أهالي قرية بابلو يتظاهرون منددين بالتجاوزات المستمرة على مئات الدونمات من قريتهم
قرية بابلو
عنكاوا كوم - نسيم صادق- دهوكوسط حضور إعلامي محلي تظاهر العشرات من المواطنون من أهالي قرية بابلو الواقعة ضمن ناحية زاويتة في دهوك، صباح اليوم الخميس الموافق 22 من شهر أيار الجاري معبرين عن سخطهم وتنديدهم بما وصفوه بالتجاوزات المستمرة على أراضي قريتهم رغم مطالباتهم الرسمية بإيقافها.
التظاهرة التي انطلقت نحو الساعة 11:30 من صباح اليوم اتجهت نحو عدد من الآليات التي تقوم بتجريف الأراضي لبناء مشاريع سياحية مطالبة حكومة الإقليم لإنصافهم وإعادة حقوقهم بتلك الأراضي على حد تعبيرهم.
التجاوز على ( 700 ) دونم لبناء متنزه سياحي وشكاوى ومراجعات دون جدوىحيث أفاد
المواطن " صباح شمشون إيشو " ( 44 عاماً ) أحد سكان قرية بابلو والمشارك في التظاهرة لموقعنا " عنكاوا كوم " بان تظاهرتهم جاءت للتنديد بالتجاوزات الحاصلة في قريتهم منذ 2010عام، التي جرى التخطيط لها منذ عام 2005 دون أي علم لأهلي القرية على حد قوله.
صباح أوضح لموقعنا بان " التجاوزات تقع على خلفية قيام المرحوم " داود إسماعيل شوو " أحد الملاكين الأصليين في القرية ببيع ( 300 ) دونم من أراضي قرية بابلو من حصته ذات السند الرسمي عام 2010 للمستثمر الكوردي " حجي مشهود أمين " في دهوك، الذي قام بتنفيذ مشروع سياحي عبارة عن بيوت سياحية، في حين ما جرى مؤخراً قيام الأخير بالاستحواذ على ( 700 ) دونم أخرى من أراضي القرية تقع خارج حدود المساحة المباعة والتي تعتبر بالأصل مراعي لمواشي أهل القرية وتحويلها إلى منتجع سياحي يتضمن متنزه للعوائل وفندق وموتيل وتليفريك دون موافقات أهالي القرية "
وأضاف قائلاً: قيام مجموعة من أهالي القرية حينها بتقديم الشكوى بخصوص التجاوز الحاصل لدى مدير ناحية زاويتة الأسبق " شمال عارف " ومدير الناحية الحالي " شعبان خليل " ومراجعة شعبة زراعة زاويتة التابعة للمديرية العامة لزراعة دهوك ومراجعة لجنة زاويتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني والفرع الأول للحزب دون أية نتيجة تذكر أو تقديم أي تعويض مادي عن ذلك، في الوقت الذي تم تعويض أهالي قرية ( كزو ) الكوردية الواقعة على الجانب الآخر من مشروع التلفريك السياحي والممتد ضمن حدودها بمبالغ مالية "
مشيراً شمشون إلى " قيام أهالي القرية بإجراءات مماثلة بمراجعة أحزبنا القومية كالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والحركة الديمقراطية الآشورية لإيصال شكواهم بخصوص التجاوزات الحاصلة في القرية دون أية نتيجة تذكر "
بغية تنفيذ مشروع إستثماري تجريف ( 10 ) دونمات من القرية ولحاق الأضرار بالبساتين الزراعيةفي حين أفاد
المواطن " أدور منصور إيشا " ( 33 عاماً ) قيام المدعو " وليم إسماعيل شوو " شقيق المرحوم " داود إسماعيل شوو " العام الماضي ببيع ( 10 ) دونمات زراعية أخرى تقع خارج حصته وتعتبر بساتين عنب ديمية خاصة بأهالي القرية للمستثمر الكوردي " ناجي مهدي بيسرى " الذي يقوم مؤخراً بجلب الشفرات والبلدوزرات التي تسحق كل مقومات الطبيعة فيها وتلحق الأضرار الجسمية بالمحاصيل الزراعية الخاصة بأهالي القرية "
مبيناً بأن عمليات التجريف " تتم على مقربة من ينبوع بابلو الذي يعتبر المصدر الرئيسي لإرواء بساتين القرية وتزويد أهاليها بمياه الشرب، بغية تحويل تلك المساحة لمشروع لم يتسنى لحد الآن معرفة هويته "
عملية تجريف لمساحة ( 56 ) دونم من الأشجار والمحاصيل الزراعية لغرض الاستثمار السياحي دون علم لأهالي القرية من جهته قال
المواطن " إسطيفان لويس إسطيفان " ( 52 عاماً ) أحد سكان قرية بابلو بان قرية بابلو تشهد حركة بناء لمشاريع ضمن حدودها على مساحات واسعة دون معرفة أصل وأساس بيع وترخيص بناء تلك المشاريع
وبين لويس لموقعنا بان " مساحة ( 56 ) دونم من أراضي قرية بابلو تشهد مؤخراً تجريف وتمشيط الأراضي الزراعية الغنية بأشجار السماق والعنب ومساحات أخرى خاصة بزراعة المحاصيل الشتوية كالحنطة والشعير والحمص بآليات الشفرات والبلدوزرات والحفارات بغية تحويلها إلى مشروع سياحي بحسب ما أفادته مسؤولة الشعبة القانونية في المديرية العامة لسياحة دهوك أثناء مراجعته مع مجموعة من أهالي بابلو لمديرية السياحة "
مؤكدة لهم بحسب إسطيفان " بان ما يجري على الأرض إنما هو وفق إجراءات أصولية حيث تعتبر تلك المساحة بالأساس هي ملك للسياحة بناء على كتاب رسمي وجه إليهم من قبل مديرية التسجيل العقاري في دهوك "
وأعرب إسطيفان عن استغرابه من " عملية بيع ونقل ملكية أراضي تخص مواطنين في القرية التي تعتبر مصدر رئيسي لمعيشتهم دون أن يكون لهم أدنى علم بالموضوع أو حتى تقديم أي نوع من التعويض "
وطالب حكومة الإقليم " بضرورة استرداد تلك الأراضي وإعادتها إلى أصحابها الأصليين الذين يعود تاريخ وجودهم على هذه الأرض لمئات السنين، وإيقاف منح أراضي القرية إلى سكان من خارجها تحت ذريعة عدم امتلاكهم لسندات بتلك الأراضي كونها تتبع لوزارة المالية أو أية وزارة أخرى في الإقليم "
من جهته أوضح
المواطن " شموئيل يوخنا عنز " ( 58 عاماً ) من أهالي قرية بابلو قيام المدعو " أوراهم هامي إيشو " احد سكان القرية وأحد أعضاء هيئتها الاختيارية والذي يعمل مهندساً في مديرية طرق وجسور دهوك وبالتنسيق مع مختار القرية ببيع أراضي تبلغ مساحتها أكثر من ( 60 ) دونم تقع على الشريط الحدودي لقرية بابلو وقرية إيمينكي المجاورة لغرض تحويلها لمشروع سياحي بحجة استثمار تلك المساحة لمنافع شخصية "
مشيراً شموئيل بان الإجراء هذا " تم دون علم أهالي القرية ودون عمله شخصيا على الرغم من كونه أحد أعضاء الهيئة الاختيارية للقرية "مما دعاهم الأمر إلى " تقديم الشكوى لدى مدير ناحية زاويته الحالي " شعبنان خليل عبد الله " الذي لم يقوم بآي إجراء قانوني بهذا الصدد "
ودعا شموئيل الذي يعمل نجاراً في القرية " كافة المعنيين في حكومة الإقليم للاستجابة إلى طلب أهالي القرية باسترداد هذه المساحات أو تعويض أصحابها ذوي الدخل المحدود "
أما
المواطن " نينوس هارون بولس " ( 31 عاما ) أشار لموقعنا لوجود " تمييز من قبل مدير ناحية زاويتة في منح ألتراخيص الرسمية للبناء لأهالي القرية، في الوقت الذي يحظى مختارها " بهنام زيا عبدو " و " أوراهم هامي إيشو " بالصلاحيات في بيع وبناء أي مساحة فارغة أو زراعية من أراضي القرية "
مبيناً بأنه "حاول مرتين للحصول على موافقة مدير ناحية زاويتة لتسييج مساحة زراعية يملكها في القرية لفصلها عن بقية الأراضي ليتسنى له زراعتها ولمنع دخول الأشخاص الغرباء الذين اعتادوا على التردد في محيط القرية للشرب والسكر ورمي القاذورات والأوساخ في أراضي القرية، دون أن يمنحه "
وأعد هارون القيام بأي إجراء مماثل هو بمثابة " تجاوز على أراضي القرية وتهديد لمصدر معيشتهم ودخلهم اليومي، وسبب لإقلاق راحة أهاليها العزل "
ويذكر بان قرية بابلو تقع ضمن ناحية زاويتة وتبعد عن مركز مدينة دهوك بنحو ( 9 ) كم وتتضمن ( 30 ) منزلا تأوي نحو ( 33 ) عائلة من عشيرة باز، ويعتمد جلها على الوظائف الحكومية والأعمال الحرة وقسم صغير منهم يعتمد على الزراعة وبالأخص زراعة الإيجاس والعنب والرمان واللوز، كما يعتمد قسم آخر على رعاية المواشي والأغنام.