وهو عصر فصل الانسان عن عالم الحيوان. ثم التحول الثاني فترة استقرار الأرض ثم التحول الثالث مع تكوين المدن في وادي ما بين النهرين وسميت الفترة باسم ثورة المدينة. ومن سوريا الداخلية تنتقل الحضارة ثم تتحول الحضارة الى سوريا الشمالية ثم نشأت ثلاث حضارات على نهر الخابور ما بين 5500-4500 ق.م (تل حسونة، سمارة، تل حلف)، حين انهيار حضارة تل حلف انتقلت الى تل العبيد جنوب بلاد ما بين النهرين حيث بدأت الحضارة السومرية وهنا بدأ التاريخ المكتوب لأن الكتابة تبدأ من سومر ومنه يؤرخ الانسان لنفسه. وتبقى الاثار للشعب الارامي تصرخ في كل تلولنا المغتصبة والتي تملأ جزيرتنا. اللغة السومرية أقدم لغة مكتوبة وتعود الى 3500سنة ق.م وكانت مكتوبة من 350 كلمة أو مقطعاً. والاكاديون أمور يون ولغتهم آرامية كتبوها بالخط المسماري فالنقوش الموجودة في آثار سد مأرب فهي نقوش مسمارية لحضارة ما بين النهرين، كما في النقوش المسمارية الموجودة في مصر الفرعونية فهي نقوش آرامية. ارجو ان أكون قد وفيت برغم من اختصاري الكثير من الحقائق في الموضوع وشكراً.   
 سمير عسكر               

غير متصل Eddie Beth Benyamin

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1627
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: السريان وسوريا
« رد #4 في: 07:20 19/05/2014 »
حضرة الاخ الفاضل الباحث سمير يوسف عسكر المحترم

بداية ... نتمنى لك الصحة والعافية .

شكرا لردك الوافي . حتما تعلمت شيئا لم اعرفه من قبل .

حسب ما افمه في السطر الاول من مقالتك بان منبع اللغات السامية كان من شبه الجزيرة العربية وسكانها هاجروا شمالا مع لغتهم حتى وصلوا بابل ، اشور ، واكد . بالاحرى عامري بابل ، اشور ، واكد لم تكن لهم لغة يخاطبوا بعضهم بعضا بل بالاشارة . بمعنى اخر لغة سام ابن نوح  كانت (علامة استفهام اتركها لحضرتك ) ...

بالنسبة لسد ماءرب (الهمزة فوق الالف) في اليمن ..معنى : ماء رب : ماء تعني ( مية ـ  ܡܥܐ ) رب (  ـ ܪܒܘܬܐ ـ بكثرة)  بمعنى اخر ماء بكميات هائلة وهذا هو غرض بناء السدود لخزن الماء .

غاية ذكري جزيرة سقطرة ـ اليمن ـ صوماليا كان محرجا لحضرتك وسبب في ذلك بان عامري سقطرة حينما سافروا بقواربهم شمال غرب اول ارض يصلوها من اليمين كانت ( اليمن اليوم ) ومن اليسار كانت ( صوماليا اليوم ) . اليمن تعني ( اليمين ـ ܥܡܥܢܐ او يمينا بالسريانية / الياء بالفتحة والميم مشددة ) . صوماليا تعني ( سمالا بالسريانية / السين بالكسرة والميم مشددة  ـ  ܣܡܠܐ ـ اليسار ) او بالاحرى ( اليمن / يمينا و صوماليا / سمالا ) .

اقتباس
(( فالنقوش الموجودة في آثار سد مأرب فهي نقوش مسمارية لحضارة ما بين النهرين )) ..
بمعنى اخر عامري اليمن لم تكن لهم لغة الكتابة ولهذا اقتبسوا الخط المسماري من عامري ما بين النهرين ( العراق اليوم ) . فكيف كانت لهم اربعة لغات ؟

تقبل خالص تحياتي وشكرا
ادي بيث بنيامين

غير متصل kuchen

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 310
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: السريان وسوريا
« رد #5 في: 19:45 19/05/2014 »


الاخ ادي بيث بنيامين

تحليلك  رائع جداً  ,,, وحتى الاسم عدي العربي فهو مأخوذ من لغتنا الكلدانية -الاشورية عداي ܥܲܕܵܝܼ  ويلفظ (أدّي)
وبالنسبة الى مأرب +صومال حتى علماء اللغة العربية لايعرفون مصدر هاتين التسميتين ؟!؟!
لانها اصلها كلداني-أشوري  .مأرب من ܡܵܝܼܵܐ ܕܪܲܒܵܐ بمعنى ماء الرب أو  (ܡܵܝܼܵܐ ܕܪܵܒܘܼܬܼܵܐ) ماء الوفرة
صومال من ܣܲܡܵܠܵܐ  ((سمالا,سومولو)) والتي تعني اليسار لانها تقع من اليسار من جهة دولة التيمن
وهناك الكثير والكثير من الاسامي والكلمات العربية التي ترجع اصولها الى لغتنا العريقة .

تحياتي لك
ܣ , ܐ

ܒܪܫܝܬ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܡܠܬܐ ܘܗܘ ܡܠܬܐ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܠܘܬ ܐܠܗܐ ܘܐܠܗܐ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܗܘ ܡܠܬܐ