المحرر موضوع: بداية النهاية وتصفية الحساب _ بقلم سلوان ساكو  (زيارة 1344 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بداية النهاية وتصفية الحسّاب - بقلم سلوان ساكو
كنُت قد كتبت عن الأحداث الاخيرة في محافظة الموصل وقلت أن تسمية داعش( دولة العراق والشام الاسلامية) هو خطأ كبير فهؤلاء المقاتلين ، وأن وجد بينهم أجانب من جنسيات عربية أو غير عربية ، فيقودهم قيادات بعثية وعسكري وأستخبارية سابقة ، كانت تقود العراق في زمن صدام حسين . حين أحتل العراق في سنة 2003 لم تجد هذه القيادات مكان لها في الخارطة السياسية العراقية ، وفر العديد منها الى دول اخرى أهمها ، سوريا واليمن. واستحوذت القيادات الشيعة بعد السقوط 2003على السلطة بين ليلة وضحاها ، وبالتالي أصبح السنة خارج اللعبة السياسية ، بعد فترة طويلة جدا من الحكم . هنا تشكلت في هذه الفترة نوة المقاومة العراقية ( السنية ) وبدء تسلسل الاحداث المتتالية من الفلوجة والرمادي في زمن اياد علاوي ، 2003-2004 وقمع الانتفاضة بشكل وحشي وتهجير الناس الأمنة ، وكل ذلك بمباركة ودعم امريكي ، في نفس السنة اي 2004 الشهر التاسع سقطت الموصل بيد الارهابين ، هنُا كانت هذه المجاميع من خليط متنوع من لصوص، مقاومة ، اجانب من شيشان وافغان ومغاربة ،اكراد لهم اجندتهم الخاصة .... الخ . وانا كنت في المدينة في تلك الأحداث وشاهدت القتل ومجاميع يحرقون مراكز الشرطة ويعيثون في الارض فسادا الى ان تم ضبط الامن نوعا ما من قبل الحكومة والامريكان . هنا كانت قيادات البعث العراقي مبعثرة ومتخبطة، ويتم البحث عنها والقاء القبض عليها وزجها في السجون ، ولكن خرج أو فر كبار البعثيين الى الخارج ، وهنا صار تحول كبير في التنظيم واصبح هناك قيادتين واحدة في اليمن بقيادة عزت ابراهيم الدوري والأخرى في سوريا بقيادة يونس الاحمد عضو قيادة قطرية سابق مجمد في زمن صدام ، والتحق في قيادة اليمن أعضاء كبار من القيادة القومية مثل شبلي العيسمى ، ولكن الرفيق العيسمي رأى أن القضية كبيرة ولها أبعد خطيرة وعميقة ليس له طاقة عليها وهو الرجل المسن ، فترك الحزب في اليمن وذهب الى الولايات المتحدة الامريكيا ، عن أبنائه ، بعد أن منحته السلطات اليمنية جواز سفر دبلوماسي . في سنة 2011 ذهب العيسمى الى بلدة عالية بجبل لبنان حيث كان في زيارة لأبنته المتزوجة ، خطف من تلك البلدة وبقا مصيره مجهول الى حد الان . وانتهت صفحة الرفيق شبلي العيسمى الى الابد .
شكل عزت ابراهيم الدوري قيادة جديدة للحزب تتضمن المجاميع المتطرفة أمثال انصار السنة وعصائب الحق والتوحيد والجهاد والطريقة النقشبندية .... الخ وحصل تنسيق بين تلك الجهات وبين البعث بقيادة الدوري ، وبدعم مالي كبير من السعودية وقطر تحت المظلة الامريكيا ، وهو كان نفسه قد شكر الحكومة السعودية والملك عبدالله بن عبد العزيز ، في إحدى خطاباته ، وألا كيف نفسر رجل كبير في السن ومريض ومطلوب من الامريكان ، يتجول في المنطقة ومن مطار الى أخر دون أن يلقي القبض عليه ؟ . سوفة يطرُح هنُا سؤال مهم هو كيف أمريكا أسقطت الحكومة العراقية وفي نفس الوقت تدعم القيادة السابقة، وأقول أن السياسة الامريكية والجيش يختلفان عن دور المخابرات والس إي أيه والمصلحة هي تحتم الاولويات ، وكل شيء مباح في زمن الحرب . في هذا الوقت تشكلت مقاومة عراقية أخرى بقيادة البعث ايضا ولكن في سوريا ، ولأن الحرب في العراق طائفية ومذهبية ودينية بمتياز لاقت هذه المقاومة رواج في الشارع العراقي وأنظم اليها الكثير من المقاتلين والرفاق السابقين ، واصبحت مع الايام قوة ضاربة قوية ، ولأن الأفكار القومية والعلمانية انتهت واصبحت من الماضي وليس لها رواج في العراق ، أتخذ حزب البعث عدة اسماء دينية( اسلامية ) تُدغدغ الشعور عند المواطن ، ولعب على الوتر الطائفي ونجح فيه بشكل كبير كل هذا كان تحت الدعم السوري وكان للحزب فروع في حلب وحمص ودمشق ومعسكرات للتدريب المقاتلين في دير الزور ، وكان في حلب الأمام محمود قول أغاسي ( ابو القعقاع ) اغتيل في 2007- يجند المقاتلين ويضعهم تحت تصرف السوريين ثم ترسلهم الى العراق ، في زيارة خاطفة لكولن باول وزير الخارجية الأميركي لدمشق يوم الجمعة 2 أيار 2003، في اليوم التالي لإعلان الرئيس جورج بوش على ظهر بارجة حربية أميركية أنّ «المهمة قد أُنجزت في العراق»، وعند عودة باول إلى واشنطن أوضح أكثر ما جرى في دمشق: «ما قلته للرئيس الأسد هو أنك تستطيع أن تكون جزءا من مستقبل إيجابي، أو أن تبقى في الماضي مع السياسات التي تتبعها… الخيار لك» (السفيرـ 3 ـ 5 أيار 2003) وأصبحت أمريكا (دولة جوار) وبات على الأسد أن يدرك هذا جيدا، ولكنه أدركه بطريقته الخاصة، فاستعمل حاجة الولايات المتحدة إلى نظام الأسد لضبط الأمور في العراق، ورقة ضغط كبيرة على واشنطن، مدعوما بالعقل الإيراني الذي أراد أن يرث الأرض ومن عليها في عراق ما بعد صدام حسين، مستغلا الهلع الأميركي من تنظيم القاعدة، ولم يكن أمام الأسد سوى خلق الظروف المناسبة للأميركيين، كي يعدّوه أحد أهم محاربي القاعدة في المنطقة، وما الظرف المناسب إلا التغلغل أكثر في التنظيم ذاته، وتقديم الدعم اللوجستي والمخابراتي له، والعدّة والعتاد، والرجال الذين عبروا الحدود السورية العراقية بالآلاف. ولكن كل هذا تغير مع بدء الانتفاضة في سوريا 2011 وبتالي توقف الدعم اللوجستي للقيادات العراقية فأنتقلت من سوريا الى شمال العراق في دهوك و أربيل بتنسيق امريكي كردي تركي كورقة ضغط على حكومة المالكي في أي فرصة .وعلى طول التاريخ يوجد علاقة جدلية بين الاكراد والبعثين ونتذكر حين هرع مسعود البرزاني الى صدام حسين في سنة 1996 ليقف الى جانبه ضد جلال الطالباني . المسألة ليست مصادفة ولاهي حالة عبثية بل ثمة أستراتيجية وعدة على أعلى المستويات في العالم . والقضية أكبر بكثير مما نتصور ، هي أعادة رسم خريطة للمنطقة بأسرها ، فقد دخلت تركيا الان على خط المواجهة ويحتمل ان تدفع قواتها الى الدخول في شمال العراق بعد ان خُطف القنصل العام و الموظفين في الموصل البالغ عددهم 48 فرد ، ايران ايضا دخلت الى المواجهة بشكل مباشر ، الاحداث المتسارعة في الموصل سوفة تلقي بظلالها الثقيلة على المنطقة بأسرها وسوفة تكون نقطة تحول جذري . المرحلة التالية هي الأكثر خطورة مرحلة مابعد السقوط المدوي للموصل وباقي المحافظات العراقية