المحرر موضوع: المستبدون متماثلون في السيرة والسلوك، صدام والمالكي نموذجاً!  (زيارة 384 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم حبيب

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1265
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كاظم حبيب
المستبدون متماثلون في السيرة والسلوك، صدام والمالكي نموذجاً!
العراق يتوجع بفعل المحن المتراكمة والمتكاثرة التي عرضت الشعب وأرض الوطن إلى الاستباحة والتي اقترنت بممارسة الإرهاب والطائفية السياسية، إنهما وجهان لعملة واحدة ومن نسيج واحد في المحصلة النهائية. هذا العراق العزيز، انكسرت عينه، كما عبر عن ذلك الطيب الذكر أبو گاطع« هذا العراق  وشعبه يئنان تحت وطأة أقدام الإرهابيين الذين دنسوا أرض العراق وسحقوا كرامة الإنسان وعمقوا العواقب الوخيمة للنظام المحاصصي الطائفي اللعين. فالناس تقتل بالجملة على أيدي الإرهابيين في الموصل والفلوجة وصلاح الدين وبيجي ومناطق أخرى من العراق، هذا صحيح تماماً وهذه مجزرة رهيبة. ولكن صحيح أيضاً ما تمارسه عصائب أهل الحق وميليشيات أخرى بقتل السجناء السياسيين الذين يقعون تحت طائلة المادة 4 أ (الإرهاب)، كما يصطادون الناس ليمارسوا القتل بحقهم أيضاً. إنها المحنة العراقية الراهنة والكارثة التي يتعرض فيها الإنسان العراقي، إنه فقدان حقه في الحياة، إنه الموت المستمر.
أما الحاكم بأمره فلا يريد اتخاذ الخطوة الضرورية من أجل استعادة التعاون بين القوى العراقية لإيقاف نزيف الدم وطرد الإرهابيين وعزلهم عن أبناء الشعب في المناطق المحتلة، عزلهم عن هذه العصابات الشريرة المشاركة باجتياح العراق.
هل تتذكرون أيها العراقيون والعراقيات ما حل بالعراق حين كان الدكتاتور صدام حسين حاكما على كل العراق. لقد ارتكب كل الموبقات من حروب وقتال وسجن وتعذيب وغدر واغتصاب وتدمير وسرقة أموال وتصدير إرهاب. لقد مارس كل ما في جعبة المستبدين من أساليب إجرامية ضد الشعب العراقي بكل قومياته. وحين اقترب موعد الحرب الخليجية الثالثة ضد نظامه اقترح أمير دولة الإمارات العربية المتحدة الطيب الذكر الشيخ زايد بن سلطان بترك السلطة بالعراق والنزوح إلى الإمارات العربية ليبقى سالماً معافى فيها. رفض الدكتاتور الأرعن هذا المقترح وهذه الدعوة وأصر على البقاء على رأس السلطة ببغداد. فكانت الحرب الخليجية الثالثة في العام 2003 حيث سقط عشرات ألوف الناس الأبرياء في ساحات القتال من طرف واحد واحتل العراق ودمرت بنيته التحتية ومشاريعه الاقتصادية وعاد العراق إلى ما قبل التصنيع وأسوأ من أعوام الثلاثينات من القرن الماضي. كما انتهى صدام حسين، بعد أن القي القبض عليه في حفرة تحت الأرض، بصدور وتنفيذ عقوبة الإعدام بحقه. ولو كان الدكتاتور قد وافق على ما اقترح عليه لجنب العراق تلك الحرب وتلك الضحايا الهائلة، وربما كان خط سير العراق غير الذي حصل في أعقاب حرب الخليج الثالثة. لقد كانت مأساة حقيقة أن تسقط تلك الآلاف المؤلفة من أبناء وبنات الشعب العراقي.
واليوم أيها العراقيون والعراقيات تواجهون شخصاً آخر مماثلاً في السيرة و السلوك، تسلم الحكم منذ العام 2006 وما يزال على رأس السلطة رغم إنه يمثل الآن حكومة تصريف أعمال، ومع ذلك يرفض ترك السلطة لتشكيل حكومة جديدة برئاسة غيره. إنه يصر على أن يلتزم بما وعد به شيوخ بعض العشائر حين قال " أخذناها بعد ما ننطيها، هو ليش أكو واحد يگدر ياخذها"، رغم الرفض القاطع لأطراف كثيرة من أحزاب الإسلام السياسي الشيعية حلفاؤه في التحالف الوطني، ورغم مطالبة حكومة إقليم كردستان العراق بضرورة تخليه عن السلطة، ورغم مطالبة جماهير واسعة من المناطق الغربية بالعراق بإبعاده عن الحكم ليتسنى لهم مقاومة الإرهاب , ورغم مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي بأن عليه أن يترك السلطة لأنه لم يعد جزءاً من الحل بل هو جزءُ كبير من المشكلة الراهنة والمتفاقمة. إنه يرفض رغم تفاقم الأوضاع بالبلاد ورغم امتداد قوى الإرهاب إلى مناطق جديدة من المنطقة الغربية والموصل وعلى مقربة من حدود إقليم كردستان مع محافظة نينوى. إن هذه الدكتاتور الجديد يدفع بالعراق ليس إلى مأساة حقيقية جديدة فحسب، بل وإلى مهزلة حقيقية، إنها المأساة والمهزلة في آن، ولا يتحملها حزب الدعوة وقيادة هذا الحزب فحسب، بل البيت الشيعي كله. إن أي يوم إضافي يبقى فيه نوري المالكي ورهطه بالسلطة يدفع بالعراق إلى المزيد من الموت والخراب والدمار. على العراقيين والعراقيات أن يعاقبوا كل الذين لعبوا على حبال الطائفية السياسية المقيتة والمحاصصة الطائفية من أتباع المذهبين من السنة والشيعة، لأنهم قد هيئوا سبل وقوع العراق وشعبه في هذه المأساة والمهزلة المتفاقمتين.
24/6/2014                     كاظم حبيب