نيراريات – 23 –
اذا كان الجدُّ بالأمس قد سمح لجاره أن يتجاوز على أرضه , ويسمح اليوم ابن الجدّ لأبن الجار أن يتجاوز على عقله , فما الذي يستطيع أن يفعله حفيد الجدّ اذا تجاوز حفيد الجار على عرضه ؟ .
هم يحملون عبء براميل النفط على أكتافهم , ونحمل نحن عبء مأساة الوطن على أكتافنا .
ليس كل من امتطى الفرس أصبح فارسا , الفارس الحقيقي هو الذي يعرف كيف يقود ويشدّ يديه على اللجام عندما يطلق الفرس للريح عنانه ولا يسقط الفارس .
عكس الرجل الجميل هو رجل قبيح ( مع الأعتذار ) , وعكس المرأة الجميلة هي امرأة أجمل .
أعطني قلما , اعطيك صوتا صارخا .
ليس لديّ خوف من السرّاق الداخلين الى البيت , بل من الحرّاس الذين يهربون من الثغرة التي يحفرها السرّاق في حائط البيت .
انّ من خلق النسور لم يخلقها لتودّع السماء وتهبط ثمّ تزحف على بطنها , ولم يخلق الأفاعي لتودّع الأرض كي تطير عاليا .
يُضحكني الذي يوعد الذين هم على وشكّ الغرق بأنه سوف يركض على سطح الماء بكل شجاعة لأنقاذهم وهو لا يعرف فنّ السباحة .
لو لم تكن في الحب نارا وهّاجة , فكيف تدفأ قلب التي تُحبها .
أعتذر للعملاء في الزمن الغابرْ , الذين هاجمتهم بأخشن الكلمات الجارحة كالخناجرْ , و التي ما أطلقتها قبلي حناجرْ , كان عليّ أن أهاجمهم بالقنادرْ .
الملوك الآشوريون حفروا أسمائهم على الأحجار ليُخلّدوا , أما أنا فلا أُخلّدُ الا عندما أنقش أسمي على شفتيكِ .
في مقدورك أن تشق الأشياء الى نصفين , ما عدا القلب .
يتورّطُ الفعلُ عندما ينطلقُ القولُ .
تحتاج الأفعال الى ميزان وليس الى عدّاد .
رفرف الشِعرُ جناحيه ثمّ حطّم قفص فمي بمنقاره وطار الى العالم الحرّ - سماء عينيكِ-
السهام التي تُرمى على النسور , تُسقط الذباب .
شِعري وحيٌ من خطّ الأستواء , هبط على نبيةٍ في القطب الجنوبي .
انتقل نفس الفيروس الى الطبيب المعالج للمُتفيرسين , فامتنع عن أخذ الدواء الذي كان يعطيه لهم .
لا أخوض سباق الركض السريع بأرجل السلحفاة .
اذا كان الحب في قاموس الرجل ماء , ففي قاموس المرأة هو الهواء .
اذا كتبت المرأة على صفحة حياتك كلمة - نعم - , أقرأها – لا - .
لا تبني كوخكَ في مهبّ الرياح وأن كانت خفيفة .
ما أقسى قلب الخروف وما أحنّ قلب الذئب ! , فالخروف يتمنى انقراض الذئب , والذئب يتمنى بقاء الخروف .
استمعَ الى نصيحة عاقل , وتكلّمَ بقريحة جاهل .
كوني لي كي أتأكّد أني لنفسي .
اذا كنتِ تشكّين في حبي , أسألي الله من كنتُ سأعبدُ لو لم يكنْ موجودا .
بعدما أحببتكِ , اكتشفتُ بأنني أملكُ ذاتا أخرى ليستْ من هذا الفضاء .
حسدتكِ الآلهة عشتار على عشقي لكِ , وقالت لي بنبرة حادة " أيها الجلجامشي المتغطرس , كيف تكتب ملاحم عشق في غيري وأنا سيدة السماء ؟ " , وعندما أرسلتْ جنودها لأغتيالكِ وجدوكِ نائمة على سرير ذاتي فتردّدوا في اغتيالي .
منذ أن عشقتكِ , اخترعتُ لغة جديدة لنفسي لا تقيدها قوانين الصرف والأعراب , ولكن فيها أقوى بلاغ وهو اسمكِ .
ليست حياتي مقترنة بوجود الهواء , بل بوجود نسائم أنفاسك السكرى .
ألقيتُ القبض على السماء وهي تحاول سرقة الأزرق من جفنيك , وطاردتُ الشمس التي خطفت الشعاع من وجهك , وتصديتُ للبحر عندما حاول التسلل الى عينيك , ولعنتُ الليل لأنه تنعّم بشعرك الأسود ,وصفعتُ الرمّان على استعارته لون شفتيكِ , وأعدتُ كل الورود الهاربة الى وجنتيك , وحررتُ العطر المحبوس في حدائق الجنّة وأرجعته سالما الى موطنه الأصلي - رئتيك - وبعد كل هذا العمل المضني , نمتُ كالطفل المرهق على ذراعيك .
* * *
نينوس نيراري أيار / 23 / 2014