القناة الفضائية الآشورية القومية
وخدماتها الإيجابية
ANBSAT.COM
بقلم: ميخائيل ممو
mammoo20@hotmail.com
قراءة تمهيديةمن منطلق فحوى مصطلح الإعلام المتعارف عليه بأنه وسيلة مهمتها جمع ونقل المعلومات ونشرالأخبار عبر ما ترصده مصادرها الإعلامية المتنوعة بما فيها السمعية والمرئية والمقروءة التي طغت عليها اليوم الوسائل التقنية المألوفة بالتواصل الإجتماعي بأشكال مضامين منابعها المستحدثة وفق ما تتفنن به القنوات الفضائية وما تنقله وتؤكده عنها الصفحات الإلكترونية أي الإنترنيت.
لذا نود الإشارة هنا من جوهر تلك المعلومة المقتضبة ذات المغزى الإعلامي بحصر أهميتها وفاعليتها على حركة الإعلام الآشوري بشكل خاص من خلال برامج إحدى القنوات الفضائية المعروفة بالقناة الفضائية الآشورية القومية ANBSAT (Assyrian National Broadcasting) والتي تُبث أيضاً بواسطة شبكة الإنترنيت من مقرها الرئيسي في سان خوزيه / كاليفورنيا, هادفة تغطية ما يدور من أحداث في المجتمع الآشوري بشكل عام, مستمدة معلوماتها الأساسية من واقعه ومعايشاته أينما تتواجد مكوناته التي تحتويها التسميات المركبة بصياغاتها المتفاوتة، وذلك بإعتماد وإنطلاق القناة وفق أجندتها الإعلامية الشبابية المستحدثة وتسلحها بمفاهيم الحيادية والديمقراطية والإستقلالية لأجل الجميع والصالح العام.
دوافع القراءةإن ما دعاني لتدوين هذه التقدمة التمهيدية برزت واستنبطت من متابعاتي لبرامج القناة اليومية المتواصلة بمشاهدات وملاحظات حفزتني للإشادة بها، بدوافع بثها اليومي المتواصل وتنوع ما تحتويه من موضوعات توجيهية تعليمية وإرشادية وفنية وتثقيفية، ولقاءات حوارية دون تمييز بين عنصر وآخر أو بين مؤسسة وأخرى أو تنظيم سياسي وآخر، رغم تفاوت الأهداف وسبل تحقيقها، لتمسكها بصفتها الحيادية منذ تأسيسها، وتمتعها بمبدأ الديمقراطية واستقلاليتها من الخضوع تحت سلطة أية جهة متنفذة في الوسط السياسي أو الديني أو العشائري والإقليمي بين مكونات شرائح المجتمع الآشوري.
هذا ما حدا بمجموعة كبيرة من المشاهدين على توجيه نداءات التساؤل والإستغراب عن غيابها وانقطاعها عن البث المباشر لفترة قصيرة لا تتجاوز الإسبوع في العام الماضي، رغم قصر العمر الزمني لنشأة بثها اليومي لأسباب خارج نطاق إرادة التركيبة الإعلامية من هواة العمل الإعلامي الذين يعملون لخدمتها, ليكون بالتالي ذلك التساؤل مبعث همة ونشاط لمواكبة النشاط مرة ثانية بيقين يؤطره التفاني والإصرار على الإستمرارية دون تقاعس أو خيبة أمل, طالما تكاتفت أيدي العاملين بإرادة موحدة وتهافت العديد من ذوي اليقظة الفكرية والشعور القومي على دعم وإسناد القناة على مضاعفة استحداث البرامج المجدية بإستجابتهم طواعية.
إن ما زادني إهتماما أكثر ودفعني لمتابعة القناة بشكل يومي ودائم هو تضحية شخص واحد من بني شعبنا على تحمله التكاليف الباهضة لتأسيسها، وتبنيه مراحل ديمومتها بدافع شعوره القومي وإحساسه المرهف, وبوعيه الذي حثّه وأرشده على تبني القناة في خدمة المجتمع, بعيداً عن مشاحنات وصراعات التنظيمات العشائرية والإقليمية والإثنية والحزبية والمذهبية التي انتشرت الخلايا السرطانية في أجسادها التي إمتد بريقها من المواطن الأم وانتشارها في مواطن ديار الغربة الظاهرة أعراضها في التكتلات والتجمعات الإنتمائية لأصول مناطقية متميزة بممارساتها التاريخية، رغم معايشاتها في أجواء تستبعد مسبباتها التقليدية البالية
الحدث الأهم بهذا ليس من الغريب هنا أن أشير إلى الحدث الأهم الذي حفزني لتدوين هذه الكلمة المستمدة من واقع مشاهدتي ومتابعتي اللقاء المباشر في برنامج تُوّجَ بعنوان "الجسر لنينوى" مع مسؤول ومؤسس القناة الفضائية السيد نينوس ترنيان في حواره مع الإعلامي الشاب والطموح السيد ستيف ناصري، بما طرحه من أسئلة ذات أهمية عن زيارة وجولة السيد نينوس لربوع الوطن الأم بلاد ما بين النهرين أثناء تجواله في شمال الوطن وحضوره لمعايشة احتفالات السنة الآشورية 6764, ومن ثم ما بلغه من طموح لتفقده بعض المدارس الآشورية والأقسام الداخلية للطلبة الآشوريين ـ قسم البنات ـ وبشكل خاص أقسام تلك الطالبات الجامعيات من اللائي يواكبن الدراسة الجامعية ولقاءاته بهن للوقوف على أجواء ظروفهن المعيشية وتواصلهن الدراسي، بحيث حفزته مواقفه القومية ومشاعره الإنسانية على تذليل بعض المصاعب وتخفيف الأعباء التي تواجه البعض منهن في معايشاتهن اليومية، وبالتالي إقدامه بالعمل الخدمي الإنساني المباشر بتوفير بعض المستلزمات الضرورية لهن على حسابه الخاص, تقديراً لجهودهن واعتزازهن وإصرارهن على مواصلة التعليم الجامعي رغم الظروف الصعبة التي أفضت عنها بوضوح كل واحدة منهن في حياتهن بدليل المخاطبة الكلامية التي تجسدها بعض الصور المرفقة أدناه التي تعزز مواقف السيد نينوس الإنسانية، وبما أدلى به في حديثه لهن وللآخرين لدعمهن ومساعدتهن وحثه المشاهدين من ذوي الهمة والغيرة والشهامة لحذو حذوه.
الأدهى من كل ذلك تجاوب الكثير من المشاهدين على مخاطبته تلفونياً بشكل مباشر والثناء على ما قام به من خلال حواره المباشر في القناة, والتي حفزت العديد منهم على تقديم وإضافة مقترحات وتوصيات إيجابية عملية أدلوا بها لدعم الحركة الطلابية لتذليل الصعوبات، ومد يد المساعدة بشكل دائم, كتمهيد للأجيال المستقبلية، ولكون إستحصال وإغتراف مبادئ العلم والمعرفة من أسس وقواعد النهضة القومية وإثبات الوجود القومي والذات في آن واحد، خاصة لواقع شعب عانى الويلات في مراحل حياته من أجل نيل حقوقه ومناداته للتمتع بالحياة الحرة الكريمة كالشعب الآشوري الذي تشهد له تلك المآسي والمذابح التي عاشها منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية مروراً بالإضطهاد الأربعيني وأحداث التاريخ القريب والحديث ولحد يومنا هذا, بدليل ما يجري في موطنه الأصلي والبلدان التي يتواجد فيها بتأثير السلطات السارحة تحت سيطرة النفوذ المذهبي التكفيري والتعصب الديني البعيد عن مفاهيم الأديان السماوية السمحاء.
إضافة للحدث الأهموأنا ادون ما تم الإشارة إليه آنفاً، استرعى انتباهي من بث مباشر للقناة ذاتها بنقل مواقف شعبنا الآشوري من الإنتخابات العراقية التي حُرّم منها العديد منهم وفق التعليمات الجديدة للمفوضية العليا المستقلة للإنتخابات التي ألزمت المُنتِخب اعتماد الوثائق الأصلية لإثبات الشخصية مع اعتبارات أخرى بغية المشاركة في عملية التصويت. ونظراً لتعذر البعض من استصحاب وتوفير ما لم يكن في حسبانهم، ورغم عناء السفر لبُعد المسافات من المراكز الإنتخابية للعديد من المواطنين العراقيين وخاصة من الآشوريين الأصلاء من بني الرافدين، لم يحظوا على تتويج سبابتهم اليمنى باللون البنفسجي الغامق رمز ودليل شرعية التصويت والإنتخاب. وكان من جملة الأسباب بأن جواز السفر العراقي غير نافذ المفعول، وكذلك عدم صلاحية وشرعية دفتر الخدمة العسكرية والعديد من الوثائق الثبوتية الرسمية الصادرة عن المراجع والدوائر الرسمية التي تثبت المواطنة الحقيقية لأطياف المجتمع العراقي بحجة عدم ورود اعتمادها في التعليمات الرسمية من العملية الإنتخابية.
من خلال هذه المواقف، كان من بين الحضور في العرس الإنتخابي المذكور بإحد المراكز في كاليفورنيا صاحب القناة الفضائية السيد نينوس ترنيان (ولادة إيران) مع أحد مقدمي البرامج السيد داود البازي (ولادة العراق) الذي لم يسمح له بالتصويت لنقص في اوراقه الثبوتية بسبب قدمها وعدم صلاحيتها حسب ايضاحات مسؤول المحطة الإنتخابية، ولينجرف في قائمة البازي العديد من أبناء شعبنا بحيث أغاضه ذلك الإسلوب اللامنطقي من التعليمات وثارت ثائرته ليصاحبه في غيضه وهيجانه السيد ترنيان بإعتلاء صوته بحمم جمله وتعليقاته النقدية من خلال النقل الحي والمباشر من أمام أروقة المركز الإنتخابي الذي حتم على مسؤول المركز للتفوه بإبعاده، وهنا كان إصرار ترنيان على الإستمرار في فضح ألاعيب قرارات المفوضية والتشهير بها مهما بلغت الإجراءات ضده وضد فضائيته، وبقي على هذا المنوال بلقاء ومناقشة من لم يحظوا بحق التصويت وإظهار مستمسكاتهم المتعددة من خلال العرض المباشرعلى الشاشة.
وفي لقاء تلفزيوني من خلال برنامج خاص تضمن عرض الإشكالات الإنتخابية، ومن ثم الإتصال بالمعتمدين من المسؤولين من ممثلي المفوضية في المهجر ومناقشتهم، بحيث تم التوصل لبعض الحلول والقناعات التي يسرت في اليوم الثاني للبعض من المرفوضين على التمتع بحق التصويت والإنتخاب بحرية تامة ومنهم داود البازي مقدم البرنامج الخاص. وهنا تذكرت المقولة التي مفادها: " ما ضاع حق وراءه مطالب ".
فهنيئاً للذين مارسوا حقهم في عملية التصويت الإنتخابية.... وهنيئاً للسيد نينوس ترنيان على مناداته في تحقيق ما سعى اليه... وهنيئاً للقناة الفضائية في إداء رسالتها الإعلامية بتفان وإخلاص من أجل حرية الكلمة وديمقراطية الرأي وخدمة المجتمع المدني.