غـبـطة ﭘـطريرك الكـنيسة الكـلـدانية ليس بحاجة إلى دفاع الضعـفاء الّلـوﮔـية
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
خـلق الله الإنـسان ــ كـل إنـسان ــ كاملاً عـلى صورته في وعـيه وبـِرّه ونـقائه وقـداسته وحـريته وإرادته ........ فلا تخـتـلف صوَرُ خـليقـته ، إلاّ حـين نبحـث في ماديات الإنـسان من صفاته ويـدخـل الجـسـد في مقـياسه ، فـنرى الطويل والـقـصير والخـفـيف والـثـقـيل والقـوي والضعـيف فـيه ، ثم صار يـبحـث مزايا لنـفـسه ، فـظهر المتعـلم والأمّيّ والـثري والفـقـير والشجاع والجـبان منه .
الإنـسان الـقـديم تـطـورَ بفـكـره معـتـمداً عـلى إرادته وحـريتها ، فـشـكـَّـلَ مجاميعَ بـشرية يتآلف فـيما بـينهم أفـرادُها ، فلا بـد مِن أنْ يـبرز بـينها الكـثيرون مَن هـم أهـلٌ لها ، ليكـونوا حاميها وسـيـدها وقائـدها ومنـسّـقها وقاضيها ومخـتارها ومعـلمها وحلاّل مشاكـلها مِن أجـل وضع دسـتـور لها لـتـنـظيم حـياتها ، إنها حـتمية تأريخـية لا مفـر منها .
إن المتميـزين في المجـتمعات هم أولـئك الـذين عـنـدهم قـدرة فـكـرية أو عـضلية أو فـنية أو صفات أخـرى شخـصية تجعـلهم سادة الـقـوم ذوي مكانة رفـيعة تمتـد إلى حـيث تـصل قـوة إشعاعاتهم التأثيرية ، أفـراد المجـتمع يـؤدّون واجـباتهم الطبـيعـية ، والقادة يقـودون المسيرة اليومية والمستـقـبلية ، وبهـذا يحـتـفـظ عـناصر الطرفـين بكـرامتهم الـدرّيّة ، وبجانبهم نـرى أناساً مبتـذلـين يـرتـضون لأنفـسهم صفة الـتـطـفـلية ، فـيُخـفـونها أمامنا ولا يـدرون بأنـنا سـبَرنا أغـوارها ولا يمكـنهم جعـلها مخـفـية !! .
لسنا بصـدد القادة الـدُنـيَـويّـين ...... بل القادة الـدينيّـين ــ الكـلـدان حـصراً ــ وغـبطة الـﭘـطـريـرك ساكـو واحـداً منهم نموذجاً بمزاياه الـذاتية ومكانـته الكـنسية ، لا نعـتـقـد أنَّ عـنـده رغـبة في خـوض عِـراكٍ في ساحات قـضائية ولا سباقات الميـدان الرياضية ، وإذا إفـتـرضنا أنْ صار يوماً بحاجة إلى مناظرات فـلسفـية أو نقاشات رعـوية وراعـوية مع أبناء الرعـية ، فـعـنـده الكـفاءة والـقـدرة الشخـصية لمحاورة المؤمنين الـذين يهمهم الأمر في الكـنيسة الكـلـدانية ، وعـليه لن يخـطر بـباله أنْ يؤجـر محامياً بـديلاً عـنه لـيـدافع عـن هـويته الـﭘـطـريـركـية ، وبالتالي فـهـو أرفع بكـثير من أن يسمح للسابلة أنْ ينـتحـلوا بـدون خجـلٍ صفة وظيفـية ، بعـيـدة عـنهم سنيناً وأشهـراً قـمرية وتـفـصلهم عـنها أشواط دراسية ...... فـيفـتـرشـون الأرصفة ويعـرضون معـلباتهم الحـقـوقـية التي بها يـنـوَون الـدفاع عـن مكانة غـبطته الإجـتماعـية .
وللعـلم ، فإن غـبطته كـتب مقالاً في يوما ما وحـذف من الموقع ــ أحـتـفـظ به ــ كانت قـد وردتْ فـيه العـبارة التالية :
7- لا عـلاقة لي بما يقـوله ــ الحـقـوقي ــ أو غـيره مع إحـترامي له .غـبطة الـﭘـطـريـرك ساكـو لـيس ، ولن ينـتـظـر من عابر سـبـيل أو متـطـفـل يـدّعي وينادي بعـبارة الحـقـوقـي السرابـية ورئيس الإستحـقاقـيات الإستـسحاقـية ، كي ينـوب عـنه ليستـسحـق كمحـقـق في التحـقـيق عن حـقـية حـقائق ليست أحـقـية ... حـقاً إنّ بعـض المتحـقـقـين لا يتـطـلب أن نحـقق في هـوية حـقـوقـيتهم التحَـوقـقـية .
لسنا نخـرق القانـون فـلن نهاب ولا نحابي أحـداً غـريـباً كان أو مِنا ، ولسنا بحاجة إلى التملق لهـذا أو ذاك بـينـنا مهما كانت درجـته الوظيفـية ومكانـته الإجـتماعـية عـنـدنا ، لأنـنا لن نـطمع بمالٍ خارج مساحـتـنا وعـلى حـساب كـرامتـنا ، ولا نـقـبل بمنـصبِ ــ عَـبـدٍ ــ يستـرخـصنا فـيستعـبـدنا ، ولا نـنـفـخ أجـسادنا كـفـقاعة زَبَـدٍ ما أنْ لمسناها تـنـفجـر عـنـد ساحـل بحـرنا .......... كما يفـعـل غـيرنا .
غـبطة الـﭘـطـريـرك ساكـو راسـلناه أكـثر من مرة مراسلات داخـلية وكان يردّ ويعـقـب عـليها بكـل عـفـوية وبسرعة قـياسية ، منها المعـلنة ومنها شخـصية ، وهي مخـزونة عـنـدنا في محـفـظـتـنا الوثائـقـية ، إذا إحـتاجها أحـد فـليطلبها عـلانية فـنـقـدمها له بكـل ممنونية لأن ليس فـيها من المحـظورات السرية ، إنها أمورٌ ثـقافـية وأخـرى عادية ، وأزيـد عـلماً لمَن يحـتاج عـلوماً إبتـدائية ، أنّ غـبطـته لا يمنع أحـداً من إنـتـقاده حـين يخالفه رأيه ولكـن بإحـتـرام ومنـطـقـية .
نعـم ، كـتـبتُ الكـثير عـن غـبطته معـلقاً ومعـقـباً بثـقة عالية ، لا بإخـتلاق قـصص ولا بإنـتحال شخـصية ولا بالإستماع إلى القال والأقاويل الشعـبـية ، بل مستـنـداً إلى كـتاباته التحـريرية ولقاءاته المنـشـورة والموثـقة الـﭬـيـديـوية ، أراه فـيها ينـتـقي كـلماته ــ بحَـذرية ــ التي في رأيه يراها ضرورية ، فأركــِّـز عـلى تجـعـدات وجهه الإنـفعالية ، وأرصد حـركات يـديه ذات المعاني الـنـفـسية ، فأجـسِّـدها بالكـتابة أو بالإتـيان بمثـلها بحـركات أدائية أمام الجـموع مثـلما أدّاها غـبطته أمام الملايـين في الفـضائية ، بشرفـكم أليس في ذلك روعة في التعـبـيرية ؟ .
لم أكـتـب بالتمويه ولا بالخـفاء ولا بالسنـسكـريتية ، بل باللغة العـربـية الفـصحى والعامية في الصحافة الحـرة الإلكـتـرونية ، لكـن البعـض ــ الساذج وأرثي عـلى حاله ــ ينـقـلها وكأنه يفـضح أسـراراً كـونية ، يا حـيف عـلى الحـقـوقـية .... ولا يـدري بنا بأنـنا لن نمتـنع أن نكـتـب غـداً وبعـد غـد ، إنها الحـياة المتـفاعـلة بـين القائـد والرعـية ومَن لا يسـرّ قـراءتها فـليقـفـل عـلى نـفـسه باب غـرفـته بإسترخائية ، ويركع مصلياً عـلى سجادة ليربح مكاناً في الحـياة الأبـدية .
[/font]