بمناسبة يوم البيئة العالمي :
----------------------------------- التغيرات المناخية تهدد السياحة في الدول الجزرية الصغيرة النامية
بنيامين يوخنا دانيال( ارفع صوتك .. لا مستوى سطح البحر ) , هذا هو الشعار المعتمد في الاحتفالات الخاصة بيوم البيئة العالمي World Environment Day ( WED ) في 5 حزيران - يونيو الحالي 2014 , وفقا لسياق متبع منذ عام 1972 , عملا بالاعلان الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة . و سوف تخصص الفعاليات و الانشطة هذا العام بالدرجة الاساس للدول الجزرية الصغيرة النامية Small Island Developing States التي يشار اليها ب SIDS , و تشمل ( 32 ) بلدا في ثلاث مناطق من العالم ( الكاريبي و المحيط الهادي و افريقيا و المحيط الهندي و البحر الابيض المتوسط و بحر الصين الجنوبي ) , بحسب تصنيف ( ادارة الامم المتحدة للشؤون الاقتصادية و الاجتماعية ) , و هي دول تتسسم بيئة معظمها بالهشاشة fragility و الحساسية الشديدة sensitivity تجاه التغيرات المناخية الحاصلة Climate Changes , و المتمثلة في الفيضانات و الاعاصير و ارتفاع مستوى سطح البحر و اغمار مساحات غير قليلة من اراضيها الساحلية و ارتفاع درجة الحرارة ... الخ , الامر الذي يضعها امام تحديات و مشاكل جدية و عالية الخطورة , تهدد اقتصادياتها عموما , و السياحة المتنامية فيها بدرجات متفاوتة , و التي تساهم بصورة جلية في توفير العملة الصعبة لمعظمها , وفقا للامم المتحدة , مع توفير فرص العمل الدائمية و الموسمية , و الحد من البطالة و الفقر و الفقر المدقع , و تعزير الناتج المحلي الاجمالي , بالاضافة الى خلق عائدات نقدية , تصل نسبة مساهمتها في الصادرات الى ( 30 % ) , و هي متأتية من الحركة السياحية المستوردة من مختلف الاسواق السياحية القريبة و البعيدة , و خصوصا الى منطقة الكاريبي حيث تستقبل وحدها اكثر من ( 20 ) مليون سائح سنويا وفقا لنفس المصدر . و يعزى ذلك الى توافر كم هائل من الموارد الطبيعية و الثقافية و مقومات مهمة و فعالة في منظومة الجذب السياحي لهذه الدول , و منها تنوع و غنى الانظمة الايكولوجية الموجودة فيها و ندرتها في بعض الحالات , و امتلاكها لمساحات شاسعة و واسعة من السواحل و لعدد كبير من الجزر و الجزر الصغيرة ( و منها جزر مرجانية رائعة الجمال ) , و التي تتيح للسواح فرصة ممارسة الكثير من الهوايات و الالعاب الرياضية المائية , مثل الغوص و التزحلق على المياه و السباحة و ركوب الامواج و ركوب الزوارق و اليخوت و الصيد و التصوير و المعالجة بالطمى و الرمال و غيرها كثيرة , بالاضافة الى اعتدال اسعار السلع و الخدمات المقدمة فيها بالمقارنة مع مثيلاتها في غيرها من المقاصد و الوجهات السياحية . و قد دعت منظمة السياحة العالمية World Tourism Organization و هيئات الامم المتحدة و المنظمات الدولية المعنية حكومات هذه الدول و اصحاب القرارات الاقتصادية السيادية في اكثر من مناسبة , و من خلال مؤتمرات عدة من اجل استغلال هذه الموارد الطبيعية – الثقافية و التراث الطبيعي و الثقافي المتميز التي تتمتع بها , و توظيفها الى اقصى الحدود في الانشطة و الاعمال السياحية , و لتطوير او ايجاد او التأسيس لانماط و اشكال سياحية جديدة مع ابتكار منتجات سياحية مرغوبة و مطلوبة لدى فئة واسعة من السياح , و وفقا لقواعد الاستدامة المعروفة Sustainability , الداعية الى الاستخدام الافضل للموارد و تنميتها و تقليل الخسائر و اشراك الجميع في العملية السياحية , و بما فيهم المجتمعات المحلية المنتشرة فيها Communities و هي كثيرة و متنوعة , مثل السياحة الايكولوجية Eco tourism و السياحة الايكوثقافية Eco Cultural Tourism و السياحة الصديقة للبيئة الطبيعية و السياحة المناصرة للبيئة و السياحة الخضراء و غيرها , لما لها من اهمية و دور في تقليل او الحد من المخاطر و التحديات المحدقة بالبيئة الطبيعية , جراء التغيرات المناخية الحاصلة Climate Changes , و آخر هذه المؤتمرات كان قد انعقد للتعريف باهمية السياحة في اقتصاديات الدول الجزرية الصغيرة النامية SIDS المنعقد اخيرا في ناساو – جزر البهاما Nassau – The Bahamas , و تحت اشراف منظمة السياحة العالمية WTO و مصرف التنمية للبلدان الامريكية Inter – American Development Bank .
بانكوك في 28 ايار 2014