المحرر موضوع: ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ  (زيارة 2061 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ
« في: 15:34 06/06/2014 »
ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ
د. صباح قيّا
يعزف البعض عن الذهاب الى الكنيسة لأسباب متعددة ، وقد يقتنع البعض الآخر بحضور قداديس الأعياد فقط  وربما المناسبات الخاصة ايضاً لعدد محدود منهم . ومن الملاحظ أن الغالبية العظمى من هذا البعض تقتصر على ذوي التحصيل الدراسي العالي  وعلى من يتمتع بمركز اجتماعي مميز ، خاصة في المدن التي تتوفر فيها كنيسة واحدة تتناسب مع عدد ابناء الرعية فيها . ومنهم من وجد ضالته  في حضور طقوس كنائس أخرى اشباعاً لغريزة الشعور الاستعلائي تجاه أبناء جلدته أو حتى كنيسته .    وكتحصيل حاصل لهذا التباين الأجتماعي والوظيفي وكمحاولة ذاتية  لمعالجة  ذلك العزوف  وتبريره ، برزت ظاهرة كنيسة الأغنياء وكنيسة الفقراء وبالأخص في أماكن محددة من بلاد المهجر حيث  الكثافة السكانية العالية من الكلدان مما يستوجب توفير كنيستين على الأقل  . لم تكن تلك الظاهرة , حسب قناعتي ، من صنع آباء الكنائس الأفاضل ، وانما بدعة استحدثتها وهللت لها  شريحة واسعة نوعا ما  من الرعية جلّ همها التسابق الأعمى  لتعزيز  تقليعة مظاهرها  الوهمية وكبريائها المصطنع  سواء عن جهل  أو عن دراية ، أو نتيجة  تقليد او ابتكار  ، ولكن حتما بدافع ما يسمى " الفنطزة والعنطزة " ليس الا ....

تحضرني وأنا أكتب المدخل أعلاه طريفة حدثت لي في بغداد مع ابن عمتي قبل أكثر من عشرة سنين .  اتفقنا أن نلتقي في مدخل  كنيسة مركز القديس يوسف ( كنيسة السنتر ) بعد قداس الأحد . رأيته بالفعل ينتظر في الموعد والمكان المحدد ، وحال مشاهدته لي سألني بانفعال : هل موعده معي حقا أمام كنيسة أم أمام نادي اجتماعي ؟  ابتسمت له فقط ... لم يكن سؤاله مفاجئة لي وهو الذي  ترعرع في ناحية يرتاد أهلها الكنيسة بانتظام  للصلاة وتأدية واجب الأيمان دون الأهتمام اللامعقول بوسائل  البهرجة والزخرفة .... والحقيقة يجب أن تقال .. لا كنائس في بغداد للفقراء أو للأغنياء , وانما مظهر الحضور الكنسي  يعتمد على المستوى الحياتي لتلك المنطقة ، ورغم ذلك لا يمكن نكران أن كنيسة السنتر اللاتينية  تنفرد بحضور طبقة اجتماعية ، غالبتها كلدانية ,  يغلب عليها طابع المغالاة في اللبس والتبرج . وربما نقلت تلك الجموع  عدواها الى بلاد المهجر فنشأ بذلك مرض كنائس الأغنياء .

تدّعي  الفئة المتعلمة جداً من العزوفين اعلاه ، بأن كرازة الأب أيام الآحاد سطحية وساذجة وكأنها من دروس التعليم المسيحي  للأطفال ، أو معلومات أولية  عن الأيمان المسيحي كالذي كان متبعاً في القرى أيام زمان حيث البساطة ومحدودية التعليم سمة دارجة وهذا ما لا ينسجم مع الثقافة العصرية والتطورات الحياتية ... من وجهة نظري ذلك تبرير مجحف وحتى غير عقلاني  وغير منطقي وبعيد كل البعد عن واقع الحال .... كهنة اليوم ثقافة واسعة وتحليل عميق وطموح مشروع لبلوغ ما تصبو اليه الكنيسة من المستوى المعلوماتي لمواجهة التحديات الخطيرة ، وما أكثرها ، التي تعترضها . ألكل يعلم أن الكنيسة أنجبت عبر مسارها العسير والمؤلم من الأفذاذ ما تعجز المجلدات عن احتوائه ... لست بصدد التطرق الى ماضٍ  بعيد بل الى أمس قريب والى  ماذا عن اليوم وما ينتظر الغد .... 

حدثني راعي الكنيسة في لندن قبل سنوات عن تجربته عند تقديمه محاضرة عن الأيمان على طلبة احدى الجامعات هناك ... لم يكن لمعظمهم أية علاقة بالرب بل ينكرون الخالق بشدة مع سبق الأصرار ... لم تخلو أسئلتهم ومناقشتهم من الأستفزاز والأستهزاء والأستهانة بالخلق الألهي .... ما هي  اذن صفات الكاهن اليوم وكم يجب أن تصل سعة ثقافته وحجم معلوماته لتفنيد معتقدات مثل هذا الجمع وأيضا معالجة رغبات وميول  شرائح اجتماعية متنوعة وقوانين دول تتعارض في بعض بنودها مع دعوة الأيمان وتعاليم الكنيسة .

لا تتطور الدولة عندما يقودها الرعاع ، وتخسر الشركات حتما عندما يفتقد مجلس ادارتها الكفاءة والخبرة ، وتنحسر المؤسسات التعليمية اذا عهدت ادارتها لأشباه الأميين ، وتتضاءل شعبية الأحزاب عندما تنحرف عن مبادئها خدمة لمصالح قيادييها .... هذه أمثلة لحلقات ادارية محورها تدبير اداري .... أيضا الكنيسة تحتاج الى راعي يدبر أمر الرعية بنجاح  .. ثقافة الكاهن ضرورية وحاجة ملحة  وطموحه مشروع ما دام ضمن التحديدات الكنسية .. أستمتع بكاهن يجيد الأستماع ويبرع في الخطابة ... كرازته تحليل عميق لكلمات سهلة ممتنعة ... يستذكر الماضي ليمنح  اليوم حلاوة  والغد أملاً ... يعزز ثقة الحضور بابتسامة صادقة .. تحضره الدعابة والنكتة تخفيفاً لهموم الرعية ...

هنالك مثل انكليزي شائع فحواه  " لا تحكم على النأس قبل أن تجربهم " . وعليه لا أتقبل راياً سلبياً على الكنيسة ممن لا يعرفها ... لا أتقبل التقليل من مستوى كرازة الكاهن ممن لم يستمع اليها ... لا اهاب طموح الكاهن اطلاقا بل على العكس ادعو له زيادة الأطلاع واستمرارية التحصيل المعلوماتي الذاتي منه والمبرمج ما دامت خدمة الرعية غايته واعلاء شأن الكنيسة هدفه . من حق الكاهن أن يطمح في صعود السلّم الأداري الكنسي  ويسعى له بتجرد بأستثناء كلمة الرب ....       


غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20712
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
رد: ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ
« رد #1 في: 14:21 07/06/2014 »
الأستاد ألدكتور صباح بعد التحية والأحترام
منذ ان كنا صغار وعايشين في قرانا كانت للكاهن منزلة كبيرة في نفوسنا بالرغم من بساطته وكبر سنه ولكن كان محترماً من الجميع وحتى في المدينة الى عقد الثمانيات من القرن الماضي كان للكاهن دور مهم في حياتنا وكل ذلك يرجع الى المحبة وقدرة الأيمان الذي كنا نتمسك به رغم ان الكاهن كان حتى الشهادة الأبتدائية لم يحصلها وكنا سعداء فرحين وفخورين ولكن الذي جرا ويجري الأن وللأسف الشديد من بعض الكهنة من أغلاق ابواب الكنائس والعزوب الى السفر ومن غير اعلام الابريشية او حتى الأسقف المسؤول فالكاهن ليس بالدرجة العلمية يكون افضل صحيح ان العلم مطلوب لكن يبقى الايمان والالتزام هما سر نجاح الكاهن اما كنيسة للفقراء وكنيسة للاغنياء فهذه الاخرى من صنع الغرب وتهلهل لها كهنتنا الذين لا يهمهم سوء جمع المال فهناك البعض من الكهنة حتى في الصلاة على الراقدين يسألون ان كان المتوفي غنياً ام فقيراً هذه الأمور وغيرها لم نسمع بها ولم نراها عندما كنا في بلادنا والسبب ضياع الأيمان وتحول حياة الكاهن من تلك الحياة الأيمانية البسيطة الى حياة الترف والركوض وراء المال فعليه فسر الكهنوت هو اسرار السبعة للكنيسة المقدسة ويجب على الكاهن ان يحافظ عليه ويلتزم بالكنيسة ويكون انسان لا محب للمال فالكنيسة هي بيت الرب وامانة في اعناقنا جميعاً ارجوا المعذرة دكتر للاطالة لان موضوعك شيق وممتع / والرب يبارك الجميع
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ
« رد #2 في: 09:15 08/06/2014 »




ألأخ Odisho Youkhana المحترم
سلام المحبة
شكراً لمرورك وإضافتك للمقالة . نعم هنالك ممارسات سلبية عند البعض , وبالمقابل نلاحظ أضعاف ذلك من الإيجابيات عند نفس البعض أو البعض الآخر . قناعتي أن الأمور تسير بالإتجاه الصحيح , ولو ببطء السلحفاة تقريباً وذلك حتماً أفضل من الركود . ألإدارة الحازمة بعدل ضرورية , ولكن هنالك عوامل متعددة تحدد إستخدامها على نطاق واسع , أهمها حسب قاعدة العرض والطلب , كم المتوفر وكم المطلوب ? . مهما كان , الواجب يحتم إبراز الإيجابيات , مع الإشارة إلى السلبيات ولكن بأسلوب نقدي بناء وغير جارح إطلاقاً . إحترام رجال الدين موقف مبدأئي كاحترام الوالدين . 
تحياتي

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20712
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
رد: ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ
« رد #3 في: 05:09 13/06/2014 »
دكتر صباح صحيح الجواب ابراز الايجابيات والاشارة الى السلبيات باسلوب نقد حضاري لكن صدقني هذا واقع الحال الذي اصبحنا فيه احترام الكاهن هذا من الضروريات ومن الواجب على الجميع والا دكتر ماذا تفسر بايقاب بعض الكهنة ومن قبل قداسة ابينا البطريرك مار لويس واخر ايقاف كان للكاهن صلاح ناهيك عن اغلاق كنيستنا المقدسة في كندا وندوز ..
تقبل احترامي
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ
« رد #4 في: 23:38 13/06/2014 »
ألأخ الشماس Odisho Yokhana
سلام المحبة
شكراً لمرورك الثاني . ألكاهن اليوم وخاصة في المهجر أمام الأنظار . هنالك من يمدحه , وهنالك من يلومه , ولكن الأكثرية همّها حضورالقداس ولا تكترث بالتفاصيل . وفي أغلب الأحيان تهوّل وتضخّم الأمور سلباً أو إيجاباً . إبراز الإيجابيات مهم جداً مع عدم إغفال السلبيات بل الأشارة لها بإسلوب مهذب وعقلاني . أما مسألة إيقاف الكهنة فلا أعلم تفاصيلها وحتما من يسكن داخل الدار أدرى بها ممن يقف خارجه أو بعيدا عنه . ومهما يكن على من يحمل رسالة الإيمان واجب المحافظة عليها من العبث .
تحياتي

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4972
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ
« رد #5 في: 01:08 14/06/2014 »
رابي دكتور صباح
شلاما دمارن
ان ما تفضلت بذكره  حالات  موجودة لدى مجموعة صغيرة تحاول ان تجد لها مركزية ما بناءا على ما يخزنون من اموال
ولكن  اعتقد ان محاولات تلك المجموعات  ستبقى محصورة بينهم وتجعلهم يحسون بالنقص الاجتماعي
وكانهم خراف خارج المرعي الروحي للكنيسة
وهم الخاسرون في النهاية
لان المعادلة الاجتماعية للحياة السوية لاي انسان وضمن اي مجتمع هو ان يبقى ضمن حضن وسياج الاكثرية
واعتقد ان المهم في الكاهن اليوم هو ان يجيد لغتنا الام ويحسن طريقة الالقاء وباسلوب سهل ممتع يجذب المصلي
وان يبتعد عن الاطالة  والتكرار
 وتشكر على موضوعكم هذا
والرب يبارك في انقياء القلوب

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ
« رد #6 في: 05:51 15/06/2014 »

ألأخ أخيقريوخنا
سلام المحبة
سكراً لمروركم وتقييمكم الإيجابي مع إضافتكم القيمة للموضوع .
 لا شك بأنها مجموعة صغيرة , ولكن أحيانا يتبعها الكثيرون تشبهاً بهم وللظهور بالمظهر الذي  يغطي , وهما , مركبات النقص عندهم , والطامة الكبرى عندإحساسهم بميزة خاصة عند راعي الكنيسة , وذلك غالباً ما يحصل ولا يمكن نكرانه .
صحيح أن لغة الأم من أساسيات أي كاهن مشرقي , ولكن المهم إيصال الرسالة باللغة التي يفهمها الجمع المؤمن وإلا تخلو الكنائس تدريجيا من روادها وخاصة شباب المهجر , وهذا ما أخشاه مستقبلا . 
تحياتي 

غير متصل وميض شمعون آدم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 56
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ
« رد #7 في: 20:24 19/06/2014 »
Dear Dr Sabah,
In my opinion, it is the good example what we need to see in today’s Christian clerics. His Holiness Pope Francis is conquering the world through his simplicity, tranquility, reverence, etc. Today he is revealing to us the richness and power of poverty when he emphasizes that evangelization and poverty are connected together. Our priests must be Christ-like not self-like! We need Holy Priest like Saint John Vianney who turned people indifference to faithfulness and loyalty to God and to the Church through his fasting and prayers. And let us remember what Saint Paul himself (the educated Pharisee) said after his encounter with the Lord:     

“When I came to you, I did not come with eloquence or human wisdom as I proclaimed to you the testimony about God. For I resolved to know nothing while I was with you except Jesus Christ and him crucified. I came to you in weakness with great fear and trembling. My message and my preaching were not with wise and persuasive words, but with a demonstration of the Spirit’s power, so that your faith might not rest on human wisdom, but on God’s power.” (1 Cor. 2:1-5)

God Bless all.
Wamid Shamon Adam
Toronto-Canada
[/left][/center][/right][/left]

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ألكاهنُ ثقافةٌ وطموحٌ
« رد #8 في: 13:12 22/06/2014 »
Dear Wamid Shamon Adam  
Many thanks for your additional comment that I totally agree with . 
The priesthood , like any profession, can , unfortunately , divert form its main aims . In principles , it should not , knowing that its  message being from God and to God . As simple as that . However , our Clerics are human beings belonging to different backgrounds . Some of them may fall into the trap of not being able to resist the temptation of life . The problem is , even if their number is subtle , but its effect can be significantly harmful because people believe that the priest should be a role model for others to follow . Hopefully, with the present Pope and his deep belief and Christ like attitude , things will sooner or later change toward the way how Christianity is and should be. 
My deep appreciation again for your valuable words.